على تلك الأرضية الرطبة كان جسدها مُلقى ومازالت غائبة عن الوعي لوقت طويل..
إلا أن البرودة التي سرت في أطرافها والألم الذي بدأ يشتد في رأسها جعلها تستيقظ من حالة الأغماء التي كانت فيها لتتحرك بانزعاج حتى تمكنت من فتح جفونها..
وببطءٍ دارت بانظارها لتحاول معرفة المكان الذي هي فيه وكيف جاءت الى هنا؟!..
ولكن رغم محاولاتها لم تتذكر شيئاً وكأن عقلها مخدر ولا تستطيع التركيز جيداً..
وبينما كانت تريد الأعتدال بجلستها لمست باصابعها شيئاً لزجاً وفي البداية لم تدرك ما يكون بسبب أن الظلام كان دامساً رغم الضوء الخافت الذي يصدره ذلك المصباح المهترئ و المُعلق على الحائط..
فرفعت يدها الملطخة وهي تحدق فيها باستغراب لتصدم برؤية ذلك السائل الأحمر الذي ينساب منها..
وعندما أنتفضت واقفة تعثرت بشيء آخر أخافها أكثر بشكله الغريب فداست عليه لتتراجع الى الخلف وعينيها دامعة من الخوف..
وكادت أن تبكي من الرعب وقد علمت بأنه ولا بد أن الشخص الذي أختطفها هو من قام بسجنها في هذا القبو ليمنعها من الهروب..
وأحست بغثيان أكبر من سابقه وقد استنشقت تلك الرائحة الكريهة بمقدار يكفي لأصابتها بالأختناق..
وبدل أن تغلق أنفها لتتجنب شمها تسارعت أنفاسها من بعدما سمعت صوتاً من زاويه غارقة في السواد أعلمها أن أحدهم يفتح الباب..
وتجمدت في مكانها ما أن أقترب ذلك الشخص بخطواته لتتبين ملامحه كلما تقدم في السير نحوها..
ومثلما توقعت أن من حبسها هنا لم يكن سوى الأستاذ الذي يحمل أحدى التعاويذ التي تحدث (ريكاردو) عنها..
إلا أن ما صدمها هي ملامحه التي أنقلبت من الهدوء واللطف الى مكر وإبتسامة شيطانية رسمها على شفتيه..
فارتجفت لتقول بعدم تصديق:ولكن لماذا؟.لأي هدف تسعى لتحقيقه من خطفي رغم أنك لا تعرفني؟!..
فوقف أمامها ليحاصر جسدها صغير الحجم بالنسبة لجسده الضخم قائلاً بخبث:لأستمتع بكِ كما فعلت ببقية الفتيات..
فالصقت نفسها بالحائط لتقول بصوت مرتجف: مالذي تقوله؟!..
فتعالت ضحكاته ليقول بعدها باستهزاء:لا تقلقي فأنتِ قريباً ستعرفين ما أقصده عندما سأجعل جسدك مبعثراً فوق قطع جثثهن التي تقفين عليها..
فشهقت (جوانا) ليغطي الشحوب على وجهها وقد أدركت سر تلك الرائحة والدماء المنتشرة على الأرض!..
وتماسكت لتنطق بكلمات متقطعة وهي تقول بتوتر:
إذاً هذه قطع أجسادهن مرمية على الأرض..أنت..
تقتلهن!..

أنت تقرأ
لا مفر فأنتِ سجينتي للأبد(الرواية 1 من سلسلة لا مفر)
Romance" كان يعلم بأنه مستنقعُ ظلامٍ لا يُمكن لأي زهرة تحمل البقاء فيه دون أن تكون نهايتها الذبول لكن لحظة وقوعها أسيرة عينيه لم يهتم لأيٍ من ذلك..زهرة لم يكن قد رأى مثيلاً لها في جعله يرغب بوضعها في سجنٍ أشواكه لن تدع مفراً لها منه " . •الرواية خاصة بفئات...