في تلك اللحظة الأخيرة التي كانت (جوانا) تفقد أنفاسها كلما أقترب موعدها كانت يد (ريكاردو) قد توقفت في منتصف طريقها للأمساك بمقبض الباب والدخول للقاء (أولغا)..
وبشعور غريب جعله يعقد حاجبيه بحيرة أستدار
قبل أن يكور أحدى قبضتيه بأنزعاج لم يعرف مصدراً له حتى لعن نفسه وهو يتساءل عن الذي دفعه ليتركها بعيداً عن أنظاره وحيدة؟..أجل هو لديه ذلك الأحساس الذي يحذره كلما تجرأ الخطر على الأقتراب منها ولكن كم هو محقٌ بذلك هذه المرة؟!..
وعوضاً على أن يدرك الجواب هنا كان عليه أن يذهب ليتأكد منه هناك حيث تركها..
وبثواني أصبح صاحب تعويذة الموت يبحث عن حياته بعينين ظهر فيهما الغضب وتوقعه لم يُخطأ ولا أثر لها..
ولكن رغم ذلك أستجاب الهدوء لأمره وهو يحاول ضبط أعصابه لأيجادها..
وبذكاءٍ تميز بهِ وقد كان دقيق الملاحظة لكل ما حوله أكتشف شيئين أثبت بأنها لا تبعد عنه ألا بمقدار قليل لم يحتج الى التخمين أين هو..
فعقد الأصداف مازال على العشب يُثبت بأنها لم ترحل وتترك ماتراه ثميناً خلفها بهذا الأهمال..
أما الثاني وهو ما شك بصحتهِ أن أضطراب ماء البحيرة التي بقرب الجسر ليس سببها سوى وقوع جسمٍ ما فيها ليكون بهذا الشكل..
وبلعنةٍ أخرى همست بها شفتيه أسرعَ ليُلقي بنفسهِ في تلك المياه الباردة حتى لمحَ جسدها الذي يكاد أن يختفي في الأعماق ليطبق على أسنانه بقوةٍ
وقد أكتشف أن ظنهُ في محله..ولثانيةٍ فقط أراد أن يعطيها من أنفاسه ما أن أحاط جسدها بين ذراعيه ولكن رأى أن من الحكمة أخراجها من هنا قبل أن يأتي من هو مَلكٌ للموت ويأخذها منه..
وبذلك لم يتردد حتى أستقر رأسها في حجره وهو يضعها على الأرض ليُناديها بصوتٍ أرتفع بقلقه وأصابعه تُزيح شعرها عن ملامحها الساكنه كأنفاسها:
(جوانا) أفتحي عينيكِ..حاولي ذلك أن كُنتِ تستطيعين سماعي..وأستجابةً لنبرة صوته التي أخترقت أذنيها رغم أنه زفر بحدة لينحني أليها وهو يريد أن يساعدها في التنفس أخذت (جوانا) بالسعال لتُخرج ذلك الماء الذي أوشك على خنق رئيتها..
وفتحت عيناها ببطء لتحدق فيه حتى لفظت حروف أسمه وقد تمكنت من رؤية ملامحه التي أنقشع الضبابُ عنها..
وعندما جلست بجانبه بصعوبة أنهال عليها بالكلمات التي أهتزت من غضبه ما أن قال بحدة:أذاً مالذي جرى يا آنسه لتقعي في تلك البحيرة؟..بل بأي أمر خالفتي تحذيري وقد أخبرتكِ ألا تبتعدي عن مكانك؟..
فتنهدت (جوانا) وهي تستعيد أنفاسها لتقول بهدوء:
لو أنني لم أخالف تحذيرك لكنتُ الآن مقتولة بأبشع طريقة قد تراها وهنالك من كان يحاول التخلص مني..
أنت تقرأ
لا مفر فأنتِ سجينتي للأبد(الرواية 1 من سلسلة لا مفر)
Romans" كان يعلم بأنه مستنقعُ ظلامٍ لا يُمكن لأي زهرة تحمل البقاء فيه دون أن تكون نهايتها الذبول لكن لحظة وقوعها أسيرة عينيه لم يهتم لأيٍ من ذلك..زهرة لم يكن قد رأى مثيلاً لها في جعله يرغب بوضعها في سجنٍ أشواكه لن تدع مفراً لها منه " . •الرواية خاصة بفئات...