الفصل السادس والعشرون
أغلقت "قمر" باب السيارة بحذر لتعقد حاجبيها بتعجب امتزج مع نبرة شفاهها المتسائلة لتقول:ما هذا المنزل؟!وما هذا المكان؟!
تأكد "فادي" من إغلاق السيارة ليتجه للوقوف بجوار "قمر" قائلاً بنبرة توضيح مطمأنة: ذاك هو المكان الوحيد الذي أطمأن أنكي بخير طالما أنتي به..ذاك منزل "الشيخ\راضي" الذي حادثتك عنه في الطريق
بمجرد أن أنهي "فادي" حديثه حتى فتح "الشيخ\راضي" بوابة المنزل قائلاً بنبرة ترحيب:أهلا بكي يا ابنتي
ارتسمت ابتسامة طمأنينة علي ملامح "قمر" لتمتزج بنبرتها الهادئة لتقول:أهلاً بك يا عماه
رفع "فادي" نظارته الشمسية علي عينيه قائلاً بنبرة توديع:سأذهب أنا الآن لأنهي أموري وسأتصل بك ريثما انتهي
التفت "فادي" بنظره إلي "الشيخ\راضي" ليقول بنبرة شكر:شكراً جزيلاً يا عماه علي ما تفعله من أجلي
نبرة عتاب ممزوجة بطمأنينة نبعت من شفاه "الشيخ\راضي" الذي قال:لا شكر بيننا يا بني أنهي أنت أعمالك ولا تقلق فزوجتي بالداخل وسنضعها بين جفونها ريثما يحدد موعد زفافكم
ارتسمت ابتسامة راحة علي ملامح "فادي" لتمتزج بنبرة التنبيه الذي صوبها ل"قمر" قائلاً:لا تشغلي بالك بأية أمور الآن وخذي مدتك الكافية للراحة
أومأت "قمر" رأسها موافقة لتودع "فادي" بابتسامة خافتة ومن ثم تدلف إلي داخل المنزل بصحبة "الشيخ\راضي" لتلتقي بزوجته "ثرية" التي أحسنت استقبال "قمر" إلي أبعد الحدود ومن ثم اصطحبتها إلي حجرتها الجديدة تاركة إياها لتحظي بقيلولة هادئة..
بينما علي الجانب الآخر..بعد اطمئنان "فادي" علي دخول "قمر" بصحبة "الشيخ\راضي" إلي المنزل انطلق بالسيارة إلي منزل "الحاج\صالح" ليجد "ياسر" في ثبات عميق وبجواره الورقة التي توضح ما جري في منزل "إسراء" ..
خلع "فادي" قميصه القطني ليلقي بجسده بجوار صديقه بإرهاق ممزوجة براحة تكونت منذ أن رأي "قمر" لترتسم ابتسامة تدريجية علي ملامح "فادي" فور تذكره لرجفة قلبه بين ذراعي قمره الخاص لتمتزج تلك الابتسامة مع تنهيدة هادئة أطلقها "فادي"..
نبرة نعاس ممزوجة بمكر نبعت من شفاه "ياسر" الذي تململ في الفراش قائلاً:أصبحت عاشق أيها المتعجرف وأصبحت شفاهك ترسم ابتسامة العشق بعد أن كانت متخصصة في البرود
قهقهة خافتة نبعت من شفاه "فادي" الذي وكز صديقه في كتفه قائلاً:رحم الله أياماً كنت أقضيها وأنا أتابع عشقك الممتزج بكل تصرفاتك إلي أن صرت أب
رفع "ياسر" الوسادة عن رأسه ليحرك شفاهه بنبرة مزاح ممزوجة بضحك قائلاً:كلها أيام وأعود إلي منزلي مع زوجتي وسأترحم علي أيام كنت أحظي فيها بقيلولة هادئة
قهقهة خافتة نبعت من شفاه "فادي" الذي أغلق عينيه بشعور من الإرهاق قائلاً:ومن الأفضل أن نحظي بقيلولة الآن أيضاً لن اليوم لن يمر مر الكرام
أعاد "ياسر" وضع الوسادة علي وجهه ليحرك شفاهه بنبرة قلق قائلاً:إن كنت تصمم علي جنونك هذا فليهديك الله يا "فادي"
...
مر باقي اليوم بإحساس من الرعب الممزوج بالقلق الذي سرعان ما تملك من أوصال "ناهد" فور سفر "بسام" للبحث عن "قمر" في القاهرة...بينما "منير" بالرغم من علامات القلق التي تحكمت من كيانه إلا أن شعوره بالعجز لعدم الذهاب للبحث عن ابنته خشية أن يعلم أحد بالأمر كان الأقوى ليظل علي اتصال دائم ب"بسام" لعله يمحي شعور عجزه ذاك..
أما عن "بسام" فبعد أن حادث "فادي" فور وصوله إلي القاهرة ذهب إلي مكتبه في الداخلية لمتابعة مجري القضية والاتفاق مع "وائل" حول كيفية دخول مخبأ "محب"..
أما عن "فادي" فقد انشغل من الصباح في إنهاء بعض أعماله في الشركة ومن ثم اتجه إلي دار الإفتاء المصري ومن ثم استقل سيارته متجهاً لتنفيذ أحد أفكاره المجنونة..
أما عن "قمر" فالراحة النفسية التي تسود منزل "الشيخ\راضي" منحتها الطمأنينة لتقضي يومها بأكمل في النوم كأنها لم تنم منذ سنين..
..
امتزجت دقات الساعة معلنة أنها باتت الثامنة مساءً مع صيحات غضب تحوم حول منزل "منير" بسرعة البرق..
دلفت "ناهد" خارج حجرة ابنتها بقلق ارتسم علي ملامحها فور سماعها صيحات الغضب تنادي باسم ابنتها و زوجها بينما "منير" اتجه لفتح باب المنزل ليجد "محب" يقف أمام بوابة المنزل ويبدو عليه أنه تحت تأثير مواد كحولية لترتسم علامات الضجر علي ملامحه وتمتزج مع نبرته الغاضبة ليحرك شفاهه قائلاً:اتجه إلي منزلك يا أنت لا داعي لإزعاج الناس في المساء
وقف "محب" علي صخرة تجاور منزل "منير" ليصوب نظرات غضب تجاه "منير" و زوجته اللذان يقفان أمام بوابة منزلهم ليحرك شفاهه بنبرة ساخرة ليقول:أذهب لتربية ابنتك أولاً ومن ثم تعال إليً لتحاسبني..أذهب لتربية تلك الفتاة التي دنست عرضك وأقامت علاقة مع شاب عندما كانت في القاهرة
بدأت جموع الناس تجتمع إثر صيحات "محب" تلك ونظرات التعجب الممزوجة بهمسات الاستهئزاز بدأت تصوب تجاه "منير" و زوجته..
تابع "محب" حديثه بنبرة غضب مرتفعة امتزجت بنظراته الساخرة ليقول:كذب كلامي إن استطعت..كذب صور ابنتك التي جمعتها بذاك الشاب..كذب فضيحتها في عمارتها السكنية في القاهرة عندما ذهبت لجلبها لي لتزوجني إياها فقط لأخفي فضيحتك تلك..كذب أن تلك العاهرة فعلت ما فعلته من أجل أن تعود لذاك الرجل..كذب أنك أرسلت "بسام" في الصباح للبحث عنها..
صوت محركات سيارة جذب انتباه الجميع لتتحول أنظارهم إلي تلك السيارة التي وقفت في مقابلة "محب"..
علامات صدمة ارتسمت علي ملامح الجميع عدا "منير و زوجته" و"محب" الذين باتت ملامحهم منبع لعدم التصديق صوبت بغضب لذاك الشاب الذي ارتجل من السيارة وهو يرفع لياقة معطفه بثقة..
ذاك الشاب الذي قرر القصاص لحبيبته بطريقته الخاصة فبالرغم من جنون الفكرة فبالنسبة له ما كانت إلا جرعة بسيطة يريد من ذاك المعتوه تذوق مرارتها..
ارتسمت ابتسامة خبث علي ملامح ذاك أو بالأحق "فادي" الذي رسم علامات التعجرف علي ملامحه لتمتزج بنبرته الباردة التي حرك بها شفاهه قائلاً:لماذا كل هذا الغضب؟!هل لأنك عاجز عن القيام بواجبات أي زوج؟! أم لأن والدتك مريضة قليلاً؟!
خيم الصمت علي المحيطين بمنزل "منير" وما حوله ليهرول "منير" إلي "فادي" وعينيه تشعان نظرات قاتلة ليصيح به:أين ابنتي؟! ماذا فعلت بها؟!
بالرغم من الغضب الذي تملك "محب" منذ رؤية "فادي" وبالإضافة إلي صدمته لذكره كلمة "والدتك" إلا أنه وبمجرد أن أنهي "منير" حديثه الذي أثبت فيه بلا وعي أن ابنته هرب مع "فادي" حتى حرك شفاهه بنبرة انتصار ماكرة ليقول:أرأيتم الآن؟!بشفاهه تلك اعترف بأن ابنته لم تحافظ علي عرضه بل وهربت أيضاً؟! بشفاهه تلك اعترف أن ابنته عاه...
لم يمهل "فادي" ذاك المعتوه أية فرصة لاستكمال حديثه نهائياً ليتجه أمام تلك الصخرة التي يقف عليها مسددً لكمة قوية أودت بجسد "محب" علي مقدمة السيارة..
مسح "فادي" علي جبينه بتوعد ليحرك قدمه تجاه "منير" قائلاً بنبرة قوة هامسة:ابنتك أنت من جعلتها ترحل ولا تحلم بأنها ستعود لك
لم تكن أمام "منير" أية فرصة لتحريك شفاهه بسبب ذاك المعتوه الملقب ب"محب" الذي تحرك بخفة ليقف خلف "فادي" مسددً لكمة قوية له هوت ب"فادي" أرضاً..
سرعان ما حرك "محب" عينيه إلي رجاله ليأمرهم بنظراته للإقتراب للفتك ب"فادي" ولكن بمجرد أن خطي الرجال خطوة واحدة فوجئ الحاضرين خاصةً "منير" ببعض رجال يتمتعون بلياقة جسدية عالية يكبلون أيدي رجال "محب" لتتسع عيني "محب" صدمة امتزجت مع نبرته الغاضبة ليصيح:أقضوا عليهم أوقفوا هذا الجنون
ابتسامة خبث امتزجت بنبرة توعد انطلقت من شفاه "فادي" الذي قام من علي الأرض ببطء وهو يزيل آثار الأتربة من علي ملابسه قائلاً:كنت متوقعاً من أن يكون معتوه مثلك يحتمي ببعض الرجال بالرغم من قوتك الجسمانية إلا أنك تمتلك عقلية حيوان
انفجرت ثورة الغضب داخل كيان "محب" بأجمع ليحرك يده تجاه "فادي" مسددً لكمة قوية إلي وجهه...
لتعلن تلك اللكمة بداية عراك غير متكافئ الأطراف..بين قوة جسمانية لعقل طفولي وعقل رجولي يمد الجسد بالقوة..
ليبلي "فادي" بلاء حسناً في ذاك العراك بالرغم من تعرضه لبعض اللكمات بينما "منير" قرر متابعة ذاك العراك مثله كمثل الحاضرين..
بينما نال بعض من رجال "محب" حصتهم كاملة من الصفعات فور محاولتهم بالتدخل..
سدد "محب" لكمة قوية إلي رأس "فادي" ليهوي صداها إلي أوصال "فادي" سريعاً ليستند علي مقدمة سيارته بينما استغل "محب" الفرصة ليحكم القبضة علي "فادي" مسددً له لكمات متتالية إلي معدته..
رفع "محب" رأسه بفخر وهو يفتح ذراعيه بحركة قوة ليحرك شفاهه قائلاً بغضب:أرأيتم الآن أنه لا يستطيع أحد من كان هزيمتي!!
وبمجرد أن أنهي "محب" حديثه أتاه الرد سريعاً من "فادي" الذي أحاط برقبته بخفة ليمسك هو بزمام الأمور ويهوي برأس "محب" بقوة علي مقدمة سيارته ليحرك شفاهه بنبرة تعجرف ممزوجة بقوة قائلاً:في قواعد القتال لا تتباهي بقوتك بينما خصمك لم يعلن الاستسلام بعد
رفع "فادي" رأسه "محب" بسرعة ليهوي بها مرة أخرى علي مقدمة السيارة ويهبط بثغره علي أذن "محب" قائلاً بنبرة توعد:الآن حان القصاص لما فعلته في قمري
بمجرد أن أنهي "فادي" حديثه حتى ألقي بجسد "محب" علي الأرض ليبدأ في تسديد بعض اللكمات القوية بقدمه إلي رأسه أولاً ليفقده توازنه ومن ثم منح باقي جسده حصته كاملة..
وضع "فادي" يده علي حزامه الجلدي بينما قدمه مازالت تضغط علي "محب" ليحرك شفاهه بنبرة قوة غاضبة:من تمس يده أنثي لصفعها لا يعد رجلاً
ما إن أنهي "فادي" حديثه حتى هوي بحزامه الجلدي علي جسد "محب" مسددً له لكمة انتقام لما فعله في "قمر" ليغلق "محب" جفونه بألم مانعاً ثغره من الصراخ..
حاول أحد رجال "محب" التدخل مجدداً بينما ارتفعت صيحات أهل القرية بغضب ولكن مساعدي "فادي" استطاعوا السيطرة علي الوضع ليسدد "فادي" صفعته التالية لجسد "محب" بحزامه الجلدي بقوة أكبر من قوة الأولي..
ارتسمت ابتسامة فرحة علي ملامح "ناهد" لتمتزج بدموعها التي تتأرجح علي خديها لتقترب من زوجها الواقف أمام بوابة المنزل يتابع الوضع في صمت لتقول بنبرة ألم هامسة:من الأفضل أن تسجل ذاكرتك ما يحدث جيداً لأن ذاك الشاب فعل ما لم تفعله وانتقم لابنتك أمام أهل القرية جميعاً بينما أنت سلمتها أمامهم أيضاً
سدد "فادي" صفعته الثامنة والأخيرة إلي جسد "محب" لينحني بظهره ليرفع جسد "محب" الذي أصبح شبه غائباً عن العالم بسبب ما تعرض له ليحرك "فادي" شفاهه بنبرة غضب شبه هامسة:حقها لم يعد مكتملاً بعد لذلك تهيأ جيداً لغضب "فادي" الذي سيفتك بك ويجعلك رماد
سدد "فادي" لكمة أخيرة لرأس "محب" برأسه ليهوي جسد "محب" أرضاً ومن ثم يتجه "فادي" إلي "منير" ليحرك شفاهه بنبرة قوة شبه هامسة:ابنتك تألمت بسبب ذاك الرجل ولولا أنك والدها لكان الحساب بيننا مختلف لأنك كنت سبب آلامها أيضاً
مسح "فادي" قطرة دم كانت تزين ملامحه إثر إحدى لكمات "محب" ليتابع حديثه بنبرة تحدي:من يتسبب بأذى لقمري ولو بكلمة واحدة دمه محلل بالنسبة لي
لم يمهل "فادي" "منير" أية فرصة إلي الحديث وإنما انطلق سريعاً إلي سيارته وبمجرد أن أغلق بابها عليه حتى اتجه مساعديه إلي سيارتهم ليلحقوا به..
دلف "منير" إلي منزله بسرعة اكتسبها من غضبه ليتجه إلي هاتفه المحمول ليحادث أحد أصدقائه بينما نيران الغضب باتت تفتك به ليحرك شفاهه قائلاً بغضب:راقبوا ابن "حمدي الأسيوطى" هذا وبمجرد علمكم بمكان ابنتي أريد منكم التخلص منه نهائياً
...
مر يومين آخرين علي أبطالنا..
لم يسلم فيهم "فادي" من ذعر "قمر" الدائم عليه بعد أن أخبرها بفعلته المجنونة تلك لتبدأ بعض السيارات التابعة ل"منير" بمراقبته من بداية يومه حتى نهايته وبالرغم من كل هذا استطاع "فادي" الهروب من مراقبتهم من حين إلي آخر لتتجمع مع "بسام" والباقين لمعرفة كيف سيدخلون إلي المخبأ..
أما عن "بسام" فقط استطاع إقناع "منير" بأن بقائه في القاهرة للبحث عن "قمر" هو أفضل حل في محاولة من "بسام" لتفسير غيابه هذا...
أما عن "منير" فلم يسلم من تعليقات أهل القرية المشمئزين لما فعلته "قمر" لتتحول مقاليد حكم القرية إلي "محب" الذي استطاع كتم أفواه أهل القرية جميعاً عن الحديث عما فعله "فادي" وبالإضافة إلي كل هذا بات شعور الندم يتمكن من أوصال "منير" رويداً رويداً وهو يحاول جاهدً الإطاحة به خصيصاً بعد ما تلقاه من أهل القرية فور تأكدهم من أن "قمر" تركت المنزل..
أما عن "هاني" فقد سافر إلي الأقصر لمباشرة العمل ريثما ينتهي "محب" من تقوية أموره في القرية..ليترك "إسراء" تتنفس الصعداء بانشغاله في عمله هذا..
أما عن "قمر" فبالرغم من راحتها في منزل "الشيخ\راضي" ومحبتها لزوجته التي باتت تعاملها كأنها إحدى بناتها إلا أن إحساس القلق من رد فعل والدها عما فعلته هي و"فادي" ما زال يقلق راحتها تلك...
...
بعد محاولات مستميتة استطاع "بسام" بمساعدة "وائل و أسماء" إقناع اللواء المشرف عليهم أو بمعني أدق "والد أسماء" من منحهم الإذن باقتحام مخبأ "محب" بمساعدة "ياسر وفادي" وبالرغم من قلق ذاك اللواء من قلة عددهم ومن قدرتهم علي مواجهة رجال "محب" اضطر للموافقة..
وبسبب المراقبة الدائمة علي منزل "صالح" تسلل "ياسر و فادي" فجراً خارج المنزل عن طريق القفز علي سطح العمارة السكنية المجاورة لهم ومن ثم إلي العمارة التالية لينطلق بعدها الصديقين إلي سلالم تلك العمارة ومن ثم يجدوا سيارة "وائل" تنتظرهم..
لتنطلق سيارتين تضم الشباب في تمام الساعة الرابعة صباحاً متجه إلي مخبأ "محب" السري..
مرت ساعات السفر بهدوء يمتزج بمرح يسود أجواء السيارتين بينما عيني كل فرد منهم تشع رغبة في الفتك بذاك المعتوه الملقب ب"محب"...
ارتجل الشباب من السيارات في المكان المحدد لهم ليبدأ كلاً منهم في حمل معداته الخاصة و وضع سماعات الأذن للتواصل فيما بينهم..
تأكد "وائل" من تثبيت سماعة أذنه ليحرك شفاهه بنبرة تساؤل:هل أنت متأكد من مفعول تلك الرصاصات
التقط "فادي" رصاصته الخاصة قائلاً بنبرة خبث:سيادة اللواء رفضاً نهائياً أن نسفك الدماء لذلك صديقي الأمريكي مجنون العلوم هذا بتلك الرصاصة فقط تستطيع محو ذاكرة الفرد في أقل من ثانيتين وإصابة أعضائه جميعها بالشلل في غضون الثانيتين التاليتين وبمرور الثانية الخامسة يفقد وعيه نهائياً ويفوق من تأثير كل هذا بعد خمسة ساعات كاملين
أومأ الجميع برؤوسهم بعزم لينطلقوا في طريقهم إلي ذاك المخبأ وهم محافظين علي ثباتهم..
ذاك المخبأ عبارة عن منزل مهجور تحيطه أسوار عالية مزينة بالأشجار بينما ذاك المنزل مدفون في طريق مقطوع يحميه من الخارج خمسة عشر رجلاً يتناوبون الحراسة مع خمسة عشر رجلاً آخرين داخل المنزل..في الطابق السفلي من المنزل تحديداً في حجرة استقبال الضيوف توجد مكتبة وخلفها حائط يفك بشفرة رقمية مخصصة..خلف ذاك الحائط يوجد مصعد كهربي يقود من يدخل إلي ممر يحوي في بداية بوابة بأرقام مخصصة أيضاً ومن ثم يسير الدخيل في ذاك الممر حتى يصل إلي نهايته ليفاجئ ببوابة رقمية أيضاً تقوده إلي حجرة تقطن فيها خمسة ممرضات بمعداتهم الطبية المسئولة عن رعاية والدة "محب" بحوزة إحدى الممرضات تلك مفتاح لباب حجرة والدة "محب" الموجود بابها علي يسار الدخيل ومن ثم توجد حجرة والدة "محب" التي تحوي الموضع السري لأوراق "محب" وتسجيلاته وتحوي أيضاً فراش والدة "محب" وجميع ما يلزمها...
بالنسبة للشباب كان الجزء الأسوء في جميع ما سبق هو كيفية التخلص من ثلاثين رجل وهم أربع فقط..لذلك بدأ الشباب بالجزء الأول ففي مقدمة المنزل يوجد خمسة تولي "وائل" كيفية إيقافهم أما في الجزء الخلفي من المنزل يوجد خمسة آخرين تولي "بسام" مسئوليتهم أما الجزء الأهم وهو سطح المنزل تولي مسئوليته "فادي وياسر"..
تسلل "بسام" من الجهة الخلفية أولاً عبر التسلق علي ذاك السور وبخفة ملحوظة استطاع "بسام" الاختفاء خلف الأشجار ليلحق به "فادي وياسر"وبفضل تلك الأشجار التي تحيط المنزل بأجمع تسلل "فادي وياسر" إلي الجهة اليمني ليتخذوا حائط المنزل أداة للتسلق بينما بدأ "وائل" في تلك اللحظة بإلقاء قنبلة غاز علي الرجال في مقدمة المنزل..
ولسوء حظ الشباب أن الرجال في مقدمة المنزل فور رؤيتهم لقنبلة الغاز تلك عجلوا باستدعاء باقي زملائهم ليصبح أمام كل فرد من أبطالنا عشرة رجال..
سادت حالة الهرج والمرج في أنحاء المنزل بأجمع بينما حاول "بسام" الاختفاء لثواني بين أوراق الشجر ونجح "وائل" في إيجاد مخبأ له ريثما تفتح البوابة الرئيسية للمنزل ولكن كان "فادي وياسر" هم الأسوء حظً نظراً لجسدهم المعلق علي حائط المنزل ليصبحوا هم الأكثر عرضة للإصابة...
أطلق كلاً من "فادي وياسر" تنهيدة قوية لتتحرك قدماهم تجاه زجاج النوافذ ويدلفوا منها إلي الطابق العلوي من المنزل..
ليسمع صدي ذاك التحطم الرجال الذين علي سطح المنزل ليحادثوا أصدقائهم عبر أجهز اللاسلكي بأنهم سيدلفون إلي المنزل للتعرف علي سر ذاك التحطم..
التقط "بسام" مسدسه الخاص به وهو يحادث نفسه بنبرة ضجر قائلاً:لولا أنني سأفقد وظيفتي إذا سالت دمائكم لكنت متعتكم بصوت طلقات رصاصي لذلك هنيئاً لكم بطلقات مجنون العلوم هذا
ليسدد "بسام" طلقته الأولى إلي قدمي أحد الرجال ليهوي أرضاً بينما في تلك اللحظة قرر"وائل" تجربة أحد ألعابه النارية ليضعه أمام بوابة المنزل لتهوي به في ثوانٍ وبدون أن يمنح "وائل" الفرصة للرجال بالتقدم خطوة تجاهه سدد لهم دفعات منظمة من رصاصاته ليهوي الرجال واحداً تلو الآخر...
أما عن "فادي وياسر" فقط استطاعوا الإيقاع بخمسة رجال وبينما "فادي" يبدل خزانة رصاصه إذ برجل يفوق بنية جسدية أضعاف مضاعفة يحكم القبضة علي رقبة "فادي" ليسدد له لكمة قوية محركاً شفاهه بنبرة غضب:أين زميلك الآخر؟!
تجمع الباقي من الرجال حول "فادي" الذي شعر بدوار يجتاح رأسه بعد تلك اللكمة بينما "ياسر" لم يجد أمامه حلاً آخر سوي إلقاء ما بيده نظراً لأن ذاك الرجل يصوب السلاح تجاه "فادي"..
لحظات صمت مرت علي الصديقين ونظرات عينيهم تبعث الوداع للآخر إلي أن ارتفع صوت طلقات "وائل" التي أهوت بالرجل الممسك ب"فادي" ومن ثم استطاع الشباب القضاء علي الباقي من الرجال...
سار الشباب في الطريق المحدد حسب حديث "هاني" الذي صرح به في لحظة غفلة بينما يرجع الفضل الأكبر إلي صديق "ياسر" أو بالأحق مجنون الحاسوب الذي كان علي اتصال بجهاز لاب توب حمله "ياسر" علي ظهره من أجل الاتصال معه وبفضل عبقرية ذاك الشاب استطاع فك شفرات الأبواب بسهولة واضحة..
وصل الشباب إلي باب الحجرة الخاصة بالممرضات..لينهي ذاك الشاب فك تلك الشفرات ومن ثم يفتح الباب ببطء ارتعدت له الممرضات نظراً لأنه ليس الموعد المحدد لقدوم " محب أو هاني"..
اصطف الأربعة شباب جوار بعضهم رافعين أسلحتهم الخاصة ليفاجئوا بتلك الممرضات يطلقون طرقات رصاص حي..
سرعان ما تفرق الشباب إلي نصفين وهم يحاولون إصابة الممرضات بتلك الرصاصات إلي أن نجحوا في إخماد وابل الرصاصات تلك لينتهي الأمر بإصابة "فادي" برصاصة في ذراعه الأيمن..
اكتفي "فادي" بالضغط علي ذاك الجرح بقطعة قماش استعارها من ملاءة فراش إحدى الممرضات ليبدأ الجزء الأهم بالنسبة للجميع..
أوصل "ياسر" جهاز اللاب توب بصديقه الذي استنفذ ما يقارب الخمسة دقائق في تشفير ذاك الباب إلي أن فٌتح الباب علي آخره..
أزال "ياسر" وصلة اللاب توب ليتجه بها سريعاً إلي موضع الخزنة ليعيد اتصاله بصديقه الذي بدأ في تشفير رموز تلك الخزنة بينما اتجه "وائل" للعبث بأوراق ملقاة علي الأرض بينما اهتم "بسام" في قراءة ملفات موضوعة علي طاولات الممرضات..
أما عن "فادي" فبات يبحث بعينيه عن والدة "محب" تلك ولا أثر لها إلا أن فٌتح باب علي يمين تلك الحجرة لتظهر منه سيدة تتكئ علي عصا خشبية بيدها اليسرى وبيدها اليمني ترفع نظارتها علي عينيها لتقول بنبرة فرحة متشتتة:هل أتيت يا "معاطي"؟!
لم تحرك تلك السيدة ساكناً للشباب لتأكدهم بأن مرض الزهايمر والجنون تحكم من عقلها بالكامل ليستكمل كل فرد منهم عمله بينما اتجه "فادي" لها بخطوات ثابتة نظراً لنظرة الخوف التي لمحها في عينيها وهي تنظر لباقي أصدقائه..
نبرة خوف امتزجت مع ملامح "والدة محب" المتهالكة لتحرك شفاهها قائلة:ماذا تفعلون؟!هل بعثكم "معاطي"؟!
أطلق "فادي" تنهيدة ضيق فور سماعه لاسم ذاك المجرم الذي أودي بحياة والدته ليحرك شفاهه بنبرة هدوء حاول الحفاظ عليها ليقول:نحن فقط نعيد ترتيب الحجرة لأنه قادم لكي
اتكأت "والدة محب" بجسدها علي مقعد يقابل فراشها لتقول بنبرة حزن حركت بها شفاهها:في آخر مقابلة جمعتني به قال إنه لن يتأخر وها هو يخلف بوعده وكل هذا من أجل "قمر" تلك أنا من أحببته وليست هي
نبرة فضول امتزجت مع ملامح وجه "فادي" الغاضبة حرك بها شفاهه قائلاً:وماذا فعلت "قمر" تلك؟!
أسندت "والدة\محب" رأسها علي عصاها لتحرك شفاهه بنبرة تحسر:كانت فتاة يعشقها وعندما رفض والدها أن يزوجها له وزوجها من رجل آخر بات يعاملني بقسوة كلما أتي إليً إلا أن توفت "قمر" تلك وبعدها قرر الانتقام من زوجها فقتل زوجته الثانية التي تزوجها لأجل إنجاب الطفل التي عجزت "قمر" عن وضعه
نبرة فرحة امتزجت بمعالم الصدمة التي استولت علي ملامح "ياسر" الذي قال:تمت المهمة يا أصدقاء
هرول كلاً من "وائل و بسام" لالتقاط كل ما بالخزنة من تسجيلات وملفات بينما اتجه "ياسر" إلي "فادي" ليمسح علي كتفه بهدوء قائلاً بنبرة همس:"فادي" أهدأ قليلاً تلك سيدة كبيرة لا دخل لها بما حدث
زفر "فادي" بغضب ليمسح علي وجهه ببطء ومن ثم يقوم من موضعه ليصبح في مستوي صديقه ليقول بنبرة ألم:أجعلهم ينتهوا سريعاً لأنني ما عادت لدي طاقة
وفي أقل من نصف ساعة كان الشباب منطلقين في طريق عودتهم إلي القاهرة وبجعبتهم أكثر من مئات الأدلة ضد "محب" لتتم مهمتهم بسلام أخيراً..........يتبع........
#نورهان_حسنى
![](https://img.wattpad.com/cover/150226094-288-k754051.jpg)
أنت تقرأ
في أرض النوبة للكاتبه نورهان حسني
Mistero / Thrillerبسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته المقدمة "كرم.. شجاعة.. انتماء" صفات تلخص مشوار هذه المدينة السمراء النوبة ؛ أو كما أطلق عليها عبر التاريخ أطيب المدن وأقدمها.. "مدينة التضحيات" قيل عنها فى حكايات أخرى، وعلى الرغم من تعدد صفات...