الجزء الثامن عشر

8.7K 167 1
                                    

الجزء الثامن عشر
أنهت سارة عملها وفرت من الفندق حتي لا تقابل سيف ثانيا فهي بالكاد تمسك نفسها وأى محاوله من سيف ثانية ستهدم حصونها التي تظهرها أمام سيف قويه ولكن في الواقع هي اضعف ما يكون رجعت منزلها وجدت والدتها مازالت تعد طعام الغذاء دخلت لها المطبخ تساعدها في الواقع هي تريد أن تلهي نفسها في اي شئ ينسيها التفكير في سيف ولكن هيهات فمعظم وقتها شاردة تركتها والدتها في المطبخ وذهبت ترد علي التليفون
انهار: سارة سارة ايه يا بنتي مالك سرحانه في ايه اللي واخد عقلك
سارة: هه لأ يا ماما مفيش حاجه
انهار: مفيش حاجه ازاي انا خرجت ارد علي هاجر وقولتلك خدي بالك من الرز سبتيه لما لسع موطتيش النار عليه ليه الحمدلله اني كنت موطيه النار علي البسله واللحمه وإلا كانوا لسعوا هما كمان
سارة: اسفه يا ماما انا بس مصدعه ومش مركزه
انهار بشك: في حاجه يا سارة حصلت في شغلك النهاردة انتي مش طبيعيه
سارة بارتباك : هه لأ مفيش حاجه انا اظاهر دخله علي دور برد علشان كده مش مركزه
انهار: ممممم ماشي ياسارة ادخلي أودتك ارتاحي علي أما اخلص الغدا وعبده وخالد يجوا هما كمان من شغلهم نأكل سوا
سارة بأيمأة خفيفة : حاضر يا ماما
دخلت سارة غرفتها تتجرع ريقها في مرارة كانت تريد أن تحكي لوالدتها ماحدث معها ولكنها تعرف أن والدتها ستلومها فهي حظرتها من التسرع في موافقتها علي شريف فهي تعرف أن قلبها مازال متعلق بسيف وايضا أن عرفت بعرض سيف الزواج في السر ستجبرها علي ترك العمل خوفا من سيف عليها استعذت بالله من الشيطان الرجيم قامت توضأت ثم صلت وهي تدعو الله أن يلهمها الصواب ويبعدها عن طريق الخطأ جاء والدها من عمله جلست سارة معه يتبادلون الحديث سويا اعدت والدتها السفرة قاموا يتناولون الطعام سويا
عبدالرحمن: مش كنا نستني خالد علشان يتغدا معانا
انهار: لا احنا هناكل خالد قالي وهو خارج هيتأخر علشان عنده النهارده مرور علي المواقع اللي هو مشرف عليها
عبدالرحمن: ماشي ربنا معاه ويسعده ويعلي كمان وكمان ربنا يخليه هو راجل البيت بعدي وسند ليكي ولخواته
انهار بتأثر: يارب يا ابو خالد وهو ربنا يباركله حنين وجدع وشهم
سارة بابتسامة: صحيح يا ماما خالد حنين قوي ربنا يخليه
عبدالرحمن: ربنا يخليكم كلكم ليا يارب وميحرمنيش منكم يارب
انهار وسارة معا: ويخليك لينا وميحرمنيش منك
مضي الوقت وحل الليل وخالد لم يعد بعد قلق عبدالرحمن عليه فقام بالاتصال به عدة مرات فلم يجب علي هاتفه مما أثار ريبة عبدالرحمن أخذ يدعو الله ان يسلمه من كل شر رن هاتف خالد فتنفس عبدالرحمن الصعداء فأجاب سريعا
عبدالرحمن: ايه يا خالد مبترديش علي تليفونك ليه وايه اخرك لدلوقتي
ولكن لم يكن خالد من أجاب علي هاتفه كان زميله في العمل يدعي وائل
وائل: انا مش خالد يا عمي انا وائل زميله في الشغل
عبدالرحمن بتوجس: ازيك يا وائل يا بني عامل ايه
وائل: الحمدلله يا عمي بخير
عبدالرحمن: فين خالد ممكن تديله التليفون أكلمه
وائل بتردد: لا يا عمي اصل خالد مش جنبي
عبدالرحمن بريبه: هو بعيد عنك يعني وسايب تليفونه معاك
وائل بارتباك ظاهر: هو يعني اصل يعني اااااا
عبدالرحمن بنفاذ صبر: في ايه يا وائل قول علي طول خالد فيه حاجه طمني يابني
وائل بتشجع: خالد تعب شويه في الموقع واحنا انا وزمايلي نقلناه علي المستشفي
عبدالرحمن هب واقفا بفزع: انت بتقول ايه يابني وهو عامل ايه والدكتور قال ايه
وائل: هو لسه في جوة في اوضة الفحص ولسه الدكتور مخرجش يطمنا
عبدالرحمن بارتجاف واضح: اديني يا وائل عنوان المستشفى بسرعة علشان أجي اطمن عليه بسرعة
املأة وائل عنوان المشفي قام عبدالرحمن سريعا يرتدي ملابس الخروج مما اقلق انهار وسارة جدا وتوجسا خيفه فهو لا يخرج من منزله في هذا الوقت اللإ اذا حدث شئ عظيم
انهار: رايح فين يا ابو خالد السعادي مش بعاده يعني تخرج دلوقتي
عبدالرحمن والدموع تلمع في عينيه: خالد تعبان في المستشفى زميله نقلوه وانا رايح اطمن عليه
انهار وهي تخبط بيديها على صدرها: ابني خالد ماله يا عبدالرحمن طمني
عبدالرحمن: محدش لسه يعرف لسه في اوضة الفحص والدكتور مخرجش من عنده
انهار ببكاء: انا هاجي معاك اطمن علي ابني
وسارة ببكاء ايضا: وانا كمان هاجي معاكم
ذهب ثلاثتهم الي المشفي وجدوا الطبيب لم يخرج بعد مما زاد قلقهم وقفوا مع زملائه في انتظار الطبيب المعالج لخالد والذي خرج بعد فترة جروا جميعاً عليه للاطمئنان على صحة خالد فحدثهم الطبيب بوضوح عن حالة خالد
عبدالرحمن بقلق:خير يادكتور ابني عامل ايه طمني عليه ربنا يخليك
الطبيب: بصراحه الحاله خطيرة انا بستغرب ازاى قدر يصبر لدلوقتي في حالته دي
عبدالرحمن بصدمه: في ايه يا دكتور ابني ماله فيه ايه انا ابني حلو وصحته حلوه
الطبيب: ده الظاهر بس يا حاج إنما ابنك عنده انسداد في شريان من أهم شرايين القلب التاجية ولازم عملية بأسرع وقت ويفضل الليله لان الحالة خطيرة فعلا ولحسن حظه موجود هنا دكتور مارك جوزيف من اشهر دكاترة القلب في العالم احنا مستدعينه يعمل عمليه مشابهه لعملية ابنك لواحد هنا من أهم رجال الأعمال والدكتور مارك قدامه يومين ويسافر
عبدالرحمن برجاء: وماله يادكتور أعملوله العمليه اعملوا اي حاجه تنقذ ابني انا محلتيش غيره ارجوك يابني بسرعه
الطبيب: تمام ياحاج انزل الخزنه ادفع الفلوس اللازمة علشان نعمله التحاليل اللازمة وندخله عمليات بسرعه
عبدالرحمن: كام يا بني العمليه هتتكلف كام
الطبيب: اجر دكتور مارك ٢٠٠٠٠دولار والمستشفيات هنا بتاخد ١٠٠٠٠٠ جنيه
بهت عبدالرحمن وصدم من ما تفوه به الطبيب وظن أنه توهم ما سمع فأعاد السؤال
عبدالرحمن: بتقول كام يابني
الطبيب: دكتور مارك اجره عشرين ألف دولار وخلي بالك انا هدخل ابنك تبع الحالات الإنسانية هو أجرة في العادي ميت الف دولار
والمستشفي هنا بتاخد نظير اقامه وأدوية وعمليه ميت الف وهي في العادي بتاخد ضعف كدا انت عارف المستشفيات الخاصة
عبدالرحمن: يعني كله كام يابني
الطبيب ببرود: حوالي من ٤٥٠٠٠٠ الي ٥٠٠٠٠٠ الف جنيه
صدم عبدالرحمن وانهار وسارة وأصدقاء خالد من كبر المبلغ فمن أين يأتي به
عبدالرحمن بحيرة: يعني ياابني مش ممكن العمليه دي تتعمل في مستشفى حكومي اصل المبلغ كبير واحنا ناس علي قدنا
الطبيب: بص يا ولدي بصراحه المستشفيات الحكومية هنا بالدور وعما يجي دور ابنك يكون لا قدر الله وبعدين محدش في مصر متمكن في العمليات دى قله من الدكاترة في العالم اللي بعملوها منهم دكتور مارك وبعدين الوقت مش في صالح ابنك
بكت انهار بشده هي وسارة فبين ليله وضحاها اصبح خالد مابين الموت والحياه
عبدالرحمن: انا هدفع اللي معايا يبني اعملوا التحاليل اللازمه وجهزوه وانا أن شاء الله أكمل الباقي
جمع عبد الرحمن ما معه من مال وفره لجهاز سارة وجدهم خمس وأربعين ألف فقط ذهب إلي المشفي ودفعهم تحت حساب ثم غادر يدور علي جميع أصحابه وأقاربه يستدين منهم ولكن رجع يجر أذيال الخيبه فحالهم من حاله ليسو باغنياء او حتي متوسطي هم من يتمتعون بالستر فقط جاء أصدقاء خالد بمبلغ جمعوه من بعضهم علي قد استطاعتهم ولكنه مبلغ قليل لن يفيد بشئ ورفضت إدارة المشفي تجهيز سيف قبل دفع نصف المبلغ على الأقل جلس عبدالرحمن وانهار وسارة في المشفي يبكون فخالد يضيع من بين أيديهم جاءت لهم هاجر تجري وهي تبكي وورائها يوسف زوجها وقد اتي هو الآخر بكل ما يملك ولكن المبلغ الذي اتي به مع ما دفعه عبدالرحمن وزملاء خالد لم يصل لربع المبلغ اتصل يوسف باخيه ماجد يطلب منه المال ولكن وجد ماجد أنفق ما معه في تجهيز شقته وفي زفافه الذي كان قبل شهر وقفوا في حيره من أمرهم فمن أين يأتون بالمال جاء إليهم شريف عندما علم من سارة في الهاتف وجاء هو أيضا بكل ما معه
شريف برجاء:عمي ارجوك تقبل مني المبلغ ده هما عشرين ألف جنيه انا عارف انهم مش كتير بس دول كل اللي معايا واهي نوايه تسند الزير
عبدالرحمن بيأس: كتر خيرك يابني مش عارف اقولك ايه انت طلعت ابن حلال انت ويوسف نردهوملك في الفرح يا بني بس لسه المبلغ اللي المستشفي طلبته ناقص كتير هما عاوزين علي الاقل ٢٥٠٠٠٠ الف جنيه وكل اللي قدرنا نجمعهم مكملوش ١٠٠٠٠٠ الف مش عارف اعمل ايه يارب مليش غيرك دبرني يارب انت اللي تشفي ابني وتقومهولي بالسلامه
استمعت سارة الي كلام ابيها وهى جالسه تبكي في حضن هاجر فنويت سارة أمرا في نفسها ولكنها ستنتظر الي الصباح لتنفيذه.

تضحية أسعدتني حيث تعيش القصص. اكتشف الآن