بالنسبة الى (جوانا) فالصمود أمام تعذيب (ريكاردو) كان أمراً صعباً الى حد الموت ولكن ليس مستحيلاً و هي الفتاة الغامضة التي حيرت الجميع بما تحمله من قوة تجعلها تختلف عن أي بشرية عادية كانت لتموت في أول وهلةً تمر عليها تحت وحشية ذلك الذي آلمها بلا رحمة..
ولكن أن يتحمل طفلها ذلك رغم إنه أيضاً ليس بعادي وأن تبقى مُتماسكةً أكثر وقلبها يأن بوجعٍ كبير أمرٌ لم يكن وارداً لتُعلن إستسلامها الآن لهذا الظلام الذي يُغريها لتلوذ بهِ من أجل أن تُريح جروحها وتسكن الآهات التي فيها مُتجاهلة نداء تلك الخادمة التي تنظر لسقوطها بصدمة..
وأثناء ذلك كانت هنالك عينين أخرى تشاهد ما يحدث بصدمة أكبر ليُسارع صاحبها بصعود الدرجات مُندفعاً الى إمساكها وقد كانت لتصبح في عداد الأموات في غمضة عين..
وإحاط جسدها الذي جمد أنفاسه وما يغطيه من ثياب كانت مزرية تملأها الدماء لينظر بعدها الى وجهها وهي تهمس بأسمه بابتسامة ذابلة وعيونها الميت بريقها تكاد أن تغلق جفونها تماماً حتى حدث ذلك فعلاً غائبةً عن الوعي بين ذراعيه..
وهز رأسه بعدم تصديق للذي يبصره من حالها ليهز كتفيها مُنادياً عليها بقلق:تباً يا صغيرة أفيقي..أفتحي عينيكِ يا فتاة!..
وصر باسنانه وهي لا تستجيب ليلتفت الى الخادمة قائلاً بشراسة:أيتها اللعينة الحمقاء..كنتِ ترينها كيف تترنح أمامكِ وهي تكاد أن تسقط فلمَ لم تتحركي عوضاً عن الوقوف كتمثالٍ أخرق؟!..ومن ثم مالذي حدث لها؟!..
فذُعرت الشابة و عيون سيدها تكاد أن ترميها بسهامٍ من ذلك الغضب فقط ليقتلها لتندفع قائلةً بجزع: أقسم يا سيدي بأن لا ذنب لي..فالسيد هو من فعل بها هذا وأمرني أن أقودها الى غرفةٍ أخرى من دون أن أساعدها..ولذلك الخوف منعني من فعل أي شيء..
فنطق (روبيرتو) بشكٍ والصدمة غزت عيناه قائلاً ببطء:هل تقصدين بالسيد..(ريكاردو)؟!..
فأومأت له بصمتٍ والرجفة ما زالت تسيطر على جسدها بينما أراد هو أن ينعتها بالكاذبة وعقله لا يستطيع إستيعاب ما تفوهت بهِ حتى وإن كان قرأ أفكارها الواضحةً تماماً والتي أثبتت صدقها!..
ولكن (جوانا) التي تكاد أن تموت بين يديه جعلته يُمسك نفسه تاركاً تفسير جنون ما يحدث لاحقاً وهو يحملها قائلاً من بين أسنانه بحدة أجفلت لها الخادمة:خذيني الى تلك الغرفة بسرعة..
فاطاعته بانتفاض مُرشدةً إياه إليها وقد توجهت بهِ الى الأسفل فاتحةً باب إحدى الغرف التي كانت تقع في ممرٍ شبه مُظلم ليتطلع الى داخلها قبل أن يجز على أسنانه قائلاً بغضبٍ جامح:وهل تُريدين أن أضعها في هذا المكان الذي يشبه مخزناً قديماً لا يصلح إلا للفئران؟!..هل أنتِ معتوهة أم ماذا؟!..غيري
الغرفة وإلا دفنتكِ فيها الآن..
أنت تقرأ
لا مفر فأنتِ سجينتي للأبد(الرواية 1 من سلسلة لا مفر)
Romance" كان يعلم بأنه مستنقعُ ظلامٍ لا يُمكن لأي زهرة تحمل البقاء فيه دون أن تكون نهايتها الذبول لكن لحظة وقوعها أسيرة عينيه لم يهتم لأيٍ من ذلك..زهرة لم يكن قد رأى مثيلاً لها في جعله يرغب بوضعها في سجنٍ أشواكه لن تدع مفراً لها منه " . •الرواية خاصة بفئات...