بعد كل تلك الدموع التي سكبتها (جوانا) أستسلمت للنعاس الذي داهمها..
وشيئاً فشيئاً غابت عن الوعي لتغط في نوم عميق وتريح جفونها المتهالكة من البكاء..
ومرت الساعات وهي على هذا الحال حتى غربت الشمس لتعلن نهاية هذا النهار..
وهكذا حل الليل الموحش ليغطي المكان بظلامه وقد غاب القمر بين تلك الغيوم المنتشرة في السماء..
وللمرة الثانية أستيقظت (جوانا) بفزع والعرق يتصبب من جبينها..
وبيد مرتجفة أمسكت عنقها لتحاول ألتقاط أنفاسها بخوف..
أنه نفس الكابوس..لا بل كان أبشع من المرة الماضية-هذا ما قالته في داخلها وهي تبعد أغطية السرير عن جسدها لتهب واقفة على قدميها..
وبخوف أخذت تتلفت وهي لا تستطيع أن ترى أي شيءٍ من حولها بسبب العتمة لتعود وهي تهمس بذعر:من أنت؟!..لماذا تُريدني؟!..أنا لستُ هي..أقسم بأنني لستُ ما تُريد..فدعني..دعني وشأني..
وكادت أن تبكي لولا إن أحدهم فتح باب غرفتها ليطل ذلك الضوء الخافت..
وبلا تفكير جرت إليه لتقع في أحضانه وهي تدفن وجهها في صدره..
وتعلقت به أكثر لتقول ما بين شهقاتها:لا تتركني هنا بمفردي مجدداً..أقتلني ولكن لا تدعني وحيدة..لا أريد ذلك..سيقتلني حينها..إنه لا يكف عن إيذائي..
فنظر لها (ريكاردو) باستغراب وبهدوء أشعل زر الأضاءة الذي بجانبه ليمسك بذراعها قائلاً بحده:أيتها الحمقاء هل جننتي؟!..والآن أبتعدي عني وتوقفي عن هذا البكاء المزعج..
فنظرت (جوانا) الى عينيه ببراءة لتهز رأسها قائلةً بنفي:ولكنك عندها ستتركني وأنا لا أريد ذلك..
فصر (ريكاردو) على أسنانه قبل أن يحملها بين يديه ليتوجه بها الى السرير..
وبقسوةٍ وضعها عليه ليقبض على كتفيها وهو يقول بحنق من عنادها:عندما آمركِ على شيء أفعليه بصمت من دون أن تتصرفي بطفولية..أفهمتِ؟!..
وأمام ملامحه الغاضبة أومأت له بسرعة ليبتعد عنها بأشمئزاز واضح..
وعندها مسحت القطرات العالقة على رموشها لتهمس بحزن:لم أقصد ما فعلته ولكن الظلام أخافني ولهذا لم أنتبه الى ما قمتُ به..
فتجاهل (ريكاردو) ما قالته ليتكلم ببرود قد ضايقها:
أتركِ هذه الثرثرة عنكِ وقومي لتغسلي وجهك..
أنت تقرأ
لا مفر فأنتِ سجينتي للأبد(الرواية 1 من سلسلة لا مفر)
Romantizm" كان يعلم بأنه مستنقعُ ظلامٍ لا يُمكن لأي زهرة تحمل البقاء فيه دون أن تكون نهايتها الذبول لكن لحظة وقوعها أسيرة عينيه لم يهتم لأيٍ من ذلك..زهرة لم يكن قد رأى مثيلاً لها في جعله يرغب بوضعها في سجنٍ أشواكه لن تدع مفراً لها منه " . •الرواية خاصة بفئات...