الفصل التاسع عشر
كانت أليف بغاية السعادة وهي تشاهد الفتيات يرقص من حولها هذه أول مرة تشاهد عرسا كهذا لم تعلم شيء عن عادات أهل والدها وخلال مدة قصيرة أصبحت خبيرة بها
كانت تشعر أن رأسها سينفجر ومعدتها ليست بخير ولكن شعور السعادة طغى على ألامها
أم فادي : تعالي يابنتي ارقصي شوية
أليف : معرفش يا طنط
أم فادي : تعالي بس
بدأت أليف تحرك يدها كما نفعل الفتيات الاخريات وتضحك معهم
الجميع كان منبهر بها كانت جميلة وتدخل القلب بسرعة
اقتربت أليف من هناء : اي دا اول مرة ارقص بالشكل كده
هناء : طب ازاي هترقصي لجوزك
أليف : جوزي
هناء : ايوة ديما الجوز بحب الشخلعة والمخلعة
أليف : هههههههههه عليك ألفاظ
هناء : طبعا ان عزتي حاجة من جوزك تعاليله بالحجات دي وهو هايتجننأليف : شغل خبرة مش كده
هناء : سمعت الحجات دي من صحباتي اول درس بالحياة الزوجية دلعي جوزك وامليكه وتعاليه بكيد النسوان وهايعمل أي حاجة عاوزاها
أليف : ازاي طيب
هناء : يووووو انت متعرفيش حاجة
أليف : يابت معندناش الحجات دي هناك الراجل يتجوز وحدة ويبتلي بيها طول عمره
هناء : هههههه هنا يحق للراجل اربعة
أليف بصراخ : اربعة
هناء : انتي متعرفيش حاجة خالص وجيالي بيوم فرحي اشرحلك
أليف: خلاص مش عاوزة
هناء : هههههههههه بكرا تجوزي وجوزك يعلمك كل حاجة
أليف : اه صحيح جوزي.......... وانتي يابت مش متوترة ابدا
هناء : لا طبعا بقالنا كتير نعرف بعض واتعودت عليه
أليف : انتي مصيبة
هناء : ههههههوانتي صاروخ
ام فادي : العريس هايدخل
بعد هذه العبارة توترت هناء
أليف : مالك يا مصيبة توترتي
هناء : مش عاوزاه خلاص
أليف : ههههههههههههه خلاص الحكاية خلصت ربنا يكتبلكم دخلة مباركه
هناء : قليلة ادب
أم فادي : يابت اهمدي شوية عيب الناس تقول ايه
أليف : ايوة ياطنط شوفيها
دخل العريس ومعه فادي وبدأت الاغاني تصدح بصوت عال
وهناء لا صوت لها اقترب عريسها منها وامسك يدها واجلسها بقربه
كانت أليف تراقبهم كيف يهمس لها بكلمات تجعلها توتر أكثر ويقلب وجهها أحمر وهناء تحاول الابتعاد عنه وهو لا يسمح لها
كم تتمنى أن يأتيها شخص يعاملها هكذا بينها هي رزقها الله بهمجي يكرهها جلست على كرسيها متعبة لم تعد تحتمل ألم رأسها تشعر أن العالم يدور من حولها ستخبر مراد انها تريد الذهاب للمنزل وقفت متعبه واتجهت نحو الخارج
بعد أن اطمأنت أم فادي على ابنتها وعريسها قررت الخروج لمراد لتطلب منه أليف لابنها فادي
كان مراد مع بقية الرجال المدعوين ولكن تفكيره عند جاد أين يكون قد ذهب هل حقا جاء ليأخذ الفتاتان ويعود شعر بالاختناق وقرر الخروج قليلا ليستنشق الهواء
وقف أمام المنزل تفكيره سيقتله منذ علم أن جاد هنا وهو يكاد يجن
سمع صوت هاتفه واذ صديقه من أمريكا
مراد : اهلا يا طاهر ازيك
طاهر : كويس الحمد لله
مراد : في جديد
طاهر : بقالي يومين اتحايل عليهم عشان الاسماء لكن محديش يعرف
مراد : ازاي يعني كانت مسابقة وهي فازت بيها
طاهر : تقصد انتم فزتم بيها
مراد : مش مهم ........... معرفتش اسمها ايه على الاقل
طاهر : لما سألتهم عالاسماء قالوا انهم يرموها عشان مبقوش بعازتها
مراد : يعني افهم من كلامك مقدرش اوصلها
طاهر : انا اديت رقمي للشغالين هناك ان حد بيهم افتكر حاجة هايقوللنا
مراد : ممكن نلاقيهم
طاهر : تهمك البنت ليه
مراد : سرقت مني حاجة وعاوز ارجعها
طاهر : معرفش ليه عندي احساس انها سرقت قلبك
مراد : اي الكلام الفاضي دا انا هاسكر
طاهر : طب ياعمي ان حصل حاجة انا هاقولك
اغلق الهاتف وشعر باليأس فصاحبة العينان الزرقاوين وأخيه هما السببان الذان يمنعانه عنها عن زوجته أليف
اخرجه من تفكيره صوت أم فادي
أم فادي : مراد بيه
مراد : تفضلي
أم فادي : في حاجة حصلت معاك
مراد : مفيش ..... عاوزة مني حاجة
أم فادي : ايوة يا بني عاوز اتكلم معاك بموضوع
مراد : اتفضلي
أم فادي : انت عارف ان فادي كبر وعاوزة أجوزه وافرح بعياله قبل ما ربنا ياخد أمانته
مراد : ربنا يطول بعمرك ........... أنا جاهز لأي حاجة تؤمريها عشانه وان كنتي عاوزة فلوس انا جاهز برضه
أم فادي: لا يبني انا مش عاوزة فلوس
مراد : عاوزة مايه طيب
أم فادي بابتسامة : عاوزة أليف
مراد : أليف ؟؟؟ عاوزاها بإيه
أم فادي : مالك يابني عاوزة أليف لابني فادي يعني تكون مراته
مراد : اييييييييه
أم فادي : انا طبعا كنت هاجي للحاج سلطان ولكن انا قلت أخد رأيك عشان انت باين عليك المسؤول عنها
مراد : يا حاجة انتي تعرفي عاوزة ايه
أم فادي : اه ابني ما شالله عليه راجل ويقدر يفتح بيت وهايعيشها مبسوطة طول عمرها
مراد : انا مش عاوز اغلط بيكي
أم فادي : مالك يابني
مراد بصراخ : أليييييييييييييف
أم فادي : في ايه
مراد : ادخلي واندهي أليف هنا
أم فادي : في ايه يابني
مراد بصراخ : متقوليش ابني انتي عاوزة تطلبي مني طلب زي دا
أم فادي : ماله طلبي ولا مش قد المقاك
مراد : انتي وابنك غرضكم تجننوني أليف مش لحد فاهمين
مراد : انا مش متوقعة انك تفرق بين الناس
مراد : يا حاجة انا مش عاوزة اتجنن خلاص وابنك دا انا هاتصرف معاه
مستخبي ورا الستات
أم فادي : ابني طول عمره راجل وهو ميعرفش اني طلبتها اصلا
مراد : انا هاعرفه بطريقتي والله وهاندمه
وكأن حظ أليف أحضرها بالوقت السيء
وعندما وقعت على مرأه عيناه انقض عليها كالاسد
مراد : انتي عاجبك الي يحصل دا وانا كنت أقول لنفسي مبسوطة ليه عشان تجي لهنا
أليف : انت تقصد ايه
مراد وهو يضغط علي يدها : انتي هاتتغابي عليا
أم فادي : حصل ايه يا بني
مراد : اليف متجوزة
أم فادي : ايه
مراد : ايوة متجوزة والهانم خبت عليكم لان عاجبها الوضع
أليف سيغمى عليها وهو لا يشعر بها
أم فادي : متجوزة مفيش دبلة بإيدها
حسنا هي محقة ولكن ايضا ان تطلب منه زوجته هذا شيء لا يطاق
مراد : عشان هي وجوزها هايطلقوا
أم فادي : طب كويس جدا وانا هاجوزها لابني
مراد : خشي جوا يا حاجة وعدي اللية دي على خير
بينما هو سحب يد أليف وأدخلها عنوة للسيارة وركبها وقاد بسرعة كبيرة
كان يغلي شعور الغضب يسيطر عليه لا يرى شيء أمامه سوى أن أليف زوجة فادي ويتخيلهما معا
كان يشرف على الجميع وجاءت زوجته من خلفه : حبيبي الريس
فادي : وانتي مراتي جميلة الجميلات
أليف : انا جبت ليك الاكل
فادي : ربنا يحفظك يا قمري
أليف : ان شالله يعجبك
فادي : انا اكل السم من ايدك......... وولو مت مش هازعل
أليف : بعيد لشر عنك يا حبيبي
فادي : ماتجي تديني بوسة
أليف : بس ياولا
فادي : حبيبة الولا انتي
توقفت السيارة بقوة عند هذه اللحظة وصرخ : مستحييييييل
نزل من السيارة وامسك بيدها وسحبها وراءه وهي بحالة يرثى لها
ادخلها غرفته وألقاها بسرعة على الارض
مراد : عاجبك الوضع مش كده ............ عاوزة الناس كلها تحبك وتطلب رضاك بديتي بسياف وحاولتي معايا ودلقوقتي فادي .انتي طينتك ايه
كانت تضع رأسها على الارض ولم تجبه ليس لديها الطاقة
الا انه لم يصمت بل سحبها من الارض من رسغيها وضغط عليهما بقوة
مراد : قولي عاوزة ايه من الحركات دي انتي بجد عاوزة تربية من أول وجديد مفيش حاجة عملتها معاك نفعت ... سياف ميستهلش وحدة زيك
لم تجبه مما زاد غضبه أكثر
مراد : انطقي .. معندكيش حاجة تقوليها عشان كشفت ألاعيبك تعرفي بجد نعمة ان ربنا أخد عمي ومراته عشان ميشفوش بنتهم رخيصة ازاي
لا رد ايضا منها كانت تغلق عينها وكأنها تتجاهل النظر لعينيه
امسك وجهها بقوة : اقولي حاجة برري موقفك اعتذري لكن متخرسيش
فتحت عينيها : انا مش قادرة
عادت لتغمض عينيها مرة أخرى وقد ارخت رأسها وبدت كالميتة فدب الرعب بقلبه هل حصل لها شيء تركها خائفا قلقا
بينما هي جلست على الارض وثواني معدودة حتى انطلقت للحمام تستفرغ بقوةكانت تبكي وتجلس على أرض الحمام متعبه
هو ألجمته الصدمة بيدو أنها مريضة وهو لم يشعر اقترب منها
مراد : أليف انتي عيانة
رفعت له عينان ذابلتان وكأنها تخبره أنها ليست بخير
اقترب منها ورفعها عن الارض أخرجها من الحمام
اجلسها على السرير ووضع يده على رأسها
مراد : انتي حرانة جدا
عادت لتستفرغ مرة أخرى ولكنها لم تلحق الوصول للحمام بل على أرضيه غرفته كان منظرها محزنا جدا اتجه نحوها وحملها بين يديه وأدخلها الحمام وفتح الماء عليهما
كانت تتنفس بسرعة وتقول لها كلام منقطعا
أليف : سبني مش قادرة
حضنها تحت المياه وكأنه يخبرها أنها ستكون بخير وأنه أسف لما سبب لها من ألأم
مراد : اهدي شوية كده هاتنخفض حرارتك
بعد مده قصيرة حملها لغرفته وأجلسها على كرسي وأحضر لها ثياب جديدة
مراد : غيري هدومك
حاولت أليف التحرك الا انها لم تستطع
مراد : خلاص انا هاغيرلك
كان الجو مليء بالتوتر وكان داخله مشاعر متضاربة بين الحزن والقلق عليها وكان يلوم نفسه والان مشاعر غريبة كلما ظهر له جسدها
كان يلبسها جاكيت ثقيلا كي تتعرق ولفت نظره وحمة صغيرعلى شكل قطعة من الفريز على كتفها وقد بدت له مألوفة ولكنه تجاهل الامر فعليه الاهتمام بها اولا
حملها للسرير وغطاها جيدا وأعطاها حبوب خافضة للحرارة وعندما حاول النهوض أمسكت يده
أليف : متسبنيش
ابتسم لها مراد وعاد للجلوس بجانبها بينما هي غطت بنوم سريعا كانت تنام بحضنه وكأنها تستشعر بحنانه بينما هو نهض وبدأ تنظيف ما أحدثته
دخل للحمام ليأخد حماما صغيرا بينما هي بدأت تحلم بوالدتها
أليف : مام أين أنتي
أمها : هنا صغيرتي هل أنتي بخير
أليف : لا لست بخير تعالي أنجديني لا أحد يحبني خذيني معك
أمها : حبيبتي الجميع يحبك هنا
أليف ببكاء : لا احد يحبني ألين وجاد لا يسألان بي ومراد يكرهني
أمها : مراد سيحبك يوما ما ثقي بي
أليف : لا هو يريد ابعادي عن هنا
حضنتها أمها : ثقي بأمك صغيرتي الجميع يحبك ومراد سيحبك والان افتحي عينك
فتحت عينها وبحثت عن هاتفها ولم تجده هاتفها به صوت والدتهما منذ اثنا عشر سنه مسجل ومحفوظ عندهم لقد نقلته ألين لها عندما أشترت لها الهاتف وهي والان تريد ان تسمعه ولكن الهاتف مفقود
بحثت عنه وليس موجود ربما هو في سيارة مراد أخدت المفتاح وخرجت من الغرفة
كانت ألين تجلس على سريرها تنتظره فقد غاب طوال اليوم منذ أن غير جرحها لم تره وهي الان تنتظره ولا تعلم لم
سمعت صوت أقدامه أمام الباب لذلك أمسكت كتاب وشغلت نفسها به
فتح الباب أسامة ووجدها تقرأ كتاب نظر اليها نظرة قصيرة ثم اتجه نحو خزانته وأخرج منها بجامته وذهب نحو الحمام
بينما هي كانت تراقبه كانت ثيابته متسخه بالتراب ورائحته نتنه وشعره غير مرتب ماذا كان يفعل طوال اليوم انتظرته حتى خرج من الحمام وكأنه أزال تعبه وخرج
جلس بجانبها وهو يجفف شعره وابتسامة ترتسم على وجهه نام بجانبها
أسامة : على فكرة مفيش داعي تتحايلي كده انا عارف انك كنتي تستني رجعتي
ألين : لا واثق جدا من نفسك
أسامة : اه واثق جدا عشان الكتاب مينقراش كده
قلب لها الكتاب وابتسامة جميلة ترتسم على فمه : انتي ماسكتيه بالمقلوب ههههههههههههه
بينما ألين ألقت الكتاب بجانبها : عاوزة انام يالله من هنا
أسامة : يالله من هنا ....... على فين
ألين : معرفش اكيد انا مش هانام معاك على سرير واحد
أسامة : لا والله وانا اقول لاهلي ايه
ألين : معرفش قولهم نحن مش متجوزين وخلاص
أسامة : والواد دا جي منين
ألين : انت كدبت كدبتك وصدقتها
أسامة : الواد هايجي ان مكنش اليوم أكيد بكرا
ألين : يالله يابني غور من هنا
أسامة : ابنك ... لا انتي فهمتي غلط انا مش ابنك انا جوزك ولكن اقدر اديلك ابن دلوقتي
ألين : يوووووووو خلاص بقا
بحركة مباغته منه سحبها لتصبح تحته وهو فوقها وينظر لها نظرة خبث
أسامة : اممممم انا مش هاستنى موافقتك عشان اجيب عيل
ألين : وانا مش هاسمحلك تلمسني
أسامة : ومي نقلك اني هاحيبه منك
ألين : تقصد ايه
أسامة : انا الشرع حلل ليا نتين وتلات واربع
ألين : في داهية يارب طلقني واتجوز ميت وحدة
قرب وجهه منها : امممم وان مش عاوز غير وحدة بس
ألين بتوتر : قوم يا أسامة بدل ما اصوت
أسامة : هههههه هاتقولي ايه جوزي كان عايز يبوسني وانا رفضت
ألين : ابعد عني
أسامة : تؤتؤتؤتؤ انا عاوز من دا
ألين : انا
قطع كلامها في شفته سرق أحرفها منها كان يقبها بطريقة تختلف عن سابقتيها طريقة لطيفة وكأنه ينتظر رد فعلها ولكن هي ألجم عقلها عن العمل وهو استيقن أنها موافقة منها لتتحول قبلته الى شغوفة بينهما هي ربما لم ترد له القبلة الا انها لم تمانع فيبدو أن مشاعر جديدة بدأت تنشأ في قلبها
ابتعد عنها قليلا ليلتقط كل منها أنفاسه
أسامة : كده انتي عيني؟؟؟؟؟؟؟؟
ألين : ابعد عني
أسامة : انا تعباااان جدا وعايز ارتاح
ألين : وانا مالي ومالك
أسامة : هنا راحتي معاكي........... عملتي بيا ايه يابت الراشدي
ألين : انا انا ..ز ابعد
أسامة : انتي غيرتيني ومحدش قدر يعمل الي عملتيه ياااا ممكن أكون بحبك
ألين بصدمة : تحبني
أسامة : ههههههههههههه ايوة ممكن
ألين : ممكن مش كده ابعد عني يالله
أسامة : انتي مش زوقي لكن بيكي حاجة غريبة تشدني
ألين بغضب : ولا انت زوقي قون عني
أسامة : ههههههه خلاص يابت الراشد حد يعترفلك بالحب وتعملي كده
ألين : دا اعتراف بالحب ولا بالنقص طبعا مش هاقبل بيه
أسامة : عاوزة ارتاح يا راحتي
ابتعد عنها ووضع رأسه على قدمها والقى همومه ونام
ألين : قوم انت اتجننت هاتنام كده بالشقللوب
أسامة : اوووش عاوز انام
ألين : وانا هانام ازاي
أسامة : يوووو
رفع رأسه من على قدمها وسحبها لحضنه
أسامة : نامي هنا
حاولت الخروج من سجن ذراعيه الا انه لم يسمح لها
ألين : سبني يا مجنون
أسامة : مش قادر
ألين : انا مقدرش انام كده
أسامة : اتعودي لاننا كل ليلة هانام كده
ألين : انا مش هاسمحلك
بدأت تحرك يديها لتبتعد عنه
أسامة : يابت اهمدي خافي عابني الي ببطنك
ألين : يووو
وضع يده على بطنها : ابني حبيبي متكونش زي امك عديم احساس
ألين : ابني هايكون زي اكيد مش زيك
أسامة : ان كان شبهك انا مبسوط
ألين : طبعا شبهي
صمتت قليلا لتقول بغضب : طبعا مش منك
أسامة : هههههههه هانشوف يابت الراشدي
ويبدو حقا أنه متعب فخلال دقائق كان يغط في نوم عميق وارتخت يداه عنها ارادت الابتعاد الا ان شيء ما داخلها أجبرها للبقاء بين ذراعيه ونامت بحضنه
كان جاد يجلس مع أياد حتى ورد من اياد اتصال يخبره أن جده مريض وعليه المجيء فورا للمغرب
أياد : تعال يا جاد اوصلك دلوقتي لبيتكم انا مضطر اسافر القاهرة دلوقتي
جاد : خير في ايه
أياد : جدو مريض وهاسافر للمغرب
جاد :طب يالله انا جاهز
أياد : يالله بينا
كان قلب جاد فرحا سيلقى أختيه أخيرا بعد طول غياب لقد تركهما لوحده بين يدي ذئاب على الرغم أنه يثق بأختيه لكنه لا يثق بعائلته وهو قلق من مواجهة ذاك المدعو سلطان كم يكرهه وحتى لا يريد رؤيته سيأخد أختيه ويسافرون دون رجعة
اياد : مالك
جاد : افكر بالي هايحصل لما اقابل عيلتي
أياد : هو انت متعرفهمش
جاد : قصة طويلة جدا جدا لكن المختصر انت اكيد تعرف لما حد يتجوز ست غريبة عنهم يحصل ايه
أياد : مشاكل طوييلة وعريضة ومهما يحصل تبقى غريب عنهم
جاد: ايوة كده انت اكتر حد يفهم المشاكل دي
أياد : انت اصعب مني والله انا امي تبقى عربية
جاد : ومالهم الاجانب يابني دول أمامير جدا
أياد : انا متأكد امك كانت جميلة جدا ماتخلفتها قدامي
جاد : هههههههههههه انا وأليف كده شبهها لكن ألين شبه أبوية أكتر
أياد : انا بصراحة حبيت أليف اختك اي رأيه تجوزهالي
جاد : مش هانلاقي راجل زيك انا موافق أصلا أليف عاوزة راجل يضبطلها الاعدادات
أياد : اتكلنا على الله انت خد رأيها وانا احل مشاكلي وازوركم بأمريكا
جاد : خلاص اتفقنا
وصلت أليف للباب الخارجي وهي لا تشعر أنها بخير ولكنها تحتاج صوت والدتها الان فتحت الباب وخرجت
جاءها أحد الحراس: ياهانم انتي رايحة فين
أليف : عربية مراد
الحارس : خشي دلوقتي جوا مينفعش تخرجي
أليف: ابعد عني
ابعدته عنها وبدأت تمشي ببطء شديد حتى وصلت لسيارته وفتحتها وبدأت تبحث عن الهاتف حتى وجدته
أليف : ماما احتاجك
اغلقت باب السيارة ووضعت الهاتف على اذنها وبدأت سمع صوت والدتها
كان ايوم أول يوم لها في المدرسة الابتدائية ولسوء حظها كانت مريضة جدا وقضت ليلتها تبكي فجاءها والدها وصوراها فيديو كان هذا أخر فيديو لهما قبل وفاتهما وقد حوله جاد لصوت وحفظه لهم
الام : ابنتي أليف تحملي قليلا انتي قوية جدا بل أنتي أقوى مما تتصورين لن يغلبك مجرد مرض قاومي واصمدي حبيبتي ستذهبين للمدرسة وتكونين بخير وستكونين الاولى وسأفخر بك انا ووالدك كثيرا
انتي ابنه جميل قاهر الجميع ستكونين ابنة ابيكي
هيا حبيبتي قاومي اعطني يدك لأمدك بالطاقة فأنا سأكون بجانبك للأبد
ويأتي صوت والدها قائلا : ... حبيبتي انتي مريضة فقط وهذه ليست نهاية العالم ستتناولين الدواء وتكونين بخير انا أحبك
كانت تعيد الصوت مرارا وتكرارا
خرج مراد من الحمام ولم يجدها بحث بالغرفة ولم تكن هناك ولا بغرفتها ايضا نزل الردج بسرعة اتجه للحديقة ليست هناك ايضا فرأى الباب الخارجي مفتوح واتجه نحوه
عندما فتح الباب رأها تتكلم بالهاتف مع شخص وتخرج بمنامتها امام الحراس
انقض عليها هذه الفتاه لا بصحوها ولا بمرضها تعي ما تفعل
امسك يدها وسحب منها الهاتف بالقوة
مراد : تكلمي مين الساعة دي ...انتي مش كنتي عيانه حصل ايه عشان تلكمي حدا بالحالة دي ها قولي
أليف : مكنتش اكلم حد
وضع مراد الهاتف على أذنه وربما لسخرية الموقف كان صوت والدها بقول عندما كان يقول لها... حبيبتي انتي مريضة فقط وهذه ليست نهاية العالم ستتناولين الدواء وتكونين بخير انا أحبك
مراد بغضب : مين دا
أليف : دا يكون
ولكن ما قطع كلامها عندما رأت مراد يرمي هاتفها بقوة على الارض توقفت عن الكلام لقد أضاع صوت والدتها ووالدها لقد اضاع ذكرياتها الوحيدة عنهما الموجودة لها
مراد : مي ندا
بينما هي تلبسها حالة من الجنون بدأت تصرخ بصوت عالي وتضربه على صدره
أليف : انا بكرهك انت دمرت كل حاجة جميلة بحياتي انا بكررهك
وتقول كلام غير مفهوم بينما هو انصدم من ثورتها لا يعلم ما حدث الجميع يشاهد جنانها حتى سلمى وسنبلة وجدته وجده سلطان وهاجر ايضا هنا خرجوا على صوت صراخها
مراد : اخرسي اخرسي
بينما هي لا تعي ما تقول : اخر حاجة من مامتي وبابا دمرته انا كده بقيت وحدي مليش حد
مراد : انت تتكلمي عن ايه
حملت هاتفها عن الارض : ممكن يتصلح انا اقدر ارجع اسمعلهم
كانت تبكي وتصرخ بصوت عالي والجميع متفاجئ منها
طبعا مراد يريد ادخالها للمنزل فقد فضحتهم بما فيه الكفاية
سحبها من يدها وهي ترفض وتحاول التمسك بأي شيء
أليف : انا مش عاوزاكم سبني انا بكرهكم عاوزة ارجع بيتي سييب ايدي يا مجرم بكررهك
أوقفها أمامه : أليف اتقي شري واخرسي بدل والله اقلبها ليلة سوداء عليكي
أليف تحاول ابعاد يده عنها : سبني بكرهم وبكرهكم كلكم انتم سبتونا من اتنعشر سنه سبونا دلوقتي برضه انتم ملكمش مكان بحياتنا عاوزة ألين عاوزة جاد انت دمرتلي كل حاجة سيبببببببببني
كانت تضرب بيدها وتحرك رأسها كالمجنونة وصراخها ملأ المكان
الجميع كان يبكي لبكاءها هذه الطفلة الصغيرة عانت من الدنيا الكثير من الالام
أليف : ابعد عني سبني ارجع لبيتي والنبي
نظرت لسلطان لذي خلفها وقالت ببكاء : جدو والنبي خليه يسبني ويرجعني بيتنا وانا هاسمحك والله اسمحك انك سبتنا من زمان لكن رجعني لبيتنا
نظرت لجدتها : تيته انا مش بنت ابنك انا مهونش عليك خليه يسبني
نظرت لسلمى : سلمى دا أخوكي وبحبك واكيد ميرفض ليك طلب قوليله يسيبني
نظرت لسنبلة : عمتو انا اسفة على كل حاجة عملتهالك وقولتها قوليله يسبني ارجع لبيتي انا معنتش قادرة
نظرت لهاجر : هاجر قوليله يسبني انا بكرهه
تبكي بصوت عالي والجميع متأثر بها ومراد لم يترك يدها بعد
مراد : خلاص خلصتي الدراما دي خشي البيت
أليف : انت متفهمش انا مش هادخل لو تموتني
بدأت تضربه مرة أخر وهو يحاول ضبطها بين يديه فيبدو أن صوتها سيجعل البلد كلها تصحو
ولكنها فجأة توقفت عن الحركة وهمدت أخيرا مما أثار استغرابه
كانت دموعها تتساقط بسرعة وما لبثت الا ان ابتسمت ابتسامة تصل لأذنها من السعادة ولفظت اسما واحد جعل مراد يترك يدها
أليف : جاد
ركضت نحوه لقد جاء أخيها جاء منقذها
أليف : جااااااااااد
أنت تقرأ
في معقل السلطان ...بقلم ميمونة الحمد
Romanceفي معقل السلطان ...بقلم ميمونة الحمد ثلاث إخوة عاشوا خارج وطنهم بمكان يختلف عن بيئتهم وعاداتهم وتقاليدهم فتغيرت شخصياتهم وتطبعت بالتحرر لقد نبذوا من عائلة أبيهم بعد زواجه من غريبة ليست منهم فاضطر للسفر لأمريكا والعيش هناك مع عائلته الصغيرة ولكن المو...