22-(لم تَكُنْ إلا مؤامَرة)

44.3K 2.4K 759
                                    

بعيداً لم تكن (جوانا) بافضل حال منها وقد قام الذي كان يمسكها برميها على أرض صلبة شعرت بقسوتها وهي تتأوه بخفوت قبل أن تتمكن من رفع جسدها قليلاً لتستند على يديها في محاولة الجلوس ورؤية الذين يقفون من حولها بخوف أحكم من قبضته على قلبها..

وأنتفضت مبتعدة بفزع ما أن سار الذي كان خلفها
ليكون أمام عينيها وهو ينزع ذلك اللثام عن وجهه كما فعل جماعته لتتبين لها وجوههم ذو الملامح القاسيه والمليئة بالخبث التي جعلتها تدير وجهها الجميل بضيق من أنظارهم المسلطة عليها..

وعضت على شفتيها بينما لا زالت تحدق في الأسفل بشرود وهي تفكر بأنها الآن أصبحت كفريسة سهلة وسط ذئاب متوحشة يجب ألا تعطيهم الفرصة للأنقضاض عليها أو التمكن منها..ولكن كيف السبيل الى ذلك؟!..

ورفعت عينيها الزمردية الى ذلك الشخص الذي أخذ يتقدم منها لتترك أفكارها بينما رمشت باستغراب وهي تنقل بصرها من ملابسه المرتبة والجذابة لبنطاله الأسود وقميصه الأبيض الذي بان من تحت تلك السترة التي لم يغلق أزرارها الى وجهه الأبيض الذي لا تشبه ملامحه الواقفين من حوله حتى في نظرات عينيه العسلية وهو يرمقها بطريقة غامضة أربكتها..

وما إن إنحنى بقربها تساقطت خصلات شعره المائلة الى اللون الأشقر على جبهته بتمرد لتكف عن التحديق به بتلك الحيرة التي إبتسم عليها بسخرية وهو يمسك ذقنها باحكام بين أصابعه قائلاً:شقيقة (ريكاردو) لم أظنها بهذا الجمال ولكن يبدو بأننا سنستمتع كثيراً..

فعقدت (جوانا) حاجبيها بعدم فهم ثم أخفت صدمتها وهي تدفع يده بعيداً عنها قائلةً بانزعاج:أنتَ مجنون فعن أي شقيقة تتحدث؟!..ومن ثم لا تنتظر مني أن أصدق بأنك أنت من أمرت هؤلاء الرجال بخطفي..ذلك مستحيل!..

فوقف ذلك الشاب رافعاً حاجبه باستهزاء وهو يقول:أتحدث عنكِ..وأيضاً أن لا تصدقي أمر يعود إليكِ ولا يهمني بشيء يا (كلاريا)..أليس كذلك؟!..

فتوسعت حدقتيها بصدمة أكبر لتخبر نفسها بأن الذي أمامها يعتقد بأنها (كلاريا) التي بمثابة شقيقة (ريكاردو) ولكن كيف عرف بكل ذلك؟!..وهيأته؟!..ياللسماء إنها لا تبدو وكأنه قائد هذه العصابة!..إذاً كيف ستتصرف الآن؟! فهي لن تعرض (كلاريا) لأي خطر وهي ما زالت لا تعلم أن عاد (ريكاردو) الآن لكي يحميها أم أنها في القصر بمفردها..

وأخذت نفساً عميقاً لتهز رأسها قائلةً بهدوء مصطنع:لن أنكر..كما تريد ولكن أتعلم لديك رجال أغبياء حقاً..

فنظر إليها الجميع بحقد وغضب شعرت به رغم تجاهلها لذلك وهي تحدق في تلك العينين العسلية بثبات بينما كان ينظر إليها بسكون غريب حتى أمسك بذراعها بقوة ليجعلها تقف قائلاً بخبث:هؤلاء الذين تقولين عنهم أغبياء باستطاعتهم أن
يجردوكِ من أعز ما تملكين بثانية..فقط لو أمرتهم باغتصابك..فمَ رأيك إذاً؟!..

لا مفر فأنتِ سجينتي للأبد(الرواية 1 من سلسلة لا مفر)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن