14-(مالَذي يَجري لكَ؟)

50K 2.5K 967
                                    

لعدة مرات حاولت أن تستدير لترى المجهول الذي وقف وراءها ولكن الخوف منعها من ذلك حتى تمكنت في النهاية من أدارت رأسها ببطء لتتوسع عيناها برعب أكبر من سابقه وقد شاهدت ماجعلها تختنق بانفاسها..

وبانظار مصعوقة حدقت في عينيه الحمراء الجاحظتين وتلك الهالات السوداء التي تحت جفونه ليزداد أرتجافها من هذا الكائن الذي امامها..

إلا أن ليس هذا فقط ما صدمها بل كان شكله بالكامل يثير فزعها بجسده الهزيل وظهره المحدب رغم طوله الهائل..

هل هو متشرد؟!..لا..إذاً احد السفاحين المتعطشين
للدماء؟!..أيضاً لا..فكرت بذلك بسرعة لتدرك الاجابة
بعد أن لمحت أظافره القذرة بتلك الدماء اليابسة عليها والتي كانت أشبه بمخالب حيوان متوحش لتتأكد بأنه ليس سوى شيطان وجد ضحية جديدة لإفتراسها..

وهزت رأسها بدموعٍ متحجرة في مقلتيها وهي تفكر بألم مالذي سيحل بها لو لمسها؟!..مالذي سيفعله بها لو أمسكها بين يديه؟!..لا..لا يجب ذلك..لا تريد هذا..ولكن من سينقذها ولا أحد يعلم بأنها موجودة في هذا المكان؟!..

ولم تستطع منع دموعها من الجريان رغم محاولاتها في التخلص من تلك السلسلة الحديدية التي تقيد إحدى قدميها ليصيبها اليأس من ذلك وقد رفع ذلك الوحش البشع يده بهدوء ليريها بأن لا فائدة مما تفعله وقد أمسك بالطرف الآخر من السلسلة..

فتراجعت الى الوراء قليلاً لتهمس بصوت مرتجف:
لا تقترب مني-وعندما رأته قد أصبح بجانبها تماماً وقد رفع يده ذات المخالب المخيفة أغمضت عيناها بذعر لتغلق أذنيها أيضاً وتُنزل رأسها وهي تُتابع ببكاء في داخلها-فليساعدني أحدكما..(ريكاردو) أين أنت؟!..أنقذني..

وكان هذا آخر ما فعلته (جوانا) لتفقد بعد ذلك الأحساس بكل ما حولها..

ولكن مهلاً إن كان هذا صحيح فلماذا تشعر الآن بيد تحيط بجسدها وصوت تكسير وأرتطام قوي؟!..

وللحظات ظنت بأنها مازالت تتخيل وأن هنالك شخصاً يحملها وله عطر عرفته منذ مدة وهو الذي تستنشقه إن كانت بقرب (ريكاردو)..

وفتحت جفونها بصدمة لتنظر إليه قائلةً بعدم تصديق:(ريكاردو)..أحقاً هذا أنت؟!..

فرمقها (ريكاردو) بضجر ليُغمض عيناه قائلاً:أصمتي
وتمسكِ بي جيداً..

فاحاطت (جوانا) عنقه بتردد لتبتسم بعد ذلك بفرح
غير معقول قبل أن يأخذها معه ويختفيا من أنظار ذلك المتوحش الذي وقف يراقبهما بصمت..

وهناك في إحدى الزوايا المظلمة أنزلها (ريكاردو)
لتضع يديها على صدره وهي تدير بانظارها قائلةً
بتوتر:إذاً أين نحن الآن؟!..هل هربنا من ذلك القاتل أم ماذا؟!..

لا مفر فأنتِ سجينتي للأبد(الرواية 1 من سلسلة لا مفر)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن