38-(ذاكرة في طي النسيان)

39.7K 1.3K 1.4K
                                    

(في الفصل السابق)

بوصول (روبيرتو) الى الغرفة التي ترك (آنليس) فيها نظر إليها بصدمة والدماء تملأ ثوبها الأبيض حتى نبض قلبه بقوة ما إن فتحت عيناها ببطء ناظرةً إليه لتهز رأسها قائلةً بصعوبة:لا تقترب..فهذه النيران مؤذية..

وسكتت وصوت تحطم لفت أنتباههما لتطلق (آنليس) نفساً مُرهقاً وهي تُغمض عيناها لندائهِ الخائف وقد لمح إحدى قطع خشب السقف المحترقة تسقط فوقها!..

........................................

وكانت لحظات..لحظات فقط أندفع فيها (روبيرتو) الى حمايتها بجسدهِ لتصتدم قطعة الخشب بظهره قريباً من كتفه حيث لامسه اللهب المُرتفع منها قبل أن يتمكن من استخدام تعويذته والخروج بعيداً عن الخطر..

وهناك على الأرض الباردة ضمَ جسدها مُستعيداً أنفاسه والألم على ملامحه بدا واضحاً حتى تجاهله ليأخذها لمن سيمكنه أسعافها ليستطيع علاجها بعد ذلك بنفسه..

وأمام ذلك المشفى الكبير أستقبله عند دخوله عدة أطباء أسرعوا إليه بمجرد رؤية (آنليس) المغطاة بدمائها بين ذراعيه ليرفض أن يلمسها أحدهم قائلاً من بين أنفاسه الغاضبة:فلينادي أحدكم للمدعو (رالف) وليغرب البقية عن وجهي..

وفعلاً هذا ما قاموا بهِ ونبرة صوته وهيأته المُرعبة أخبرتهم إن لا مجال لمناقشته بينما توجه هو الى إحدى الغرف بعدم إهتمام لأنظار الممرضات الخائفة وغيرهن من حوله حتى أشار لأحداهن بفتح الباب لتفعل ذلك بتوتر وهي تراه يدخل ليضعها على السرير بهدوء..

ومن الجيد إن من أراد حضوره لم يتأخر وقد سارع ليقف بجانبه قبل أن ينظر (لآنليس) قائلاً بحيرة ويده تقوم بفحصها:ألم تتمكن من شفائها؟!..

فهز (روبيرتو) رأسه وهو يبتعد قائلاً باعصاب لم يعلم كيف تمكن من السيطرة عليها:لا أستطيع ذلك الآن..إنها مُختنقة ونزفت دمائاً كثيرة مما يعني إنها ستتعرض لخطرٍ أكبر لو استخدمت تعويذة الدم لعلاجها..والآن كفَ عن أسئلتك وقم بعملك..

فأومأ له (رالف) بسرعة لينادي بعض الممرضات من أجل أن معاونته في إيقاف النزيف بينما وضع لها جهازاً تنفسياً ليبدأ عمله بمهارة كان يُمكن (لروبيرتو) أن يعتمد عليها..

أجل..يمكنه ذلك و (رالف) ليس إلا أحد رجاله الموثوقين بهم وقد أعجبه بذكائه في صنع التراكيب الطبية والتجارب الأخرى التي جعلته يستفاد منه ومن وجوده في هذا المشفى لمساعدة (كلاريا) في معرفة مثل تلك الأمور عوضاً عن ذهابها الى (أولغا) في تلك المنطقة البعيدة..

وسار في الممر وهو يتنهد بحدة بعد أن تذكر شقيقته التي يجب أن يُنهي كل هذا ليطمئن عليها هي أيضاً..

وبذلك شعر أن قلبه أصبح نصفين كما أصبح كلٌ من روحه وعقله كذلك والأثنتين رُغماً عنه جعلتاه كالضائع المُشتت في متاهةٍ يشك بأن لها نهاية..

لا مفر فأنتِ سجينتي للأبد(الرواية 1 من سلسلة لا مفر)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن