34-(وفي الدَمعِ آهاتْ)

40.5K 1.4K 1.9K
                                    

(في الفصل السابق)

جذب أنتباه (ريكاردو) الرائحة التي فاحت من داخل العقار الصغير ليشتمها وعينيه تتوسع مع ذلك الأسم الذي تردد في عقله..(إيفالينس)!..

ووقف ليُحدق في تلك النائمة بنظرات غطاها الظلام رغم أن أمراً واحداً كان يقوده الى الجنون..فكيف لمن أصبحت إمرأته أن تكون هي نفسها إراقة دمائها هدفه الوحيد؟!..

.........................................

وأطلق شتائماً خرجت مع أنفاسه الغاضبة كنيران لو أمكنها لأحرقت الهواء وما فيه بينما عاد ليفكر وهو يرى وجهها وتلك العينين التي تلتمع زمرديتهما كيف بإمكانها أن تكون هي؟!..

وأبتعد وهو يصر على أسنانه بشراسة مُمسكاً نفسه وبشدة لكي لا ينقض عليها وينهي أمرها باسالة دمائها على يديه..

وسار مُبتعداً الى الشرفة حيث قبضت أنامله وبأحكام على السور الذي كاد أن يُهشم تحت قسوته
وهو يتذكر أمراً آخر..

فأن كانت المُسماة زهرته تُدبر خططاً من وراءه غير حقيقتها التي أخفتها عنه فذلك الثاني ليس بأفضل منها..

وراودته ذكرى ما حدث بينه وبين (أدوارد) بعد أن وضع تلك الفراشة أمام عينيه لينظر كلاهما الى الآخر قبل أن يعقد ذراعيه ليقول ببرود:إذاً ماذا بشأنها؟!..

فحرك (أدوارد) الفراشة المتهالكة بأنامله قائلاً:ماذا بشأنها؟ سؤال يجب أن أطرحه أنا عليك..فهذه المهارة التي تُلقب بالفراشة السوداء كنتُ أعتقد بأن لا أحد يُمكنه أتقانها حتى هاجمني أحدهم بها في الأمس..فكيف تفسر هذا؟!..

فصمت قليلاً قبل أن يجيبه بهدوء:قلتَ أحدهم وهذا يعني بأنها لم تكن هي من هاجمك بها..

فعقد (أدوارد) حاجبيه بحيرةٍ ليهز رأسه قائلاً:إذا كنتَ تقصد (آنليس) فلا..لم تكن هي..وأنما كان رجلاً وذلك ما أنا متأكدٌ منه..

فرمق الفراشة بانظار لم تبين شيئاً مما يدور في عقله بينما أخذ بسؤاله ببطء:وهل تعلم من هو بالتحديد؟!..

فقال (أدوارد) بتردد:لا..وفي الواقع أنا لم أره وأنما فقط من خلال صوته أثناء مهاجمته إياي علمتُ بذلك..

فارخى (ريكاردو) بجسده الى الوراء ليضع ساقه على الأخرى قائلاً بسخرية:أخبرني (أدوارد) أي هجوم ذلك الذي لا يجعلك ترى عدوك؟..أم أنكَ تحاول عدم كشف كل ما جرى لكَ في الحقيقة؟..

فقلب (أدوارد) شفتيه بامتعاض ليقول:هذا الذي لدي يا (ريكاردو)..وسواء أردتَ أم لا فلا أظن بأنني سأخبرك بغيره..وفي النهاية أنتَ الوحيد الذي قد يعلم سر هذه المهارة وكيف لإحدٍ غير التي أخبرتني للتو بأنها تتقنها أن يستخدمها..ولذلك جئتُ إليك..

لا مفر فأنتِ سجينتي للأبد(الرواية 1 من سلسلة لا مفر)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن