الجزء التاسع والعشرون

9K 184 2
                                    

الجزء التاسع والعشرين
ظلت سارة تبكي لبعض الوقت تبكي حظها الذي لم يمهلها حتي لقاء اهلها مرة أخري فهي تريد حضن والدتها ووالدها تبكي عليه من قسوة الحبيب الذي صدق خدعة محتال ورمي بها عند اول عاصفه تمر بهم تمالكت نفسها وقامت تجمع اغراضها لملمت ملابسها التي أتت بها من منزل والدها وتركت كل شئ ابتاعه لها من ملابس ومجوهرات فهي لا تريد سواه لم تأخذ سوي دبلته التي زينت بنصرها وابت هي أن تنزعها فهي لن ترتدي دبله سواها مهما طال بها العمر وبعد هو عنها ابدلت ملابسها وارتدت اخري تصلح للخروج أخذت حقيبتها وهي تفتح الباب وتبتلع ريقها في صعوبه غير مصدقه ما مرت به فهي منذو ساعات قليله كانت اسعد واحده في العالم في احضان زوجها ظلت تنظر الي فراشهم الذي شهد اسعد لحظاتهم والي باقي الغرفه تستعيد بها ذكريات الشهر الذي قضته معه وكأنهم شهر في النعيم أغلقت باب الغرفه ورائها وهي تغادر حياته وربما حياتها نزلت في المصعد وغادرة ردهة الفندق سريعا وهي تتواري بعيدا عن الانظار ووجها يبدو عليه آثار الضرب خرجت خارج الفندق مشت  قليلا بعيد عنه بمسافه وقفت علي الطريق العام وضعت حقيبتها أرضا ووقفت تنتظر سيارة أجرة وما أن لمحت احداهم قادمه أشارت إليها وهي تمسح دموعها توقفت سيارة الاجرة لها واطل منها رجل يبدو عليه الكبر قائلا
السائق: اتفضلي يا بنتي ثم فتح لها الباب
سارة بعد أن دخلت واقفلت الباب : شكرا يا عموه
السائق : علي فين يا بنتي
سارة : اي حته المهم اطلع من هنا ارجوك
بعد ساعه تقريبا من لف السائق بسارة تحدث
السائق: يا بنتي عرفيني عنوان اروح عليه
سارة ببكاء: انا معرفش حد هنا ووكنت عاوزة مكان صغير حتي لو اوضه بس أجرها
السائق مستصعبا حالة سارة: اسمحيلي اخدك المنطقه اللي ساكن فيها عندنا ست طيبه عندها بيت بتأجر الشقق الفاضيه اللي فيه
سارة وهي تهز رأسها موافقه: ماشي يا عمو يبقي كتر خيرك
بالفعل اخذها السائق ويدعي مسعد الي المنطقة التي يقيم بها ثم أوقف السيارة ونظر لسارة قائلا
مسعد: احنا وصلنا وده بيتنا وبيت ست احسان اللي قولتلك عليها هناك إخوة بعدنا ببيتين انزلي واستنيني هنا خمس دقايق
فتحت سارة الباب وما أن نزلت سارة حتي وقعت مغشياً عليها اضطرب مسعد كثيرا وجاء عند سارة مسرعا حاول افاقتها ولم يفلح أخرج هاتفه ودق علي ابنه يونس وأمرة أن ينزله له فورا بالفعل نزل يونس لولده وجده يحاول أن يحمل فتاه فاقده للوعي بجانب السيارة فأسرع إليه
يونس: في ايه يا بابا ومين دي
مسعد: مش وقته شلها طلعها فوق بسرعه علشان نجيب ليها دكتور
بالفعل حملها يونس وصعد بها الي شقتهم استقبلته والدته وشقيقاته الاثنان بفزع
آمال : في ايه يا يونس ومين دي
يونس :معرفش بابا هو اللي جايبها
دخل مسعد وراءه وهو يحمل حقيبتيها الاثنان الكبيرة وشنطة يدها
آمال: مين دي يا مسعد ومالها
مسعد: معرفش دي مين كانت راكبه العربيه وبتسأل علي مكان تأجرة ودلتها علي الست احسان وجت تنزل من العربيه أغمي عليها
مسعد ليونس بعد أن وضع سارة في غرفة اخواته البنات شيماء واسراء
مسعد: روح يا يونس هات الدكتورة منه جارتنا تكشف عليها بسرعه خلينا نشوف مالها
اسرع يونس في طلب الطبيبه التي أتت معه علي الفور ودخلت مع امال وبناتها للكشف علي ساره وخرجت من عندها هي وآمال
مسعد: خير يا منه يا بنتي هي فيها ايه
منه: هي عندها انهيار عصبي وكمان حامل فوضعها صعب انا كتبت علي شوية ادويه وحاليا تلتزم بيها والا هيبقي خطر علي الحمل وحاولوا تخرجوها من جو الزعل والاكتئاب علشان تتحسن بسرعه
مسعد : ماشي يا بنتي متشكرين ليكي واسفين علي تعبك
