لا أريدها ان تتعلق بي

22 4 0
                                    





#بعد إسبوعان  ..

بدأت رانسي تستعيد نشاطها .. تُمارس بعض الامور لوحدها .. لا تحتاج مساعدة آدم او أياً من الخدم .. استطاعت حمل طفلها .. إرضاعه .. تغير ملابسه .. تنويمه .. عرض آدم عليها الصعود إلى جناحه .. ولم تتردد .. كان جناحه عبارة عن منزل اخر في داخل هذا القصر .. باب من الحديد بعين سحرية .. تدخل ليستقبلها ممر طويل بعض الشيء .. مجلس متوسط الحجم ذو شرفة كبيرة .. بداخلها زرع وكرسيان وطاولة .. كان المطبخ يطل على هذا المجلس .. كان هناك بابان خشبيان .. وبابٌ اخر من حديد .. اثرتها الشكوك.. ما هذا الباب الحديد؟  .. سألته وقال :
أكتشفِ ذلك بنفسك ..

فتحت الباب الحديدي ليستقبلها باب للمصعد الكهربائي .
اردف بدون مبالاة : في حال كنتِ تريدِ الهرب من والدتي .. هذا المصعد الكهربائي ينزلكِ إلى الحديقة الخلفية !

...

واهاً .. دخلت غرفة كانت صغيرةٌ بعض الشيء .. انها تخص ابننا .. جميلة لا يعلى عليها .. الغرفة الثانية كانت غرفتي .. او بالأصح غرفتنا .. يتوسطها ذلك السرير الضخم .. بجلده الأبيض الؤلؤي .. تلفاز ضخم معلق على الحائط .. شرفة كبيرة بداخلها طاولة وكرسيان .. كانت بداخل الغرفة .. غرفة صغيرة ..فتحتها لتستقبلني غرفة الملابس والقياس .. لم ارى جناحه هذا من قبل .. لأنه لا يسكن هنا ..
أستدرت ناحيته وَهُو ظلّ يرمقني ويلاحظ فغرة فاهي ..

- لماذا لا تسكن هنا ؟ لقد وضع لك منزلٌ خاص ! لماذا ترهق نفسك بالمكوث بعيدًا عن والدتك ؟
- لا أريدها ان تتعلق بي .. بالإضافة إلى ؛ انا انسان احب الحرية .. اذا مكثتُ هنا ستحاسبني على الخروج والدخول .
- كم من يوم سنبقى هنا ؟

دلف إلى سريره ورمى عليه جسده :
        سنغادر قريبًا !

جلست على طرف السرير :
     آدم .. ومنزلنا  ؟
- انه صغير وقديم .. سننتقل منه !

رميت الوسادة على وجهه :
وتقول بأنك ابن امرأة متباهية بأموال والدها ، انت أيضًا شاب متباهي بأموال والدته !

جلس غاضبًا ورمى بتلك الوسادة على الأرض :
أولًا انا لا أتباهى بأموال والدتي ، تلك الأموال خاصة بي من عرق جبيني يا متواضعة وثانيًا لماذا يضايقكِ تغير المنزل ؟ كل الناس تغيّر منازلها عندما تشعر بأنها لم تعد تناسبهم !

تنهدت و رميت عليه وسادة أخرى :
كُل الناس ؟.. لا تجمع .. المنزل ليس من السهل شرائه !

اخذ تلك الوسادة ، لكن هذه المرة صفع بها وجهي فـ كدت أقع من على السرير :
لكنني أشتريه و رأيتِه وأعجبكِ  !

دلفت إلى غرفة الملابس و لحق بي .. اخرجت ما راق لي و بدلت ملابسي ثمّ استدرت إليه :
     ماذا تريد ؟
عقد ذراعيه بملل : اين ستذهبِ ؟

جلست امام مستحضرات التجميل وبدأت العمل بوجهي ثم قررت أن أجيبه فقلت : للمستشفى !
امسك بشعري ثم رفعه إلى الأعلى بطريقة مهذبة ثم قال : لماذا ؟
- ينبغي علي إجراء إختبار ما بعد الولادة للتأكد بأنني بصحة جيدة واتماثل للشفاء بشكل صحيح !

التقط مفاتيح سيارته قائلًا :
          إذًا انا انتظركِ بالأسفل !

أمسكت بذراعه ومسحت عليه برقة ونعومة :
كلا ، سأذهب مع جوليا .. العيادة نسائية ولا تسمح بدخول الرجال !
- دعني أوصلكما إذًا !
- لا داعي ياروحي لأن جوليا تستطيع القيادة .. انا ذاهبه .. انتبه لصغيري حتى لا اقتلع عيناك !
- حسناً ، عودي سالمة ..

لوحت بيدِها مغادرة لكنه سحبها و قبلها قائلًا :
لماذا لم تعتادِ على تقبيلي قبل الخروج ؟
- كيف أعتاد وأنت من اخرج معه كلّ يَوْم ؟!

قبلت وجنته وسحبت حقيبتها التى وقعت على الأرض ثم غادرت ..




في المساء..

عدت أخيرًا من المستشفى و استقبلتني والدة آدم مرحبه ثم اردفت : غداً سيأتي الحشود من الناس لتهنئتنا بقدوم طفلنا الجديد .. استعدِ سيكون حفلاً مشتعلاً !
- لماذا الغد ؟
- لأنكِ قد تعافيتِ ولا بد من ان يعلم الجميع بأن سابيا رزقت بحفيدها الذكر الاول !
-  سوف أصعد الآن ، لكن آياد برفقة من ؟
- أنهُ مع خالد .. في الطابق العلوي .

غاردت بعد ان ودعتها .. دخلت الجناح لأرى مالم يخطر على البال .. كُل الأنوار مضاءة .. أصوات التلفاز عالية .. بعض الأغراض مبعثرة .. بودرة الحليب ملئت المكان .. آدم الأحمق لماذا لم يستعين بأحد الخدم ؟ المثير اكثر أنه كان فاغرٌ فاهه نائم بجانب صغيرهُ و مبعثر الشعر اما بالنسبة لأياد لم يكن نائم .. أطفأت التلفاز و اخذت أياد بين ذراعي وبدأت بهزه لينام .. وبالفعل نجحت .. وضعته في حجرته .. أشغلت الجهاز الاسلكي لسماعه عند البكاء .. عدت إلى غرفتي لـ اخلع حذائي وملابسي و ارتديت ملابس النوم .. أطفأت الإضاءة ؛ دلفت استلقي بجانب آدم الذي لا يرثى له .. لا استطيع القول بأنه والدٌ جيد ، لكنه حاول أن يكون والدٌ جيد .. كنت سأنام لكن أفزعني ذراعه الذي أستقر على حوضي و جذبني اليه اردف :
            لقد جئتِ اخيراً

- ألم تكن نائم ؟
قبل رقبتي قائلًا : بلى ، لكنكِ مزعجة .. مارأيكِ بأن نحظى بلحظات ....

قاطعته : لم اطهر بعد !
دفعني عنه معاتبًا : تباً لكِ !
قهقت : لقد فسدت خطتك ما ذنبي ؟
- لم يكن هناك خطه بالأساس !
- غداً سيكون هناك حفل استقبال لـ أياد . ماذا سنفعل ؟

سحبني مرة اخرى إلى حضنه ثم قبل انفي وقال :
لا تقلقِ والدتي ستقوم بكل شيء ، انتِ فقط أرتدي فستان يخطف الأنظار وهي ستكمل الباقي ! ليكن في علمكِ ستري غدًا وجوهًا جديدة !
- أمك مبالغة !
- لقد اخبرتكِ سابقًا و الآن نامِ قبل ان يستقيظ أياد .





دعي الحاسة السادسة .. حاسة الام .. تساعدكِ في إيجاد ابنكِ  وهذا اذا كنتِ تملكِ تلك الحاسة.. انا ابصم بأناملي العشره بأنكِ حتى ذنب لم تشعرِ به ..
..يتبع..

مغتربة | (2) Expatriateحيث تعيش القصص. اكتشف الآن