الجزء الثالث والثلاثون
ظل خالد وسيف يبحثون عن سارة وينبشون عنها نبشا ولكنهم كمن يبحث عن إبرة في كومة قش عملاقه لكنهم لم ييأسوا و واصلا الاثنان بحثهم ايام تلتها شهور وسيف مابين مصر وانجلترا مابين عمله وبحثه عن سارة وكذلك خالد يعمل طوال الأسبوع ويبحث عن سارة في أيام عطله واجازاته وظل عبدالرحمن وانهار يدعون الله أن يحفظ سارة من كل مكروهعند سارة ظلت تعمل كمدرسة في حضانه ويكاد دخلها يكفيها فلجأت الي إعطاء دروس لغه الي بعض الطلاب حمدت الله انها فكرت في أخذ كورسات الانجليزي والفرنساوي فهي أخيرا استفادت منهما في شئ مرت الايام والشهور علي سارة وتأقلمت مع وضعها الجديد حت أصبحت هي واحسان كام وابنتها يأكلون سويا ويقضون أوقاتهم معا أصرت احسان علي سارة أن تقيم معها في شقتها وافقت سارة بعد كثير من محاولات إقناع من احسان وأصرت احسان علي عدم اخذ ايجار من سارة فهي تعتبرها مثل وفاء
تابعت سارة حملها مع طبيبة الحي ولم يبقي الا القليل فسارة في بداية شهرها التاسع واخبرتها الطبيبه أن تتوقع أن تلد ما بين ليله وضحاها ارهقت سارة كثيرا نفسيا وبدنيا ومديا فهي كانت تدخر المال من أجل ولادتها التي يسرها لها الله كثيرا فهو اعلم بحالها في ليله احست سارة بوجع رهيب اسفل ظهرها واسفل بطنها وظلت تتقلب في فراشها وتذهب للحمام كثيرا احست بها احسان وهي في غرفتها فخرجت لسارة وجدتها عائده من الحمام وهي تمسك اسفل بطنها بألم اضطربت احسان كثيرا وخافت علي سارة
احسان : ايه يا سارة يا حبيبتي مالك حاسه
بايه
سارة وهي تتألم: وجع فظيع يا ماما في بطني وضهري حسه بسكاكين بتقطع في بطني وكل شويه عاوزة اعمل حمام
احسان: اللهم صلي وسلم على سيدنا محمد ده كدا يبقي ميلاد يا حبيبتي انا هتصل بالدكتوره دعاء واقول لها
قامت احسان بمهاتفت الطبيبه التي اخبرتها أن تأتي بسارة الي المشفي وهي ستذهب ايضا في اسرع وقت هاتفت احسان مسعد لكي ينقلهم بسيارته استعدوا جميعا للذهاب وذهبت آمال زوجة مسعد معهم فهي لن تترك سارة في مثل هذه الظروف وصلوا الي المشفي سنادت امل واحسان سارة وصعدوا بها الي مكان الولاده داخل المشفي وجدوا الطبيبه في انتظارهم ودخلت سارة وهي ترتجف خوفا وتبكي وتدعو الله أن ييسر لها
وقف مسعد واحسان وآمال ويونس امام غرفة الولادة يدعون الله أن تقوم سارة بالسلامه ظلت صرخات سارة ترج أرجاء المشفي إلي أن استمعوا الي صراخ طفل صغير يدوي فرحوا ولكن عاودت سارة الصراخ مره اخري لم يدم الأمر طويلا حتي استمعوا الي صراخ الطفل الثاني حمدوا الله خرجت لهم الممرضه تحمل الطفلان واعتطهما الي آمال واحسان ادمعوا جميعا فرحا ألي أن خرجت سارة وهي نائمة يحملونها علي السرير ويجرونه الي غرفه في المشفي قلقت احسان وهى تري سارة نائمه فهي ولدت طبيعي ولابد من أن تكون واعيه ولكن الطبيبه طمئنتها عليها غادرت الطبيبه بعد أن اطمئنت علي سارة وكتبت لها خروج بعد أن تفيق وتستطيع أن تقف على قدمها
غادر يونس بعد أن اطمئن أنهم لن يحتاجوا إليه وكذلك مسعد وترك آمال معهم علي أن يعود بعد أن تفيق سارة لكي ينقلهم الي المنزل بعد مدة ليست بقصيرة بدأت سارة في الوعيان حركت رأسها يمين ويسار إلي أن وعيت تماما وجدت آمال واحسان معها وهم يحملون طفليها حاولت الجلوس وساعدتها آمال حتي جلست
احسان بابتسامة: حمدالله على سلامتك يا قمر انتي وولادك
سارة بابتسامة وأنه: الله يسلمك يا ماما وعقبال ما تشوفي ولاد وفاء يارب
احسان: يارب يا قلبي
آمال: الحمدلله انك قمتي بالسلامه ويتربو في عزك يا حبيبتي
سارة: الله يسلمك يا طنط وعقبال ما تشوفي اولاد دكتور محمد ودكتور يونس وشيماء واسراء العسل
آمال: يارب يا حبيبتي ويخليلك ولادك
سارة : هم نوعهم ايه اصل انا مردتش اعرف وانا حامل
احسان: ولدين زي العسل بسم الله ماشاء الله بس ايه الجمال ده دول شعرهم اصفر
سارة: بجد هاتيهم اشوفهم يا طنط
اخذتهم سارة في حضنها ثم بكت فرحا ولوعه
احسان: ايه يا سارة بتعيطي ليه يا قلبي عقبال ما تفرحي بيهم و ربنا يخليهم ليكي
سارة ببكاء: كان نفسي ابوهم يفرح معايا بيهم ويكون اهلي جنبي
احسان: واحنا مش معاكي انا وآمال ومسعد ولا احنا مننفعش
سارة: انتم ربنا عوضني عن اهلي بيكم مش عرفه من غيركم كنت هعمل ايه انا لو فضلت اوفي جميلكم طول العمر مش هقدر
آمال: جميل ايه يا سارة انتي زي شيماء واسراء ووفاء ولو قولتي الكلام ده تاني هخصمك ومش هكلمك تاني
احسان: أيوة كدا قولي لها يا ام محمد احنا اهلك يا سارة دا انا ما صدقت ربنا عوض عليا بيكي تهوني عليا غربة وفاء
ثم قامت آمال واحسان يحتضنها وهم يربطون علي ظهرهافي القاهرة قام عبدالرحمن من نومه وجد انهار تجلس علي سجادة الصلاة وهي تدعو الله وهي تبكي جلس بجانبها يمسح علي ظهرها فا ارتمت في حضنه تبكي
عبدالرحمن: وحدي الله يام خالد مالك فيكي حاجه حسه بحاجه
انهار ببكاء: سارة حسه أن هي فيها حاجه قلبي واكلني عليها قمت صليت القيام والفجر وبدعي ليها ربنا يفك ضيقتها ويرجعها لينا بالسلامه
عبدالرحمن وهو يربط علي ظهرها: خليكي ادعي ليها علي طول دعوة الام بترد ملك الموت وربنا يحفظها ويخليها ويردها لينا سالمه بس انا قلبي بيقولي انها بخير وهترجع أن شاء الله بالسلامه
انهار: يارب يا عبده يرجعها بالسلامه
عبدالرحمن ممزحا: انتي عارفه بعد عبده دي انا عاوز ايه ثم غمز بعينيه
انهار بخجل: بس بقي يا عبده
عبدالرحمن: تاني عبده تاني لا انا كدا مش هروح الشغل النهارده
انهار بقهقه: خلاص مش هقولها تاني
عبدالرحمن وهو يأخذها في حضنه: ايوه كدا روقي ومتعيطيش وان شاء الله ربنا يحفظها
انهار بتنهيده: يارب يا عبده يحفظها
عبدالرحمن: لأ انتي مصرة بقي انتي حرة استحملي الليل هيجرالك
ظل عبدالرحمن يداعب انهار وينسيها حزنها علي فراق سارةفي انجلترا في شركة الالفي في مكتب سيف يجلس علي كرسيه ويسند رأسه عليه بشرود في ذكرياته مع سارة ذكريات شهر عسلهما تذكر ضحكتها اللتي سلبت عقله تمني لو فقط تكون موجوده الان يأخذها في حضنه يفرغ فيها شوق الايام لها تنهد ودعي الله أن يجدها قريبا ويحفظها له هي وما في بطنها دخل عليه والده وجده شارد فحزن من اجله
احمد: ايه يا سيف سرحان في ايه يا حبيبي
سيف بانتياه: هيكون في مين غيرها مراتي حبيبتي ربنا يجمعني بيها قريب
احمد بابتسامته: عشت وشفت واحده قدرت تسرق عقلك قبل قلبك
سيف بتنهيده حارة: الحب يا بابا وبعدين من شابه اباه فما ظلم أنت وماما قصة حبكم تدرس في كتب
احمد: ماشي يا سيدي مفيش اخبار عن سارة
سيف: اتصلت من شويه بالي بيدوروا عليها لسه متوصلوش لحاجه
احمد: أن شاء الله تلاقيها قريب انا مكلم ابو سارة من شويه كنت بطمن عليهم
سيف : ربنا يخليك ليا يا بابا
احمد: متيأسش يا سيف أن شاء هتلاقيها
سيف: مش هيأس انت عارف يا بابا ساعات بحس أن بعد سارة عني عقاب من ربنا علي غلطاتي قبل كدا
احمد: كويس قوي يا سيف انك بدأت تقرب من ربنا وتعرف أن اللي انت فيه ده اختبار ولازم تصبر علشان ربنا يرضي عنك اخلص التوبه لربنا وربنا ان شاء الله ربنا يكفئك وتلاقي سارة
قام سيف من مكانه وتوجه ناحية أبيه والتقط كفه يقبلها علي نعمة وجوده في حياته مسح احمد علي شعر ابنه في حنورجعت سارة الي منزل احسان برفقتها هي و آمال ادخلوها غرفتها فوجئت سارة بوجود سريرين اطفال هزاز موضعين في غرفتها فشهقت من المفاجأة وسألت احسان عمن احضرهم
سارة: مين جاب السراير دي يا ماما
احسان: دول هديه من عمك مسعد والدكتور يونس
سارة لآمال: ليه كدا يا طنط دول كتير قوي كفايه وقفتكم معايا انتي وعمي مسعد
آمال: لو قولتي الكلام ده تاني هزعل بجد يا سارة انتي بنتي ومفيش حاجه تكتر عليكي
سارة : ربنا يخليكم ليا يارب وميحرمنيش منكم انتم وطنط احسان
احسان: ولا يحرمنا منك انتي ولا ولادك يا قلبي
هكذا هي الحياه تقطع من جهه تجدها وصلت من جهه اخري فقد عوض الله سارة بغياب اهلها بأناس اقل ما يقال عنهم ملائكه.
أنت تقرأ
تضحية أسعدتني
Romanceسأحكي لكم قصة ربما بعضكم يجدها واقعيه والبعض الآخر يجدها خياليه ولكني عشتها بخيالي بكل أحداثها وكأنها واقع أحياه لحظه بلحظه وهي عن فتاه اقل ما يقال عنها ملكه أو أميرة ليس بنسبها أو جاه عائلتها وانما باخلاقها وخلقها التي نادر ما نجدهم عند معظم الناس...