# فصل خاص (لمن يخفق القلب؟!)

31.3K 924 912
                                    

منتصف الليل..بالتحديد الساعة الثانية عشر وخمس دقائق حيث كانت ملامح الليل مكفهرة بخلو السماء من النجوم وتمرد الغيوم بحجبها لنور القمر الذي بدا منزعجاً من ذلك..

أو هذا ما أحست بهِ (جوانا) وهي تحيط وجنتيها بين يديها مُستندةً على سور الشرفة وهي تقف مُراقبةً إياه بأمعانٍ شديد..

وتنهدت للمرة الخامسة لهذه الليلة التي لم تستطع النوم بها لسببين هما الأكثر إزعاجاً لها..فهو ليس معها إضافة الى تركه معها ذكرياتٍ لئيمة تكاد أن تقودها الى الجنون..

فمنذ أن أخبرها عن رغباته اليوم وأفعالها التي أدت الى زيادة الوضع تعقيداً بينهما وهي حائرة بما عليها فعله..ولكن ألم يكن من حقها ذلك؟!..أن ترفض
الخضوع له وتفضل الشجار معه على أن تكون أشبه بعبدةٍ مطيعة لا إرادة لها عدا ما يمليه عليها؟!..

وهزت رأسها بيأس لتعود وتجلس على الكرسي مُحدقةً هذه المرة في الطاولة الصغيرة التي أمامها حيث وضع عليها كأس من عصير الرمان وبجواره إناء يحتوي على بعض قطع الثلج..

وعادت للتفكير وهي تقرر إن ذلك ليس الحل..فهو بهذا سيؤذيها لا أكثر وربما طفلها أيضاً!..

ومسدت بطنها برقة لتضيف بداخلها باستياء إن إستمرارها في العناد ليس الوحيد الذي قد سيعرضه للخطر وإنما محاولة الهروب..وعلى أي حال الى أين يمكنها أن تهرب؟!..

فإن كان (ريكاردو) على الأقل لا يستطيع قتلها فغيره الكثير سيستطيع بمجرد أن تصبح بعيدةً عنه ولو لخطوة..وبخاصة إن كان أصحاب التعاويذ الأخرى يظنون إن قتلها السبيل لخلاصهم مما هم فيه..

وتباً!..ٱنها محاصرة من جميع الجهات..أعترفت بذلك
وهي تزفر بعصبية حتى أنتبهت الى شيءٍ ما كاد أن يغيب عن بالها..فعوضاً عن تحديد خياراتها وما عليها فعله لما لا تفكر بايجاد ما هو لصالحها من كل هذا وتحاول إستغلاله!..

وضمت ذراعيها العاريتين بشرود لم يجعلها حتى تشعر بذلك البرد الذي لامس بشرتها وقد كانت ترتدي فستان نومٍ أبيض قصير لا يتناسب مع الجو
المحيط بها..

ولكن حركة غريبة صدرت من زواية مظلمة من الشرفة خلصتها من ذلك الشرود لتتجمد الدماء في عروقها وهي ترى ظلاً أسود طويل يتقدم الى الأمام
لتنتفض صارخةً بخوف وهي تغطي وجهها بين يديها..

وبصوتٍ مُرتعشٍ كجسدها أندفعت تقول بذعر:
ابتعد عني..أنا متاكدة إنني لستُ بنائمة فلا تطاردني..هيا ابتعد!..

فنظر إليها ليقول بكل هدوء:ومن هذا الذي عليه أن يبتعد؟!..

فارتخت أطرافها المتصلبة لترمش بعينيها وهي تعرف جيداً لمن هذا الصوت الرجولي العميق
لتُنزل يديها رافعةً رأسها إليه ببطء..

لا مفر فأنتِ سجينتي للأبد(الرواية 1 من سلسلة لا مفر)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن