27-(تتَعددُ الأحزانُ والقَدرُ واحِد)|2

45.7K 2.2K 1K
                                    

بما حصل أكتفى القمر وهو يعلن نهاية وجوده شاهداً على هذه المآسي ليرحب بالشمس التي حلت مكانه بغرور ناشرةً نورها في السماء الصافية وكأنها هي الوحيدة من ستعيد الأمل لهذه القلوب..

القلوب التي خفقت خجلاً كما حدث مع تلك الفتاة التي تقلبت بكسل قبل أن تفتح عينيها لتقع في أنظار ذلك المستند بذراعه على الوسادة وهو يراقبها بطريقة أربكتها قائلةً بتلعثم:أذاً..صباح الخير!..

فبدا (ريكاردو) وكأنه خرج من شروده بتلك الكلمات التي قالتها ليبتسم بمكر قائلاً بقرب وجهها:صباح الخير لزهرتي..

فابتسمت (جوانا) بعجب وقد أدركت مقصده لتبعد خجلها الذي لا يتركها إلا ولون وجنتيها أحمراراً قائلةً باستمتاع من الحوار معه:ولكن منذ ومتى وأنتَ مستيقظ؟!..

فدنا (ريكاردو) منها ليهمس وخصلة من شعرها تلتف حول أصبعه:لم أنم لأحتاج الى الأستيقاظ ويمكنكِ القول أن مشاهدتكِ وأنتِ نائمة أمر يكفي لتمضية الوقت..

فوضعت يديها على صدره لتضحك بعفوية قائلة:
لتمضية الوقت أم للأستعداد لأغوائي منذ الصباح؟!..

فعاد لوضعيته السابقة ليقول بضجر:بل لطرد الملل والحصول على بعض التسلية..

فجلست (جوانا) لتبتسم قائلةً بدهشة:لم أعلم أن مراقبتي في الليل تسليك..

فنظر (ريكاردو) لها بصمت ليقول بعد ذلك ببطء وهو يراها تتجه الى الخزانة لأخراج بعض الملابس:وكيف ستعلمين وأنتِ غارقة في سباتك؟..

فرمقته (جوانا) بأستغراب وهي تحمل ذلك الفستان الأحمر قبل أن تقول بخدين أنتفخا أنزعاجاً:أنه ليس سباتاً وأنما طفلك يدفعني للنوم كثيراً-وأبتسمت ما أن رفع أحد حاجبيه لتتابع-وأيضاً دعنا من هذا الحديث فأنا أفكر في أن أصنع لكَ الأفطار هذا الصباح..سيكون لذيذاً ويساعد على شفائك بسرعة..

وذهبت الى الحمام وهي تسير بسعادة بينما تمتم هو بنصف جفون مغلقة:بارعة في الهروب وتمثيل دور الأم لي..ماذا أيضاً؟..

وألقى برأسه على الوسادة مغطياً عينيه بذراعه من دون أن يكلف نفسه عناء إيجاد الإجابة بينما أخذت (جوانا) وقتها في الإستحمام حتى خرجت والأنتعاش يملؤها..

وما أن وقفت أمام المرآة لتمشط شعرها وترفعه الى الأعلى تاركةً بعض الخصلات المبللة تزين جبينها نظرت إليه بطرف عينها لتتقدم منه بعد ذلك قائلةً بانزعاج:(ريكاردو) ألا تنوي أن تغادر هذا السرير اليوم أم ماذا؟!..

فهمهمَ (ريكاردو) بصوته المنخفض لتتنهد (جوانا) بعمق قبل أن تبعد ذراعه ناظرة الى أزرار قميصه العلويه و التي لم يغلقها ثم الى شعره المبعثر والذي جعلها تقول بأستغراب:ألا تلاحظ بأنكَ أصبحتَ كسولاً جداً ولستَ على عادتك؟..

لا مفر فأنتِ سجينتي للأبد(الرواية 1 من سلسلة لا مفر)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن