#مساء اليوم التّالي..دخل بهدوء يمشي على أطراف أصابعه حتى توقف عند رأسه جلس بجانبها وهمس بإذنها :
رانسياستيقظت سريعًا ولكنها عادت للنوم ، امسك بيدِها واخذ يهزها بخفة ثم قبلها قائلًا :
هيا استيقظِ ألم تشتاقِ إليّ ؟فتحت عيناها ثم أمسكت بوجنته وأخذت تتأمله بعينان دامعه ، همست أخيرًا :
- آدم ..
- اجل آدم ، حمدلله على سلامتكِ حبيبتي .اعتدلت في جلستها ثم ارتمت في حضنه باكية ومعاتبة :
كيف استطعت القدوم ؟ ولما لم تخبرني يا آدم ؟ انظر إلى بطني لقد فرغت لأنني أنجبت طفلًا يا آدم لا تخف لم اسميه بعد أنتظرتك حتى تأتي و تطلق عليه اسمه ...مسح دموعها بيديه و قاطعها قائلًا :
اعلم يا روحي لقد أنجبتِ طفلًا مثل القمرسحب سريره بجانبها ثم قال :
انه جميل ..
- اجل .. هل تريد حمله ؟
- كلا ، انه صغير !
- هل تخاف من الأطفال ؟
- اخبرتكِ انه صغير .ابتعدت عنه وأخذت طفلها بين ذراعِها واردفت بتعال :
انظر انا استطيع حمله !
- ماذا سنسميه ؟
- آياد !
- لا زلت تتذكرِ الإسم ؟هزت رأسها بمعنى اجل فهربت دمعه من عيّنه ..
- آه الآن حان دور آدم ليبكي !
- اصمتِ .كان سيمسحها لكنها امسكت بيده قائلة : انا سأمسحها .
مسحت دمعته واردفت : ثاني مرة أراك تبكي .
ألتزم الصمت و قبلها .. ثم اردف : لقد اشتقت إليكِ .
- وانا أيضًا .. كيف استطعت العودة سريعًا ؟
- أتعلمِ طول تلك الايام لم أستطع النوم سوى ساعتين فقط ثم استيقظ لـ اكمل عملي .. حاولت في إنهائه بسرعة !
- هل انتهيت ؟
- انهيت عملي الخاص و الباقي وكلت المحامي .. وعدت إليكِ .مررت أناملها على وجنت طفلها ثم مسحت على شفاهه فـ اخذ يلعق أناملها قال آدم : انه جائع !
انحنى عليه وقبل رأسه طويلًا ، أردفت :
وما ادراك ؟
- عندما كانت ميس صغيرة كانت تفعل هكذا ، تلعق اناملي و ذلك يعني بأنها في حاجة للرضاعة !
- لن أرضع طفلي أمامك .. هيا اخرج !
- كلا لا لن اخرج ..
- آدم .اغلق أذناه .. فصاحت :
انت مثل الأطفال يا آدم !سحبت غطاء لـ تستر به صدرها و بدأت ترضعه ؛ امسك بكتفيها فردعته وهي تشعر بالإحراج :
ما الذي تفعله ؟
- دعيني ارى طفلي وهو يتغذى !
- لو سمحت اغرب عن وجهي !أبعد الغطاء بخفة ؛ صرخت و اكتسب وجهها باللون الاحمر سريعًا : اعد الغطاء !
- آه يا رانسي انا ابوه وهذه خطوة مهمة في نمو طفلي ، الغذاء !ألتزمت الصمت لكن اللون الأحمر لم يكتفي بوجهها فقط بل احمرت أذناها أيضًا ، ابتسم قائلًا :
لقد بدأت احسد الطفل لأنه يتغذى منكِأشاحت بوجهها بعيدًا لكنها ابتسمت بإحراج ..
بعد اسبوع خرجت أخيرًا من المستشفى و كانت تظن بأنها ستذهب إلى منزلها لكن أخبرها آدم بأن والدته بأنتظارها ..
في المساء
اصطحبهما إلى منزل والدته ..
#رانسي
عندما وصلنا إلى بوابة المنزل فتح السائق الباب وساعدني على النزول ؛ أخذت احدى الخادمات صغيري آياد .. و أمسكت بيد آدم ؛ دلفنا إلى الداخل و استقبلتنا والدته بالترحيب الحار ..
قالت بإبتسامة واسعة :
اهلاً بكم .. لقد نور منزلي أخيرًاابتسمت لها بأرهاق ..
بينما اردف ابنها : هل حظرتِ ما طلبته ؟هزت رأسها بمعنى اجل ثم أحتضنت صغيرنا بلهفة .. كان اول حفيدٌ ذكر من صُلب أحدى ابنائها .
اردفت وَهِي تحتضنه بقوة :
لقد أسميتموه أياد .. انه اسمٌ جميل .. اتمنى بأن يبر بكما .شعرت بالتعب لقد طال وقوفنا ؛ ضغطت على يد آدم حتى ندلف إلى الداخل ..
اردفت والدته بحسرة : آسفة يا صغيرتي .. لقد نسيتكِ .. هيا بنا لقد جهزت سريركِ في احدى المجالس .. حتى يلتأم جرحكِ !
اخذني إلى مجلسٌ كبير مزين بالبالونات .. وزخرفة اسم أياد في كُل مكان .. في زاويته يوجد سرير قماشه من المخمل .. اسندني عليه ..
اردفت بعدما بللت بالماء جفاف حلقي من المشي :
هل سأبقى هنا ؟ وأنام هنا !
- اجل افضل من ان تبقي في منزلكِ .. بالإضافة إلى انكِ ام آياد .. سيأتي الناس لزيارتكِ بتكرار .
- وأنت اين ستنام ؟
- لدي جناحي الخاص في الطابق العلوي ، اذا شعرتِ بتحسن سأطلعكِ عليه !دفن جسده بجانبي وشاركني بالحاف ، لأنه كثير الحركة أردفت متألمة :
توقف عن الحركة يا آدم .. هذا يؤلم !
- انا اسف يا حبيبتي .. سأبقى هاديء ، نامِ الآن ..احتضنها و اخذ يمسد باطن يده على رأسها ويمسك بيدها الاخرى .
دخلت الجناح لترى مالم يخطر على البال .. الاضاءه مشعله .. أصوات التلفاز العالية .. بعض الأغراض مبعثره .. بودرة الحليب ملأت المكان.
..يتبع..
أنت تقرأ
مغتربة | (2) Expatriate
Romanceالجزء الثاني هُوَ : لا تنشغلي بالمستقبل، يا سيدتي سوف يظل حنيني أقوى مما كان.. وأعنف مما كان.. أنت امرأةٌ لا تتكرر.. في تاريخ الورد.. وفي تاريخ الشعر.. وفي ذاكرة الزنبق والريحان... هِيَ : هل تعتقد مجرد اعتقاد أنّ هذا الكون الواسع بكلّ ما فيه من مله...