الرابع والثلاثون

1.4K 48 0
                                    



الفصل الرابع والثلاثون

نبرة هي الأشبه بالغضب نبعت من شفاه "حمدي" الذي رسم علامات الرفض لذاك الطارق ليقول:خير؟!
علامات اللامبالاة المستولية علي ملامح "الشيخ\راضي" قابلت طريقة "حمدي" تلك ببرود تام امتزج بنبرة شفاهه الساخرة ليقول:هل كنت تظنني أحد أصدقائك الذين تبعثهم لمعرفة وجهة سفر "فادي"!! عموماً أنا لست هنا لمناقشتك لأني لن أشغل بالي بحديث مع طرف يريد الضرر برجل يعتبر من أحد أبنائي 
تابع "الشيخ\راضي" حديثه وهو يمد يده بمظروف كبير نسبياً ليقول:ذاك المظروف هو أمانة وضعها "فادي" عندي لأجلك وطلب مني إعطائها لك في مكالمته الأخيرة معي 
تناول "حمدي" ذاك المظروف بضجر مرتسم علي ملامحه وممتزج بنظرات عينيه التي تشع غضباً لتأتيه نبرة "الشيخ\راضي" المحذرة ليقول:كلمة أخيرة..من الأفضل ألا تعبث خلف "فادي" وتحاول معرفة وجهته لأن الصمت الذي كان يخيم عليً أو علي "ياسر" لن يدوم إذ حاولت تكرير فعلتك تلك 
أنهي "الشيخ\راضي" حديثه مودعً "حمدي" بنظرة توعد ليقابلها "حمدي" بنظرات غضب تناسب مع طرقته لباب منزله بقوة نابعة من الغضب المشتعل بأوصاله كلياً..
فكك "حمدي" الشريط اللاصق الذي يحيط بذاك المظروف ليجد أنه يحتوي علي كتيب من الواضح جداً أنه من القدم بينما تلتصق به ورقة مطوية ..
التقط "حمدي" تلك الورقة بفضول ممتزج بعقدة حاجبيه المتعجبين من ذاك الكتيب ولكنه فضل البدء بالورقة التي حملت رسالة كتابية من "فادي" تقول..
"بوصول ذاك الكتيب إليك ستكون أفعالك أثبتت لي أنك تحاول تدمير عائلتي وأنا لا أتهاود في حق عائلتي أمام من يحاول تدميرها حتى وإن كان الرجل الذي رفض اعتباري ابنه لأجل أفكار عقيمة..
لا داعي لإطالة الحديث لأنه لن يفيدك في شئ لذلك أريد تقديم عينة من الماضي الذي ظننت أنك فهمته بل وصرت تصدر الأحكام تبعاً له..
لتستمتع قليلاً بمذكرات بخط زوجتك الأولي..بالمناسبة!! "معاطي القط" قتل أمي بسبب زوجتك تلك لأنه كان يحبها وأراد الانتقام منك ظنً منه بأنك من تسببت في موتها لذلك قتل أمي..وبالمناسبة أيضاً!! أريد تقديم نصيحة لك..يا ليت عندما تقرأ تلك المعلومة أن تمحي غبار الغضب من علي عقلك وتفكر في الأمر بالحكمة التي تفتقدها...
ملحوظة أخيرة..لا تقترب من أي فرد من عائلتي كان أم أصدقائي لأنه كما أنكرتني كابن لك أنا بدوري أنكرتك كأب لي ولن أضع أية اعتبارات إذا قمت بإلحاق الضرر بعالمي الخاص"
ما إن أنهي "حمدي" قراءة تلك الرسالة حتى اختفت ملامحه خلف أسرار الصدمة الممتزجة بالغضب لتعبث أصابعه الفضولية بذاك الكتيب ليبدأ "حمدي"بتلقي الصدمات دفعات متتالية..
...
تململت "قمر" في فراشها بنعاس مسيطر علي ملامحها لتتحسس موضع "فادي" بهدوء سرعان ما تحول إلي صدمة صوبت كدفعة كهربية إلي أوصال "قمر" التي قفزت من موضعها بخوف اتسعت عينيها علي إثره لتحرك شفاهه بنبرة هي الأشبه بالصراخ قائلة: "فادي"؟!!
أرتدي "فادي" حلته الرمادية اللون ليلتفت بجسده تجاه "قمر" محركاً شفاهه بنبرة تعجب قائلاً:ماذا حدث!! أنا هنا 
هرولت "قمر" تجاه "فادي" لتلقي بجسدها بين ضلوعه لتتنفس رئتيها الصعداء فور شعورها بضربات قلب "فادي" لتحرك "قمر" شفاهها بنبرة خوف نبعت من رعشة أوصالها لتقول:خشيت أن تكون تركتني وسافرت..خشيت من أنني كنت في حلم 
عبث "فادي" بأصابعه بخصلات شعر "قمر" بهدوء امتزج بنبرة شفاهه المطمئنة ليقول:لا تقلقي أيتها المجنونة..كيف لي أن أسافر عن عالمي؟! كيف لي أن أتركك يا مجنونة ؟!
ارتسمت ابتسامة راحة علي ثغر "قمر" لترفع رأسها ببطء بينما علامات القلق مازالت مسيطرة علي ملامحها لتحرك شفاهها بنبرة طمأنينة نسبية قائلة:لا أعلم ولكنني خشيت فعلاً لا تفعل ذاك مرة أخرى أرجوك 
أومأ "فادي" رأسه بإيجاب امتزج بقٌبلته السريعة لشفاه "قمر" التي قامت بدورها بتفحص هيئة "فادي" الساحرة لتقول بنبرة ذهول: "فادي" !!! إلي أين بتلك الهيئة؟!
تأكد "فادي" من وضع نظارته الطبية لمستوي عينيه ليحرك شفاهه بنبرة هدوء قائلاً:إلي العمل فالعطلة انتهت ويجب أن أصل في الموعد 
عقدت "قمر" ذراعيها أمام صدرها لترفع حاجبها الأيسر بحركة غيرة أنوثية بحتة لتتحرك شفاهها بنبرة تعجب قائلة:العمل؟! بأناقتك تلك؟! لن أدعك تذهب إلي أي مكان مهما كانت الأهمية 
قهقهة خافتة نبعت من "فادي" الذي حرك شفاهه بنبرة ضحك امتزجت بملامحه الهادئة ليقول:"قمري"!! ليس أمامي سوي نصف ساعة لأكون خارج المنزل لذلك هل من الممكن أن تنحي جنونك ذاك جانباً وتعدي لي الفطور 
أطلقت "قمر" تنهيدة غيظ امتزجت بنبرة الضجر التي حركت بها شفاهها لتقول:حسناً يا "فادي" حسناً 
نظرات غيظ ممتزجة بملامح الضجر المسيطرة علي "قمر" التي دلفت خارج الحجرة لتحضير الفطور بينما تأكد "فادي" من وجود جميع متعلقاته في حقيبته الخاصة و وضع اللمسات الأخيرة لهيئته الساحرة تلك..
قطعتين من الخبز المحمص تعلو طبقة إحداهما القليل من الجبن المطبوخة وطبقة الثانية تتلألأ ببعض من شيكولاته النوتيلا يتناسب كلياً مع لون كوب الكابتشينو الذي يطلق دخان يتراقص بهدوء..
وضعت "قمر" اللمسة الأخيرة علي ذاك الفطور ببعض قطع من حلوي "Marshmallow" لتطلق "قمر" تنهيدة رضا عن ذاك الفطور بينما عينيها مازالتا تشتعلان غيظ ممتزج بعلامات المتمسكة بملامحها لتقتلعها نبرة الثناء النابعة من شفاه"فادي" ليقول:سلمت يداكٍ يا "قمري" 
بالرغم من ألسنة الغيرة التي تشتعل داخل قلب "قمر" إلا أن كلمات "فادي" أخمدتها قليلاً لتحرك شفاهها بنبرة هدوء نسبي قائلة:فطور طيب علي معدتك 
أسند "فادي" ذراعيه إلي حافة الطاولة لالتقاط قطعة الخبز الأولي ليرتفع حاجبه الأيسر بتعجب امتزج بنبرة شفاهه المتسائلة ليقول:أين فطورك؟! 
التفت "قمر" بجسدها لثوانٍ معدودة ومن ثم جلست في مقابلة "فادي" وهي تحتضن علبة النوتيلا لتحرك شفاهها بنبرة مرح قائلة:ها هو 
تقاسم الزوجان الفطور في أجواء هادئة نسبياً تتخللها نبرة الغيرة النابعة من شفاه "قمر" والتي يقابلها "فادي" بابتسامة خافتة..إلي أن حان موعد ذهاب "فادي" إلي عمله لتودعه "قمر" بقٌبلتها الحانية ونظرات عينيها العاشقة ودعوات قلبها بأن يعود بخير لها ويرزقه الخير في ذاك العمل..
....
في صباح اليوم التالي..
أطلق "حمدي" تنهيدة إصرار امتزجت بنظرات عينيه الثابتة وملامح وجهه التي تشع قوة لتعبث أنامله بقوة نسبية للطرق علي باب المنزل الذي انقطع عنه لسنين طويلة..
ثوانٍ معدودة انتظر فيها "حمدي" الإجابة وهو يشعر وأن ذاك الباب تحول إلي شاشة عرض يمر بها فيلم سينمائي بسنين ليست بكثيرة ولكنها تحمل الكثير والكثير من الذكريات في ذاك المنزل..
نظرات غضب أو بالأحق هي نظرات صدمة امتزجت مع الضجر الذي سرعان ما استولي علي ملامح "منير" الذي قبض علي مقبض الباب بغضب لتتحرك شفاه بنبرة قوة قائلاً:ماذا أتي بك إلي هنا؟! ألم تكتفي بما فعله ابنك؟! ألم تكتفي بالعار الذي أصابني بسبب ابنك؟!
أطبق "حمدي" علي عينيه للحظات معدودة امتزجت بنبرة شفاهه الغير مبالية وملامحه التي تحولت إلي الغضب ليقول:ابني؟! لقد توفي ولم أقم له عزاء 
أطلق "حمدي" تنهيدة ضجر ليتابع حديثه بنبرة تساؤل قائلاً:هو سؤال واحد فقط و إجابته في جعبتك 
اتكأ "منير" بمرفقه علي باب منزل ليعقد حاجبيه بضجر امتزج بنبرة الملل التي حرك بها شفاهه ليقول:خير؟!
نبرة تساؤل نبعت من شفاه "حمدي" الذي أطلق بعينيه نظرات متفحصة ليقول:هل أنت من استأجر "معاطي" لقتل زوجتي؟!!
لحظات صمت معدودة مرت علي "منير" الذي زفر بملل امتزج بنبرة اللامبالاة النابعة من شفاهه قائلاً:من الواضح أن ذاكرتك أصابها الخلل قليلاً لأن "معاطي" عندما تقدم ل"قمر" ورفضنا كنت موجود وبالإضافة لأنه أحبها بجنون فبعد وفاتها ظن بأنك السبب لزواجك من أخرى لذلك أراد الانتقام منك 
أطلق "حمدي" تنهيدة حيرة امتزجت بنظرات عينيه التي تحاول تكذيب ذاك الحديث ليحرك شفاهه بنبرة قوة قائلاً:وماذا إن كنت تكذب؟!
ارتسمت ابتسامة سخرية علي ملامح "منير" الذي حرك شفاهه بنبرة لامبالاة ليقول:أثبت غير ذلك إن استطعت 
وبدون مقدمات أو سابق إنذار..ودع "منير" "حمدي" بنظرة غضب تناسبت كلياً مع طرقة الغضب التي أغلق بها الباب في وجه "حمدي" الذي زم علي شفاهه بغضب قارب علي التحول إلي ألسنة لهب تفتك بذاك المنزل ليعود "حمدي" إلي سيارته..
...
أخفض "فادي" كوب المياه الخاص به ليرفع حاجبه بتعجب امتزج بنبرة شفاهه المتسائلة ليقول:ما معني حديثك هذا؟!
تناولت "قمر" جزء من قطعة اللحم الخاص بها لتحرك شفاهها بنبرة توضيح ممتزجة بنظرات عينيها البريئة لتقول:أعني بحديثي بأنك في الفترة القادمة ستكون خارج المنزل لأوقات متأخرة من أجل علمك وأنا أريد استكمال رسالتي والتقديم في الجامعة وأنت من وعدتني في السابق أنني سأكمل دراستي هنا
مسح "فادي" علي ذقنه بتفكير ممتزج بنظرات عينيه المترددة لتتحرك شفاهه بنبرة توضيح قائلاً:أنا عند وعدي فعلاً ولكننا لم نكمل الأسبوع الثاني من زواجنا كل ما أعنيه أنكيٍ من الممكن أن تكوني مرهقة وغير قادرة بعد عن البدء في الرسالة 
ارتشفت "قمر" بعض قطرات من المياه لترتسم علامات القدرة علي ملامحها وتحرك شفاهها بنبرة وعد قائلة:مرهقة!! بالعكس أنا لدي كمية طاقة عجيبة ولذلك أريد استغلالها وأنا أعدك بألا تؤثر تلك الرسالة علي حياتنا وأنه من المستحيل أن أتأخر مهما كان الأمر ولكنني لا أريد الشعور بالملل خصيصاً وأنني ما تعرفت علي أحد من الجيران بعد
أسند "فادي" ذقنه بكفيه المنعقدين لتتحرك عينيه لتفحص "قمر" التي تنتظر موافقته علي أحر من الجمر ليومأ رأسه بإيجاب امتزج بنبرة شفاهه الهادئة ليقول:حسناً لا بأس ولكنني لن أستطيع القدوم معك عندما تتقدمي بطلب الانضمام إلي الجامعة بسبب العمل
أطلقت "قمر" تنهيدة راحة امتزجت بعلامات الفرحة التي سرعان ما ارتسمت علي ملامحها وكونت ابتسامة ساحرة لتحرك شفاهها بنبرة ثبات لتقول:شكراً جزيلاً يا حبيبي الأهم ألا تقلق سأستطيع تدبير أمري بإذن الله 
تابع كلاً من "فادي" و"قمر" تناول طعامهم ونبرات "قمر" المتسائل عن يوم العمل الخاص ب"فادي" تمتزج بنبرته الموضحة لما جري في يومه..
إلا أن أنهي الطرفين الطعام وارتفع رنين هاتف "فادي" معلن قدوم اتصال من "ياسر"..ليتجه "فادي" للرد علي مكالمة صديقه بينما اتجهت "قمر" إلي المطبخ لتنظيف تلك الأطباق..
بعد ما يقارب العشر دقائق..
دلف "فادي" إلي حجرة المطبخ ليحرك شفاهه بنبرة توضيح قائلاً: "مريم" ستحادثك في المساء لأنها منشغلة ب"تميمة" الآن
ارتفعت "قمر" بجسدها لوضع الأطباق بينما شفاهها تتحرك بنبرة هدوء لتقول:ليس هناك مشكلة الأهم أنهم بخير 
اقترب "فادي" من "قمر" بهدوء لمساعدتها في ترتيب تلك الأطباق لتطلق عينيه نظرة شوق امتزجت بنبرة شفاهه المرحة ليقول:أليس من الغريب أنكيٍ دائماً ما تشعلي تلك الأغاني وأنتي في المطبخ وكل ما تفعليه هو الدوران حول نفسك!! هل تطلقين علي ذاك رقص!!
لم تنتبه "قمر" كثيراً لنظرة عيني "فادي" بقدر انتباهها بحديثه الساخرة من حركات جسدها لتتجه "قمر" ناحية مشغل الأغاني وتشعله علي موسيقي شرقية لتحرك شفاهها بنبرة تحدي قائلة:حقاً؟! حسناً فلتري ما أفعله 
تمايلت "قمر" بخصرها لتثير جنونه بينما انسياب ثنيات جسدها الأنوثي الممتزج مع نغمات الموسيقي لتعزف سمفونية أنوثية بحتة..
ثوانٍ معدودة كانت كافية لدي "فادي" الذي تحرك تجاه "قمر" بثبات امتزج بنظرات الشوق التي تزداد حدتها مع كل خطوة منه ليطبق بذراعيه علي "قمر" التي رسمت ابتسامة أنوثية بحتة امتزجت بنبرة الدلال النابعة من شفاهها لتقول:أما زلت تسخر من...
لم يمنح "فادي" الفرصة لشفاه "قمر" باستكمال الحديث وإنما هوي عليها بشفاهه لعزف سمفونيته العاشقة الخاص ليهرب الزوجان إلي عالمهم الخاص ..
...
مر أسبوعين كاملين علي أبطالنا تسير فيهم حياتها اليومية بشكل طبيعي..
ف"قمر" تم قبوها بالجامعة بينما استطاعت تكوين بعض الصداقات من جيرانها المحيطين بها وبالطبع التواصل مع "مريم" و"ثرية" لم ينقطع ولو ليوم واحد أما بالنسبة لحياتها مع "فادي" الذي بات يأتي إلي المنزل لساعات معدودة اغلبها يقضيها في سرقة قيلولة هادئة بسبب الإرهاق المتمكن من أوصاله إثر عمله الذي يتضاعف عليه يومً بعد الآخر..
أما عن "حمدي" فبات مدفوناً في تردده من تصديق "منير" وصدمته من حقيقة مرض "قمر" وحيرته في أمر "فادي" الذي بات يشغل الحيز الأكبر من تفكيره لمعرفة كيفية وصول تلك المعلومات له..
أيام الأسبوعين هذين كانت إلي حد ما هادئة علي باقي أبطالنا المنشغلين بحياتهم اليومية..
...
كافأ الله "إسراء" بدار الأيتام ذاك الذي بات منبعً لبث الطمأنينة إلي قلبها ورسم ابتسامة الفرحة علي ملامحها.. فبالرغم من ظنها في بداية الأمر أنها لن تقدر علي السيطرة علي زمام ذاك الدار إلا أنها بسرعة عجيبة استطاعت تقوية ذاك الدار وتعلم مهارات العمل بسرعة بل وزرع حبها داخل قلوب الأطفال الذين باتوا جزء من كيانها...
وكعادة "إسراء" كل يوم فور حضورها للدار بالاتجاه إلي الحديقة الملحقة به لمتابعة الأطفال المنشغلين بالمرح واللهو..ولكن!!تلك المرة كان الوضع مختلف تماماً فصخب ضحكات الأطفال التي تستقبلها من علي أبواب الدار باتت مختفية لتفاجئ "إسراء" فور دخولها إلي الحديقة وعلامات القلق تستولي علي ملامحها لتجد الأطفال يقفون صفاً واحدً وبأيديهم أوراق بيضاء تكون جملة نصها "لا أهتم لما كان في الماضي..أنا أريدك في حاضري ومستقبلي..لذلك هل تقبلين الزواج بي؟!"
تلألأت دمعة دافئة بين جفون "إسراء" التي حركت رموشها مراراً وتكراراً من أجل التأكد من تلك الجملة لتطلق رئتيها تنهيدة فرحة لم تستولي علي كيانها من زمن بعيد لتمتزج دمعتها التي هربت من جفونها بابتسامتها الهادئة التي رُسمت علي ملامحها فور رؤيتها ل"كارم" يتجه إليها و مصاصة صغيرة تتأرجح في ثغره ليحرك شفاهه بنبرة طلب مرحة قائلاً:تلك المصاصة لذيذة جداً..هل لي بأخرى لأن تلك ملك ل"أحمد" وهو لن يعيرني المصاصة الأخرى 
في بداية الأمر كانت "إسراء" تظن أن طلب "كارم" هذا ما هو إلا من شاب أعجبته مفاتنها وهيئتها فأراد الزواج بها وبالإضافة إلي شبح حبها ل"فادي" الذي كان متخصصً في رفض فكرة الزواج بغير "فادي" والعامل الأكبر ما حدث في الماضي مع "محب" و"هاني" وغيره و غيره..
جميعها عوامل تكونت من أجل ترسيخ فكرة رفضها ل"كارم" بل ومقابلته طلبه هذا بالسخرية..
ولكن!!في النهاية "إسراء" هي أنثي تحتاج بأن تشعر بالحب من رجل نظراته لها ليست نظرات شهوة وإنما نظرات عشق ممتزج بتصميمه علي عدم تركها بل هي بحاجة أيضاً لذاك الرجل الذي يتقبل ماضيها بل ويساعدها في محوه نهائياً وبداية حياة جديدة معه..
وبقدر ما كانت "إسراء" تظن بأن حبها ل"فادي" سيحطم أي معتقدات لرجل يريدها إلا أنها بما فعله "كارم" هذا وعدم تركها بالرغم مما قالته والذي يحمل معاني من الصعب علي الرجل الشرقي تحملها إلا أن طبيعة "كارم" كانت بنكهة أخرى فبالرغم من أنه متمسك بكل خصال الرجل الشرقي إلا أنه يتمسك بخصلة أن من تاب علي أمر فلا يحق لنا محاسبته بل واجب علينا مساعدة في محو تلك الخطيئة..
لذلك!!أطلقت "إسراء" تنهيدة فرحة امتزجت بنبرة شفاهها الشبه باكية لتقول:لا تتركني 
ارتسمت ابتسامة فرحة علي ملامح "كارم" الذي أطلق تنهيدة طمأنينة امتزجت بنبرة شفاهه المرحة ليقول:فلننهي تلك المصاصة وتحضري لي أخرى ومن ثم نجلس لبحث متى سيكون الزفاف؟!
....
ألقت "قمر" بنظارتها الطبية علي الأريكة لتعيد لملمت خصلات شعرها المبعثر علي كتفها لتنطلق تنهيدة تكاسل من رئتي "قمر" التي أسندت ذقنها علي كفها الأيسر بينما يدها اليمني تعبث بجهاز الحاسوب المحمول لإتمام التأكد بأن أحد فصول الرسالة تم بنجاح..
دام الحال كهذا لما يقارب الخمسة دقائق لترفع عينيها من أمام الحاسوب للبحث عن أحد القواميس لمراجعة معلومة ما..
وما هي إلا لحظات معدودة لتزفر فيها "قمر" بضجر من عدم إيجادها لذاك القاموس رغم تأكدها أنها رأته من ثوانٍ لتتجه "قمر" إلي الطاولة الموجودة في أقصى يمين الحجرة للبحث عن ذاك القاموس لعلها أخطأت و وضعته مع المجلات لتتحرك شفاه "قمر" بضيق نسبي لتقول:يا الله!!أنا متأكدة أني رأيته
وما إن أنهت "قمر" حديثها حتى أتتها نبرة "فادي" الهادئة قائلاً:ها هو يا مجنونة كان ورائك 
سرعان ما تبدلت علامات الضجر المستولية علي ملامح "قمر" إلي علامات سعادة تتراقص علي ملامحها وترسم ابتسامة هادئة علي ثغرها..لتلتفت "قمر" بسرعة امتزجت بنظرات عينيها التي سرعان ما باتت تشع طمأنينة لتخطو بقدمها تجاه "فادي" لتصبح المسافة الفاصلة بينهما أقل من السنتيمتر لتتحرك شفاه "قمر" بفرحة طفلة رأت لتوها والدها لتقول:اشتقت لك كثيراً
تحركت أنامل "قمر" بهدوء لتتمسك بحلة "فادي" لتتابع حديثها قائلة بنبرة عتاب:منذ الصباح وأنا أحاول محادثتك وهاتفك مغلق وأنت لم تحادثني 
غير "فادي" مسار شفاهه لتتجه بين مقلتي "قمر" طابعة قٌبلة حانية امتزجت من تنهيدة الإرهاق التي أطلقتها رئتي "فادي" ومن ثم تحركت شفاهه بنبرة توضيح قائلاً:كان لدي برنامج ممتلئ جداً اليوم بالإضافة لأنني نسيت تشغيل هاتفي بعدما خرجت من حجرة المدير 
ارتسمت ابتسامة هدوء علي ثغر "قمر" لتمتزج بنظرات عينيها الحانية التي تتفحص بها ملامح "فادي" لتتحرك شفاهها بنبرة طمأنينة قائلة:حسناً يا حبيبي الأهم أنك بخير الآن..اتجه لأخذ حمام دافئ سريع ريثما أعد لك العشاء ومن ثم تخلد للنوم لتريح جسدك 
داعب "فادي" خصلة شعر تتأرجح حول جبين "قمر" لتتحرك شفاهه بنبرة إصرار ممتزج بعلامات الهدوء المسيطرة علي ملامحه ليقول:لا..نحن سنسهر سوياً الليلة وأنا بمجرد ارتشافي لبعض من القهوة سأصبح بخير وبما أن الغد عطلتي سيكون من السهل النوم في الصباح 
أطلقت "قمر" تنهيدة فرحة امتزج بنبرة شفاهها المرحة لتقول:حقاً؟! أخيراً حسناً سأرتب أنا تلك الفوضى التي بالحجرة ريثما تنتهي 
أومأ "فادي" رأسه بإيجاب لينطلق خارج الحجرة لتبديل ثيابه وأخذ حمام دافئ بينما "قمر" انشغلت بترتيب الحجرة لترتب الأريكة وتضع وسادتين علي الجانبين ومن ثم اتجهت لتخفيف الإضاءة وترتيب الطاولة بوضع بعض الشموع المتوهجة في كريستالات بأشكال مختلفة..
وبمجرد أن أنهت "قمر" ترتيب الحجرة حتى اتجهت إلي حجرة المطبخ لإعداد بعض الكريب المحشو بالجبن وتجهيز طبق بحلوي "Marshmallow" بينما صنعت الكثير من البوشار..
لتتجه "قمر" بتلك الأطباق واحدً تلو الآخر لترتيبهم علي طاولة حجرة التلفاز لتضيف لهم فنجان القهوة الخاص ب"فادي" وكوب الكابتشينو الخاص بها..ومن ثم اتجهت "قمر" إلي حجرة النوم لتجد "فادي" ينهي تجفيف خصلات شعره لتحرك شفاهها بنبرة فرحة قائلة:لقد رتبت الحجرة..اختر أنت أحد الأفلام ريثما أبدل ملابسي 
أومأ "فادي" رأسه بإيجاب مودعً "قمر" بقٌبلة هادئة بين مقلتيها ليدلف خارج الحجرة بينما اتجهت "قمر" سريعاً لتبديل ملابسها وزيادة أنوثتها ببعض من أحمر الشفاه...
وما هي إلا دقائق معدودة حتى ارتسمت ابتسامة الهدوء علي ثغر "فادي" ليستقبل "قمر" التي تتحرك تجاه بفرحة مرتسمة علي ملامحها وممتزجة مع حركة جسدها المنساب بين طيات حرير ملابسها الأنوثية ..
أطلقت "قمر" تنهيدة هادئة فور جلوسها بجوار "فادي" لتتحرك شفاهها بنبرة متسائلة لتقول:أي الأفلام اخترت 
أحاط "فادي" بذراعيه كتف "قمر" ليحرك شفاهه بنبرة ماكرة قائلاً: The Conjuring Two
عقدت "قمر" حاجبيها بتعجب تناسب مع اصطناعها للتثاوب لتمتزج بنبرة شفاهها المرحة لتقول:حقاً؟!يا الله إني أشعر بنعاس شديد لذلك سـأخلد إلي الفراش 
أطلق "فادي" ضحكة عالية نسبياً امتزجت بحركة أنامله المتمسكة بكتف "قمر" ليحرك شفاهه بنبرة تأكيد قائلاً:ما المشكلة لكل هذا؟! إنه مجرد تمثيل بالإضافة لأننا سنستمتع سوياً
بالرغم من رجفة أوصال "قمر" فور تشغيل "فادي" لذاك الفيلم إلا أنها اضطرت لمشاهدته لعدم تخريب تلك السهر الهادئة..ليبدأ الفيلم بهدوء نسبي يخيم علي أجواء الحجرة المتبنية لحديث "فادي" و"قمر" المستمر طيلة الفيلم بالرغم من المقاطع التي أحياناً ما أصابت "قمر" بالذعر واضطرتها لخفض عينيها بين ذراعي "فادي" الذي سرعان ما كانت تتعالي ضحكاته من تلك الطفلة المتمسكة به..
وأخيراً ما انتهي الفيلم لتطلق "قمر" تنهيدة راحة امتزجت بنبرة شفاهها الغير مبالية لتقول:إنه كان فيلم ممتع حقاً ولا وجود لمشاهد تخيف إطلاقاً 
رفع "فادي" حاجبه الأيسر بسخرية امتزجت بعبث أنامله لالتقاط بعض حبات البوشار لتتحرك شفاهه بنبرة مرح قائلاً:حقاً!!والذي يشهد علي ذاك رجفة رموش عينيك التي لم تنقطع منذ بداية الفيلم 
حملت "قمر" بعض الأطباق التي باتت خالية من الطعام لترسم علامات الثقة علي ملامحها لتمتزج بنبرة شفاهها الهامسة لتقول:"فادي"!!تعال معي إلي المطبخ لوضع تلك الأطباق تلك..أرجوك 
ارتفع صخب ضحكات "فادي" بسرعة ملحوظة امتزجت بعلامات الطفولة المرتسمة علي ملامح "قمر" التي حركت شفاهها بنبرة ثقة قائلة:حسناً أنا من البداية حادثتك بذلك حتى لا أتركك بمفردك ولضحكاتك تلك سأتركك بمفردك 
خطت "قمر" خطوتها الأولي خارج الحجرة بثقة سرعان ما تحولت إلي رجفة قلق تحكمت من أوصالها فور اقترابها من المطبخ لتحرك شفاهها بنبرة هامسة قائلة:أنا من فعلت ذلك بحالي..أنا لا أصلح لمشاهدة شئ إلا الكارتون 
و بمجرد أن وضعت "قمر" تلك الأطباق علي طاولة المطبخ حتى دلفت سريعاً خارج حجرة المطبخ لتفاجئ 
بألوان ورد متناسقة ومزينة بطريقة ساحرة وموضوعة علي طاولة الصالة لترفع "قمر" حاجبها الأيسر بتعجب امتزج بنبرة شفاهها المرتعشة لتقول:هل من المعقول أن يكون الجن من أحضره؟!ولكنه بذلك صار جن رومانسي جداً
وما إن أنهت "قمر" حديثها المرتعش هذا حتى أتتها نبرة "فادي" المطمئنة ليقول:هل أعجبك؟!
بقدر ما كان خوف "قمر" قادر علي التحول إلي صراخ إلا أن ذهول "قمر" من أن المتعجرف صار يحضر ورد ما جعلها تحرك شفاهها بنبرة عدم استيعاب لتقول:أنت من أحضرته؟!
أومأ "فادي" رأسه بإيجاب امتزج بعبث أنامله بخصلات شعره ليحرك شفاهه بنبرة تأكيد ليقول:نعم
اتجهت "قمر" لحمل ذاك الورد لتطلق تنهيدة فرحة استمدتها من رائحة الساحرة لتخطو تجاه "فادي" محركة شفاهها قائلة بنبرة مرح ممتزجة بنظرات عينيها العاشقة لتقول:بالرغم من ذاك الفيلم الذي حولني إلي قطة مبللة بمياه باردة إلا أنني أعشقك يا "فادي"
أحاط "فادي" خصر "قمر" بذراعيه ليغير مسار شفاهه منطلقً إلي منبع عشقه الكراميلي الساكن بثنية شفاه "قمر" ليطبق عليها بشفاهه معلنً بداية عزف سمفونية العشق الخاصة به و"قمر" التي سرعان ما انسابت من لمسات شفاهه تلك..لينسحبوا بهدوء إلي عالمهم الخاص..
...
مرت أربعة أشهر كاملة علي أبطالنا وحياتهم إلي حد ما تسير بخطوات هادئة يتخللها بعض التعثرات المعتادة في حياة أي كائن بشري..
فبالرغم من انشغال "ياسر" الدائم في عمله إلا أنه عاد عليه بالخير بتريقة كبيرة حصل عليه بفضل جهوده التي باتت إحدى أهم أركان نجاح تلك الشركة..وذاك النجاح لم يختلف كثيراً عن النجاح التي حققته "مريم" في الموازنة بين تربية "تميمة" التي صارت منبع للمرح الذي يضخ المثير والكثير من العبث بأركان المنزل وبين احتوائها ل"ياسر" وتفهمها لانشغاله بل ومحاولة تقديم الراحة له في أوقات وجوده بالمنزل..
ليتحقق نجاح تلك المرأة بقدرتها علي الموازنة بين تربيتها لابنتها وخلق الأجواء الهادئة لزوجها المنشغل بعمله..
أما عن "أسماء" فبالرغم من طبيعة عملها في الداخلية التي باتت تشكل تحول في شخصيتها الأنوثية إلا أنها تحاول قدر ما استطاعت الفصل بين عملها ذاك وحياتها الزوجية مع "بسام" الذي بات له اسم ذو سمعة طيبة في الداخلية خصيصاً بعد القضايا الشائكة التي باتت من تخصصه...
وبقدر ما كانت "أسماء" تحاول التفنن في كيفية تقديم الراحة ل"بسام" ورسم ابتسامة فرحة علي ملامحه بقدر ما كان "بسام" يقابل محاولاتها تلك بابتسامته الهادئة المعهودة وبمحاولاته المستميتة بألا يهدر أيٍ من واجباته تجاهها..
أما عن "كارم" الذي استطاع وبأعجوبة ما ظنت "إسراء" بأن يدق قلبها حباً له بل بالأحق هو عشقً بات ظاهراً وبقوة من نظرات عيني "إسراء" التي تشع عشق ل"كارم" ممتزج بملامحها وجهها الممتنة له بأنه اقتلاعها من أحزانها تلك وأعادها إلي الحياة السعيدة الكامنة في كلمات ونظرات عينيه...
و ها هم الآن يستمتعون بليالي زفافهم الأولي في إحدى الدول الأوربية بعدما أقيم ذاك الزفاف الساحر والشاهد علي العشق المتبادل بين الطرفين..
وعلي عكس تلك السعادة كانت الأجواء المحيطة ب"حمدي" يخيمها الحزن بنسبة 100% وتستولي فيها علامات الألم علي ملامح وجهه التي باتت تختفي بسبب تلك العلامات..فبعدما بات "حمدي" متأكدً أنه من المستحيل أن يجد مكان "فادي" بالإضافة إلي استحالة العودة إلي الماضي للتخفيف عن زوجته الأولي في ليالي مرضها وتعويض زوجته الثانية علي الإهمال الذي منحها إياه منذ لحظات زواجهم الأولي...
بات الآن "حمدي" متيقنً بأنه دمر ماضيه وصار وحيداً في حاضره وبات من الواضح أن أيام مستقبله ما هي إلا جرعات من الألم المجهزة لتغلغل في شريان كيانه..
بينما الحال لم يختلف كثيراً عند "منير" الذي بات يتقدم في السن يوماً عن يوم إثر الحزن الذي بات كجزء من كيانه وبالرغم من ذبك فإن موهبة "منير" في اصطناع القوة باتت تجعله يخفي أحزانه تلك ويقابل طلب "ناهد" برؤية "بسام" برفض قاطع ممتزج بنظرات عينيه الغاضبة ليضيف بها سموم تدب في جروح "ناهد" المتألمة لفراق أولادها..
بينما سارت حياة "الشيخ\راضي" و"ثرية" بهدوئها المعتاد ولكن بتغير طفيف فبعدما كانوا مشتعلين قلقً علي أطفالهم فقط أضيف "فادي وقمر" و"ياسر ومريم" إلي تلك القائمة وألحق اسم "تميمة" بقائمة أحفادهم ليصبح من المعتاد زيارة "ياسر" ل"الشيخ\راضي" وزوجته بصحبة "تميمة" و"مريم" وباتت "مريم" تنتظر أسبوعياً قدوم "ثرية" كانت بمفردها أم بصحبة "الشيخ\راضي" لقضاء بضع ساعات معهم..
بينما بات رقم هاتف "فادي" ملحقً بقائمة "الشيخ\راضي" الصباحية الخاصة بأبنائهم ليطمئن عليهم واحدً تلو الآخر..
وأخيراً حصلت "قمر" علي درجة الامتياز الخاصة برسالة الماجستير المقدمة منها لتحقق "قمر" إنجازها الأول في حياتها العلمية الخاصة بتلك الجامعة التي صارت من أهم أحلام "قمر" للوصول إلي أرقي درجات التقدم فيها لتبدأ في التجهيز لرسالة الدكتوراة..وبالرغم من الانشغال الطبيعي الخاص بحياة "قمر" العلمية إلا أنها بحنكتها المعتادة استطاعت فصل حياتها الزوجية المشتركة مع "فادي" عن ذلك وعدم المساس بقدسية تلك الحياة نهائياً بل وبالرغم من المشاكل الطبيعية التي تقابل أي زوجين مهما كانت قوة ترابطهم إلا أن تلك المشاكل باتت تنتهي بابتسامة خافتة ترتسم علي الشفاه فور تقابل العيون..
وبالإضافة إلي المرح التي بات أحد أركان حياة "قمر" و"فادي" إلي أن ذاك المرح بات يتسرب بهدوء إلي علاقة "قمر" ببعض جيرانها الذين صاروا جزءً هامً من حياة "قمر" وبات من المعتاد تقضية ساعات وساعات معهم في عطلة نهاية الأسبوع...
وبفضل جهود "فادي" المستميتة في إثبات قدراته في عمله الجديد استطاع الفوز بإعجاب الكثير والكثير من زملائهم بقدرة علي تقديم المعلومات كاملة وبطريقة مختلفة للوفد المسئول عنه بل وبات ينظم برامج خاصة بكل وفد حسب طبيعة أفراده ليحظي "فادي" بذلك علي تقدير مديره الدائم له وإعجاب زملائه بتفانيه في عمله ذاك بل وصار "فادي" يطلب بالاسم من بعض الوفود السياحية..
وباعتراف "فادي" الذي أقر فيه أن الفضل فيما وصل إليه في وقت قياسي أولاً بفضل الله الذي أنعم عليه لما وصل إليه وثانياً بمساندة "قمر" له..فبالرغم من عبقريته في عمله إلا أن المساندة التي قدمتها "قمر" له وتفهمها لغضبه أحياناً و مقابلتها له بعد ساعات غياب تدوم لوقت متأخر بابتسامة صافية ونبرة مشجعة..
كل هذا كان عاملاً قوياً لدي "فادي" للتفاني في العمل وتقديم مهاراته الخاصة بذكائه المعتاد..
...
التقط "بسام" منشفته القطنية لتجفيف خصلات شعره من قطرات الماء الباردة المتسابقة في الهبوط علي صدره العاري..لترتفع نبرة شفاهه المتسائلة قائلاً:"أسماء"!!ما هذا؟! 
أخفضت "أسماء" هاتفها المحمول عن مستوي عينيها لترفع حاجبها الأيسر بنبرة تعجب ممتزجة بنبرة التساؤل المصطنعة لتقول:ماذا تقصد يا حبيبي؟!
التقطت أنامل "بسام" ذاك الحذاء الوردي اللون الذي بالكاد يساوي حجم كفه لتتحرك شفاهه بنبرة عدم استيعاب قائلاً:هذا!! ماذا جاء به هنا!! هل هو ملك لابنته أختك؟!
ارتسمت ابتسامة ساحرة علي ثغر "أسماء" لتمتزج مع ملامحها الهادئة ونبرة شفاهها المتراقصة فرحً لتقول:لا..إنه لابنتنا نحن 
رفع "بسام" حاجبه الأيسر بذهول امتزج بنظرات عينيه المتفحصة ل"أسماء" لتتحرك شفاهه بنبرة عدم تصديق قائلاً:"أسماء"!!لا وقت للمزاح في مثل تلك من أمور 
قامت "أسماء" من موضعها النائم علي الفراش لتقف عليه بثبات امتزج بنظرات عينيها المتراقصة فرحً ونبرة شفاهها المؤكدة لتقول:ذاك ليس بمزاح..أنا حامل..حاااااااااامل 
ثوانٍ معدودة استغرقها "بسام" لاستيعاب حقيقة ما قالته "أسماء" لتتحسس أنامله ذاك الحذاء بفرحة ارتسمت علي ملامحه تدريجياً مكونة ابتسامة رضا علي ثغره ليخطو بقدمه تجاه "أسماء" صاعداً لي الفراش ليصبح في مستواها ليحرك شفاهه بنبرة فرحة مشتتة قائلاً:في السابق قدمت لي العشق الذي أعاد إحياء قلبي والآن تقدمي لي العائلة التي من أجلها ستستمر دقات قلبي.."أسماء"!!أنا حقاً أعشقك 
اتسعت ابتسامة "أسماء" الهادئة تدريجياً لتحيط رقبة "بسام" بذراعها الأيمن بينما ذراعها الأيسر اتحدت فيه أصابعها بأصابع يد "بسام" لتتحرك شفاهها بنبرة عاشقة لتقول:أنت منحتني الحياة يا "بسام" وجعلتني بحق أعشقك لحد الجنون 
ارتسمت علامات الفرحة علي ملامح "بسام" الذي غير مسار شفاهه ليهوي بها لملامسة شفاه "أسماء" ليتقابلوا في قٌبلة عاشقة سُلبت فيها أنفاسهم واتحدت ضربات قلوبهم لتهوي بهم تلك القُبلة إلي عالمهم الخاص 
...
عقد "فادي" حاجبيه بغضب ممتزج بعلامات الضجر المسيطرة علي ملامحه لتتحرك شفاهه بنبرة شبه مرتفعة قائلاً:ألم أحذرك مراراً وتكراراً من الحديث مع ذاك الشاب!! أم أن نبرتي كانت غير مفهومة؟!
ابتلعت "قمر" ريقها بصعوبة من بركان الغضب المشتعل داخل عيني "فادي" لتحرك شفاهها بنبرة توضيح قائلة:لقد أتي ليسألني عن أمر بخصوص رسالته لأنها تضمن جزئية من رسالتي وعندما حاولت توضيح الأمر له أتيت أنت لاصطحابي 
قبض "فادي" علي يده بغضب ليطرقها في حائط المنزل بغضب تناسب كلياً مع نظرات عينيه النارية لتتحرك شفاهه بصيحة مرتفعة قائلاً:وأنت ما شأنك برسالته؟!أليس له دكتور مشرف عليها؟!والأهم من ذلك أنني حذرتك من الحديث معه حتى ولو بسلام..صحيح أم أنا مخطئ 
أومأت "قمر" رأسها بإيجاب امتزج بتلألأ عينيها بدموع لؤلؤية لتحرك شفاهها بنبرة اعتذار قائلة:لست بمخطئ ولك كل الحق أن تمنعني من الحديث معه ولكنني ما استطعت ألا أجيبه طالما أن الحديث كان في سياق العمل..
"فادي"!! أنا آسفة أرجوك تحكم في غضبك من أجلي 
أطلقت رئتي "فادي" تنهيدة تحمل ألسنة اللهب المشتعل داخل كيان "فادي" الذي حرك شفاهه بنبرة البرود المعتاد بها لتسيطر تلك النبرة علي زمام الأمور ليقول:أنا متعب طيلة اليوم في العمل لذلك أحتاج لقسط من الراحة
استولت علامات الحزن علي ملامح "قمر" التي بدأت وكأنها أمامها ثانية واحدة لتنهار من البكاء لتحرك شفاهها بنبرة مرتعشة قائلة:"فادي" أنا حقاً آسفة لن يتكرر الأمر نهائياً مهما حدث
ضرب برود "فادي" بنبضات قلبه المحفزة إياه لإنهاء ذاك الموضوع عرض الحائط لترتسم علامات اللامبالاة علي ملامحه وتتحرك شفاهه بنبرة برود قائلاً:تصبحين علي خير
بمجرد أن أنهي "فادي" حديثه ذاك حتى عبثت يده لالتقاط سلسلة مفاتيحه ليدلف إلي حجرته بلامبالاة ل"قمر" التي باتت ترتعد من محاولاتها للتماسك ريثما يدلف "فادي" إلي الحجرة..
وبالفعل وبمجرد أن أغلق "فادي" باب الحجرة حتى ارتفع أنين بكاء "قمر" التي اتجهت بدورها إلي حجرة التلفاز لتلقي بجسدها المرتعد علي الأريكة في وضعية الجنين في رحم أمه بينما ملامحها التي باتت مختفية إثر دموعها لتحوي بأن ما تمر به لا يليق نهائياً بشابة في منتصف عقدها الثاني..
تحركت شفاه "قمر" بنبرة ألم مرتعشة من بين دموعها المتأرجحة علي ثغرها لتقول:لطالما أخبرتني أنك لا تستطيع النوم إلا وأنا بين ذراعيك؟!كيف ستنام الآن!!وكيف استطعت تركي هكذا وأنت تعلم أنني أخشي الظلام!!
كيف هانت عليك دموعي وتركتني هكذا!!
بينما علي الجانب الآخر..تحديداً عند "فادي" الذي أنهي لتوه حمام بارد خفف من حدة غليان رأسه الغاضبة واتجه إلي خزانة الملابس لالتقاط ملابسه المنزلية لتتصلب أصابعه فور ملامسته للملابس لتراقص ذكري كانت من أسبوعين تقريباً..
عندما كانت "قمر" تقف أمام خزانة ملابسه تجهز له ملابسه بينما هو منشغل بتجفيف خصلات شعره وصخب ضحكاته علي مزاح "قمر" كان يرتعد له كل جزء بالمنزل..
لترتسم ابتسامة خافتة علي ملامح "فادي" فور تذكره لنبرة "قمر" الضاحكة عندما قالت له:بمجرد شعوري برائحة الطعام المحترق تصلبت في مكاني ليس خوفً من أنني لن استطيع إعداد الطعام قبل حضورك ولكن حزنً علي قطعة الدجاج التي كانت بالقدر وكنت هموت عليها 
أطلق "فادي" تنهيدة ضجر امتزجت بعلامات الحنين المرتسمة علي ملامحه بينما نغزات عقله باتت تمنعه من التوجه إلي "قمر" لينتهي به المطاف في التمدد علي الفراش بغضب نابع من قلبه إلي عقله الذي سيطر علي زمام الأمور..
لينتهي الحال ب"فادي" كان أم "قمر" بقضاء ليلتهم كاملة في تذكر مواقف حياتهم المرحة ولكن تلك المرة كل فرد منهما في جانب يرسم ابتسامة حنين لتلك الذكري وتمتزج بعلامات الضجر المرتسمة علي ملامحه..
لتدون تلك الليلة بحروف باللون الأسود لتحمل ذكري أول ليلة يقضيها العشاق بدون بعضهما..

يتبع......
#نورهان_حسنى

في أرض النوبة للكاتبه نورهان حسني حيث تعيش القصص. اكتشف الآن