الفصل الثلاثون
رموشه المنغلقة علي عينيه بهدوء ونسمة الهواء الدافئة التي تحوم من حوله باستحياء ولحن أوراق الأشجار الذي يتراقص بهدوء ليضيف نغمة هادئة علي أذن ذاك المتعجرف المسند لرأسه بحافة المقعد الموجود بأقصى يسار الحديقة..
ليخلق ذاك الجو الهادئ فرصة ذهبية ل"فادي" لتفريغ عقله من أية أفكار تتراقص أمام ذهنه ليتخلص منها سريعاً ويبدلها بهدوء يسود كيانه بأكمله..
ولكن!!هل من الممكن أن تغير لمسة يد مرتعشة ذاك الهدوء الذي يحيط بكيان المتعجرف؟!
سرعان ما أمدنا "فادي" بالإجابة عن ذاك السؤال الذي طرح فور جلوس "قمر" بجواره بهدوء لتعبث أنامل "قمر" بذراعي "فادي" الذي يعقدهم أمام صدره لتتخلص "قمر" من تلك العقدة سريعاً ومعها تشعر بارتعاد أطراف "فادي" فور لمسها ليده ليفتح "فادي" عينيه بتعجب امتزج بعلامات الضجر التي سرعان ما ارتسمت علي ملامحه..
ذاك الضجر الذي يخفي في طياته راحة اكتسبها ذاك المتعجرف من لمسة يد تلك العنيدة..
وقبل أن يحرك "فادي" شفاهه بأية حرف إذ ب"قمر" تهوي برأسها فوق صدر "فادي" لتتسابق نبضات قلبه المتدافعة لعزف نغمة فرحة لأذن "قمر" المتكئة علي صدر "فادي"..
في تلك اللحظة فقط تهدمت أسوار الضجر التي تحيط بكيان "فادي" ليستبدلها بنسمات أنفاسه المتلاحقة التي تبعث الفرحة لأوصال "قمر"..و تخمد نار الغضب المشتعلة داخل عقل "فادي" ليستبدلها بالهدوء الذي خيم علي ذاكرته التي باتت شبه مغيبة عن العالم بسبب رأس "قمر" المتكئة علي قلبه..
ضربات قلب "فادي" الذي لم ينجح في السيطرة عليها جعلت "قمر" تنطلق تنهيدة أسف تحولت إلي صدمة كهربية ارتعد لها جسد "فادي"..لتحرك "قمر" شفاهها بنبرة اعتذار قائلة:أنا آسفة..لم أقصد نهائياً إزعاجك.. "فادي"؟!صدقني أنا لا أشعر بالأمان إلا لوجودك وما تحدثت به في الصباح ما كان نابع إلا من خوفي من فقدانك مرة أخرى
وكأن نبرتها المرتعشة تحولت إلي خيوط من حرير تنساب بهدوء حول قلبه المرتعد من أنفاسها المتحولة إلي صدمات كهربية..لتنسج نبرتها الحريرية غطاء أسف ممتزج بعشق وتحكمه حول قلبه الذي بات يشعر بأن نبضاته ستفتك بضلوعه..
وبأعجوبة غريبة استطاع "فادي" تحريك شفاهه بنبرة عشقه الساحرة ليقول:ما حدث في الصباح كان نتيجة لضغوط كلانا يمر بها لاقتراب موعد سفرنا والزفاف ولكن تأكدي يا قمري أنني بحق من حفظكي لي أني أعشقك وما أتمني شئ سوي رؤيتك تبتسمين
رفعت "قمر" عينيها ببطء لتقابل عيني "فادي" التي تصوب دفعات عشق لها لتحرك شفاهها بنبرة حب مرتعشة:ابتسامتي لا ترتسم إلا في حضرتك
أطلق "فادي" تنهيدة راحة امتزجت بابتسامة السعادة التي رسمت علي ملامحه بينما حرك مسار شفاهه ليطبق قٌبلة هادئة بين عيني "قمر" التي ارتعد كعادتها إثر تلك القٌبلة التي تعتبر كصدمة كهربية تحلق بها إلي عالم خيالي.
ازدادت ابتسامة "فادي" اتساعاً لتأكده لرجفة "قمر" بين ذراعيه لتأكده بأن تلك القٌبلة صارت كالمخدر لكيانها العاشق ليحيط كتفها بذراعيه لتبدأ حلقة التسامر بينهم بهدوء ليغيب عقلهم عن الواقع نهائياً وعن الزفاف المقام علي بٌعد أمتار منهم..
ولكن عذراً!! ففي حضرة المتعجرف العاشق والعنيدة المتيمة!! تباً لأية اعتبارات تعكر صفو تلك اللحظة..
..
أما في قاعة الزفاف فبالرغم من صخب الأغاني وصيحات الفرحة النابعة من الحضور إلا أن نبضات القلب القلة النابعة من العروسين و"ياسر و مريم" قاربت علي الفتك بصخب الأغاني تلك والانفجار من بين الضلوع التي باتت ترتعد خوفً منذ أن خطت "ناهد" بقدمها إلي داخل القاعة..
نظرات ترقب امتزجت بعلامات القلق استولت علي ملامح "ياسر" الذي تابع بعينيه باب القاعة خوفً من دخول "منير" و قلق من دخول "فادي و مريم" ..
حاول "بسام" إلي أقصى درجة أن يبدو طبيعياً مع "ناهد" التي رسمت معالم السعادة علي ملامحها ومزجتها بضمتها الحانية ل"بسام" وعروسته لتقدم واجب التهنئة إلي العروسين..
ارتعدت أوصال "مريم" خوفً امتزج بنبرتها المرتعشة لتقول:هل أذهب لهم وأخبرهم بالعودة ؟!
