السابع والعشرون

1.2K 48 0
                                    

الفصل السابع والعشرون 

نبرة نعاس امتزجت بملامح "قمر" الهادئة التي حركت شفاهها قائلة:صباح الخير
التفت "ثرية" بعينيها إلي "قمر" لترسم ابتسامة خافتة علي ملامحها وتحرك شفاهها قائلة:أما زلتي نائمة؟! 
اتجهت "قمر" إلي الثلاجة لإحضار إحدى زجاجات المياه لترتشف منها البعض ومن ثم تحرك شفاهها بنبرة كسل لتقول:لي الحق تماماً يا عمتي فذاك الفراش يصبني بالنعاس علي مدار اليوم 
سكبت "ثرية" حبات الأرز في قدرها الخاص لتحرك شفاهها بنبرة ضحك قائلة:حسناً حسناً أمكثي معنا دائماً إن وافق "فادي" 
وضعت "قمر" الخضروات المخصصة للسلطة لترتسم ابتسامة خجل علي ملامحها امتزجت مع نبرتها الهادئة لتقول:"فادي" !!إذن وأين عمي الآن؟!
قهقهة خافتة نبعت من شفاه "ثرية" التي انحنت بجسدها لوضع قدر اللحم في الفرن لتحرك شفاهها قائلة:في العمل
بدأت أطراف الحديث تتجاذب بين "قمر و ثرية" إلي أن وقفت "قمر" بجوار "ثرية" لتقول بفرحة طفولية:أنهيت أخيراً
نظرت "ثرية" إلي الطبق لترتسم ابتسامة خافتة علي ملامحها قائلة بنبرة تحسر:كل هذا من أجل طبق سلطة رحم الله أيام زواجي عندما كنت أنهي أطباق و أطباق في ساعات معدودة 
التقطت "قمر" قطعة من طماطم السلطة لتحرك شفاهها بنبرة تساؤل قائلة:ألم تحادثي نفسك مرة بالندم علي ترك أهلك يا عمتي 
اتكأت "ثرية" بجسدها علي مقعد خشبي يتوسط طاولة المطبخ لتطلق تنهيدة ألم طويلة لحقتها بنبرتها الهادئة لتقول:ندمي الحقيقي كان علي صمتي طوال فترة زواجي الأول هذا..ندمي علي أنني تركت "راضي" يعاني بمفرده ..ولكن أهلي يا ابنتي لم يهتموا بي بقدر اهتمامه بإشباع غرورهم وإطفاء نضارتي 
جلست "قمر" علي المقعد المقابل ل"ثرية" لتسند بخديها علي كفها لتقول بنبرة حزن متسائلة:ولكن كيف يا عمتي بعد تلك السنوات كلها وبعد أن زوجتي أولادك وبالرغم من أن أشقائك أتوا لمصالحتك كما قولتي رفضتي العودة لتلك البلدة 
ابتسامة باهتة ارتسمت علي ملامح "ثرية" التي أطلقت تنهيدة حزن لتحرك شفاهها بنبرة تحسر لتقول:تلك البلدة التي أودت ب"راضي" في السجن..تلك البلدة التي رفضت أن مكوثه فيها..تلك البلدة التي شردت أهله..كيف لي أن أعود لها بعد أن فعلت ذلك به؟! كيف لي أن أخطو أرض بلدة أسقي أهلها "راضي" الحزن ؟!
أطلقت "قمر" تنهيدة ألم امتزجت بنبرتها الحزينة لتحرك شفاهها بها قائلة:ألم تشتاقي لها ولا لأهلك؟!
أرادت "ثرية" أن تبعث الطمأنينة في قلب "قمر" التي تشرف علي فعل ما فعلته قبل سنوات لتحرك شفاهها بنبرة مطمأنة لتقول:في بداية الأمر كنت أشتاق لبعض من أهلي ولكن بوجود "راضي" في حياتي بات يعوضني عن ذاك الاشتياق إلي أن محاه تماماً..في بداية الأمر كنا كأي زوجين طبيعيين يتخلل حياتنا بعض المشاكل ولكن لأننا متأكدين أن ليس لأحد شخص سوى الآخر كنا ننهي مشاكلنا بابتسامة أو بكلمة مزاح 
أكملت "ثرية" حديثها وهي تمسح علي يد "قمر" بحنان لتقول:ابنتي!! لا تجعلي وساوس الشيطان تعكر صفو حياتك مع "فادي"..ستقابلين الكثير والكثير من المتاعب في حياتك ولكن إن استسلمتي بسهولة ستحولي ما مررتي به أنتي و"فادي" إلي مجرد رماد لا قيمة له 
تنهيدة راحة نسبية أطلقتها "قمر" امتزجت مع نبرتها الهادئة التي حركت بها شفاهها قائلة:"فادي" صار أهلي و موطني..صار منبع الأمان لقلبي وسند اتكأ عليه من غدر الزمان..بات والدي وشقيقي وصديقي والأهم من كل هذا هو من بداية الأمر من يمتلك روحي..أعلم أننا سنمر بأوقات عصيبة وأوقات سنصاب باليأس ولكنني أتمني ألا يغدر بنا الزمان ويفرقنا مرة أخرى لأنني لن أتحمل فراقه مرة أخرى با عمتي 
احتضنت "ثرية" كف "قمر" المرتعشة بكفيها لتحرك شفاهها بنبرة طمأنينة لتقول:لا تقلقي يا ابنتي لا تقلقي لن يجازيكم الله إلا بالخير لأنكم تستحقوه الأهم يا ابنتي أن تحافظوا علي علاقتكم القوية بربكم ليرعكم الله بعينيه التي لا تنام
...
