الجزء الواحد والعشرون

9.1K 191 4
                                    

الجزء الواحد والعشرين
خرجت سارة من المشفى بعد أن استأذنت من والدها الذهاب الى منزلهم لقضاء بعض الحوائج لهم قامت بالاتصال على سيف
سارة: الوة سيف انا عاوزه اقابلك الوقتي
سيف: أخيرا رضيتي عليا وهتقبليني
سارة: معلش يا سيف الظروف اللي انا فيها مش مدياني فرصه اكلمك أو اقابلك المهم هتيجي تقابليني ولا مش فاضي
سيف : مش فاضي دا ايه انا لو مش فاضي افضالك يا حبيبتي تعالي الفندق
سارة: لا الفندق لا علشان شريف ميشوفنيش
سيف بغضب: وايه يعني ما زفت يشوفك هو ليه عندك ايه
سارة برجاء: ارجوك يا سيف متنساش أنه لسه خطيبي
سيف بنرفزه: خطيب مين يا ماماانتي ناسيه اني جوزك بتستهبلي انتي مش في وعيك
سارة: اقصد بالنسباله ياسيف ومتنساش أن جوازنا في السر وانت اللي طلبت كدا مش انا
سيف بجده: بردوه متقوليش قدامي خطيبي انتي فاهمه
سارة : حاضر ياسيف هتيجي تقابليني ولا لأ
سيف: انا مستنيكي في الفندق تعالي يلا
سارة: ارجوك يا سيف متحطنيش في موضع اتهام أو شك متخلنيش اواجهم دلوقتي وانا مش مستعده ارجوك يا سيف
سيف بلين: حاضر علشان خاطرك بس عارفه الكافيه اللي على النيل جنب الفندق نص ساعه وهكون هناك
ساره: تمام وانا بردوه مش هتأخر
ذهبت سارة الي الكافيه وجلست علي احدي الطاولات المطله علي النيل نظرت للنيل وشردت فيما أوقعت نفسها فيه فهي تعلم أن سيف لن يلتزم بما وعدها ولكنها لأجل خالد سترمي نفسها في النار فهي لا تستطيع أن تتخيل حياتهم من غيرة دعت الله كثيرا أن يتم شفائه على خير ودعت الله أن يجعل سيف يرفق بها فهي رغم كل شئ لاتريد لعائلتها أن يصيبها الخزي بسببها لم تلاحظ سارة سيف الواقف أمامها من دقائق تنحنح سيف حتي تفيق ساره من شرودها
سيف: احم احم اللي واخد عقلك
سارة وهي تنظر له: هيكون مين واخد عقلي
سيف بغرور: اكيد انا صح
سارة بابتسامة بسيطة: حاجه زي كدا هتفضل واقف كتير اقعد علشان نتكلم
سيف وهو يسحب كرسي ثم يجلس: ها يا ستي عاوزه ايه انا التزمت بشروطك كلها وفاضل يومين وال١٥ يوم يخلصوا
سارة بارتباك وهي تواري وجهها بعيد عنه : انا كنت عاوزه اطلب منك طلب هو مش طلب هو رجاء ارجوك يا سيف يعني انا كنت ثم صمتت سارة عن الكلام
سيف وهو يحاول سبر اغوارها: عاوزة ايه اتكلمي علي طول يا سارة مالك مرتبكه ليه
سارة: انا عاوزه نأجل جوازنا لغاية ما تقول لباباك وتيجوا تتقدموا لبابا
سيف مضيقا عينيه: سارة لو مش واخده بالك احنا متجاوزين فعلا
سارة وهي تنظر أرضا : عرفه انا قصدي نأجل إتمام جوازنا اكيد انت فاهم انا قصدي ايه
سيف بعصبيه شديدة وهو يقف منتفضا: بتقولي ايه اكيد بتهرجي جايه دلوقتي تقولي كدا
سارة وهي تنظر يمينها وشمالها: لو سمحت يا سيف اقعد ووطي صوتك الناس بتبص علينا حاول تفهمني
سيف بعد أن جلس وهو يضغط علي فكيه بعصبيه: افهم ايه انتي مفكراني عيل هتضحكي عليا بكلمتين فوقي وأعرفي انتي بتتكلمي مع مين
سارة برهبه: انا مبضحكش عليك اللي بحصلي اكبر من قدرتي مقدرش اتحمل حسا اني هيجيلي انهيار وانا عماله بقنع نفسي أن اللي عملته صح مش قادرة اعمل كده ارجوك ياسيف حاول تفهمني
سيف: ومقولتيش الكلام ده قبل ما تاخدي
الفلوس ليه جايه تقوليه الوقتي
سارة ببكاء : انا انا لو مكنتش محتاجه الفلوس مكنتش هاخدها كانت بالنسبالي حياة أو موت صدقني انا عمر الفلوس ما كانت بتهمني في حاجه غصب عني واللهي
سيف وقف منتصبا منهيا الحديث : سارة انتي مراتي ومعادنا مع بعض بعد بكرة متخلنيش اتصرف معاكي تصرف ميعجبكيش فاهمه انا لسه عند وعدي ثم غادر وتركها
سارة وهي تلحق به: استني يا سيف انا لسه مخلصتش كلامي
لم يستمع لها سيف ظل مغادرا دون أن يلتفت لها ركضت سارة خلفه وجدته يركب سيارته ركبت هي الآخرة حتي تكمل حديثهما سويا
سارة وهي تلتقط أنفاسها : ايه يا سيف جرتني وراك كدا ليه وبعدين انا مخلصتش كلامي
نظر لها سيف ولم يتحدث قاد السياره في صمت ونظراته علي الطريق فقط
سارة: سيف حاول تفهمني انا اتربيت علي أن شرف البنت اغلي من نفسها انها تموت اهون من أنها تفرط فيه صعب عليا قوي صعب واللهي
سيف بعصبية وهو يضرب مقود السيارة: متجننيش أيها هتفرطي في شرفك احنا متجوزين علي سنة الله انا جوزك انتي فاهمه
سارة: ايوه عندك حق بس في السر ايه يمنع اننا نعمله في العلن احنا كدا زي اللي بنسرق
سيف : انا مغصبتكيش علي حاجه كله برضاكي واسمعي يا سارة لو مجتيش بعد بكرة بمزاجك هجيبك بمزاجي فاهمه
أومأت سارة برائسها : حاضر يا سيف هاجي وبمزاجي بس ارجوك ابعد عن الفندق اللي انت قاعد فيه وياريت تاخدني بعيد عن القاهره خالص ارجوك
سيف: ليه عاوزة تبعدي عن هنا
سارة وهي تنظر أمامها بشرود: علشان اليوم اللي هطلع فيه من بيت ابويا مش هرجع له تاني بابا وخالد استحالة يوافقوا باللي هعمله وهيكون جزائه الموت وانا مش هخلي حد فيهم يضيع نفسه علشاني علشان كدا هبعد عنهم خالص
سيف بالا مبلاه: انتي حرة اللي عوزاه اعمليه
غادرت سارة اللي منزلها وهي تعيد ترتيب اموراها فهي مقدمه علي هوه عميقه لا تعرف ان كانت ستخرج منها حيه ام لا جمعت سارة اغراضها التي ستحتاج إليها جمعت ملابسها واوراقها جمعتهم في شنطه وخبئتها كتبت سارة خطابين احدهم الي والدها والاخر الي شريف تشرح لهم ما قامت به من أجل خالد وارفقت صورة من قسيمة زواجها التي اخذتها من سيف عند لقائه اليوم وقامت بتصويرها ووضعتها مع خطاب والدها وشريف بكت سارة كثيرا كما لم تبكي من قبل فغدا ستترك عائلتها الي الأبد وكم هذا قاسي علي قلبها ولكن ما بيدها حيله رجعت سارة الي المشفي بعد أن أحضرت ما طلبته منها والدتها ووالدها وجدت والدها ذهب إلي عمله بعد أن طلبوا منه زملائه الحضور لأمر ضروري متعلق بالعمل هكذا اخبرتها والدتها ظلت جالسه مع خالد ووالدتها يتسامرون ويسترجعون ذكرياتهم وهم أطفال جاء والدها قامت سارة إليه واحتضنته وهي تشمل رائحة عطرة المميزه ابتسم والدها في حنان وهو يأخذها في أحضانه ويمسد علي ظهرها
عبدالرحمن: مالك يا سارة في ايه انتي خايفه من حاجه
سارة وهي تهز رأسها ب لا: مفيش وحشتني بس يا بابا
عبدالرحمن : وانتي كمان وحشتيني قوي الساعتين دول ثم قهقه امال لما تجوزي انتي وشريف هتعملي ايه كل شويه هتسبيه وتقوليله هروح اشوف بابا أصله وحشني
فرت دمعه من سارة رغما عنها علي ذكر والدها زواجها من شريف
عبدالرحمن بقلق: في ايه مالك انتي مش طبيعيه في حاجه مخوفاكي قوليلي مالك يا حبيبتي قولي يا سارة
ساره وهي تحاول ضبط اعصابها أمام والدها حتي لا ينكشف أمرها
سارة : مفيش اصل كل ما بتخيل اني هتجوز واسيبكم بخاف قوي علشان متعلقه بيك وب ماما وخالد
عبدالرحمن : دي سنة الحياة يا بنتي لو عليا مش عاوزكوا تفرقوني انتي وهاجر وخالد بس هنعمل ايه لازم تتجوزوا وتكونوا أسرة زي أنا وماما وزي هاجر ويوسف وانتي وشريف وان شاء الله خالد وبنت الحلال اللي يستاهلها مش عاوزك تخافي ماشي يا قلبي
سارة وهي تبتسم وتهز رأسها : ماشي يا حبيبي يلي علشان نتغدي عملتلك صنية بطاطس بالفراخ اللي بتحبها
عبدالرحمن مقهقها : انا كدا اللي مش هخلي شريف ياخدك مني طالما عملتيلي صنية البطاطس
ضحكوا جميعا علي كلام عبدالرحمن وتناولوا غذائهم سويا وللمرة الأخيرة بالنسبه لسارة.

تضحية أسعدتني حيث تعيش القصص. اكتشف الآن