مسح "ياسر" علي جبينه بتوتر امتزج بنبرته القلقة ليقول:من المستحيل أن يذهب "فادي" بتلك السهولة سيرفض أن يتسلل خوفاً منهم
ولكن!!سرعان ما حركت "ناهد" شفاهها بنبرة اعتذار امتزجت بعلامات الحزن المرسومة علي ملامحها لتقول:سأذهب أنا الآن يا "بسام" لأن "منير" بانتظاري في الخارج
وكأن كلمات "ناهد" ما كانت إلا دفعات من جليد القطب الشمالي سقطت علي مياه تغلي علي خط الإستواء ليبعث حديثها الرعب لأوصال "بسام وأسماء" اللذان تبادلا نظرات خوف امتزج بعلامات الرعب المتحكمة من ملامحهم ليحرك "بسام" شفاهه بصعوبة بالغة قائلاً:عماه؟! حسناً يا أمي حسناً!! الأهم أنكي حضرتي علي خير
كلمات مودعة أنهت بها "ناهد" مباركتها ل"بسام" لتدلف خارج القاعة بينما اتجه "بسام" ل"ياسر" يخبره بأن "منير" في الخارج في انتظارها ليتحول صخب الأغاني إلي نغمات كاللاتي تشتعل في حلبات المصارعة في انتظار نشب المعركة بين اللاعبين..
و بفضل لحظات العشق التي خيمت علي "فادي و قمر" ولجوئهم غير المخطط له في الحديقة لم يستطع "منير" رؤيتهم وسار ب"ناهد" فور خروجهم إلي فندق إقامتهم بالقاهرة..
ليلهث الجميع أنفاسهم براحة فور رؤيتهم لسيارة "منير" تنطلق من أمام الفندق ودخول "فادي وقمر" العادي إلي القاعة ليستكمل الجميع الزفاف..
ولكن!!هل من الممكن أن يمر الأمر مر الكرام كهذا؟! أما أن الأسبوع الذي سيمكثه "منير" في القاهرة لإنهاء بعض أعماله سيجلب لنا الكثير؟!
في نهاية المطاف لا يهم ذاك الأمر كثيراً بل الأهم أن الزفاف تم علي خير وعاد كل فرد إلي منزلهم بهدوء بينما انطلق العروسين إلي منزل زوجيتهم لنسج خيوط العشق الأولي المكتسبة من لمسة مشتاقة في الحلال..
لمسة وحدت جسدهم وأطفأت لهيب شوقهم وسافرت بهم إلي عالم العشاق حيث سادت لغة الجسد..
......
بعد أسبوع من تمام الزفاف..
كان بالنسبة ل"فادي" هو الأكثر من حيث تزاحم الوفود السياحية ليصل به الحال للعمل مع ما يقارب الخمسة وفود في اليوم الواحد ولذلك وبسبب انشغاله التام عن "قمر" في تلك الأيام..
قرر "فادي" اصطحاب "قمري" كما يطلق عليها لتناول طعام الغذاء في المطعم الخاص بصديقه ومن ثم اتجهوا إلي أحد أشهر الأسواق التجارية أو كما يطلق عليه "mall"..
وبمجرد دخول "قمر" إلي ذاك المكان حتى قالت بنبرة ذهول امتزجت بملامحها الطفولية:لا تخبرني أننا سنتسوق في ذاك المكان
أحاط "فادي" خصر "قمر" بذراعيه ليحرك شفاهه بنبرة ضحك امتزجت بفضول:أغلقي فمك ذاك أولاً ومن ثم أخبريني ما عيوب ذاك المكان
أطلقت "قمر" تنهيدة استسلام امتزجت بنبرتها المهمومة التي حركت بها شفاهها قائلة:كيف سأتسوق في ذاك المكان بمعدتي تلك التي تحمل أطنان من الطعام ؟! ها أخبرني كيف؟!
وكأن "قمر" باتت متعمدة إشعال صخب ضحكات "فادي" في الأماكن العامة فبلا قدرة من "فادي" ارتفع صخب ضحكاته التي جعلت الأنظار تحوم من حولهم بتعجب من ذاك الشاب الذي بات يضحك وكأنه مصاب بالجنون بينما "قمر" تصوب نظرات الغضب الممتزجة بملامحها الطفولية العابثة لمجموعة من الفتيات اللاتي يصوبن أنظارهن تجاه "فادي"..
بينما "فادي" منشغل بحلقة الضحك الذي ما عاد لديه قدرة علي التحكم فيها إذ بأصابع "قمر" المشتعلة غضباً تطرق علي كتفه قائلة بنبرة غيرة:"فادي"!!كفاك ضحك فشبيهات القردة ينظرن إليك
"عضلات معدتي تؤلمني يا الله !! هل أنا بصحبة ستاند أب كوميدي أم زوجتي؟! يا الله"
هكذا كان حال بال "فادي" الذي زاد من صخب ضحكاته ليشعر وكأن أنفاسه قاربت علي التوقف من قوة ضحكاته ليمسح "فادي" قطرات مياه تلألأت علي خديه من كثرة الضحك ليلهث أنفاسه قائلاً:"قمري" من الليلة أظن من الأفضل أن تمتنعي عن الطعام نهائياً
اتكأت "قمر" برأسها علي كتف "فادي" لتحرك شفاهها بنبرة حيرة طفولية قائلة:أمتنع عن ماذا؟! "فادي" أنا بالطبع أعشقك وأنفذ ما تخبرني به ولكن إلا هذا يا "فادي" إلا الطعام
ضرب "فادي" جبينه بحركة عفوية ليحرك شفاهه بنبرة تحسر قائلاً:يا الله!! أجعلها تشعر بالشبع ولو ليوم واحد
غزت ابتسامة مرح ملامح "قمر" لتمتزج مع نبرتها الموافقة لتقول:نعم يا الله يوم واحد لكي أعد طعام الأيام التالية
حرك "فادي" رقبته يميناً ويساراً بهيئة ندم ممازحة ليحرك شفاهه بنبرة استسلام قائلاً: "مفيش فايدة" الأهم الآن أن نبدأ في ذاك التسوق لإلهاء معدتك عن التفكير في الطعام
وهكذا بدأت مراحل التسوق الأولي الخاص ب"فادي" و"قمر" ليستقلوا درجات السلالم الكهربية ومن ثم يتجهون إلي أحد أشهر محلات الملابس..
لتمر أكثر من نصف ساعة و"قمر" تحاول جاهدة إيجاد قطعة الملابس التي تلقي رضي "فادي"..و لعدم وجود قطع الملابس التي تتناسب مع مظهر الملابس الخاص ب"قمر" وتلقي موافقة "فادي"..
اضطرت "قمر" بصحبة "فادي" للتجول في المحلات الأخرى إلي أن وقعت عينيهم علي أحد المحلات المتخصصة في بيع الفساتين التي باتت منتشرة بشكل كبير في ملابس الفتيات..
لتدلف "قمر" إلي المحل وتلقط أول قطعة نالت رضاها من حيث المظهر ومن ثم تتجه بعينيها إلي السعر لتفتح ثغرها بذهول ممتزج بعلامات الصدمة علي ملامحها وبدون التحدث بأية حروف أعادت "قمر" الفستان إلي موضعه لتقترب من "فادي" المنشغل بالرد علي رسالة أحد أصدقائه لتقول:"فادي" هيا بنا
عقد "فادي" حاجبيه بتعجب امتزج بنبرة شفاهه المتسائلة ليقول:ماذا حدث؟!!
اقتربت "قمر" من أذن "فادي" لتحرك شفاهه بنبرة هامسة لتقول:تلك الأسعار للطبقة التي يكون طعام الغذاء "استيك كوبي"
في تلك المرة وبأعجوبة نجح "فادي" في السيطرة علي ضحكاته ليحرك شفاهه بنبرة ضحك خافتة قائلاً:أحضري ما تريدي
نبرة تردد امتزجت بعلامات القلق التي بدأت في التمكن من ملامح "قمر" التي قالت:و لكن يا "فادي" وبدون أن تغضب أرجوك!! أنا أعني أنني لا أملك المال وبالإضافة لذلك كفي ما تنفقه من أجل سفرنا
ابتسامة مطمئنة غزت ملامح "فادي" الذي حرك شفاهه بنبرة هدوء قائلاً:لا تقلقي يا "قمري" فمالي هو مالك وبالإضافة لذلك لن أعلن إفلاسي بعد
أطلقت "قمر" تنهيدة راحة لعدم غضب "فادي" لتمتزج بنبرتها المتسائلة التي حركت بها شفاهها قائلة:حسناً هل من الممكن أن تختار معي إذن؟!
أومأ "فادي" رأسه موافقاً لتبدأ رحلة البحث في الملابس لإيجاد ما تريده "قمر" أو بالأحق لإيجاد الأقل سعراً كما عزمت "قمر" بينها وبين نفسها أن تبحث عما يكون تكلفته بسيطة حتى لا تٌكلف "فادي" فور طاقته..
أنهت "قمر" اختيار ملابسها لتتجه إلي حجرة التجربة لكي تري ما هو مظهر تلك الفساتين عليها..
ولكن!!وقبل أن تخطو قدمها تلك الحجرة كان "فادي" يبحث بعينيه عن أية أجهزة مراقبة من الممكن أن تكون موضوعة بتلك الحجرة وبمجرد أن تأكد من أنها لا تحوي ما يدعي لقلقه..أومأ برأسه ل"قمر" لتدلف إلي الحجرة لتجربة ما تريد..
ارتفعت نغمة رنين هاتف "فادي" معلنة قدوم اتصال من احد أصدقائه ليدلف "فادي" خارج المحل للرد علي تلك المكالمة..
دامت المكالمة لما يقارب الخمسة دقائق حول طبيعة وفد سياحي قادم في نهاية الأسبوع القادم...
لينهي "فادي" تلك المكالمة ومن ثم يعبث بأصابعه للرد علي رسالة "ياسر"..وبمجرد أن ضغط "فادي" لإرسال تلك الرسالة حتى أتته نبرة ليست بغريبة علي أذنه ولكنها ليست بالمتوقعة..
نبرة غضب امتزجت بتوعد نبعت من شفاه ذاك الرجل الواقف علي يسار "فادي" قائلاً:أخيراً!!جمعتني الأيام بك مرة أخرى
رفع "فادي" عينيه من أمام شاشة هاتفه بلامبالاة امتزجت بعلامات الثبات التي استولت علي ملامحه ليحرك شفاهه بنبرة برود قائلاً:أمعقول بأنك منت تتشوق لرؤيتي؟!
نظرات غضب أو بالأحق هي نظرات بحث عن ابنته التي بالتأكيد ستكون معه امتزجت بنبرة شفاه "منير" المتوعدة ليقول:إن كانت علي من معك فهي بالنسبة لي توفت أما عن انتقامي فلن يمر مر الكرام يا ابن "حمدي"
ارتسمت ابتسامة سخرية علي ملامح "فادي" لتمتزج بنبرة اللامبالاة التي حرك بها شفاهه قائلاً:ماذا ستفعل؟! هل ستضعني في حجرة مجمدة من جديد؟! ليت يكون ذاك انتقامك لأن الطقس في تلك الأيام حار جداً
بقدر ما كان غضب "منير" المشتعل في كيانه بسبب "فادي" بقدر ما كانت صدمة "منير" لمعرفة "فادي" بما حدث في الماضي..
استجمع "منير" قوته سريعاً ليحرك شفاهه بنبرة غضب قائلاً:بلا سأبعثك إلي والدتك
قبضة غضب أحاط بها "فادي" رقبة "منير" في أقل من الثانية ليطلق نظرات توعد إلي ملامح "منير" المنقسمة بين الغضب والصدمة من فعلته تلك لتأتيه نبرة "فادي" الغاضبة والممتزجة بالسخرية ليقول:إذا تحدثت عن والدتي و لو بكلمة واحدة صدقني لن أضع في اعتباراتي أحد وأنا من سأبعثك إلي شقيقتك وبالأحق من الأفضل أن تبحث جيداً خلف صديقة شقيقتك التي كانت طبيبة ستخبرك بخبايا ستصدم بسببها
و بمجرد أن أنهي "فادي" حديثه حتى ارتفعت نبرة "ناهد" القلقة لتمتزج مع علامات الذهول التي تكسو ملامحها لتقول:أنت مرة أخرى؟!
أعتق "فادي" رقبة "منير" من قبضته التي قاربت علي الفتك به ليحرك شفاهه بنبرة توعد قائلاً:صدقني لن أرحمك إذ وقفت أمامي مرة أخرى..صدقني ليس بقدرتك تحمل لدغة مني ما إن أنهي "فادي" حديثه حتى دلف داخل المحل مرة أخرى بينما حركت "ناهد" ذراع "منير" المتجمد لتقول:هيا بنا سنتأخر..هيا يا "منير" أنت وعدتني ألا نتعرض له
ألقي "منير" نظرة أخيرة علي "فادي" الذي يودعه بنظرات سخرية ليتجه إلي سيارته وصدي حديث "فادي" أشعل بسهولة ألسنة لهب الشك الممتزج بالغضب..
أما علي الجانب الآخر..
فبمجرد أن اختفي "منير" و زوجته من أمام المحل حتى دلفت "قمر" خارج الحجرة لتحرك شفاهها بنبرة فرحة قائلة:جميع الفساتين كانت رائعة جداً لأول مرة أسعد بملابسي كتلك المرة
نظرة عينيها الطفولية أم نبرة شفاهها السعيدة أم ملامح وجهها العاشقة أم قلبها الذي بعث فيه العشق..
إن كانت تلك الأسباب أم لا ففي نهاية المطاف لم يستطع "فادي" التكلم فيما جري من ثوانٍ بل حرك شفاهه بنبرة هدوء قائلاً:حسناً يا "قمري" هيا لأدفع الحساب ونتسوق في محل آخر
أومأت "قمر" رقبتها بفرحة لتتجه مع "فادي" لإكمال تسوقهم الفريد من نوعه وبدون أن تخطط "قمر" نهائياً أو تعلم بألسنة اللهب الغاضبة والمشتعلة داخل كيان "فادي"..
استطاعت "قمر" بخفة ظلها المعتادة ومرحها أن تقضي علي ذاك الغضب بل وتبدله بالفرحة..
...
"النوم هو السلاح الأول لبعضنا للهروب من مشاكل حياته ولكن؟!هل يستطيع أحد من هؤلاء الهاربين أن يدوم ذاك الهروب إلي الأبد؟!
بالطبع لا فمهما جهدنا للهروب من مشاكلنا ستكون المواجهة قريبة لا محالة..و مهما حاولنا جاهدين عصب أعيننا عنها فربما تتحول تلك المشاكل إلي وحش مفترس يقتلع عينينا بل ويجبرنا علي المواجهة الغير متكافئة..
نعم إن الهروب في بعض الأحيان يكون حل لوجهة نظر بعض البشر!!
أما إذا دققنا النظر أكثر سنجد الكارثة أكبر في كثير من البشر الذين يتميزون بالضعف علي الاعتراف بمشاكلهم فنجد أن هروبهم من مشاكلهم يكون بالمخدر الذي يغيب عقولهم تماماً ليصحبهم إلي اللاوعي..
و بتلك الأفعال الجنونية التي تقودنا إلي الخسارة والتحطم أمام أول مواجهة مع مشكلة صغيرة كانت أم كبيرة يفقد الإنسان بريق إرادته ويتحول إلي مسخ يأبي المواجهة..
ولكن!! إحقاقً للحق فإن الهروب الوحيد المستحب بل إنه الهروب الوحيد الذي سيمدك بالقوة علي المواجهة بل والفوز..
هو الهروب إلي الله وحده في سجدة منجاة...فبحركة شفاه واحدة ممتزجة بدمعة رجاء في طلب المساندة من الله تجد كل مشاكلك صارت بلا قيمة بل وتتعجب من حالك الذي كان مرعوب من هذا وذاك ونسيً أن الرحمن هو القادر علي تبديل الحال من الضيق إلي الفرج"
طرقات صدمة باب الزنزانة بالحائط جعلت جسده الملقي علي الأرض يرتعد بقوة قاربت علي التحول لاهتزازة أرضية ليحرك "محب" شفاهه بنبرة خوف مرتعشة قائلاً:خلاص؟!
أطلق "الضابط" تنهيدة حزن امتزجت بنبرة العتاب التي حرك بها شفاهه قائلاً:كان أمامك فرصة إلي اللجوء إلي الله ولكن دمرت تلك الفرصة بغبائك كما دمرت حياتك أيضاً..أتعلم يا "محب"؟! لطالما واجهت حالات إعدام كثيرة طوال خدمتي وأكثرهم كانوا مثلك يأبوا أن يكفروا عما فعلوه ولكن القليل منهم ما كان ينام إلا لساعة أو أقل وباقي يومه يقضيه في الاستغفار والصلاة والتضرع إلي الله إلي أن حانت لحظة تنفيذ الحكم وكانوا في ثبات غريب وابتسامة فرحة لأنهم سيصبحوا بين يدي الله
ما إن أنهي الضابط حديثه حتى صرخ "محب" بنبرة خوف مرتعشة قائلاً:لا لن أموت لا..أنا لم أفعل شئ كل ما فعلته كان من أجل الانتقام لا هم من دمروا أبي وأمي لا لا هم من يستحقون ذلك
ومن بين صراخ "محب" الذي قارب علي الفتك بكيانه الذي تحول باللون الأحمر من شدة الخوف وتحولت رجفة أطرافه إلي إرتجاجة..استطاع العساكر إحكام قبضتهم علي ذراعي "محب" لينطلقوا به إلي حجرة تنفيذ الحكم..
ما كان في "محب" قدرة علي الوقوف علي قدميه ليضطر العساكر إلي جذبه من ذراعيه بينما باقي جسده مسحول علي الأرض..
تحولت صيحات صراخ "محب" إلي عويل ممتزج بدموع تحولت إلي مياه حارقة تفتك بملامح "محب" التي طالما رسم عليها ابتسامات الخبث..ليشعر "محب" بأن عينيه غارقة في بحر من المياه المغلية لتتحول تلك العيني التي طالما ألقت نظرات شهوة علي تلك ونظرات شيطانية يتفحص بها جسد تلك لتصبح تلك العيني الآن منبع الألم الأقوى ل"محب" الذي لم يكف عن العويل ولو للحظات..
اسند العساكر "محب" علي ذراعيهم بأعجوبة أمام "شيخ الأزهر" الذي بدأ في تحريك شفاهه للدعاء إلي "محب" الذي باتت يردد الدعاء بنبرة صوت مختلطة برجفة كيانه ودموع..
وعندما آن السؤال المعتاد من الهيئة المشرفة علي تنفيذ ذاك الحكم وهو "ماذا تريد قبل أن ينفذ الحكم"
حرك "محب" شفاهه بنبرة بكاء ممتزجة بمعالم الرعب المتمكنة من ملامحه ليقول: "أنا خائف من مقابلته..خائف من الوقوف بين يديه"
ما كان من تلك الهيئة إلي تصويب نظرات حزن ممتزج بعدم قدرة علي تنفيذ شئ يساعده فهو من دمر نفسه بتسليمها إلي الشيطان و وساوسه..
انطلقت إرتجاجة كيان "محب" إلي المقعد الخشبي الذي خطت قدمه عليها بينما باتت شفاهه تردد جملة واحدة مرتعشة "خائف من مقابلته"
وفي أقل من ثوانٍ..خيم الصمت علي أركان الحجرة ليهوي جسد "محب" من ذاك الحبل الذي يحيط برقبته لتختفي رجفة كيانه لتنتهي حياة "محب" في الدنيا وتبدأ الحياة الأبدية حيث تتوقف أقلامنا عن الكتابة عن ذاك الشاب الذي قضي علي آخرته قبل دنياه من أجل وساوس شيطان..
...
تتابعت الأيام في سرعة غريبة والجميع منشغل بإنهاء أعماله والترتيب لما هو قادم ليمر أسبوعين كاملين علي أبطالنا..
لتأتي اللحظة التي طالما أجلها "الشيخ\راضي" أيام طويلة..اللحظة التي طالما خطط لمعرفة إن كانت صحيحة أم لا..فبالرغم من محاولات "الشيخ\راضي" المستميتة في معرفة توابع ذاك الأمر والتي قد تؤثر علي علاقته ببعض من أبطالنا إلا أنه عزم علي فعلها مهما كانت نتيجتها..
أطلق "الشيخ\راضي" تنهيدة عزم امتزجت بملامح الثبات التي سرعان ما استولت علي ملامحه ليحرك إصبعه بالضغط علي جرس المنزل..
نظرات تعجب صوبت تجاه "الشيخ\راضي" فور من صاحب ذاك المنزل الذي حرك شفاهه بنبرة تساؤل:نعم؟!
علامات الثبات التي استطاع "الشيخ\راضي" الحفاظ عليها امتزجت بنبرته المتسائلة التي حرك بها شفاهه قائلاً: المهندس\حمدي الأسيوطى؟! أليس كذلك؟!
أومأ "حمدي" رأسه بإيجاب امتزج بنبرة الضجر التي سرعان ما حرك شفاهه بها قائلاً:نعم و لكن من أنت؟!
نبرة استئذان نبعت من شفاه "الشيخ\راضي" الذي سرعان ما قال:هل لنا بالحديث لدقائق ومن ثم سأخبرك من أنا
أطلق "حمدي" تنهيدة ملل امتزجت بحركة رأسه التي أذنت بالدخول ل"الشيخ\راضي" الذي دلف إلي حجرة استقبال الضيوف لتأتيه نبرة "حمدي" المتسائلة قائلاً:قهوة أم مشروب آخر؟!
نبرة هدوء امتزجت بملامح "الشيخ\راضي" التي مازالت محتفظة بثباتها ليقول:قهوة مضبوط إذا سمحت
دلف "حمدي" إلي المطبخ لتحضير القهوة بينما مكث "الشيخ\راضي" تلك الدقائق في صمت يراجع نفسه للمرة الأخيرة..
خمسة دقائق أو الأقل كانت هي الزمن اللازم لإنهاء فنجاني القهوة ودخول "حمدي" إلي الحجرة قائلاً:تفضل
ارتشف "الشيخ\راضي" قطرات قهوته الأولي بهدوء ومن ثم وضع الفنجان في مقابلته ليحرك شفاهه بنبرة هدوء:بالطبع تريد معرفة سبب زيارتي تلك؟!
أطلق "حمدي" تنهيدة ضجر امتزجت بنبرة الملل النابعة من شفاهه ليقول:بالطبع وبالإضافة لأنني لا أعلمك
مسح "الشيخ\راضي" علي ذقنه بثبات امتزج بنبرة شفاهه المصارحة ليقول:ولكني أعلمك جيداً..أنا أدعي "الشيخ\راضي" ولدي معرفة قوية بابنك "فادي"
قام "حمدي" من موضعه بسرعة امتزجت بنظرة عينيه التي سرعان ما تحولت للغضب ليحرك شفاهه بنبرة غضب مرتفعة قائلاً:نعم؟!عذراً يا أنت!! أنت في المنزل الخطأ ليس لدي ابن يدعي "فادي" من كان لدي قد رحمه الله وتوفي
قام "الشيخ\راضي" من موضعه بتعجب من سرعة اشتعال حدة تلك المناقشة لحرك عينيه يميناً ويساراً بسخرية امتزجت بنبرة الضجر التي حرك بها شفاهه قائلاً:حقاً؟! والدليل علي ذلك صوره المعلقة علي حوائط المنزل بالكامل
نظرات عيني غاضبة امتزج بعلامات الضجر التي سرعان ما استولت علي ملامح "حمدي" لتمتزج بنبرة شفاهه الغاضبة ليقول:اسمع يا أنت!! إن أردتي في أمر غير أمر ذاك من تفوهت باسمه فأهلا بك غير ذلك فإذا سمحت أريد أخذ قيلولة
تحولت نظرات التعجب الكامنة في عيني "الشيخ\راضي" لنظرات غضب امتزج بعلامات الندم علي زيارته تلك ليحرك شفاهه بنبرة ضجر مرتفعة قائلاً:أنا من أخطأت لقدومي لك بسبب ظني العقيم بأن ابنك في حاجة لك ولكن بزيارتي تلك أكدت لي أن "فادي" علي حق لما يفعله
تابع "الشيخ\راضي" حديثه بنبرة غضب مرتفعة قائلاً: "فادي" سيسافر في نهاية الأسبوع القادم كنت أظن أنه من الإنسانية أن تكون بجانب ابنك في تلك اللحظة ولكن إحقاقً للحق أنت تستحق أن تظل وحيداً هكذا لا حول لك ولا قوة..تستحق ألا تزور السعادة منزلك نهائياً بسببك تصرفاتك الطفولية تلك والتي لا تمت لشعور الأبوية بأية صلة
ما إن أنهي "الشيخ\راضي" حديثه حتى اتجه إلي باب المنزل تاركاً "حمدي" مشتعلاً بين ألسنة غضبه وبمجرد أن لامست يد "الشيخ\راضي" لمقبض الباب حتى ارتفعت نبرته القوية الممتزجة بعلامات الضجر المرتسمة علي ملامحه ليقول:في الماضي كنت أظن أنك لا تستحق أن تكون أب لرجل مثل "فادي" ولكن بزيارتي تلك أكدت لي
تابع "الشيخ\راضي" حديثه مصوبً إصبعه إلي إحدى صور "فادي" بنبرة غضب قائلاً:أكدت لي أنك لا تستحق حتى النظر إلي ملامح ذاك الرجل..أكدت لي أن "فادي" أفضل حال بكثير بدونك وأنني كنت مخطئ عندما ظننت أنه بحاجة لك فحاشا لله أن يحتاج "فادي" لك
ما إن أنهي "الشيخ\راضي" حديثه حتى طرق الباب بقوة امتزجت بملامح الغضب المتمكنة من ملامحه وندمه علي زيارة ذاك الرجل..
أما عن "حمدي" فبمجرد أن دلف "الشيخ\راضي" خارج المنزل حتى ضرب الطاولة بقدمه المشتعلة غضباً ككيانه بأكمله ليحرك شفاهه بنبرة قسوة غاضبة قائلاً:نعم توفي بالنسبة لي توفي فليهنئ الآن بابنة ذاك المعتوه
...
امتزجت دقات الساعة معلنة أنها باتت السابعة مساءً بابتسامة الفرحة التي غزت ملامح "قمر" قائلة بنبرة فرحة:أترين؟! إنها مستكينة بين ذراعي
أطلقت "مريم" تنهيدة حزن امتزجت بملامح الإرهاق التي تكسو ملامحها لتقول بنبرة هادئة نسبياً:من يراها الآن لا يصدق أنها اجتازت حرارة أمس التي تحكمت من جسدها بأكمله
تحسست "قمر" ملامح "تميمة" بإصبعها لتحرك شفاهها بنبرة مطمئنة لتقول:لا تقلقي يا "مريم" جميع الأطفال هكذا الأهم الآن أنها بخير الحمدلله
أطلقت "مريم" تنهيدة راحة نسبية امتزجت بنبرة شفاهها المتسائلة لتقول:الحمدلله..ولكن أخبريني ماذا فعلتي فيما أردتي شرائه؟!
اكتست ملامح "قمر" بالضيق الممتزج بنبرة شفاهها المستسلمة لتقول:كعادة "فادي" المتقلب رفض أن أخرج للشراء حتى بصحبة "الحاجة\ثرية" لذلك اضطرت إلي طلب ما أردته من علي صفحة المحل علي الفيسبوك
ارتسمت ابتسامة خبث علي ملامح "مريم" لتمتزج بنبرتها الماكرة التي حركت بها شفاهها قائلة:أيام قليلة تفصلنا عن ليلة الحنة وسأراهم قطعة قطعة
أطلقت "قمر" قهقهة خافتة امتزجت بنبرة شفاهها النافية لتقول:مستحيل يا صديقتي تلك أسرار دولية
ما إن أنهت "قمر" حديثها حتى ارتفعت نغمة هاتفها معلنة قدوم اتصال من "بسام" لتحرك "مريم" شفاهها قائلة:أنهي مكالمتك وضعي "تميمة" في فراشها و اتبعيني إلي المطبخ لتحضير العشاء
أومأت "قمر" رأسها موافقة ومن ثم اتجهت للرد علي المكالمة لتحرك شفاهها بنبرة مرح قائلة:أهلا يا عريس
بينما علي الجانب الآخر..
فبمجرد تأكد "مريم" من أن خصلات شعرها بأكمله تحت حجابها حتى أتتها نبرة "ياسر" الذي اقترب منها قائلاً بنبرة شبه هامسة:أين "قمر"؟!!
عقدت "مريم" حاجبيها بتعجب امتزجت بنبرة شفاهها المتسائلة لتقول:تحادث "بسام"..ولكن لماذا؟!!
أطلق "ياسر" تنهيدة هدوء امتزجت بنبرته الشبه غامضة ليقول:اتبعيني فقط ومن ثم ستعلمين بما يدور
وبينما "قمر" منشغلة بالاطمئنان علي حال "بسام" ومزاحه قليلاً..كانت "مريم" تتلقي حديث "فادي" الذي أخبرها بأنه يريد عقد حفل زفاف صغير قبل السفر ..
أنهي "فادي" حديثه قائلاً بنبرة تساؤل:الآن ما أريده منك هو مساعدتي في اختيار ثوب الزفاف والباقي الأمور من حجز لمكان الاحتفال وما إلي ذلك تم تجهيزه
أطلقت "مريم" تنهيدة ذهول من أن من كان يتحدث من ثوانٍ هو "فادي" الذي طالما كان بينه وبين الحب ألف سور وسور وها هو الآن عاشق!!
ارتسمت ابتسامة خافتة علي ملامح "مريم" لتمتزج بنبرتها الهادئة لتقول:إذا أردت إكمال المفاجأة فعليك بإحضار ساري هندي وليس ثوب زفاف أبيض
رفع "ياسر" حاجبه الأيسر بتعجب امتزج بنبرة المرح التي حرك بها شفاهه قائلاً:"ساري هندي"؟!اكتمل الجنان
ارتسمت ابتسامة خافتة علي ملامح "مريم" لتحرك شفاهها بنبرة تأكيد قائلة:نعم "ساري هندي"؟! "قمر" حلمها أن ترتدي ساري هندي في زفافها؟! ما العجيب في ذلك ؟!
أطلق "فادي" تنهيدة تردد امتزجت بعقدة حاجبيه المتعجبة ليحرك شفاهه بنبرة تساؤل:ساري هندي؟!متأكدة؟!
أومأت "مريم" رقبتها بإيجاب لتحرك شفاهها بنبرة تأكيد قائلة:نعم ساري هندي..ما كل هذا الذهول؟!
ارتسمت ابتسامة خافتة علي ملامح "ياسر" الذي حرك شفاهه قائلاً:له حق بالذهول فالأول مرة نري فتاة لا تحلم بالفستان الأبيض بل حلمها ساري هندي
مسح "فادي" علي ذقنه بتفكير امتزج بنبرة تساؤل حرك بها شفاهه قائلاً:ولن أري شئ أجن من ذلك يا صديقي ولكن يا "مريم"هل تستطيعي تدبير أمر إيجاد ساري مهما كانت التكلفة
أومأت "مريم" رقبتها بإيجاب لتمتزج مع نبرة شفاهها المؤكدة لتقول:حسناً لا تقلق واترك ذاك الأمر لي
...
في عصر اليوم التالي...
تمددت "قمر" علي فراشها بعدما أدت صلاة العصر لتطلق تنهيدة قلق فور تحويها لمحبس "فادي" يميناً ويساراً..
بالرغم من شوقها لاجتماعها مع "فادي" تحت سقف منزل واحد إلا وكانت هواجس الخوف تعكر عليها صفو فرحتها..
فمهما كان هي نعم عاشقة!!ولكنها فتاة عاشت أقصى تجارب الحياة ألماً في السابق من زواجها من "محب" الذي استطاع بأفعاله التي لا تمت لقوانين الزواج بصلة ولكنه غرز في عقل "قمر" الباطل الخوف من الزواج..
تلألأت دمعة دافئة بين جفون "قمر" لتحرك شفاهها بنبرة حزن هامسة:يا الله!!أنا أعلم أن "فادي" من المستحيل أن يكون مثل "محب"..ذاك عاشق وذاك كان شيطان لشهوته ولكنني لا أستطيع محو هواجس خوفي تلك
احتضنت "قمر" وسادتها لتتابع حديثها بنبرة شوق ممتزجة بعلامات القلق المرتسمة علي ملامحها لتقول:أنا أتمني أن تأتي اللحظة وأكون بين ذراعي "فادي" وفي منزل واحد ولكنني خائفة؟!
خائفة من عدم قدرتي علي إسعاده..خائفة من عدم قدرتي علي التأقلم بشكل كامل مع غضبه الذي سرعان ما يشتعل..خائفة من ألا أكون الزوجة المثالية لحياته كما كنت العاشقة المثالية لقلبه
فاقت "قمر" من شرودها علي صوت طرقات خافتة علي باب حجرتها لتعتدل في جلستها سريعاً وتكفكف دموعها قائلة بنبرة هدوء:تفضل
دلفت "ثرية" إلي الحجرة بهدوء امتزج بنبرتها المتسائلة التي حركت بها شفاهها قائلة:هل لنا بالحديث قليلاً
أومأت "قمر" رأسها بإيجاب لتتجه "ثرية" للجلوس في مقابلتها قائلة بنبرة حانية:اسمعيني يا ابنتي..منذ أن أتيتى إلي المنزل وأنا اعتبرك إحدى بناتي بل بالحق صرتي إحدى بناتي ولذلك أريد منكٍ الانتباه لما أقوله
ارتسمت علامات الانتباه علي ملامح "قمر" لتمتزج بنبرة شفاهها الهادئة لتقول:أنتي قدمتى لي ما لم تقدمه لي أمي وأنا بالحق أعدك أمي
ارتسمت ابتسامة خافتة علي ملامح "ناهد" امتزجت بنبرة شفاهها الحانية لتقول:لذلك يا ابنتي أريد منكٍ أن تنتبهي لحديثي...مبدئياً يا "قمر" أنا متفهمة جداً لهواجس خوفك التي حاولتي إخفائها عندما وصلت الملابس التي طلبتيها من المحل ومتفهمة جداً قلقك الذي تحاولين إخفائه بين طيات ابتسامتك ولكن!!يا ابنتي ما أرجوه منك ألا تجعلي خوفك ذاك يفسد عليك فرحتك..نعم إن الخوف في تلك الفترة طبيعي ولكن!!إذ تطور عن الحد المسموح به ستحولين فرحة "فادي" إلي ضجر وضيق فمهما كان يا ابنتي الرجل يأبي بأن تشعر زوجته بالخوف الزائد منه..
فهمتي يا "قمر"؟!
أطلقت "قمر" تنهيدة راحة نسبية امتزجت بنبرة شفاهها الهادئة لتقول:فهمت يا عمتي فهمت
ابتلعت "ناهد" ريقها بهدوء امتزج مع نبرة شفاهها الموضحة لتقول:الأمر الثاني..مهما كانت المرأة تحتاج للاهتمام ونبرة الحنان من زوجها فهو يحتاجها منها أضعاف مضاعفة..لا تخدعك يا ابنتي القوة التي يرسمها الكثير من الرجال ولامبالاتهم فمهما كانت براعة تمثيلهم لذاك الدور ففي النهاية هم بالحاجة لنبرة الغيرة من زواجتهم ونظرات الاهتمام منهن وضمة ذراعيها الحانية..مهما كنتٍ تعاني من مشاكل في عملك أو في رسالتك فهي لا تقارن بما يمر بهم من صعوبات في عملهم وخاصة "فادي" انتبهي جيداً أنه تخلي عن سنين مكثها يبني اسمه في الشركة ليبدأ من جديد معك ويعيد البداية من نقطة الصفر من جديد
اتكأت "قمر" بخدها علي كفها الأيمن لتحرك شفاهها بنبرة قلق قائلة:من الصعب جداً عليً أن يبدأ "فادي" من جديد وأنا أعلم جيداً مدي تعلقه بعمله في الشركة ومدي ما تكبده للوصول إلي ما وصل إليه ولكن المعضلة التي أحاول إزالتها تدريجياً أن "فادي" يأبي التحدث عن عمله مهما كان ما يعانيه من مشاكل به إلا أنه يرفض التحدث عنه ولكنني سأحاول لا يوجد أمامي أمر آخر سوي محاولة إعادة صياغة بعض خصاله
استكملت "ثرية" وصاياه ل"قمر" بهدوء امتزج ببعض صخب ضحكاتهن بسبب مزاح "قمر"..
....
بمجرد أن أنهي "فادي" دوام عمله في الوقت المحدد حتى اتجه إلي السرداب الخاص بتخزين وسائل انتقال الموظفين..
وفي طريق توجه "فادي" إلي ذاك السرداب بدأ في محادثة نفسه قائلاً:لا أعلم كيف سأبتعد عن تلك الشركة بعد أيام معدودة؟!لا أعلم كيف سيكون يومي بدون البرامج الخاصة بزيارات الوفود السياحية وبدون مزاحي مع "ياسر" من حين إلي آخر؟! لا أعلم كيف ستكون البداية في كندا بعدما جاهدت سنين للوصول إلي ما أنا به الآن؟!
أطلق "فادي" تنهيدة هدوء نسبية امتزجت بابتسامته الخافتة التي سرعان ما ارتسمت علي شفاهه فور شعوره بمحبس "قمر" الذي يزين إصبعه ليضرب جبينه بكفه قائلاً بنبرة هامسة:حسناً القمر يستحق أن أفعل ذلك..حسناً من أجل تلك المجنونة سأبدل حياتي
أنهي "فادي" حديثه لنفسه وابتسامة الفرحة تزين محياه ليتجه إلي دراجته البخارية وقبل أن يبدأ في تشغيلها..
أتته نبرة طلب مرتعشة تحوم من علي يمينه تقول:"فادي" أنا بحاجة للحديث معك.......يتبع.....
#نورهان_حسنى
أنت تقرأ
في أرض النوبة للكاتبه نورهان حسني
Mistero / Thrillerبسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته المقدمة "كرم.. شجاعة.. انتماء" صفات تلخص مشوار هذه المدينة السمراء النوبة ؛ أو كما أطلق عليها عبر التاريخ أطيب المدن وأقدمها.. "مدينة التضحيات" قيل عنها فى حكايات أخرى، وعلى الرغم من تعدد صفات...