منه بابتسامته: تعبك راحه يا عم مسعد بس ياريت يونس يروح يجيب الدوا علشان اعلق لها المحاليل قبل ما انزل
ذهب يونس وأحضر الدواء وقامت منه بتركيب المحاليل لها وضخت به الدواء اللازم لحالتها وما أن اطمئنت لسير المحاليل في اوردتها استأذنت منهم وانصرفت جلست شيماء واسراء بجوارها يراقبنا حركة المحاليل وخرجت امال لمسعد
امال: احنا لازم نعرف هي مين ليكون وراها مشكله ولا حاجه وخصوصا انها حامل
مسعد وهو يومئ برأسه: عندك حق بس هنعرف ازاي خليها لما تفوق وهنعرف منها كل حاجه شكلها غلبانه والدنيا جايه عليها
آمال: عندك حق ربنا يشفيها وميرميش لينا بنت في ضيقه
في الصباح بدأت سارة تتململ في الفراش فتحت عينها ونظرت حولها واستغربت كثيرا فهي ليست في غرفتها هي وسيف اغمضت عينيها وهي تسترجع ما حدث لها تذكرت كل شئ دفعه واحده فبكت نظرت للطرف الآخر وجدت فتاتان ينامان مقابلها علي سرير ثاني حاولت القيام ولكنها شعرت ببعض الدوار فرجعت تستند مره اخري علي الفراش نظرت للملابس عليها وجدتهم ملابس منزليه مريحه شعرت بحركه جانبها نظرت وجدت فتاه لا تتعدي عمر ١١ أو ١٢ علي الاكثر تنظر لسارة وتبتسم ابتسمت لها سارة
اسراء: حمدالله على السلامه يا ابله
سارة: الله يسلمك يا
اسراء: انا اسراء وبيدلعوني بحاجات كتير بابا بيقولي سرسورتي وماما بتقولي سمسمتي أما أبيه يونس بيقولي رويتر وابله
شيماء بتقولي يا سوسه شوفي انتي عاوزة تقولي ايه وناديني بيه
سارة وهي تبتسم من براءة السراء وعفويتها: انا بقي هقولك يا قمر علشان انتي حلوة قوي مشاء الله
شيماء وهي تنهض من السرير هي الآخر: دى حلوة دي صداع مزمن كابوس متحرك اصبري لما تعرفيها
سارة وهي تبتسم: حرام عليكي دى كلها براءه ورقه وجميله مشاء الله
شيماء : حمدالله على السلامه الاول انا شيماء اختها الكبيره انا في تانيه كلية ألسون
ودي اسراء سته ابتدائي
سارة: الله يسلمك وانا سارة عبدالرحمن خريجة كلية تجارة القاهرة
شيماء :بعد اذنك هروح أنده لماما تيجي نشوفك
سارة بحرج: هو مين جابني هنا ومين غيرلي هدومي
شيماء: متخافيش بابا سواق التاكسي اللي كنتي راكبه معاه هو اللي جابك واخويا يونس الكبير شالك وطلعك وانتي مغمي عليكي وماما وانا اللي غيرنا ليكي بعد ما خلصتي المحاليل لانك كنتي عرقانه جامد
سارة بحرج: معلش تعبتكم معايا ربنا يقدرني واقدر ارد جميلكم معايا
شيماء: جميل ايه بس دا واجب علينا وعلي اي مسلم أنه يساعد اي حد في ضيقه زي ما دينا وصانا هروح بقي انادي ماما بسرعه واجي
جاءت امال وشيماء بعد وقت قليل جلست امال بجوار سارة تمسح علي وجهها وتربط علي يديها في حنو شديد مما جعل سارة تبكي وهي تتذكر والدتها انهار ارتمت سارة في حضنها تبكي بكت من أجلها امال حاولت تهدأتها وهي تهدهد علي ظهرها
آمال: اهدي ياحببتي دا غلط علي اللي في بطنك اهدي وكل حاجه هتبقي بخيرظلت سارة تبكي لبعض الوقت في حضن امال فهي كانت في احتياج لحضن أحدهم تبكي فوقه فما مرت به كسرها واضعفها وكأنها حضن امال كان البلسم المداوي لجروح سارة رفعت راسها بعد فترة وقد هدأت من البكاء وتمالكت نفسها واستطاعت الكلام
سارة: شكرا لحضرتك يا طنط كنت محتاجه لحد يا خدني في حضنه خصوصا ماما والحمدلله ربنا عوضني بحضنك زيها بالظبط
آمال: يا حبيبتي يا بنتي ربنا يجبر بخطرك ويفرج كربك قادر ياكريم
سارة: يارب يا طنط يسمع منك
آمال: ممكن أسألك يا بنتي انتي مين ومين اللي وضربك كدا وزعلك
سارة: حاضر يا طنط هقولك علي كل حاجه بس عاوزه عموة اللي وصلني هنا جوز حضرتك علشان يسمع اللي هقوله
انهار: ماشي يا بنتي البسي حجابك وانتي يا شيماء روحي نادي بابا يجي ل هو انتي اسمك ايه يا بنتي
سارة: اسمي سارة عبدالرحمن الهاشمي

تضحية أسعدتني حيث تعيش القصص. اكتشف الآن