42-(عودة الذاكرة)|2

32.5K 969 1.5K
                                    

(في الفصل السابق)

اتسعت ابتسامته التي سارعت من نبضات قلبها مع ذلك اللمعان الذي ومض في عينيه المُكفهرة وهو يُتمتم بهدوء:لا داعي لسؤالك الخائف..فأنا لا أفكر في أغتصابك..ولكن فعل شيء لم يسبق لي أن جعلتكِ تجربينه..فلمَ لا نفعل ذلك الآن؟!..

فدفنت (جوانا) جسدها أكثر في الوسائد التي خلفها
ورعشة مرت على طول عمودها الفقري وهي تشعر أن ما يقصده سيكون أسوء حتى من الاغتصاب و كل ما تفكر بهِ الآن!..

.....................................

في نفس الوقت قررت ألا تجعل ذلك يؤثر عليها رافعةً أنظارها لتواجه عينيه بثباتٍ أكبر أعلن تحديها الجريء له ليبتسم بسخرية توعدت بجعلها تندم على هذا برغبة جديدة منه علمت بها جيداً وقد دنا ليُصبح وجهه قريباً منها بشكلٍ أنذر بالخطر..

ولوهلة ضاقت أنفاسها حتى سكنت مُصغيةً بحذر الى صوته وقد ألصق شفتيه بأذنها هامساً بنبرة إحتواها برودٌ مُستفز:أنتن النساء تُحببن تصعيب الأمور على نفسكن عوضاً عن جعلها سهلة بقليلٍ من التعقل..فالمرأة لو كانت مُطيعة لوجدت كم أن حياتها ستكون مريحةً أكثر..ولكن أنظري الى حالكِ الآن!..

فابقت (جوانا) أنظارها ثابتةً نحو الأمام و بانظارٍ عمدت أن تكون أكثر بروداً تكلمت بجمود:بمعنى آخر أن تكون خاضعة ترضى بكل شيء يُفعل بها وتُأمر بهِ من دون أن تعترض وكأنها تمتلك جسد بلا عقل أو قلب يمنحاها الأرادة الحرة والحق في إختيار ما تود القيام به..وبالتأكيد أنتَ الآن تريد مني هذا..أليس كذلك؟!..

فابتسم بهدوءٍ ماكر تاركاً أنفاسه تداعب بشرتها لثواني قبل أن يُبعد رأسه قليلاً ليُعيد أنظاره على وجهها مُتحدثاً بمُتعة مما سيجعلها تسمع من رده:كلامٌ خاطئ..فأنا لا أريد بل هذا ما ستكونين عليه كأي إمرأة خُلقت لتكون كذلك..فأنتن على أي حال لستن إلا وسيلة أغواء لمن ينقاد وراء شهواته أو جسد نافع لتحقيق العديد من المآرب كوعاء إنجاب وتلبية احتياجات الجنس الآخر..وستبقى هذه الأمور سبب وجودكن مع إمكانية تقبلها والعيش معها إن حصلتن على مكانة أو بما يسمى الحب..ولكن تذكري..الحقيقة واحدة مهما كان ما يُحيطها..

وسكت سامحاً لعينيهِ أن تتلذذ هذه المرة برؤية تغير ملامحها بينما أخذت تزم شفتيها مُحاولةً تمالك أعصابها عن الانفجار..

وببطءٍ أدارت بصرها نحوه ليرمق لمعان زُمرد عيناها وهي تنطق مُشددةً على كل كلمة بهمسٍ حاد:لو جلبت فلاسفة في ذكر ما يقلل من شأن المرأة هكذا لا أنتَ فقط فلن أتردد عن خرس ألسنتهم بذكر حقيقتها التي عقول عباقرة أمثالهم والمريضة منها لم تستطع ادراكها لأنهم بارعون فقط في الثرثرة لا بالتفكير كيف وكم أن كائناً ضعيفاً مثلها كما يدعون تحملت لتتمكن من إنجابهم بتلك العقول التي تكبرت مُحاولةً إذلالها والاجساد التي استقوت عليها بعد ذلك والقلوب التي قست وأهانت ما فيها من المشاعر..

لا مفر فأنتِ سجينتي للأبد(الرواية 1 من سلسلة لا مفر)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن