هناك حيث لا يُرى إلا السواد ظنت (جوانا) أن الموت قد زار جسدها وسلب منها روحها الى الأبد..
إذاً أهي الآن في داخل قبرها؟!..هل أُهيل عليها التراب وأنتهى كل شيء؟!..
ولكن مهلاً إنها تشعر بلمسات رقيقة تداعب شعرها وهمسات هادئة لا تستطيع معرفة كلماتها ولذلك شيئاً فشيئاً حاولت فتح عينيها لتغادر هذا الظلام إلا أن جفونها تأبى التحرك وتشعر بتعب كبير يمنعها من فعل ذلك..
وهذا ما كان حالها في كل مرة يراودها أحساس بوجود أحدٍ ما بجانبها حتى أنتابها دافع قوي في الأخير لتتخلص من كل هذا لترى ذلك الشخص وتعرف ما يجري لها..
وهكذا وببطء أستفاقت (جوانا) لتضيق حاجبيها بانزعاج بسبب ضوء الغرفة الذي سقط على عينيها لتُدهش بعد ذلك ما أن وجدت نفسها مستلقية على سرير ناعم وأنظارها مركزة بالسقف الذي فوقها..
وعندها جاهدت في رفع رأسها لتجلس بصعوبة
قبل أن يفلت أنتباهها ألم صغير في يدها لتخرج ذراعها من تحت الغطاء وتشاهد ذلك الضماد الملفوف حول معصمها لتزول حيرتها وهي تستعيد ذكرى ما حدث..عندما واجهت (ريكاردو) بمفردها..ضربهِ لها وأخيراً أمساكها لتلك السكين وجرح وريدها لتجعله يشتم رائحة دمائها ويتغذى على ما لديها من قوة مسببة في ذلك فقدان وعيها..
وأنزلت رأسها لتفكر بصدمة بالذي جرى بعدها وهل هو حقاً من أنقذها بعد أن كانت تعتقد بأن موتها أمر محتم؟..إذاً أين هو الآن؟..إلا يجب أن يكون معها في هذا الوقت لو أنه من ساعدها؟!..
وأدارت عينيها بصمت الى الباب وأحدهم قام بفتحه
لتهمس وهي تنظر الى ذلك الشخص قائلةً بعدم
تصديق:(فانيسا)؟!..فاسرعت تلك الفتاة إليها لتضع صحن الطعام الذي كانت تحمله جانباً وهي تقول بسعادة لم تفهم (جوانا) مغزاها:لا أصدق يا آنستي بأنكِ قد أستيقظتِ وأخيراً..
فتجاهلت (جوانا) ذلك الصداع الذي داهمها لتقول بتساؤل:مهلاً لحظة..كيف جئتِ الى هنا وأين هو (ريكاردو) الآن؟!..
فوزعت (فانيسا) أنظارها باستغراب لتقول:في الحقيقة كان السيد هنا منذ مدة وهو من أخبرني بأن أحضر لكِ شيئاً لتأكلينه بعد أستيقاظك..وشككت بأنكِ ستفيقين من غيبوبتك ولكن كان كلامه صحيحاً..
فدُهشت (جوانا) لتقول بصدمة:مالذي تقولينه؟-وبرجاء أمسكت بيدها لتُتابع-أخبريني (فانيسا) مالذي جرى لي و(لريكاردو)..هل أصبح بخير؟!..تكلمي..عن أي غيبوبة تتحدثين؟!..
فحزنت (فانيسا) على حالها لتجلس بجانبها قائلةً بهدوء:سأخبركِ ولكن لا تجعلي القلق يسيطر عليكِ حتى لا تدهور صحتك-وتنهدت أمام (جوانا) التي ألتزمت الصمت لتُكمل-حسناً أنا لا أعلم كل شيء ولكن في تلك الليلة أحد الخدم جاء لي وأخرجني بأمر من السيد وبعد أن ذهبت معه أدخلني لغرفته لأراكِ ممدة على سريره ودماء توجد على الأرض وعلى ثيابك ليصيبني الخوف من هذا المنظر..
أنت تقرأ
لا مفر فأنتِ سجينتي للأبد(الرواية 1 من سلسلة لا مفر)
Roman d'amour" كان يعلم بأنه مستنقعُ ظلامٍ لا يُمكن لأي زهرة تحمل البقاء فيه دون أن تكون نهايتها الذبول لكن لحظة وقوعها أسيرة عينيه لم يهتم لأيٍ من ذلك..زهرة لم يكن قد رأى مثيلاً لها في جعله يرغب بوضعها في سجنٍ أشواكه لن تدع مفراً لها منه " . •الرواية خاصة بفئات...