بمجرد وصول الشباب إلي القاهرة..هرول "وائل" بصحبة "بسام" إلي مكتب اللواء لتسليم تلك الأوراق ووضع الخطة لكيفية القبض علي "محب"..
بينما هرب كلاً من "فادي و ياسر" إلي النوم لتخفيف حدة الإرهاق الذي يتمكن من أوصالهم..
ليمر باقي اليوم علي أبطالنا بهدوء أما عند "محب" لم يكن الوضع المحيط به يمت للهدوء بأية صلة فبمجرد تلقيه خبر ما حدث هرول إلي ذاك المخبأ بعد أن حادث "هاني" للحاق به..
بعد أن قص الرجال والممرضات ما حدث لهم..اتجه "محب" إلي حجرة والدته ليجدها ملقاة علي فراشها وبجوارها حقنة مخدرة ليصيح "محب" بغضب: كيف؟! كيف يحدث ذلك؟! لا أحد يعلم عن هذا المخبأ نهائياَ؟!
اتجه "محب" إلي خزانته الخاصة ليفتحها بسرعة ويجدها خاوية لا يوجد بها سوي ورقة مكتوب بها كلمة مسيئة بخط "فادي" ..
قبض "محب" علي تلك الورقة بيده التي قاربت علي علي إشعال تلك الورقة من حدة غضبه الذي حوله إلي مجنون بات يحطم كل ما بالحجرة إلا أن استيقظت والدته لتقول بنبرة تشتت:هل أتي معاطي؟! 
صاح "محب" بغضب وهو يحرك شفاهه بنبرة تحذير:أمي؟! اصمتي الآن رجاءً
بمجرد أن أنهي "محب" حديثه حتى دلف "هاني" إلي الحجرة قائلاً بنبرة صدمة ممزوجة بقلق:من فعل هذا؟! كيف حدث هذا يا "محب" ؟!!!
لم يبدي "محب" أية ردود فعل وإنما بات يصوب نظرات الغضب التي تشع ناراً إلي "هاني" ليحرك شفاهه بنبرة قوة غاضبة:لا أحد يعلم عن ذاك المخبأ إلا أنت وأنت من قمت بخيانتي وأرسلت حشراتك لسرقتي ولكنني سأعلم أين أخفيت تلك المستندات تلك يا "هاني"
التقط "محب" مسدسه من جيب بنطاله ليتابع حديثه بنبرة شيطانية غاضبة:الآن حان الوقت لتلحق بوالدك 
بمجرد أن أنهي "محب" حديثه حتى استقرت رصاصته النارية داخل قلب "هاني" الذي هوي جسده أرضا ليرمقه "محب" بنظرة غضب محادثاً نفسه بضجر قائلاً:كان من المفترض أن تستقر تلك الرصاصة في قلبك من بداية عملي معك ولكنني سأستطيع استدراك الأمر ومعرفة أين حشراتك تلك التي سرقت أسراري 
صيحة غضب ممزوجة بنبرة أمر نبعت من شفاه "محب" الذي أعاد مسدسه إلي موضعه قائلاً:ألقوا بجسده في حفرة في الحديقة ومن ثم انتظركم في حجرة الاجتماعات لتقصوا ما حدث علي مسامعي بهدوء 
التفت "محب" إلي والدته بنبرة ضجر ممزوجة بغضب مكتوم ليحرك شفاهه قائلاً:الآن ارتاحي قليلاً يا أمي ريثما يأتي أبي 
...
بدأ رجال "محب" في البحث عن مرتكبين فعلة اقتحام مخبأه الخاص بينما اضطر "محب" لإرسال والدته إلي أحد منازله الخاصة خوفاً من أن يأتي أحد لتهديده بها بعد أن أصبح مكانها مكشوف لدي أشخاص لا يعلم "محب" نواياهم..
وما بين انشغال "محب" بالبحث عن هؤلاء المقتحمين..بات يزيد من حدة انفعال أهل القرية ضد "منير" و ابنته..
أما عن "فادي" فيقينه بأن تلك الأوراق التي باتت في جعبة الداخلية ستطيح ب"محب" في أقرب وقت..انصرف عن التفكير في أمره بسبب انشغاله بالترتيب لما ينوي فعله..
أما عن "هاني" فلم يشعر باختفائه المفاجئ أي فرد ممن كانوا يحيطون به ليساعد هذا التجاهل "محب" في الظن بأن أمر "هاني" انتهي نهائياً..
أما عن "منير" فبعد أن فشل رجاله في إيجاد أي ثغره تطيح ب"فادي" اضطر إلي استبدالهم علي أمل بأن يأتوا له بمكان ابنته..
كهذا كان حال أبطالنا علي مدار يومين ماضيين إلي أن أتي اليوم الذي طالما انتظره بعض منهم..يوم تتويج مجهودهم علي مدار شهور..
...
تصاعدت ألسنة دخان تبغ "محب" من حوله لتمتزج بعلامات القوة التي تزين ملامحه ليحرك شفاهه بنبرة أمر قائلاً:أريد منك مع حلول مساء اليوم أن يكون تقريرك حول جدول تكاليف زراعة الأرض انتهي 
أومأ الرجل رأسه موافقاً بقلق ليحرك شفاهه بنبرة تعجب قلقة:ولكن يا باشا أنت كما تعلم تلك الأرض ملك لأحد رجال القرية كيف سيتم ذلك؟! 
نظرات غضب ثاقبة امتزجت مع ملامح "محب" النارية ليضع "محب" كوب القهوة بجواره محركاً شفاهه بنبرة غضب:أنت تنفذ وفقط مفهوم؟! كيف تلك وأية أسئلة أخرى لا أريد سماعها منك
وبينما "محب" يخطط لفرض السيطرة بالإجبار علي أراضي أحد رجال القرية..كانت سيارات الداخلية المنظمة تغزو أوكار السلاح السرية الخاصة به و مخازن الملابس والأطعمة باختصار كانت خطة محكمة نفذتها الداخلية للسيطرة علي أملاك ذاك المعتوه في نفس اللحظة..
لتتحطم إمبراطورية ذاك الشيطان الذي طالما أصابت ألسنة نيرانه من حوله جميعاً..
ليأتي الجزء الأروع في تلك الخطة أي بمعني أدق الجزء الذي طالما انتظره الكثير منه وهو لحظة اقتحام سيارات الداخلية للقرية والاتجاه بخط سير محكم إلي محيط منزل "محب"..
وفي أقل من لحظات من وصول سيارات الداخلية لمحيط منزل "محب" اختبئ باقي أهل القرية بمنازلهم ليتابعوا تبادل إطلاق النار الذي بدأه "محب" بعد أن أصابته نوبة جنون مما يحيط بمنزله فلم يهتم بسبب مجئ الداخلية بقدر اهتمامه بالقضاء عليهم...
ارتفعت حدة القتال بين تنظيم الداخلية الممنهج وبين عشوائية رجال "محب" وذعرهم الذي سرعان ما تمكن منهم..
وبمرور ما يقارب الساعة إلا الربع منها بدأ بعض رجال "محب" في الاستسلام رويداً رويداً ليبدأ رجال الداخلية بالسيطرة علي زمام الأمور وينطلق أحد الرجال المقنعين منهم بصحبة خمسة من أصدقائهم إلي داخل المنزل لتستقبلهم جثث بعض رجال "محب" ونظرات الذعر في عيني بعض الرجال الذي سرعان ما أعلنوا استسلامهم ليهرول أحد رجال الداخلية إلي الطابق العلوي من المنزل ليفاجئ بأعيرة من الرصاص تستقبله فور سقوط قدمه علي أرضية الطابق العلوي..
صاح رجل الداخلية هذا لأحد أصدقائهم لطلب المعاونة ليتحد الصديقين في تسديد وابل من طلقات الرصاص أودي بحياة مساعد "محب" وجعل "محب" يلقي بسلاحه بعد أن نفذت ذخيرته..
لحظات عجز مرت علي "محب" لأول مرة بمجرد إلقائه لسلاحه وهو يري نهاية ما مكث سنين عمره يحاول إقامتهم يتهدم بين لحظة وضحاها..يري سنين قضاها في الإمساك علي نفسه من أجل تجميع المال..
يري وجه خاله الشاحب وهو يحرك شفاهه برعشة موصياً إياه بالانتقام إلي والديه..
يري روح الشيطان التي سرعان ما تملكت من أوصاله فور إمساكه بأول مبلغ كسبه من تجارة المخدرات في تلك اللحظة فقط تخلي "محب" عن كل مبادئه وعكف علي تقوية قدمه في تلك القرية والتجارة فيما يجني المال وفقط لا يهم إن كان حرام أم حلال الأهم أن تشبع غريزة حبه للمال..
لحظات مواجهة الحقيقة تلك كانت في صالح رجلين الداخلية اللذان سرعان ما انطلقوا إلي "محب" لإحكام القبض عليه لتزين يده التي طالما قتلت..سرقت..عذبت..تجارة بأرواح البشر..ها هي الآن تزين بأصداف حديدية تزف خبر أن ما هو قادم علي ذاك الشيطان ما هو إلا جرعة عذاب في الدنيا لما فعله..
بدأت جموع أهل القرية تتجمع حول محيط منزل "محب" وفيما بينهم "منير" الذي يقف وابتسامة الفرحة تكسو ملامحه بينما عقدة حاجبيه المتعجب تضيف ثورة أسئلة حول طبيعة ما حدث..
نكس "محب" رأسه فور خروجه من منزله خوفاً من تلقي أية نظرات سخرية من أهل القرية الذين سرعان ما اتسعت عينيهم صدمة لرؤيتهم "محب" عاجز لتلك الدرجة..
ضرب رجل الداخلية يده بيد صديقه لترتفع قهقهة الانتصار لتضيف علامات التساؤل علي ملامح الجميع..
رفع رجل الداخلية الأول قناعه الأسود ببطء لتظهر ملامحه الساخرة لتمتزج من نبرة شفاهه المنتصرة التي قال بها "وائل" :ألم أقل لك أنني لن أتركك؟!
عقد "محب" حاجبيه بتعجب ممزوج بلامبالاة ليعيد تنكيس رأسه من جديد في انتظار صعوده إلي سيارة الداخلية..
وما هي إلا ثوانٍ معدودة حتى رفع رجل الداخلية الآخر قناعه الأسود لتتسع عيني أهل القرية جميعاً بدون استثناء أحد..صدمة ممزوجة بعدم فهم ممزوجة بغضب امتزج بفضول..
أما بالنسبة ل"منير" كان الغضب هو الأكبر تمكن منه لترتفع نبرته بصيحة غضب: "بسام" ؟! كيف؟!
سرعان ما رفع "محب" رأسه إلي رجل الداخلية الآخر في محاولة لتصديق ما صاح به "منير" وبعد رجال القرية لتتسع عيني "محب" صدمة سرعان ما تحولت لغضب ليحاول الإفلات من قبضة يد "بسام" الذي سرعان ما زاد من قبضته المنتصر حول "محب" ليحرك شفاهه بنبرة سخرية منتصرة:ألم أقل لك أن ما تفعله لن يمر مر الكرام؟!
بمجرد أن أنهي "بسام" حديثه حتى أشار بنظراته لباقي مساعديه لحمل "محب" إلي سيارة الداخلية وسط صيحات "محب" الغاضبة الممزوجة بصدمته..
بدأ رجال الداخلية واحدً تلو الآخر يعود إلي موضعه في السيارات بعد تأكدهم بأن زملائهم أتموا مهماتهم بنجاح بينما "بسام" يقف بجوار "وائل" يتابع بنظرة انتصار ما استطاع رجال الداخلية تحريزه من منزل "محب"..
رفع "وائل" نظارته الشمسية علي عينيه ليحرك شفاهه بنبرة نصح:من الأفضل أن تحادث عمك الآن؟! لأنه ما عاد يستطيع كتم علامات غضبه أكثر من ذلك؟! ألا تري قطرات العرق التي تنصب من جبينه إثر غضبه؟!
أطلق "بسام" تنهيدة تردد امتزجت بنظراته المتفحصة لهيئة "منير" الذي قارب علي الانفجار ليخطو "بسام" إلي طالباً منه أن يمنحه الفرصة للحديث مع عمه قليلاً..
بقدر ما كانت سعادة "منير" للتخلص من ذاك المعتوه بقدر ما كانت صدمته لمعرفة حقيقة أن "بسام" أحد رجال الداخلية..ليشعر وكأن ألسنة نيران الغضب التي قاربت علي الفتك بكيانه باتت تزداد بسرعة فور رؤيته ل"بسام" يتجه نحوه مشيراً إلي أحد عساكر الداخلية الذين يحيطون بأهل القرية للابتعاد كثيراً..
أطلق "بسام" تنهيدة حزن مزجها بنبرة التوضيح التي نبعت من شفاهه ليقول:أنا أعلم يا عماه مدي صدمتك لما رأيته للتو..ولكن لم يكن هناك خيار أمامي بعدما أجبرتني علي ترك التعليم بعدما أنهيت مرحلة الثانوية..لم يكن أمامي خيار و أنا أري ذاك المعتوه ينشر سمومه بين أهل القرية ببطء ويتقرب منك وأنت تعلم جيداً ماذا كان يفعل..نعم كان حلمي من البداية أن أصبح ضابط داخلية ولكن بمجرد تحملي لمسئولية تلك القضية ومعرفة خبايا ذاك الرجل صار حلمي الانتقام لما يفعله فينا وفي بلدنا بأكملها 
استشعر "بسام" الفضول النابع من نظرات عيني "محب" والبعض من حوله ليتابع حديثه قائلاً:يا عماه ذاك المعتوه كان من أكبر تجار المخدرات والسلاح وله مصائب لا تعد ولا تحصي..ذاك المعتوه ظن أنني سأصبح مرشداً عليك لأجله..أتعلم يا عماه أ، صفقتكم الأولي التي غرقت في البحر ما كانت إلا بتخطيط مني لأن تلك الصفقة كانت تحمل مخدرات مخزنة في البضاعة وإن كانت وصلت إلي الأراضي المصرية لكنت أنت أول المتهمين فيها
اتسعت عيني "منير" صدمة امتزجت بنبرته الغاضبة ليحرك شفاهه قائلاً:نعم؟! ما تلك التخاريف؟!
تنهيدة ضجر أطلقها "بسام" لتمتزج مع نبرته الغير مبالية ليقول:تلك التخاريف ستثبتها التحقيقات لك الأهم لي يا عماه أن تعلم أن ذاك المعتوه الذي شاركته في مصنعك و زوجت ابنتك الوحيدة له والذي جاء إلي القرية بصحبة خاله وزوجته الذين أشاعوا أن والدة ذاك الطفل توفيت فور ولادتها له..كل تلك ما هي إلا أكاذيب ابتدعها خال "محب" لأن والدة "محب" حية ترزق ولكنها محتجزة في أحد سجون "محب" الخاصة لإصابتها بالجنون والزهايمر ولأن السبب الأقوى أن والدة "محب" تلك كانت الشاهدة في قضية "معاطي القط" الذي اتهم بقتل "نسمة" الزوجة الثانية لزوج عمتي "قمر" 
لم يمهل "بسام" "منير" أية فرصة للاستيعاب تلك الحقائق القاتلة ليتابع حديثه قائلاً:الاسم الحقيقي ل"محب" هو "محب معاطي القط" وشهادة ميلاده الأولي مزورة بيد خاله الذي أتي به إلي هنا للانتقام منك لأنك لم تزوجته عمتي من البداية ولطردتك له من القرية 
بمجرد أن أنهي "بسام" حديثه حتى رفع نظارته الشمسية علي ملامحه مودعاً "منير" بنبرة قوة قائلاً:الحقيقة مؤلمة يا عماه ولكن الألم الحق أنك كنت تساعد من تسبب لنا جميعاً بالأذى وبالمناسبة زفافي سيقام في عيد الفطر إن أردت الحضور 
اتجه "بسام" إلي إحدى سيارات الداخلية ليجلس بجانب "وائل" محركاً شفاهه بنبرة ألم:أعانه الله عما سيمر به
انطلقت سيارات الداخلية واحدة تلو الأخرى بينما بات "منير" يشعر بأنها مشاهد سريعة توضح حياته بأكملها في لحظات متفاوتة..غصة ألم بدأت تجتاح قلب "منير" لتمتزج بأنفاسه التي بات يلهثها بصعوبة ليحرك شفاهه بنبرة مرتعشة وهي يتكأ بيده علي "ناهد" التي باتت ترتعد مما سمعته ليقول:كيف؟! كيف كل هذا؟!
وبمجرد أن أنهي "منير" حديثه حتى هوي بجسده أرضاً ليفقد وعيه تماماً ليتسارع رجال القرية علي حمله إلي أحد سياراتهم متجهين به إلي المستشفي..
...
ارتفعت طرقات جرس باب المنزل لتمتزج بضحكات "قمر" و "ثرية" الجالسين في بهو الصالة يتسامرون في هدوء..لتضع "ثرية" كأس العصير الخاص بها وتحرك شفاهها بنبرة قلق:أدخلي إلي حجرتك يا "قمر" ريثما أعلم من الطارق
أومأت "قمر" رأسها موافقة بقلق لتدلف إلي حجرتها بينما اتجهت "ثرية" لارتداء حجابها ومن ثم اتجهت لفتح باب المنزل..لتجد شاب يبدو وكأنه في منتصف عقده الثاني يحرك شفاهه بنبرة هادئة:تلك الحقائب لأجلك سيادتك 
عقدت "ثرية" حاجبيها بتعجب لتحرك شفاهه بنبرة قلق ممزوجة بتساؤل:لي؟!ممن؟!
أنحني الشاب بجسده ليضع بالحقائب علي الأرض ليحرك شفاهه بنبرة توضيح:من "الشيخ\راضي" 
تنهيدة راحة نسبية أطلقتها "ثرية" لتحرك شفاهها بنبرة هدوء:حسناً يا بني ...انتظر دقائق فقط 
أومأ ذاك الشاب رأسه موافقاً بينما دلفت "ثرية" إلي حجرتها لمحادثة "الشيخ\راضي" للتأكد من هوية تلك الحقائب ليطمئنها "الشيخ\راضي" بحديثه سريعاً وتوضيحه بأن تلك الحقائب بعثها "فادي" إليه ليبعثها ل"قمر" نظراً لعدم قدرته علي زيارتها في تلك الأوقات الراهنة..
حملت "ثرية" الحقائب من أمام باب المنزل بعد أن أعطت ذاك الشاب بعض المال لتغلق باب المنزل وترفع نبرتها قائلة: "قمر" !!
علامات القلق التي سرعان ما ارتسمت علي ملامح "قمر" التي فتحت باب حجرتها بحرص لتحرك شفاهها بنبرة شبه مرتعشة:هل حدث أمر ما؟!
أزاحت "ثرية" حجابها بهدوء ارتسم علي ملامحها لتحرك شفاهها بنبرة مطمأنة:لا داعي للذعر يا ابنتي تلك الحقائب من أجلك بعثها "فادي" لكي 
ارتسمت ابتسامة حزن علي ملامح "قمر" لتمتزج مع نبرة الضيق النابعة من شفاهها لتقول:"فادي"؟!ألم يأتي برؤيتي بعد ؟!
نبرة حكمة ممزوجة بالطمأنينة نبعت من شفاه "ثرية" التي قالت:أنتي تعلمين جيداً ما الذي يمر به يا ابنتي..أدعي ربك فقط أن ييسر له أموره لتجتمعوا سوياً علي خير..الآن أحملي تلك الحقائب وادلفي إلي حجرتك لرؤية ما بها ريثما أحادث ابني 
أومأت "قمر" رأسها موافقة لتدلف إلي حجرتها وتضع الحقائب علي فراشها ومن ثم تجلس أمامهم بفضول امتزج بابتسامة خافتة ترتسم علي ملامحها..
فتحت "قمر" حقيبتها الأولي لتجد "جهاز اللاب توب" والشاحن الخاص به..اتسعت عيني "قمر" صدمة ممزوجة بفرحة سرعان ما اجتاحت أوصالها لتأكدها من أن ذاك الجهاز هو الجهاز الذي يحمل رسالة الماجستير الخاصة بها..
عبثت "قمر" بيدها إلي الحقيبة الثانية لتجد أنها تحتوي علي بعض الكتب والمستندات الخاصة برسالتها أيضاً..
تلألأت دمعة فرحة في عيني "قمر" بمجرد اكتشافها أن الحقيبة الثالثة تحوي أوراق رسالتها التي طالما حظيت بتقدير زملائها وشهادة المشرفين عليها بأنها من أقوى رسالات الماجستير..
التقطت "قمر" الورقة التي تحوي اسمها وعنوان الرسالة لتمعن النظر بها للتأكد أن ما أمامها ليس من نسج خيالها وإنما هو واقع ظنت أنه مستحيل..
تدحرجت دمعة "قمر" اللؤلؤية علي خديها بينما يدها المرتعشة تحتضن أوراق رسالتها التي ظنت بأن الرياح هوت بها وبمجهودها ولكن!! ها هي الآن تري ليالي باتتها تمعن النظر في الكتب واستخلاص معلومة من بحث ما وابتسامتها الطفولية التي سرعان ما كانت ترتسم علي ملامحها فور إنهائها لفصل معين من الرسالة...
ها هي الآن تري مجهودها مازال بين يديها لم يستطع الزمان الإطاحة به..
امتزجت دمعة "قمر" مع ابتسامتها الخافتة التي رسٌمت علي ملامحها فور وضعها لأوراق رسالتها جانباً و احتضانها لقلادة "فادي"..
لحظات هدوء سيطرت علي أجواء حجرة "قمر" الشاردة في قلادة "فادي" وابتسامتها الخافتة باتت تزداد اتساعاً يمتزج مع دموعها التي لم تتوقف عن الهبوط..
لتحرك "قمر" شفاهها بنبرة حب هامسة لقلادة "فادي" قائلة:تزيدني كل لحظة عشقاً لك بأفعالك التي باتت تثبت لي أنني لم أهجر بيت أهلي إلا لرجل صار هو أهلي 
ما إن أنهت "قمر" حديثها علي عبثت يدها بالصندوق المزين بشريط لاصق أجلت معرفة ما به لتأكدها 
بأنه ذاك الصندوق يحوي هدية ذاك المتعجرف الأولي..
أزالت "قمر" الشريط الذي يحيط بالحقيبة لتفتحها بفضول سرعان ما تحول إلي صدمة أدت إلي سريان رعشة ممزوجة ببرودة في كيان "قمر" بأكمله لدي رؤيتها لذاك الفستان الخيالي الموضوع بالصندوق..
ابتلعت "قمر" ريقها بصعوبة بينما رموشها مازالت تتحرك بسرعة في محاولة للتأكد بأن ما تراه ليس بحلم لتمتزج ملامحها الغير مستوعبة لما تراه بعد بدمعة بدأت تلألأ في عيني "قمر" التي عبثت بذاك الفستان لتتحسه بأطرافها المرتعشة لترتسم ابتسامة خافتة علي ملامحها لتتجه بيدها لالتقاط هاتفها المحمول وسرعان ما وضعت صورة "فادي" أمامها لتحرك شفاهها بنبرة شبه باكية:يا الله أحفظه لي..يا الله لا تريني فيه أي سوء..يا الله أمنحني القوة لإسعاده..
تابعت "قمر" حديثها بنفس نبرتها الباكية لتقول:أعشقك يا "فادي" بحق كل لحظة عانيتها أعشقك بحق كل دعوة ناجيت بها ربي ليجمعني بك أعشقك بحق الابتسامة التي باتت ترتسم علي ملامحي لمجرد تذكري لك أعشقك 
بمجرد أن أنهت "قمر" حديثها حتى ارتفعت نغمة رنين هاتفها معلن قدوم اتصال من "فادي"..
بقدر انتفاض جسد "قمر" لرنين الهاتف بين أطرافها بقدر ما كانت فرحتها لرؤيتها لاسم "فادي" لتحرك أصابعها سريعاً للرد علي المكالمة..
بدأت المكالمة بسؤال كلاً منهما علي حال آخر وشكر "قمر" الذي استمر لقرابة الخمسة دقائق علي ما فعله "فادي" وإعادته لمجهودها وما إلي ذلك إلي أن حرك "فادي" شفاهه بنبرة هدوء ممزوجة بتنبيه:بالحق!!مساء غد سأتي لزيارتك ومعي مفاجأة رائعة لكي 
ابتسامة خافتة امتزجت بنبرة "قمر" المرحة التي حركت بها شفاهها قائلة:غير ما رأيته اليوم؟! يا الله بذلك ستقضي عليً
قهقهة خافتة أطلقها "فادي" لتمتزج مع نبرته الهادئة التي حرك بها شفاهه قائلاً:لا تقلقي إذا لاحظت أية علامات للإغماء سألحقك بكوب مياه مثلج الأهم أن تستعدي جيداً وترتدي ذاك الفستان 
عقدت "قمر" حاجبيها بتعجب لتحرك شفاهها بنبرة فضول قائلة:لماذا؟! ها لماذا؟! لنتفق اتفاق أنت تخبرني عن تلك المفاجأة وأنا سأظهر الدهشة بمجرد رؤية تلك المفاجأة 
أغلق "فادي" الملف الذي أمامه لترتفع صيحات ضحكاته لتصل إلي مسامع "قمر" وكأنها صدمة كهربية تزيديها عشقاً له ..
ثوانٍ معدودة دامت فيها صيحات ضحكات "فادي" الذي قال بنبرة هادئة:حسناً أيتها المجنونة استمعي لي جيداً لأنني أريد إخبارك بأمر ما 
نبرة تركيز ممزوجة بفضول نبعت من شفاه "قمر" التي قالت:حسناً 
بدأ "فادي" في سرد ما حدث في النوبة صباح اليوم وإلقاء القبض علي "محب" ومعرفة حقيقة عمل "بسام" أمام الجميع وما إلي ذلك...
وبالرغم من فرحة "قمر" الطفولية التي أظهرتها فور ما قاله "فادي" عن إلقاء القبض علي "محب" كان قلقها هو المتحكم الأول في شعورها لرد فعل أهل القرية و والدها ل "بسام" ..
ذاك القلق الذي سرعان ما تحول إلي دموع لؤلؤية تتأرجح في عينيها خوفاً علي شقيقها..ولكن سرعان ما تدارك "فادي" الأمر كعادته وبعث الطمأنينة إلي أوصال "قمر"ليكملوا مكالمتهم حول مستجدات الترتيب لسفرهم 
...
ابتسامة راحة امتزجت بملامح "مريم" التي تكتسي بالسعادة فور دخولها إلي منزل زوجها بعد أسابيع مكثتها في بيت والديها بسبب فترة حملها..
تنهيدة طمأنينة أطلقتها "مريم" لتمتزج مع نظرات عينيها التي تتفحص كل ركن في منزلها لتروي اشتياقها لمنزلها الذي يحوي في طياته ذكريات يتراقص القلب فرحاُ بها..
أغلق "ياسر" باب المنزل فور تأكده من إدخال حارس العمارة للحقائب لتلتقط عينيه ابنته الساكنة بين ذراعيه بطمأنينة اكتسبتها من شعورها بالأمان بين ذراعي والدها..
ابتسامة فرحة ارتسمت علي ملامح "ياسر" لتمتزج مع نبرته الهامسة لابنته قائلاً:ذاك منزلنا يا ابنتي هنا ستمكثين أيام عمرك تحت رعايتي أنا و والدتك لا تقلقي سأحاول جاهدً أن أكون أب مثالياً وأصنع لكي كل ما تريدين 
رفع "ياسر" عينيه ليتأمل "مريم" التي تنتقل بين حجرات المنزل وابتسامتها الطفولية تزين ملامحها ليتابع حديثه قائلاً:و لكن !! إياكى أن تتحدي مع "مريم" ضدي هي ومجنونة قليلاً وبوجودك أصبح كلانا مجانين
نظرات براءة نبعت من عيني الصغيرة "تميمة" لترتسم ابتسامة صغيرة علي ثغرها وكأنها تريد إخبار "ياسر" بأنها تفهم ما حادثها له..
لتزيد ابتسامة تلك الصغيرة جنون والدها بها..
أنحني "ياسر" بثغره ليطبع قٌبلة هادئة علي جبين طفلته ومن ثم رفع نبرته قليلاً قائلاً:حبيبتي هيا أريد أن أريكي شئ 
ارتسمت ابتسامة خافتة علي ملامح "مريم" لتتجه نحو"ياسر" الذي أحاط خصرها بذراعه الآخر ليتجهوا إلي حجرة طفلتهم "تميمة"..
اتسعت عيني "مريم" صدمة امتزجت مع ابتسامتها الفرحة التي ازدادت تدريجياً علي ثغرها فور فتح "ياسر" لباب الحجرة التي زينها خصيصاً من أجل تلك الطفلة التي ربطت حبهم إلي الأبد..
نظرات رضي رسمت علي ملامح "ياسر" فور رؤيته لفرحة عيني "مريم" لتلك الحجرة التي باتت كحجرة الأميرات تماماً وسرعان ما تمسكت "مريم" بلياقة قميص "ياسر" لتتعلق به ومن ثم تطبع بثغرها قٌبلة فرحة علي خد "ياسر" ومن ثم تحرك شفاهها هامسة:أعشقك 
ارتسمت ابتسامة خبث علي ملامح "ياسر" ليزيد من إحاطته بخصر "مريم" ليحرك شفاهه بنبرة شوق:من الواضح أن "تميمة" مساعدة جيدة لأبيها وها هي نائمة الآن لما لا تمهليني الفرصة لإخبارك بأمر في غاية الأهمية جداً
دفنت "مريم" ملامحها التي توردت خجلاً في كتف "ياسر" لتحرك شفاهها بنبرة خجل ممزوجة بشوق:"ياسر"؟!
قهقهة خافتة نبعت من "ياسر" الذي حرك شفاهه قائلاً بنبرة هامسة:حيث إن الأمر وصل بنا إلي "ياسر" فأنا سأضع الصغيرة في الفراش ريثما تدلفي إلي حجرتنا 
ودعت "مريم" ابنتها بقٌبلة هادئة طبعتها علي جبينها لتدلف إلي حجرتها بينما هدهد "ياسر" ابنته قليلاً حتى تأكد تماماً أن سكنت في فراشها ومن ثم اتجهت بخطي ثابتة تمتزج بابتسامة الشوق التي تزين ملامحه إلي حجرته..
وفي نفس اللحظة التي دلف فيها "ياسر" إلي الحجرة كانت "مريم" تغلق باب دورة المياه الملحقة بالحجرة ومنشفة قطنية تحيط بجسدها الصغير الذي ارتعد فور رؤية "ياسر"..
ابتسامة خافتة امتزجت بنبرة شوق نبعت من شفاه "ياسر" الذي قال:أهم ميزة في حظي أنني أتي في اللحظة المناسبة 
...
تنهيدة راحة امتزجت بنبرة عتاب نبعت من شفاه "ناهد" التي قالت:أخيراً فتحت عينيك يا "منير" 
ابتلع "منير" ريقه بصعوبة ليلتفت بعينيه إلي "ناهد" الواقفة بجواره ليحرك شفاهه بنبرة إرهاق متسائلة:أما زلتي تقلقين عليً؟!
مسحت "ناهد" علي جبين زوجها بحنان امتزجت بدموعها التي تتلألأ في جفونها لتحرك شفاهها بنبرة حانية:ومالي لا أقلق عليك ؟! وأنا بتلك الحياة وحيدة بدونك ؟!
تنهيدة راحة أطلقها "منير" لتمتزج مع نبرته المتأسفة التي حرك بها شفاهه قائلاً:سامحيني لتقصيري معك في الفترة الماضية ولكن أوعدك أن من الليلة ما عاد يشغل بالي إلا كيفية إسعادك
بالرغم من الرومانسية التي تبدو ظاهرة بقوة في حديث "منير" الظاهري إلا أن "ناهد" شعرت بما يخفيه "منير" في طيات حديثه لتحرك شفاهها بنبرة تساؤل قلقة:ماذا تعني بحديثك؟!
ابتلع "منير" ريقه بحسم امتزج بنبرته القوية التي حرك بها شفاهه قائلاً.أي من اليوم لم تعد لي ابنة توفيت نهائياً بالنسبة لي أما ذاك المخادع الذي أوهمني طيلة السنين الماضية ما عاد يمت لي بأية صلة أنا ربيته كما وعدت أخي 
اتسعت عيني "ناهد" صدمة امتزجت بنبرتها الشبه باكية التي حركت بها شفاهها قائلة:توفيت؟!"قمر" يا "منير" باتت متوفية بالنسبة لك؟!"قمر" التي طالما كنت تبدع في كيفية إسعادها وهي طفلة؟! "قمر" التي كانت عندما تمرض لساعات ينقلب حالك تماماً؟! "قمر" التي طالما كانت تهرول إلي ذراعيك لحظة عودتها من المدرسة؟! "قمر" التي تألمت لآلامها وأوهمت نفسك بالقوة وأنت تراها تتآكل أمام عينيك؟!
كفكفت "ناهد" دمعة تدحرجت علي خديها لتتابع حديثها قائلة:و "بسام" أيضاً صار مخادع؟! أتعلم ما الأخبار الذي انتشرت سريعاً حول مصائب "محب" التي كشفها "بسام"؟!تتهمه الآن بالخداع بدل من أن تفرح لما حققه في عمله؟! صار مخادعاً الآن بعدما كان جزء من قلبك بعدما كان ابنك الذي لم أستطيع إنجابه لك؟! هل ستمحى كل هذا من ذاكرتك بين ليلة وضحاها؟!
بالرغم من حديث "ناهد" الذي كان كطلقات نارية تصوب لكيان "منير" لإفاقته مما ينوي فعله إلا أن قوته وجموده تحكم من أوصاله بسهولة ليحرك شفاهه بنبرة قوة قائلاً:نعم يا "ناهد" سأمحيه...والآن عليكي الاختيار أنا أم هم؟!
بالنسبة إلي "ناهد" كان الاختيار بين الطرفين غير منصف تماماً..فذاك حب عمرها وزوجها وما منحه الزمن لها ليصبح سند لها من غدر الأيام..وتلك ابنتها التي طالما انتظرتها بشوق وهي تنمو أكثر وأكثر في أحشائها وذاك ابنها التي لم تنجه أحشائها ولكن أنجبه قلبها..قلبها الذي طالما ظللهم بحنانها ..
المقارنة غير منصفة تماماً ل"ناهد" فإن استطعت إصابة التعبير..الخيار بين أكسجين يمد رئتها بالقدرة علي التنفس وقطرات مياه تمد كيانها بأكمل بقوة لاستكمال الحياة..
بالنسبة للجميع لا تجوز المقارنة بين الأكسجين والمياه ولكن بالنسبة ل"ناهد" صار الاختيار هو الحل الوحيد لذلك حركت "ناهد" شفاهها بنبرة باكية قائلة:أنت يا "منير" أنت ولكن أرجوك هل لي بطلبين فقط أرجوك 
ابتلع "منير" ريقه براحة نسبية ليحرك شفاهه بنبرة موافقة قائلاً:أطلبي
لهثت "ناهد" أنفاسها إثر دموعها المكتومة بين جفونها لتحرك شفاهها بنبرة رجاء قائلة:أرجوك ألا تتعرض ل"فادي" أرجوك أتركه هو وشأنه وإن كانت "قمر" بالنسبة لك مت..
أغلقت "ناهد" عينيها بألم إثر تجمد شفاهها التي أبت استكمال تلك الكلمة اللعينة ليشعر "منير" بارتعاد جسدها في لحظة في الأكثر ألماً مرت علي "ناهد" التي سرعان ما حاولت التماسك من جديد لتقول:إن كانت بالنسبة لك كما تريد فستظل حية بين ضلوعي ولكن أرجوك لا تتعرض ل"فادي" أرجوك
لحظات صمت معدودة خيمت علي أجواء الحجرة لترتفع صيحات الغضب داخل كيان "منير" الذي حاول أن يكون منصفاً ولو لمرة واحدة في حياته ليحرك شفاهه بنبرة ضيق موافقة:حسناً لن أتعرض له..ما الطلب الثاني؟!
أطلقت "ناهد" تنهيدة راحة امتزجت بابتسامة الطمأنينة النسبية التي غزت ملامحها لتحرك شفاهها بنبرة طلب:الثاني!! أريد أن أذهب لزفاف "بسام" في الوقت الذي سيحدده..أريد أن أري ذاك الطفل الذي طالما أحطته برعايتي أريد أن أراه عريس بجانب عروسته 
زفر "منير" بضجر امتزج بنبرة الساخرة التي حرك يها شفاهه قائلاً:إذا أتي لدعوتك فأذهبي إلي الزفاف وإن لم يأتي لدعوتك ممنوع الذهاب 
أطلقت "ناهد" تنهيدة راحة امتزجت دموعها التي تدحرج علي خديها لتحادث نفسها قائلة بألم:سامحيني يا ابنتي..يا الله أرعاه بعينيك التي لا تنام وأحفظ ابني وأمنحه السكينة والراحة..يا الله هون عليً فراق أبناء قلبي.....

يتبع.....
#نورهان_حسنى

في أرض النوبة للكاتبه نورهان حسني حيث تعيش القصص. اكتشف الآن