الجزء الثاني والعشرين
في صباح اليوم التالي في منزل عبدالرحمن سارة ووالدتها ينظفون المنزل لاستقبال خالد وهم فرحين أن الله استجاب دعواتهم وعفا خالد مما ابتلي به واخيرا سيعود خالد لمنزله بسلامه الله بعد أن صرح له الطبيب ايهاب بالخروج والمتابعة الدورية له في فترة النقاهه انتهوا أخيرا من تنظيف المنزل قرب الظهيرة وانتهت انهار ايضا من اعداد الطعام فنادت علي سارة للاستعداد للذهاب الي المشفي
انهار: يلي يا سارة جهزتي ولا لسه علشان منتأخرش علي باباكي وخالد
سارة متعلله : اسبقيني انتي يا ماما انا هاخد شور وبعدين اجي وراكي
انهار: لا انا هستناكي نروح سوا بس متتأخريش علي أما أرص الأكل في الشنطه وألبس
سارة: ماما روحي انتي انا في كام حاجه هخلصها قبل ما اجي وبعدين متقلقيش عليا اول ما هخلص هاجي وراكي المستشفى قريبه من هنا مش بعيده
انهار بنفاذ صبر: ايه اللي لسه مخلصش أحنا مخلصين كل حاجه وبعدين لو روحت من غيرك ابوكي بقلق عليكي وبيزعقلي
سارة: دي حاجات خاصه ليا مش هتأخر صدقيني
انهار باستسلام: ماشي يا حبيبتي بس متتأخريش علي ابوكي
سارة بأبتسامه: حاضر يا ماما روحي بقي علشان متتأخريش
غادرت انهار الي المشفي جلست سارة تبكي علي طاولة السفرة لا تعرف كيف سيكون وقع هروبها علي اهلها رن هاتفها نظرت له ثم أجابت
سارة ببكاء: الوه يا سيف
سيف: انتي فين انا مستنيكي
سارة وهي تشهق بالبكاء: ساعه واحد وهقابلك
سيف: بتعيطي ليه في حاجة حصلت
سارة بنفي: لا انا صعبان عليا اهلي ارجوك ياسيف متعملش فيا كدا
سيف بصرامه: هستناكي بعد ساعه بدل ما ابعت حد ياخدك من بيت اهلك
سارة بانهيار : حاضر هاجي مع السلامه
قامت سارة من مكانها في غرفة السفرة دخلت غرفتها وارتدت ملابسها وأحضرت حقيبه ملابسها وحقيبة يدها وأخذت الخطابان في يدها ووضعتهم علي طاولة السفرة فهي تعرف أن والدها سيأتي عصرا لكي يستحم ويغير ملابسه فوضعتهم في مكان من يدخل من باب المنزل يراهم ظلت سارة تنظر إلي كل حائط وكل ركن وكل صورة في المنزل تودعه بدموع قلبها وليس عينيها فقط اتصلت سارة علي سيف
سارة: سيف انا جاهزة انت فين
سيف: انا قريب منك اطلعي علي أول الشارع بتاعكم هتلاقيني واقف
سارة: خمس دقائق واكون عندك
أنهت سارة الاتصال وحملت حقيبتها وغادرت المنزل أغقلت الباب خلفها وهبطت الدرج قطعت شارعهم الي أوله وجدت سيف يقف بالسيارة نزل من السيارة اخذ منها الحقيبه وادخلها في المقعد الخلفي ثم فتح لها الباب الامامي بجانبه ركب السيارة وغادر بها
سيف وهو ينظر لها: هتفضلي مبوزة كدا روقي ومتنكديش عليا
سارة وهي تبكي وتنظر للخارج من نافذة السيارة: ارجوك ملكش دعوة بيا سبني اعيط اموت اروح في داهيه
سيف: وليه دة كله ليه الدرامه دى كلها
سارة بحده: اللى انا عملته مش سهل دى جريمه انا حطيت راس اهلي في الارض
سيف: انتي معملتش حاجه غلط احنا اتجوزنا علي سنة الله ورسوله متبقيش أوڤر
هزت سارة رأسها بيأس: عمرك ما هتحس باللي انا حاسه بيه انت متربتش علي عادتنا وتقاليدنا انت طول عمرك عايش في أوروبا لما بقيت زيهم
سيف بحده: سارة الزمي حدودك انا مصري وشرقي وعارف الصح من الغلط
سارة بحده مماثلة: والصح يا سيف بيه انك تجوز واحدة من وري اهلها في السر
سيف: انا مغصبتكيش انتي اللي جيتي ليه وبرضاكي
سارة ببكاء: غصب عني واللعب غصب عني
سيف بعصبية: ممكن مسمعش ليكي صوت لغاية لما نوصل
سارة: احنا هنروح علي فين الوقتي سيف رايحين العين السخنه انتي مش عاوزة تطلعي من القاهرة انا عملت اللي انتي عوزاه وحجزت لنا فندق في العين السخنه
أومأت سارة برأسها دون أن تجيب وصمتت دون أن تنطق بكلمه طوال الطريق
في المشفي بعد أن تناولوا طعامهم سأل عبدالرحمن عن ساره
عبدالرحمن: سارة مجتش لغايه دلوقتي ليه
انهار: متقلقش يا ابو خالد هي قالتلي هتخلص كام حاجه وراها وهتيجي علي طول وبعدين انت مش مروح تستحمي وتغير هدومك ابقي هاتها معاك لو مجتيش قبل ما تمشي
عبدالرحمن : ماشي انا شويه وماشي وهجبها معايا وانا جاي
خالد: لو تعبانه خليها في البيت وماما تروح لها هي بقلها كام يوم حاسس بيها مش مظبوطه وحاسس في حاجه تعبها وكل أما أسألها مالك تقولي مفيش وأما أصر عليها تقولي إرهاق
عبدالرحمن: حاضر يا حبيبي لو لقيتها تعبانه هسبها ومامتك تروح لها واحنا كدا كدا مروحين بكرة أن شاءالله
انهار: انتو شاغلين دماغكوا سارة حلوة وزي الفل متقلقوش عليها أن شاء الله ربنا معها
خالد وعبد الرحمن معا: يارب معها يحميهامن كل شر
ذهب عبدالرحمن الي منزله وجد المنزل هادئاً ظن أن سارة نائمه دخل اخذ حمامه وارتدي ملابسه ثم ذهب الي غرفة سارة وطرق الباب ولكنه لم يجدها استغرب خرج الي الصاله واخذ هاتفه وقام بالاتصال عليها وجد هاتفها مغلق وهويعيد الاتصال لمح الظرفين علي طاولة السفرة قلق عبدالرحمن وهو يمسك بالخطابين وينظر فيهما وجد أحدهما كتب عليه الي بابا والاخر الي شريف دب القلق في عبدالرحمن فهو عرف خط سارة علي الخطابين فقام بفض غلاف الخطاب الموجه إليه وجد فيه ورقه مكتوبه بخط سارة وصورة قسيمة زواجها ووصل المشفي بقيمة نص مليون جنيه مسجل باسم سارة وقع عبدالرحمن علي كرسي السفرة فرجليه لم تعد تحمله وهو يري قسيمة زواج سارة من شخص يدعي سيف احمد سليم الالفي ذهل عبدالرحمن فكيف ذلك ومتي نظر عبدالرحمن الى التاريخ وجده نفس يوم عملية خالد استرجع ذاكرته فتأكد من ذلك فا سارة غابت لبعض الوقت وحينما عادت بدأت المشفي في إجراءات عملية خالد نزلت دموع عبدالرحمن امسك الورقه يقرأ ما بها فشرع يقرأ ما كتبته سارة
بابا في الوقت اللي حضرتك بتقرأ فيه الجواب ده هكون بعدت عنكم بس عوزاك تعرف اني عملت كدا غصب عني مقدرتش اشوف خالد بيموت وانا اقف اتفرج وانا في أيدي اساعده انا عارفه انها طريقه غلط بس مكنش قدامي غيرها وانا شايفه خالد مش قدامه وقت كتير بس انا معملتش حاجه تغضب ربنا انا اتجوزت علي سنة الله ورسوله سيف كان عرض عليا جواز عرفي بس انا رفضت وعرفته مقامه كويس علشان انا منستش تربيتك والقيم اللي زرعتها فيا بس انا اضطريت اوافق مقابل اني اخد منه نص مليون جنيه لعملية خالد بعد ما معرفناش نجمع فلوس العمليه بس اول شرط أن الجواز يكون رسمي عند مأذون اولا علشان مغضبش ربنا وثانيا علشانك علشان متحطش رأسك في الارض بسببي واللي يسأل عليا قوله اتجوزت وسافرت مع جوزها برة مصر ارجوك يا بابا سامحني ومتعرفش خالد دلوقتي علشان صحته وقلبه لسه متعفاش قوله اي حاجه عن غيابي وعرفه بعدين لما صحته تتحسن سامحوني كلكوا ياريت تسمحوني
علي فكره في جواب تاني لشريف اديه له من حقه يعرف انا عملت كدا ليه واتمني انه يسامحني لأنه انسان محترم عمري ما شفت منه غير كل خير
استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه
بكي عبدالرحمن كثيرا لا يعرف كيف يتصرف فسارة ضحت بنفسها من أجل خالد وتركته الي الأبد لن يراها مجدداً أو يأخذها في حضنه ينعم بحبها وحنانها من اين اتت بكل هذا الحب والحنان الذي يجعلها تضحي بفرحتها كأي بنت بارتداء فستان زفافها الابيض وان تعيش حياه هانئه مستقرة زجت نفسها في زيجه لاتعرف كيف ستخرج منها بالتاكيد ستخرج منها ضائعه فمثل سيف وكل ثري يتزوجون ممن تعجبهم فترة ثم يرموهم بكل سهوله ويتركوهم فريسه سهله للذئاب الجائعة بكي فقرة وعجزه وقلة حيلته الذي جعل سارة تبيع نفسها بزواجه فاشله بكي كثيرا ونحن نعرف أن بكاء الرجال ليس بالسهل عليهم وانما من قهرهم أفاق عبدالرحمن من بكاءه علي صوت هاتفه وجد انهار تتصل فهي قلقت كثيرا عليهما بالتأكيد قلب الام احس أن ابنتها في ضائقه
انهار: ايه يابو خالد اتأخرتوا ليه انا قلبي واكلني علي سارة هي حلوة
عبدالرحمن ببكاء: انتي لوحدك ولا مع خالد
انهار بقلق من صوت زوجها: لا انا مع خالد بس هو اخد الدوا ونايم في حاجه يا عبده قلقتيني
عبدالرحمن بشرود: لا مفيش شويه ونكون عندكم انهي عبدالرحمن اتصاله ثم وضع خطاب شريف في احد جيوب سترته وخطابه في الجيب الآخر وغادر الي المشفي.
أنت تقرأ
تضحية أسعدتني
Romanceسأحكي لكم قصة ربما بعضكم يجدها واقعيه والبعض الآخر يجدها خياليه ولكني عشتها بخيالي بكل أحداثها وكأنها واقع أحياه لحظه بلحظه وهي عن فتاه اقل ما يقال عنها ملكه أو أميرة ليس بنسبها أو جاه عائلتها وانما باخلاقها وخلقها التي نادر ما نجدهم عند معظم الناس...