17-(جاريَتي وتحتَ حمايَتي)

66.6K 2.7K 856
                                    

نظرت له (جوانا) بقلة حيلة وهي تشعر بقبضته التي أشتدت على خصرها ووجههُ الذي أصبح قريباً منها بعد أن جذبها إليه كدمية من السهل تحريكها..

ولكنها تختلف عنها فهذه الصغيرة تمتلك روحاً وأحاسيس ولو كان الأمر بيدها لقاومته بكل ما تملك إلا إنها مرغمة على الأنصياع لهم دائماً بسبب أمتلاكهم لتلك التعاويذ وقوتها..

وأغمضت عيناها لتلعن نفسها وضعفها وحياتها أيضاً بينما أنفاسه باتت قريبة منها وتلك الإبتسامة الخبيثة لا تفارق شفتيه وهو يراقب ما تفعله في محاولة بائسة للهروب منه..

وأستمرت هذه اللحظات المخيفة بالنسبة لها حتى أنقلب كل شيء بلا سابق أنذار الى فوضى ما أن تدخل ذلك الكائن الضئيل الحجم قافزاً بدلال الى حضنها ومُنقذاً أياها من كل ما سيحدث..

وعندها فقط لم تستطع منع تلك الإبتسامة الكبيرة من الظهور لتضم قطتها وهي تنادي بأسمها بعدم تصديق وحماس لا تدري من أين أتى لها..

لكن مهلاً-همست بذلك في داخلها لترمش بعينيها بدهشة وهي تحدق في قطتها ويديها التي أستطاعت تحريكهما..

إلا إن الإجابة وصلت إليها حتى قبل أن ترفع أنظارها الى ذلك الواقف بانزعاج وهو غير قادر على التحكم بعطاسه الشديد..

وعقدت حاجبيها لتراقب حاله قائلةً بشك:لحظة واحدة فقط.. عطاسك هذا وزوال قوتك لا يعني شيئاً سوى إنك..إنكَ تعاني حساسية من القطط!..

وعندما أغلق أنفه وهو يرمقها بنظرة قاتلة إبتسمت مرة أخرى لتُتابع بانتصار:يالك من مسكين..فمن يظن بأن قطة صغيرة قادرة على أفقادك تركيزك..لكن هذا جيد..أليس كذلك؟!..

فعض (أدوارد) على شفتيه ليتوجه الى الباب قائلاً بحنق:جيد لكِ نعم..ولكن ليس لوقت طويل..أعدكِ بهذا..

وخرج بعد أن أغلق الباب خلفه بقوة وهو يلعن نوبة العطاس الغبية التي أصابته وتلك القطة التي سببت له ذلك وقد أفسدت مخططاته بشكل غير متوقع..

أما (جوانا) فلم تلقي بالاً لتهديده لتعانق قطتها قائلةً بصوت مغمور بالسعادة:لا أصدق لقد أنقذتني مما كان سيفعله بي بعد أن فقدتُ الأمل في الفرار منه..حقاً يا (كيتي) إنكِ رائعة بكل معنى الكلمة..

فاصدرت القطة مواءاً صغيراً لتُتابع (جوانا) مداعبتها قائلةً بابتسامة حائرة:إذاً أخبريني أين كنتِ يا مُشاغبة؟!-وتنهدت لتُكمل براحة-نسيتُ بأنكِ لن تجيبي على سؤالي ولكني سعيدة بوجودكِ على كل حال..

وأستمرت بملاعبتها رغم ما يدور في عقلها من أفكار وذلك القلق حول ما سيحدث بعد هذا!..

........................................

وبمرور الدقائق على بطلتنا قررت أخيراً أن تضع قطتها جانباً لتقوم بغسل وجهها وأستعادة نشاطها لتعيش هذا اليوم ببعض التفائل الذي لم تجد سبيلاً للعثور عليه..

لا مفر فأنتِ سجينتي للأبد(الرواية 1 من سلسلة لا مفر)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن