11-(قُربهُ مني يُشتتُ فكرَي)

51.1K 2.8K 654
                                    

كانت جالسة في ذلك الظلام الحالك تدير بانظارها بيأس..

وشيئاً فشيئاً رأت يد أحدهم تمتد نحوها من وسط ذلك السواد لتقترب من ملامسة عنقها..

فاغمضت عيناها باستسلام ونفس ذلك الصوت المخيف يتردد في مسامعها ليخبرها أن لا تقاومه..أن تكون ملكه..

ولكن صوتاً آخر كان يناديها وباصرار لتستيقظ وتفتح جفونها..

فشعرت باضطراب في داخلها لتتراجع بسرعة عن متناول تلك اليد المرعبة وهي تطلق صرخة عالية وكأنها تواجه ألماً شديداً..

فهزتها (روزالين) وقد رأت العرق المتصبب من جبينها لتقول بقلق:(جوانا)..(جوانا) مابكِ؟!..هيا أستيقظي!..

فشهقت (جوانا) بقوة لتجلس بينما أنفاسها تتسارع بشكل واضح وهي تدير بعينيها الدامعة في كل أرجاء الغرفة..

كانت تبدو ضائعة الى درجة بأنها لم تلاحظ وجود (روزالين) بجانبها والتي أقتربت لتمسح على شعرها قائلةً بحزن:عزيزتي مالذي يجري لكِ؟!..

فحدقت بها (جوانا) لتمسك بطرف فستانها قائلةً
بشفتين مرتجفة:أبعديه أرجوكِ..أنه يريد أخذي..
لا أرى شيئاً ولكن يده ترعبني..أنها تود خنقي..
هيا أبعديه قبل أن تقترب مني..

فعقدت (روزالين) حاجبيها بعدم فهم لتقول بدهشة:
هل تقصدين (ريكاردو)؟!. أطمئني أنه ليس هنا!..

فارادت (جوانا) أن تخبرها بأنه لم يكن هو ولكن ما أن سمعت أسمه سكن صوتها وأختنقت بعبرتها لتتراجع وتدفن وجهها بين ركبتيها وتلك الدموع تسيل بصمت على خديها..

عندها ظنت (روزالين) بأنها مازالت تعاني من الصدمه لتجلس بقربها قائلةً بتنهيدة:(جوانا) بحق خالق السماء كفِ عن البكاء وإلا ستزداد حالتكِ سوءاً..

فرفعت (جوانا) رأسها قليلاً لتقول بألم:مالذي جرى بعد أن فقدت الوعي؟!..لمَ لم يتركني أموت؟!..

فقالت (روزالين) بضيق:هو لم يتركك بل كدتِ تموتين بين يديه من دون أن يفعل شيئاً..ولهذا أحمد الرب بأنني قد جئت في الوقت المناسب لأتمكن من أخذكِ بمساعدة (روبيرتو) لنضعك في غرفتي وأبدأ بمعالجتك..

ثم نظرت الى (جوانا) الشاردة لتتابع:وفي الواقع كنتِ في حالة مزرية فقدميكِ كانت تحتوي على بعض الجروح وعنقك متورم هذا غير وجنتيكُ المحمرة والتي وضعت لها بعض المرطب لتصبح أفضل من قبل..

فهمست (جوانا) قائلة:ولكن لمَ ساعدتيني؟!..ألم تكوني تتمنين أن يفعل بي هذا؟!..

فاحتارت (روزالين) أي أجابة ستختار بلا أن تجرحها
..هل تخبرها بأنها قد كانت مخطئة لأنها ظنت بها السوء بسبب كلام (ريكاردو) عنها أم ستخبرها بأن ظنها لم يكن في محله حين أقنعت نفسها أن هذه الفتاة البريئة ليست سوى مخادعة مثل بقية أفراد عائلتها؟!..

لا مفر فأنتِ سجينتي للأبد(الرواية 1 من سلسلة لا مفر)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن