الجزء السادس والثلاثون

9.9K 183 1
                                    

الجزء السادس والثلاثون
في مكتب سيف بالقاهرة يجلس على مكتبه ينهى بعض الأعمال تدخل السكرتيرة الخاصه به تخبرة بوجود ابنة عمه نرمين تريد مقابلته استغرب سيف كثيرا فنرمين تزوجت منذو اكثر من عام وسافرت مع زوجها الي احدي البلاد الاسيويه حيث يعمل بالسفارة المصرية هناك لكن ما الذي جاء بها الآن نظر إلي السكرتيرة وأذن لها بالدخول
دخلت نرمين وهى في كامل زينتها ترتدي فستان بالكاد يصل الي منتصف قدمها وزينة وجهها تخبر من يراها أنها قضت ساعات أمام المرأة لكي تخرج بهذا الشكل المبدع وشعرها الذي يصل الي خصرها بنعومه مثاليه ألقت التحيه علي سيف وصفاحته ثم جلست مقابل له
سيف: حمدالله على سلامتك جيتي أمتي
نرمين بغنج: لسه وصله ليلة امبارح
سيف: جايه إجازة مع جوزك ولا لوحدك
نرمين: لأ جايه لوحدي
سيف: ليه منزلتوش مع بعض مشغول لدرجادي
نرمين بملل: انا أطلقت معنتش قادرة استحمل اكتر من كدا وانا بضغط علي اعصابي وانا عايشه مع واحد بارد مبحبوش
سيف بغضب: ايه اطلقتي ليه وايه بارد ده عاصم انسان محترم وابن ناس ولا لازم يكون من بتوع مامي وبابي ويسيبك تمشي بمزاجك فسح وسهرات
نرمين بدلع: وليه ميكونش زيك انت
سيف بحده: زيي انا دا انتي لو مراتي اصبحك بعلقه وامسيكي بعلقه
نرمين بغنج: وانا موافقة المهم اكون مراتك
سيف منهيا الحديث: نرمين انا واحد متجوز وبحب مراتي وانتي ياريت ترجعي لجوزك
نرمين بسخريه: ههههه مراتك وهي فين انشاء الله طفشت وسابتك راحت تشوف مزاجها
سيف بحده:نرمين التزمي حدودك سارة محترمه وملتزمه عارفه حدودها وعارفه ربنا كويس ياريتك تكوني ربعها
نرمين: ولما هي كدا طفشت وسابتك ليه
سيف بعصبية: سارة ما طفشتش انا اللي ضيعتها مني بغبائي معرفتش احافظ عليها
نرمين: وهتفضل مستنيها لغاية أمتي
سيف بشرود: هفضل مستنيها عمري كله لغاية ما ترجعلي تنور حياتي تاني
نرمين بغيظ: اشمعنا هي اللي اتعلقت بيها وحبيتها ليه مش قادر تشوف غيرها
سيف: هتصدقيني لو قولتلك مش عارف ايه بالظبط اللي شدني فيها بسطتها ولا التزامها ولا حبها الخير لغيرها ولا اختلافها عن كل اللي عرفتهم ولا جمالها ويمكن كل دول عملوا منها مخلوقه اسطوريه بالنسبالي زي سندريلا سنووايت روبنزل سارة بالنسبالي اميره زى اميرات الحكايات هي بالنسبالي كامله مش ناقصه اي حاجه
نرمين : انت لو أديت لغيرها فرصه كنت عرفت أن في بنات زي سارة واحسن
سيف: صدقيني انا مدتش سارة فرصه وغيرها لأ انا معرفتش اني بحبها قوي كدا  غير لما سابتني ومشيت
سيف منهيا حديثه معها : بعد اذنك عندي معاد مهم روحي لعمي أو يحيي او عصام هتلاقيهم موجودين كلهم هنا
ثم تركها سيف مغادرا فهو مل حديثها وتطفلها عليه يكفي ما هو فيه من مرارة

في منزل عبدالرحمن تجمعت هاجر وزجها واولادها في يوم العطله جلسوا يتسامرون سويا في بعض الأمور المختلفه تجمع الرجال يلعبون الطاوله عبدالرحمن وخالد ويوسف وتجمعت النساء في المطبخ يطهون طعام الغداء وبعد الانتهاء تجمعوا سويا علي السفرة يتناولون الطعام وفي منتصف الوقت احس عبدالرحمن بثقل في صدرة ناحية الشمال لم يهتم في بادئ الأمر وظل يقاوم ثم زاد الالم لم يستطع اخذ أنفاسه ثم شحب وجهه لاحظوا ذلك جميعهم قام خالد ويوسف إليه يروا ما به وفجأة سقط عبدالرحمن عن الطاوله تلقاه يوسف وخالد وحملاه الي الاريكه يحاولون إفاقته ولكن دون فائدة قام خالد بمهاتفت الإسعاف وتم نقله إلي المشفي اسعفه الأطباء اللذين شخصوا حالته ذبحه صدريه ادخلوها علي أثرها العنايه بكت انهار بشده علي حالة زوجها فهي تعرف أن غياب سارة ما أثر عليه واستها هاجر وايمان وشدوا من ازرها علم احمد الالفي بمرض عبدالرحمن فا اتي لزيارته هو وأخيه محمود فهم يكنون الحب والاحترام له كثيرا وأتت كذلك مريم لانهار جلسوا معهم وقتا طويلا في المشفي ثم استأذنوا ومشوا جاء سيف ايضا لزيارة عبدالرحمن ودخل له العنايه يطمئن عليه جلس بجانبه علي المقعد وامسك يده قبلها ثم ربت عليها احس به عبدالرحمن فنظر له
سيف بحنو: الف سلامة عليك يا عمي ربنا يشفيك ويعفيك وتقوم بالسلامه
امد عبدالرحمن يده الأخري يربط فوق يد سيف وأشار له أن يقترب
عبدالرحمن بوهن: هاتلي بنتي هاتلي سارة عاوز أشوفها انا عارف ان محدش هيجبها غيرك
اغمض سيف عينيه في الم ثم فتحهما: حاضر يا عمي اوعدك اني هعمل المستحيل علشان اجبها ليك وليه
ابتسم له عبدالرحمن واومئ برأسه جاء الطبيب وأخرج سيف حتي لا يرهق عبدالرحمن فهو حالته ما زالت حرجه
خرج سيف من غرفة العنايه متأثر من شكل عبدالرحمن فهو كبر مئة عام مرة واحده جاء خالد من خلفه متحدثا بشئ من العصبية
خالد: كان عاوزك في ايه
سيف ملتفتا إليه: عاوز سارة عوزني اجبها ليه
نزلت دمعه من عين خالد: ياريت تجبها ليه ارجوك نفذله طلبه انا عجزت عن اني ممكن الاقيها
سيف وهو يهز رأسه: هعمل كل اللي في جهدي علشان الاقيها واجبها مش انتم بس اللي محتاجنها أن كمان نفسي الاقيها انا مش عايش من غيرها
خالد: عارف ان كنت بكرهك قوي علشان كنت سبب في ضياع سارة بس لما شوفت اللي بتعملوه علشان سارة وانك تقريبا حارم نفسك من كل حاجه علشان تلاقيها ميئستش من انك تدور عليها بدون فايدة ده شفعلك عندي وخلاني اغير وجهة نظري فيك
سيف: انا مش هنكر اني كنت فاسد ولعبي محدش قومني غير سارة هي اللي ورتني الطريق الصحيح عاوزيني بعد ده محبهاش وادور عليها انا مستعد اضحي بعمري بس هي ترجع
اقترب منه خالد يربط علي ذراعه ثم عانق سيف عانقه سيف وهو يربط علي ظهرة
ثم استأذن منهم سيف وغادر المشفي
قاد سيف سيارته وهو في الطريق أتاه اتصال من سكرتيرته لبني
سيف: الوه خير يا مدام لبني
لبني: انا حجزت لحضرتك طيارة خاصه علشان مؤتمر العين السخنه
سيف متذكرا: تصدقي نسيت حكاية المؤتمر ده بقولك ايه مفيش حد يروح مكاني اصلي مش رايق لمؤتمرات
لبني: طب حضرتك مقولتش من بدري ليه المؤتمر هيبدأ بكره الصبح مفيش وقت وحضرتك عارف ان حضورة واجب وطني مينفعش حد من الموظفين يروحه لازم حضرتك أو يحيي بيه او عصام بيه وهما سافروا يخلصوا صفقة الاجهزه الكهربائيه من ماليزيا
سيف مستسلما: خلاص انا هروح وخلاص أمتي ميعاد الطيارة
لبني: الطيارة معادها النهارده الساعه سبعه بعد المغرب
سيف وهو ينظر في ساعته: الساعه دلوقتي  اربعه هروح اجهز شنطتي واطلع علي المطار
انهي سيف الاتصال وتوجه الي منزله أعد حقيبته واخذ شور سريعا ثم توجه الي المطار ركب سيف الطيارة متوجها إلي العين السخنه

استدعي سارة مديرها الي مكتبه دخلت سارة بعد أن طرقت الباب 
سارة بابتسامة: خير يا فندم حضرتك تأمرني بأيه
مجدي: تعالي اقعدي علشان اقولك علي اللي عاوزه
جلست سارة امامه وفي يدها اجنده وقلم كي تدون ما يطلبه
مجدي : عملتي ايه في مناقصه البسكويت بتاعة المدارس
سارة بجديه: انا قدمت العرض اللي حضرتك اختارته ودفعت المصاريف اللازمه واحنا في انتظار النتيجه وان شاءالله ترسي علينا احنا مقدمين عرض كويس جدا
مجدي: طلبية الملابس اللي جايه من الصين لسه قد ايه وتوصل
سارة: الطلبيه وصلت النهاردة يا فندم وانا بعت الموظف المسئول يطلعها من الجمارك وهتوصل علي الساعه اتنين وانا هشرف بنفسي علي توزعها علي التجار
مجدي: ورانا أي التزامات تانيه
سارة: كلها حاجات بسيطه مفيش غير المؤتمر بتاع رجال الأعمال وهو هيقام هنا بكرة يا فندم
مجدى : هو مش كان في شرم الشيخ
سارة: اه بس لدواعي امنيه نقلوه هنا
مجدي: اعملي حسابك هتيجي معايا
سارة مضيفه عينها: ممكن تاخد حد تاني انا معنديش وقت توزيع شحنة الملابس هياخد كل وقتي
مجدي: هو معاد التسليم عدي
سارة بحماس: لا لسه فيه اسبوع كمان
مجدى: خلاص وزعي اللي تقدري عليه والباقي خليه بعد المؤتمر دول هما يومين مش اكتر انا محتاجك هناك علشان لو قبلنا رجال أعمال مهمين نقدر نتفق علي صفقه ولا اتنين
سارة : حاضر يا فندم تحت امر حضرتك بس اسمحلي هستأذن بدري اروح اشوف توزيع الشحنه
مجدى: تمام روحي علشان توزعي أكبر كمية تقدري عليها
انصرفت سارة من أمامه الي مكان توزيع الشحنه تحاول الانتهاء من توزيعها

وصل سيف الي العين السخنه ومنها الي الفندق ونزل في نفس جناح شهر عسله مع سارة واللذي أصر علي حجزه مسبقا نام ليلته يتذكر ذكرياته مع سارة وتمني لو يأخذها في حضنه ويريح رأسه علي صدرها يشكو بعدها عنه وحرمانه منها غلبه النعاس وراح يحلم  بسارة في ثباته العميق

انتهت سارة من توزيع كامل الشحنه في يوم واحد مما أضطرها الي مضاعفة العمل والموظفين والسيارات حتي تنتهي رجعت الي بيتها وقت العشاء وهي لا تقوي علي الوقوف استقبلها أولادها مهليلين لها عند الباب انحنت وحملتهم سويا قبلتهم كل واحدا علي حده وأخرجت لهم الشيكولاته التي يحبونها أتت احسان من الداخل
احسان: حمدالله على السلامه شكلك هلكانه
سارة: خالص هموت وانام وعندي بكرة مؤتمر وهقوم له من بدري هقوم اخد شور وانام
احسان: تنامي ده ايه مش هتكلي انتي خسيتي النص من ساعة مشتغلتي
سارة: معلشي يا حبيبتي انا كلت سندوتشات في الشغل انا جعانه نوم
احسان: يا بنتي ريحي نفسك من وجع القلب ده بلا شغل بلا تعب
سارة: يا ماما انا ما صدقت اشتغلت بشهادتي ولقيت نفسي عوزاني اسيب دا كله تاني مستحيل
احسان: انتي حرة انا عمله علي تعبك
سارة: التعب بيهون المهم خالد وأحمد عملين معاكي ايه
احسان: ربنا يخليهم هما اللي مليين عليا وحدتي
سارة بابتسامة: ربنا يخليكي لينا يا ست الكل
قامت سارة اغتسلت و صلت فرضها وراحت في ثبات عميق.

تضحية أسعدتني حيث تعيش القصص. اكتشف الآن