32-(حُطامُ ذكرَيات)

60.6K 1.7K 1.8K
                                    

(في الفصل السابق)

تصنمت (جوانا) في مكانها وهي تحدق (بريكاردو) بصدمةٍ من الذي يحدث بينما كان هو يُداعب شعر الطفلة بصمتٍ من دون أن ينطق بشيء..

هل هذه هي المُفاجئة؟!..لا أنها لا تُصدق؟!..فكيف؟!..
كيف سيُمكنها التصديق بأن هذه الطفلة التي أمامها هي أبنة (ريكاردو) ؟!..كيفَ ذلك؟!..

...........................................

وأستمرت (جوانا) بمراقبة الوضع وفوضى من الأسئلة عصفت بحيرةٍ في داخلها حتى لمحت وجه الطفلة التي أبتعدت عن حضن والدها لتُحدق في وجهها بأستغراب..

أستغراب كان قد تحول بمرور اللحظات الى تجهم غزا ملامح الفتاة الصغيرة لتنظر الى (ريكاردو) بعينين لها لون زرقة السماء قائلةً بعبوس:أبي من هذه؟!..وأين أمي؟!..لمَ أحضرت غيرها؟!..أنها ليست أمي..

ولكن (ريكاردو) ما زال صامتاً بلا أجابة لتهز الطفلة رأسها وقد تناثر شعرها الكستنائي حول وجنتيها بتمرد وهي تصرخ بعنفوان أجفل (جوانا):هل لأنها تشبه أمي أعتقدت بأنني سأرضى بها؟..لا أبي..أنها
ليست أمي (آنليس)..أنها فقط تُشبهها ولكنها ليست هي..هذه ليست أمي..أنتَ كاذب..أريد أمي..

وكررت ذلك بصراخ أعلى وهي تضرب ما تصل إليه يديها من طوله بينما أصبحت (جوانا) في حالٍ يُرثى لها..

بل أسوء من ذلك وقد شعرت وكأن صاعقةً أصابتها والأرض تميد بها وأسم شقيقتها يتردد صداه في رأسها..

وأرتفع صوت العجوز ليُقاطع كل شيء وهي تمسك بالطفلة قائلةً بتأنيب:(افيريل) ما هذه الوقاحة يا فتاة..
عليكِ بأحترام ضيفتنا وأنتظار والدك أن يجلس ويستريح قبل أن يشرح لكِ..والآن أعتذري عن قلة تهذيبك..

إلا أن الطفلة قاومت يدين جدتها قائلةً ببكاءٍ أشد:
لا أريد..أنها ليست أمي وأبي كان كاذب..هو أخبرني بأنه سيجلب أمي لي ولكنه كاذب..

فزفرت الجدة بضيق حتى تدخل (ريكاردو) وأخيراً ليفرض نفسه على المكان حاملاً الطفلة التي دفنت وجهها في عنقه ساكبةً المزيد من الدموع التي قطعت قلب (جوانا) رغم أرتجافه وقد قال ببطء وهدوء لا يُناسب ما فيها:سأتولى أمرها بينما أعتني بالأخرى عوضاً عني..

وذهب وأنظار (جوانا) تتبعه ورغبتها الوحيدة أن تخبرهُ بأنها لا تُريد أي أعتناء والشرح لما رأته يكفي ليجعلها بخير أو يُميتها من خوف ما تفكر بهِ وتتمنى ألا يكون صحيحاً ولو بنسبةٍ ضئيلة..

وهي بذلك لا تقصد أن كان بينهما علاقةٌ كما بينها وبينه..لا..هي لا تشك بأختها ولكن لا يُمكنها أتهام (ريكاردو) أيضاً ولذلك سكتت والحيرةُ تلتهم عقلها..

لا مفر فأنتِ سجينتي للأبد(الرواية 1 من سلسلة لا مفر)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن