بثقل كبير فتحت عيناها لتدير رأسها بتردد في أرجاء الغرفة..
وعندما رأى الدموع التي تجمعت في مقلتيها كبحر على وشك الأنهمار تكلم قائلاً ببرود:بربك لا تبدأي ببكائكِ المزعج..
فجلست (جوانا) لتتلمس السرير قائلةً باختناق:(ريكاردو) أهذا أنت؟!..ولكن مالذي يجري؟..أنا..أنا لا أراك!..
فامسك (ريكاردو) بذقنها ليدير وجهها إليه بينما كان واقفاً وهو يقول بضجر:أنا أعلم ذلك..والآن أهدأي قليلاً لأعرف ما حصل لكِ..
فأومأت (جوانا) له قبل أن تمسح القطرات العالقة على رموشها لتُنزل رأسها بحزن..
وأنذاك نظر لها (ريكاردو) بصمت ليقول بعدها بغموض:إذاً ألم تخبريني بأنه لم يجرحكِ او يلمسكِ.. فمالذي حدث؟!..
فعقدت (جوانا) حاجبيها بحيرة لتقول:ولكني كنتُ صادقه..أنا لم أكذب..فهو لم يقم بذلك..ولكن (ريكاردو) ما علاقة بصري به..أهنالك شيء يربط بينهما؟!..
إلا إنه تجاهلها ليسألها قائلاً ببرود:إذاً أتعلمين شكل تعويذته؟!..
فهزت (جوانا) رأسها بموافقة ليمد يده إليها قائلاً بنفس نبرته السابقة:إذاً أرسميها على يدي..
فاستغربت (جوانا) من طلبه لتمسك بيده القريبة منها وهي تتلمس باطن كفه بتوتر قبل أن تخط عليها شكل العلامة المرسومة في بالها والتي تتذكرها الى الآن ليراقب (ريكاردو) الخطوط الوهمية التي تقوم بها ليدرك بأن ظنه كان في محله..
وما أن أرادت التكلم تحدث قائلاً بسخرية:والآن أخبريني كيف علمتِ بشكلها وأنتِ حتى لم تستطيعي رؤيتها على جسده؟!..
فاجابته (جوانا) قائلةً بعفوية:ذلك لأنني لمحتها على ظهر القطة عندما قامت بجرحي والهرب..
وتوقفت عن الأكمال وقد توسعت عيناها بصدمة ليعقد ساعديه أمام صدره قائلاً باستهزاء:إذاً أنتِ تقولين بأن القطة قامت بخدشكِ بمخالبها بينما كانت العلامة موجودة عليها..أليس كذلك؟!..
ففركت (جوانا) يديها ببعض قائلةً بتوتر:بلى هذا ما حدث..
فرسم (ريكاردو) على شفتيه إبتسامة باردة وهو يقول:إذاً أهنئك..فأنتِ من الآن أصبحتِ عمياء..
فارتجف جسد (جوانا) وكأنها ستبدأ بالبكاء ليقاطعها قائلاً بملل:بحق خالق السماء ليس مجدداً-وبصوت آمر تابع-والآن تمددي على السرير ولا تقومي بأي حركة..
فحبست (جوانا) أنفاسها لتفعل ما يريده وهي تلقي برأسها على الوسادة بحزن أذبل روحها المتهالكة..
وعندما أغمضت عيناها تكلمت قائلةً بخفوت:ولكن (ريكاردو) مالذي يجري لي؟!..أعني العلامة..
أنت تقرأ
لا مفر فأنتِ سجينتي للأبد(الرواية 1 من سلسلة لا مفر)
Lãng mạn" كان يعلم بأنه مستنقعُ ظلامٍ لا يُمكن لأي زهرة تحمل البقاء فيه دون أن تكون نهايتها الذبول لكن لحظة وقوعها أسيرة عينيه لم يهتم لأيٍ من ذلك..زهرة لم يكن قد رأى مثيلاً لها في جعله يرغب بوضعها في سجنٍ أشواكه لن تدع مفراً لها منه " . •الرواية خاصة بفئات...