28-(مَعنَى الحُبِ أنت)ْ

59.1K 2.3K 1.4K
                                    

على بعد مسافة حل الهدوء كدواء شافي في داخل (ريكاردو) للأضطراب الذي أفسد سكون أعصابه وهو يرى أبتسامتها التي أعادت الأشراقة الى وجهها منذ أن أستيقظت..

ثم نظر الى ساعته للمرة الثانية ليلاحظ بأن ساعة مرت على الوقت الذي أطمئن فيه عليها بعد أن كان مترقباً للأسوء ويبدو بأن حدسه كان خاطئاً لليوم..

ولكنه علم أن الأمر عكس ذلك وألا لمَ ما زال يراوده شعور غريب يخبره بأن شيئاً ما ليس على ما يرام؟!..

شعور حتى (كلاريا) أنتبهت الى مدى التغير الذي خلفه على ملامحه لترفع وجهه أليها قائلة بأستغراب من حاله:(ريكاردو) ماذا بك؟!..منذ أن فتحت عيناي ورأيتك بجانبي وأنتَ شارد الذهن وتبدو متحيراً من أمر ما..أم أنني أبالغ في تفسيري؟!..

فنقل (ريكاردو) أنظاره ما بين عينيها بصمت كاد أن يبث القلق في روحها لولا أنه أسرع برسم أبتسامة جانبية تليق بوسامته وهو يضرب بطرف أصبعه جبينها قائلاً بهدوء:فضولية..أيضاً كان بسببكِ لأنكِ فتاة متهورة لا تصغي لمن يُحذرها من تجنب الأذى..

فضحكت (كلاريا) لتلقي بنفسها بعد ذلك في أحضانه قائلة بسعادة من جلوسه معها وأهتمامه:ولكني الآن بخير وأطمع في وجودك أكثر بجانبي للعناية بي وقد كنتَ بعيداً عني كل هذه المدة..

فمرر (ريكاردو) يده ببطء ما بين خصلات شعرها الزهرية ليبتعد بعدها عن سريرها قائلاً بكلمات أضحكتها مجدداً:حسناً يا طماعة سيكون ذلك فيما بعد..

وأستدار ليسير قليلاً قبل أن يقف مُستمعاً الى صوتها الذي ناداه بمرح وهي تلحق بهِ:مهلاً سآتي معكَ أن كنتَ ذاهباً لرؤية (جوانا)..

فرمقها (ريكاردو) بحيرة للمرة الثانية ونفس ذلك الشعور عاد لينبض في صدره ما أن لفظت أسمها حتى تدارك ما يجري له ليكمل السير وكأن شيئاً لم يحدث..

وذلك ما كان حتى سارع بخطواته عند أقترابه من باب الغرفة ليدخلا بعد ذلك ويلتقيا الصمت مرحباً بمجيئهما وعينيه لم تريا أحداً موجوداً على ذلك السرير أو في الأرجاء..

وللحظات الأمر بدا هكذا حتى جذب أنتباهه صوت أنفاس خافته جعلته يتوجه بأرتياب الى الأمام أكثر ليلمحها جالسة على الأرض خلف سريره كفتاة بنصف وعيها ورأسها منحني الى الأسفل بينما شعرها يغطي ملامحها..

وعندها فقط أنتفض ليمسكها بين ذراعيه قبل أن يرفع ذقنها أليه ليصر على أسنانه وهو يشاهد شحوبها المميت قائلاً:تباً مالذي جرى لكِ؟!..

وجائت الأجابة لتجعل عينيه تتوسع بعدم تصديق وقد أرتجفت (كلاريا) الجالسة بجانبها من الجهة الأخرى قائلة بخوف:(ريكاردو) الذي جرى لأنها تنزف..تنزف دماءاً كثيرة..

فضمها (ريكاردو) الى صدره ليلمح تلك الدماء التي تنظر أليها (كلاريا) وهي تنساب من تحت فستانها الذي أصبح مغطاً بالبقع الحمراء ليعض شفتية بقوة قبل أن يحملها ليضعها على السرير قائلاً بحده:أذاً دعي الخوف وأخبريني..هل ما زلتِ تستطيعين فعلها بأستعمال ما تملكينه أم لا؟..

لا مفر فأنتِ سجينتي للأبد(الرواية 1 من سلسلة لا مفر)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن