الثالث والعشرون

1.2K 42 0
                                    

الفصل الثالث والعشرون

وكأن تلك الكلمات البسيطة تحولت إلي صدمة كهربية اقتلعت "قمر" من مقبرة العذاب الممزوج بالألم إلي عالم خيالي لا يحوي سوي الفرحة لا توجد به لغة إلا لغة الحب..
ثواني معدودة مرت علي "قمر" شعرت فيها بأن تنهيدة أنفاسها المتلاحقة وصلت إلي "فادي" لتحرك شفاهها المرتعشة قائلة:و عليكم السلام 
وكما سلبت نظرة عيني "قمر" "فادي" من ظلمة قلبه أعادت نبرة صوتها إخماد نار شوقه قليلاُ بل وإشعال نار عشقه التي تتزايد مع كل تنهيدة تطلقها أنفاس "قمر"..
وبلا وعي من العاشقين حركهما لهفة شوقهما لتتحرك شفاههم في نفس اللحظة قائلين:اشتقت لك\لكي 
ضحكات شوق من العاشقين امتزجت سوياً لإنتاج دفعة من الأمل الممزوج باللهفة في كيان العاشقين..
ولأن قدرة "فادي" علي السيطرة علي أشواقهم كانت أكبر بدأ في طرح أسئلة للإطمئنان علي أحوال "قمر" التي تحسنت نهائياً بمجرد سماعها لصوته..
دامت المكالمة ما يقارب العشرة دقائق..إلي أن قال "فادي" بنبرة حزن مودعة:حسناً انتبهي علي حالك جيداً 
ارتسمت معالم الحزن علي ملامح "قمر" لتقول بنبرة شوق ستوشك علي البكاء:حسناً وأنت أيضاً..فليحفظك الله لي 
نبرة طمأنينة ممزوجة بفرحة نبعت من شفاه "فادي" الذي قال:و لي يا "قمر" أنار حياتي 
ارتسمت ابتسامة هادئة علي ملامح "فادي" لشعوره برجفة أنفاس "قمر" ليمرر أصابعه بين خصلات شعره قائلاً:في أمان الله 
أغلقت "قمر" عينيها ببطء ليقفز إلي مخيلتها اعتراف"فادي" بحبه لها لتستولي رجفة حب من أوصالها محركة شفاهها بلا وعي قائلة:"أحبك" 
بمجرد أن أنهت "قمر" تلك الكلمة ألقت بهاتف "بسام" علي المقعد لتشير له بالدخول ومن ثم تعيد إسناد رأسها علي زجاج السيارة وهي محتضنة قلادة "فادي" بكفيها بينما تحاول جاهدة إخماد ثورة الشوق الذي غزت كيانها بأجمع وتسبب في لهثها لأنفاسها..
بينما علي الجانب الآخر..لم يبالي "فادي" بإنهاء المكالمة فبمجرد سماعه لكلمة "أحبك "من شفاه "قمر" حتى ألقي بهاتفه علي المقعد الجلدي وألقي بجسده علي الفراش لترتسم ابتسامة فرحة علي ملامحه تدريجياً بينما بات صدره يرتفع وينخفض بسرعة من لهثه لأنفاسه العازفة لحن الفرحة لسماعه اعتراف "قمر"..
لتتمكن تلك الكلمة المكونة من أربعة أحرف من الإطاحة آلام وأوجاع وغضب دام لثمانية أشهر لتتمكن تلك الكلمة من تحويل ذاك المتعجرف إلي عاشق يأبي سماع أية كلمات من بعد تلك الكلمة..
يأبي سماع أية أصوات من بعد نبرة معشوقته المرتعشة وهي تعترف بحبها..
ليغمض "فادي" عينيه ببطء ليهرب من ذاك العالم إلي عالم خيالي يستمع فيه لصدي نبرة حبيبته في هدوء بعث في روحه الإصرار والإيمان أضعاف مضاعفة..
....
تسلل شعاع ذهبي خفية إلي داخل حجرة "قمر" ليداعب جسدها الصغير الساجد بين يدي ربه في هدوء نسبي يتخلله أنين بكاء "قمر" وهي تحرك شفاهها المرتعشة قائلة:اللهم امنحني فرحة تبكي عيونها من أجلها بعدما كانت تبكي من الألم..اللهم خلصني من ذاك الرجل الذي ارتكب جرائم إنسانية في حقي..اللهم عجل بإجتماعي في الحلال مع عبدك "فادي" 
رفعت "قمر" جسدها من السجود لتظهر آثار دموعها التي باتت تخفي علامات الكدمات علي وجهها لتنهي "قمر" صلاتها لتبدأ صيحات غضب تتسرب إلي حجرتها لتزف لها خبر أن عاصفة الغضب بدأت للتو..
ابتلعت "قمر" ريقها بصعوبة لتأكدها من أن تلك النبرة الغاضبة ما هي إلا جزء من كيان شيطان يأبي الهزيمة بكل معانيها..لتتوكل "قمر" علي ربها وتدلف خارج الحجرة..لتجد "محب" يقف في منتصف المنزل وأمامه "منير" وعلي مسافة من حجرة "قمر" كان "بسام" واقفاً في صمت يتابع ذاك العراك بلامبالاة وبجانبه "ناهد" تتابع ذاك العراك بقلق ممزوج بعدم فهم..
بحثت "قمر" بعينيها عن سند تحتمي خلفه من عاصفة الغضب تلك..لتتأمل ملامح وجه والدها لثواني فتقفز ذكري تسليمها لشيطان علي يد والدها..لتشعر "قمر" بجرح في يدها كان بسبب والدها يصرخ بها قائلاً "هذا من دمرك في البداية..كيف تريدين الحماية في ظهره؟! سيسلمك لهذا الشيطان من جديد؟!"
لم تمهل عيني "قمر" الفرصة للبحث عن شخص آخر ليتجمد نظرها علي "بسام" لتتجه إليه بخطوات مرتعشة لتتمسك بملابسه من الخلف قائلة بنبرة همس مرتعشة:هل علموا بأمر القضية؟!
اقتلعت نبرة "قمر" المرتعشة "بسام" من شروده فيما يحدث أمامه ليحرك شفاهه بنبرة مطمئنة:نعم ولكن لا تقلقي
ابتلعت "قمر" ريقها بصعوبة بينما أطلق "بسام" تنهيدة ثبات امتزجت مع ملامح القوة التي تكسو ملامحه..
سرعان ما رصدت عيني "محب" النارية ملامح "قمر" المحتمية ب"بسام" ليتجه ناحيتها بسرعة ممزوجة بغضب:أنتي ترفعين قضية خلع عليً؟! أنتي أيتها العاهرة تفعلين...
بينما كانت شفاه "محب" تتفوه بكلمات نارية تجاه "قمر" كانت يده ترتفع تدريجياً من أجل تصويب صفعة غضب لها ولكن سرعان ما شعر "محب" بقبضة يد غاضبة تمتزج من نبرة قوة نبعت من شفاه "بسام" الذي قال:يدك لن تمس وجهها من جديد 
دفنت "قمر" وجهها في كتف "بسام" بينما رعشت جسدها التي شعر بها "منير" قبل "ناهد" جعلت ملامحهم تكتسي بالخوف..
نظرات غضب تمتزج مع ملامح تحدي تتناسب كلياً مع علامات القوة البارزة في عروق يد "بسام" جعلت عيني "محب" تتسع صدمة ممزوجة بغضب ليحاول تحرير قبضته من يد "بسام" وهو يصيح به قائلاً:أنت الآخر صار لك نبرة تريد منعي بها..أأنسيت من أنا؟؟!!
نبرة قوة ممزوجة بتوعد نبعت من شفاه "بسام" الذي قال:أنت من نسيت من أنا؟! من الظاهر أن عقلك هذا صور لك أنني سأصمت علي ما فعلته بشقيقتي ولكن برحمة والدي و والدتي لأسقيك كؤوس العذاب بيدي تلك 
أطلق "بسام" الحرية ليد "محب" ليقول بنبرة توعد ممزوجة بغضب:الآن أعتقت يدك ولكني رقبتك لأن أعتقها إلا يوم الدين 
حالة من الصدمة الممزوجة بالقلق سيطرت علي ملامح الجميع عدا "قمر" التي رسمت ابتسامة طمأنينة علي ملامحها لترفع عينيها بقوة استمدتها من استنادها علي "بسام" لتحرك شفاهها بنبرة تحدي:انتهي وقتك الآن سيكون اللقاء في المحكمة وأظن أنك تعلم الموعد 
بقدر الغضب الذي سيطر علي أوصال "محب" فور تلقيه إشعار المحكمة بقضية الخلع بقدر ما كانت صدمته من نظرات الغضب وملامح التحدي الممزوجة بنبرات القوة التي سيطرت علي كلا من "بسام و قمر"..
ليلتفت بظهره متجهاً إلي باب المنزل بينما شعرت "قمر" بألسنة الغضب التي تتطاير من أذنه لتزيد من تمسكها ب"بسام" ليدلف "محب" خارج المنزل مودعاً إياهم بنبرة توعد قائلاً:أعدي نفسك لمفاجآت في المحكمة 
بمجرد أن أغلق "محب" باب المنزل حتى تنفست "قمر" الصعداء قائلة بنبرة تساؤل:هل وصل له الإشعار بتلك السرعة
مسح "بسام" علي خصلات شعره بتنهيدة راحة نسبية قائلاً بنبرة هادئة نسبياً:المحامي أخبرني بأن الإجراءات ستكون بأقصى سرعة 
بمجرد أن أنهي "بسام" حديثه حتى ارتفعت نبرة "منير" الغاضبة وهو يصيح:أنا آخر من يعلم بتلك القضية!! خلع يا "بسام"؟! هل باتت الأمور تحدث من وراء ظهري؟!
خلعت "قمر" حجابها بهدوء يمتزج مع نبرتها الباردة التي حركت بها شفاهها قائلة:أنت من ألقيت بي في جحر 
الشيطان و تابعت صراخي ورجائي بأن تقتلعني من بين ذراعيه ولم تبال 
ارتسمت ابتسامة سخرية علي ملامح "قمر" التي تابعت حديثها قائلة:الآن تطلب مني أن احتمي بك من ذاك المعتوه وأنت بنفسك بتقاليد عقيمة قيدت بها عنقي يا أبي ؟!
نبرة تعجب ممزوجة بلامبالاة نبعت من شفاه "بسام" الذي قال:أتريد أن تعيد ابنتك إلي ذاك الشيطان أم تريد حل الأمور بالمصالحة؟! ذاك المعتوه أنت تعلم جيداً طبيعة حياته وماذا كان يفعل ولم تحرك ساكناً لذلك يا عماه إن لم تحمي "قمر" فحمايتها باتت مسئوليتي 
نظرات الصدمة تحولت إلي الجمود وتمكن الكبرياء من شعور الندم الممزوج بالحنين ليحرك "منير" شفاهه بجمود قائلاً:أفعلي ما تشأ أنت وهي ولكنني لا أريد رؤية أياً منكم ريثما تنتهي تلك القضية ومن بعد ذلك ابحثي لكي عن مكان آخر إذا خسرتي أم كسبتي 
بقدر ما كانت كلمات "منير" قاسية بقدر ما قابلتها "قمر" بلامبالاة ارتسمت علي ملامحها لتسند رأسها علي كتف "بسام" قائلة بنبرة لامبالاة :حسناً شكراً لاستضافتك لي لتلك الفترة 
...
مع دقات الساعة الثامنة مساءً ارتفعت صيحات "فادي و ياسر" الغاضبة لضياع فرصة للنادي الأهلي في مباراته مع نادي الزمالك..ليضرب "ياسر" الوسادة بضجر قائلاً بنبرة ضيق:ما ذاك المستوي؟!بذاك المستوي سنخسر
ارتشف "فادي" قليلاً من كوب العصير الموضوع بجواره ليقول بنبرة مزاح:منذ أن بدأنا في التشجيع يا صديقي وفي كل مرة نشاهد مباراة القمة سوياً وفي كل مرة الأهلي من يكسب يا صديقي ذاك هو المعتاد من اللاعبين حرق أعصابنا قليلاً ومن ثم منحنا متعة الهدف في الدقائق الحاسمة 
اختلطت ضحكات "صالح وياسر" بصخب ليوكز "ياسر" صديقه في كتفه قائلاً بنبرة مرح" صرت "نقصف جبهة" كما يقال في عالم الميديا
ارتفعت نغمة هاتف "فادي" معلنة قدوم اتصال ليقتلعه من تركيزه هذا ليقوم من موضعه بسرعة قائلاً:دقائق وسأعود
دلف "فادي" إلي داخل حجرته ليفتح المكالمة قائلاُ بنبرة تساؤل:هل حدث أمر ما؟! 
نبرة مطمئنة ممزوجة بطلب نبعت من شفاه "المحامي" الذي قال:الأمور سارت كما خطط لها ولقد تسلم إشعار المحكمة منذ الصباح ولكنني أريد مشاورتك في أمر ما 
استرق "فادي" السمع إلي المباراة ليحرك شفاهه بسرعة ممزوجة بتعجب:أي أمر؟!
ارتشف "المحامي" قليلاً من كوب المياه ليحرك شفاهه بنبرة توضيح ممزوجة بتساؤل:كما أخبرتك في السابق بأن القضية بسيطة للغاية ولكن بحديث "بسام" عن "محب" هذا فأنا أخشي أن يستغل تقرير الطبيب ضدنا ولذلك أطلب منك شرح مدي علاقتك ب"قمر" حتى أستطيع تحديد مدي ما سيصل إليه تفكيره 
ارتسمت علامات الضيق علي ملامح "فادي" الذي قال بنبرة استياء ممزوجة بضجر:علاقتنا طبيعية أحببتها و أحبتني وعندما علم والدها بالأمر أجبرها علي الزواج من ذاك المعتوه 
سحب "المحامي" ورقة من أحد الملفات ليتابع حديثه بنبرة تساؤل:وكيف علم بأمركم ؟!
تنهيدة ضيق أطلقها "فادي" لتمتزج بنبرة الضجر النابعة من شفاهه ليقول:كان ذاك المعتوه يبعث بأحد يراقب "قمر" والتقط لنا بعض الصور سوياً وبعثها لوالدها 
نبرة قلق ممزوجة بتساؤل نبعت من شفاه المحامي الذي قال:و هل تلك الصور مازالت معه؟!
بقدر ما كان "فادي" متأكدً من أن تلك الأسئلة من أجل القضية بقدر ما كان يكتم غضبه من أسئلة متكررة تهب دفعة واحدة علي مسامعه التي تأبي لذاك المتعجرف بأن يستجوبه أحد ليحرك "فادي" شفاهه قائلاً:لا أعلم..و لكن لماذا كل هذا؟! 
نبرة قلق ممزوجة بتوضيح نبعت من شفاه المحامي الذي قال:إن باتت تلك الصور في حوزته إلي الآن من الممكن أن يستخدمها ضدنا بحيث يشكك في "قمر" بأنها كانت علي علاقة غير شرعية بك وعندما علم بالأمر اضطر لتلقينها درسً لما فعلته 
عقد "فادي" حاجبيه بذهول يمتزج مع نظرات الغضب التي باتت تنبعث من عينيه ليقول بنبرة ضجر مرتفعة نسبياً:نعم؟! ذاك المعتوه المعدوم الشرف يشكك في "قمر"؟؟!!
مسح المحامي علي جبينه بتفكير ليحرك شفاهه بنبرة تساؤل قلقة:هل لي بسؤال آخر ولكن أرجو ألا تنفعل لأنه محرج قليلاً؟!
زفر "فادي" بغضب ليحرك شفاهه بنبرة ضجر قائلاً:تفضل؟!
ابتلع المحامي ريقه بتردد ليحرك شفاهه بنبرة تساؤل قلقة:هل حدث بينهم علاقة زوجية كأي رجل وفتاة؟!
ما إن أنهي المحامي حديثه حتى أتته نبرة "فادي" الغاضبة وهو يصيح به قائلاً:نعم؟!! هل أنت مجنون ؟!
نبرة ضجر ممزوجة بتوضيح نبعت من شفاه المحامي الذي قال:أستاذ\فادي أرجوك أن تقلل من غضبك هذا..أنا فقط أريد معرفة الإجابة لأنه إن لم تحدث علاقة زوجية بينهم سيكون سهل علينا إثبات أنه غير قادر علي ممارسة علاقة زوجية عن طريق كشف عذرية للآنسة "قمر" وبذلك تكون القضية فيصالحنا بنسبة 100%
كما يقول المثل الشعبي الدارج "جيت تكحلها..عمتها"...ذاك المثل ينطبق تماماً علي حديث المحامي الذي زاد اشتعال ثورة الغضب الناشبة في كيان "فادي" الذي قال بنبرة غضب تحذيرية:هل أنت واعي لما تقوله؟! أم تريد مني أن أنهي لك حياتك نهائياً؟!
زفر المحامي بضيق امتزج مع نبرة شفاهه التوضيحية ليقول:كل ما في الأمر يا أستاذ\فادي أنني أريد إنهاء أية مخططات ل"محب" من الممكن أن يفاجئنا بها في المحكمة لذلك أريد منك إجابتي علي أسئلتي تلك بهدوء حتى نفكر في حل آخر إن كانت علاقتهم الزوجية ت..
لم يكن "فادي" بحاجة لمنح عقله الفرصة للتفكير في حديث ذاك المحامي وإنما كان غضبه الذي اشتعل فجأة من ذكر اسم معشوقته بجوار ذاك المعتوه وتوريطها في تجربة كشف عذرية من المؤكد تماماً أن ستصنع فجوة ألم ممزوج بكسرة داخل كيان "قمر"..
لذلك حرك "فادي" شفاهه بنبرة غضب نافية قائلاً:لا تكمل حديثك من المستحيل أن تكون ذاك المعتوه لمح خصلات شعرها حتى لذلك أخبرني ما الإجراءات المطلوبة وأنا سأخبرهم واتخذ اللازم
زفر المحامي بهدوء نسبي ليمتزج مع شفاهه التي تحركت بنبرة توضيح قائلاً:من الممكن بعد غد أن تتهيأ "قمر" للذهاب إلي الطب الشرعي وهناك سيكون معنا إشعار بطلب الكشف ليلحق بملف القضية 
مرر "فادي" أصابعه بين خصلات شعره بضجر قائلاً بنبرة موافقة:حسناً باشر إجراءات ذاك الإشعار وأنا سأبلغهم لا تحادثهم نهائياً
بمجرد أن أنهي "فادي" حديثه مع ذاك المحامي حتى عبث بأصابعه علي شاشة هاتفه ليحادث "زوج شقيقة ياسر"..
....
مر يومين كاملين علي أبطالنا..
انشغل "فادي" فيهم بإيجاد طريقة لإنهاء ذاك الكشف دون المساس ب"قمر" أو تعريضها إلي ألم خوض تجربة كذلك..لتستولي فكرة حماية معشوقته من توابع زوجها الباطل من ذاك المعتوه بدون المساس بحرمة جسدها..
أما عن "بسام" فقد استطاع بحكمته إبلاغ أمر ذاك الكشف العذري بحيث وضح لها أن "فادي" يعمل بكل ما لديه من قوة لإنهاء تلك المسألة دون تعرضها لألم..لتعود روح الطمأنينة إلي كيانها لتأكدها بأن معشوقها لن يعرضها لألم..
أما عن "محب" فقد انشغل بقضية الخلع تلك عن التفكير في عقاب ل"بسام" جزاء وقوفه أمامه ليقرر تأجيل ذاك ريثما ينتهي من قضية "قمر" التي بات يشعر بطمأنينة نسبية من حديث محاميه..
أما عن "إسراء" فقد كانت الأسوء حالاً بين أبطالنا..فبالرغم من حضور بعض صديقتها من حين إلي آخر إلا أنها ما زالت تحت تأثير جرعة ألم الفراق الأقوى ومازال عقلها الباطل يحوي لها بأن والدتها ستعود يوماً..
أما عن "ياسر" فبالرغم من انشغاله التام في عمله ومساندة "فادي" إلا أنه استطاع تخصيص الوقت لطفلته وزوجته قليلاً وبالرغم من ضيق "مريم" من انشغاله الدائم إلا أن نظرة الحب التي تزداد في عيني "ياسر" في كل لحظة يتجدد فيها لقائه مع "مريم" أغناها عن كل شئ..
...
منذ أن علم "منير" بأمر الكشف علي عذرية ابنته وثورة الفضول الممزوج بالترقب سلبت الراحة من عينيه لتبدلها بالقلق الممزوج بالخوف ليستقل "منير" سيارته هو و زوجته متجهين خلف سيارة "بسام" لمشاركة ابنتهم تلك الزيارة إلي الطب الشرعي..
بالنسبة إلي "ناهد" كانت تريد زيادة جرعة الطمأنينة في قلب "قمر" بينما بالنسبة ل"منير" كان يريد أن يمنح عقله إجابة سؤال واحد منذ أن علم بحقيقة علاقة "قمر" ب"فادي" وهو
"هل حافظت ابنتي علي عرضي أم أباحت انتهاكه تحت مسمي الحب" 
استدنت "قمر" علي ذراع "بسام" بينما جسدها يرتعد خوفاً في كل لحظة تخطوها إلي موضع حجرة الكشف وعقلها يشتعل بسؤال واحد "أين أنت يا "فادي" ؟! أين أنت لتحميني؟!"
بالرغم من كل أنواع الألم التي اجترعتها "قمر"في الفترة الماضية كانت تجربة كشف العذرية التي تنتظرها هي الأقوى..
تلك التجربة بالرغم من أنها ستعيد امتلاك "قمر" لحريتها إلا أنها ستسلبها عزة نفسها..
ابتلعت "قمر" ريقها بصعوبة فور وقوفها أمام الحجرة المخصصة للكشف لتأتيها نبرة المحامي قائلاً:إذا سمحتم جميعاً ستدلف الأستاذة "قمر" بمفردها إلي الحجرة 
زادت "قمر" من تعلقها بيد "بسام" لتحرك شفاهها بنبرة خوف مرتعشة:لا لن أكون بمفردي لا 
لولا وجود "ناهد ومنير" لصاح "المحامي" بحقيقة ذاك الكشف ولكنه حرك شفاهه بنبرة مطمئنة قائلاً:لا تقلقي وهيا سريعاً حتى لا نتأخر
مسح "بسام" علي مرفق "قمر" برفق ليحرك شفاهه بنبرة طمأنينة:هيا يا "قمر" هيا 
بالرغم من حديث كلا من المحامي و"بسام" الذي بعث شعاع من الطمأنينة إلي قلب "قمر" إلا أن قلقها المباح من خوض تلك التجربة تحكم من أوصالها إلا أن عبثت يدها بقلادة "فادي" من أسفل الحجاب لتحكم "قمر" قبضتها علي تلك القلادة لتقول بنبرة قوة:حسناً
خطت "قمر" خطوتها الأولي داخل الحجرة ليغلق ذاك المحامي الباب وبالرغم من أن صدي ذاك الإغلاق لم يكن قوياً إلا أنه كان كافياً لارتعاد كيان "قمر" التي حركت شفاهها المرتعشة قائلة:يارب 
نبرة طمأنينة ممزوج بتأدب نبعت من شفاه تلك الطبيبة التي تجلس علي مقعد جلدي خاص بمكتبها الذي يتوسط الحجرة لتقول:لا تقلقي يا "قمر"..افتربي واجلسي 
ابتلعت "قمر" ريقها بصعوبة بينما مازالت قبضتها علي تلك القلادة تزداد رويداً رويداً إلي أن جلست "قمر" علي مقعد يقابل مقعد الطبيبة لتقول بنبرة خوف مرتعشة:أتعلمين اسمي؟!
ارتسمت ابتسامة طمأنينة علي ملامح الطبيبة التي حركت شفاهها بنبرة تساؤل مطمئنة:نعم..ألستي "قمر فادي الأسيوطي" ؟! أم أنني لم أسمع الاسم جيداً من "فادي"
إضافة كنية "فادي" إلي اسمها كانت آخر ما تتوقع "قمر" سماعه في تلك الحجرة التي ظنت لثواني أنها ستكون حجرة هتك عزة نفسها ولكنها باتت الآن شاهدة علي السعادة التي دبت أوصالها لتعيد نضارة ملامحها التي اتسعت صدمة ممزوجة بفرحة..
ولكن بالأحق أن فرحتها كانت الأقوى..فرحتها لتأكدها بأن "فادي" ما عاد يتركها إلا وهي زوجته أمام الله قبل الجميع....فرحتها لحمل كنية ذاك المتعجرف الذي ظنت للحظات أنه فشل في حمايتها من تلك التجربة ولكن سرعان ما صحح "فادي" تفكير تلك العنيدة ليمنحها فرحة حمل كنيته...
تلألأت دمعة دافئة في عيني "قمر" التي زادت من احتضانها لتلك القلادة لتقول بنبرة مرتعشة:"فادي"؟!
أطلقت الطبيبة تنهيدة راحة لتأكدها بأنها نجحت في اقتلاع رعب "قمر" لتحرك شفاهها بنبرة توضيح: "فادي" عندما علم أن الكشف سيكون تحت إشرافي حادث زوج شقيقة صديقه ليحاول إقناعي بألا اقترب منك نهائياً وأنكي كنتي ضحية لمعتقدات عقيمة بزواجك الإجبارى ولكنني عندما علمت أن الأمر يخص "فادي" لم أخذ وقتاً طويلاً للتفكير في الأمر 
ارتشفت الطبيبة قليلاً من كوب العصير الموضوع بجوارها لتتابع حديثها قائلة: "فادي" كان زميل شقيقي وساعده مراراً وتكراراً في الخروج من محنة وفاة والدنا وما فعلته اليوم ما هو إلا رد لجزء بسيط لما فعله "فادي" بل وأنه من حادثني لأخبرك بأنكي صرتي حاملة لكنيته 
كفكفت "قمر" دمعة لؤلؤية تشق الطريق إلي خديها لتطلق تنهيدة راحة قائلة:الحمدلله 
و لكن سرعان ما حادثت "قمر" نفسها بفطرة الغيرة لدي الأنثي لتقول "حادثتها يا "فادي" ؟! حسناً عندما ألقاك !! تحادثها !!يا الله لولا ما قدمته لي لعزمت علي تخليص روحها تلك لتحادث "فادي" "
مرت المدة المخصصة للكشف بهدوء نسبي يسيطر لي الأجواء الحجرة لتتبادل الطبيبة الحديث مع "قمر" إلا أن نظرت "الطبيبة" إلي ساعة يدها قائلة:حسناً بذلك تكون مدة الكشف المعتادة انتهت 
عقدت "قمر" حاجبيها بتعجب امتزج مع نبرتها المتسائلة لتقول:ولكن أين التقرير؟!
حملت الطبيبة ملف كان موضوع علي يمينها لتحرك شفاهها بنبرة مطمئنة:التقرير انتهي قبل وصولك 
أطلقت "قمر" تنهيدة راحة لترتسم ابتسامة شوق علي ملامحها بينما شفاهها تتحرك بهمس قائلة:كم اشتاق لك يا "فادي"؟!
بمجرد أن أنهت "قمر" حديثها حتى أعادت رسم علامات الحزن علي ملامحها في خداع بصري للجميع عن مأساة التجربة التي عاشتها لثواني وبمجرد أن سلمت الطبيبة التقرير الذي يثبت بأن "قمر" مازالت محتفظة بعذريتها حتى أطلقت "ناهد" تنهيدة راحة لتمسح بمرفقها علي ظهر "قمر" التي تسند رأسها علي كتف "بسام"..
بينما بالرغم من شعور "منير" بالسعادة التي اجتاحت أوصاله إلا أن إحساس الندم بات يتسرب إلي كيانه رويداً رويداً لتلتقط عينيه صورة ل"قمر" التي تسير بجوار "بسام" وهي مسندة علي كتفه..
ليتأكد تماماً بعد ذاك المشهد بأن ابنته ما عادت تراه مصدر قوتها وحمايتها بل بات مصدر آلامها وخوفها..
أمام عن "قمر" فقد برعت في تمثيل دور المتعبة التي تحتاج لجرعة من العصير ليحرك "بسام" شفاهه قائلاً:حسناً هيا بنا أحضر لكي زجاجة عصير من السوبر ماركت المجاور للمبني هذا
وبمجرد أن تأكدت "قمر"من أن المسافة بينهم وبين والديها صارت كبيرة نسبياً حتى همست في أذني "بسام" بنبرة فرحة قائلة:"فادي" لم يعرضني لألم تلك المخاطرة 
اتسعت عيني "بسام" بصدمة ممزوجة بعدم فهم لتطلق "قمر" تنهيدة فرحة وتبدأ في قص ما حدث مع تلك الطبيبة..
...
التقط "ياسر" سلسلة مفاتيحه من علي الطاولة المجاورة ل"فادي" ليحرك شفاهه بنبرة تساؤل:سأذهب أنا الآن..هل تريد شئ؟!
أغلق "فادي" محادثة "الواتس أب" الخاصة به و ب"بسام" ليلقي بهاتفه المحمول بجواره ويمسح علي عينيه بإرهاق قائلاً:علي الإطلاق الأهم أن تطمئني علي "تميمة" عندما ينتهي الكشف 
أومأ "ياسر" رأسه موافقاً لينطلق بسيارته إلي زوجته ليقلها هي وطفلتهما إلي طبيب الأطفال بينما عبثت أصابع "فادي" بشاشة هاتفه للاتصال بطبيبة الطب الشرعي لتقديم الشكر لها...
بمجرد أن أنهي "فادي" تلك المكالمة حتى دلف ارتفعت نغمة هاتفه معلنة قدوم اتصال من "إسراء"...
نبرة شبه باكية تمتزج مع دموع تتأرجح علي خدي "إسراء" التي حركت شفاهها قائلة:السلام عليكم 
عقد "فادي" حاجبيه بتعجب امتزج مع نبرته المتسائلة ليحرك بها شفاهه قائلاً:وعليكم السلام..ماذا حدث؟! هل هنالك مكروه ما؟!

يتبع.........
#نورهان_حسنى

في أرض النوبة للكاتبه نورهان حسني حيث تعيش القصص. اكتشف الآن