الفصل الثاني و الاربعون

492 22 0
                                    

الغرفة اصبحت فلون الدم .. قلب رغد تكمش بين ضلوعها ..و كأن دلو من الماء الساخن تكب عليها و تبعو واحد بارد ..
الدهشة .. الصدمة .. عدم التصديق !! هادشي كامل كان مرسوم على وجهها ... كلشي تجمع فعيون رغد .. ووجهها باكمله اصبح لوحة غير مفسرة ... للحظة ظنات براسها كتحلم يمكن ووذنيها ماكيسمعوش مزيان .... ولا غير تهيأ لها الكلام لي خرج من حلق رغدة ..
تكلمات بتتاقل .. والحروف كيخرجو من جوفها بطعم الصدأ ..
رغد: عااودي ؟؟؟
رغدة( غمضات عينها ويديها على قلبها) : انوليو ... ف جسد واحد ... لي هو د رغدة ...
يدين رغد تحطو على كتف رغدة بعنف .. كتحاول تصدق شنو كتسمع .. ولهيب احمر تكون فمقلتيها مخلط مع الخضورة لي فيهم .. زادت زيرات على كتف رغدة بالجهد حتى تاوهات بآلم ..
رغد : ش..شهاد التخربيق ... واش ... جاية دابا عندي ا رغدة .. كاتقولي ليا ... غادي ضحي ب روحك ... جاية تقولي ليا غادي تموتي ياك ؟؟؟؟
رغدة(مسحات الدموع لي بداو يطيحو من عينيها): انا ... ماما ..
شدات رغد جهة صدرها بآلم .. حلقها لي جف من الصدمة .. كانت كاتقرا الحقيقة واضحة ف عيون بنتها .. كأنها كتقول لها انه لا مفر من هادشي لي غاندير .. واخا يوقع لي وقع .. شافت التصميم فمقلتيها ..
رغدة (بدون تردد) : خصك تفهمي هادشي...
غوتات رغد بالجهد .. حتى تردد صوت صداها فالمكان لي هما فيه ..
رغد : شنووو غااانفهم ... من الصباح وانا كنسمع لهاد التخربيق .. وهاد الحماق ... شنووو غاانفهم ؟؟
دارت يديها على كتف رغدة كتزير عليه وقلبها كيترعد بين ضلوعها .. سائل ساخن  نزل من عينيها .. ولكن الوجع لي كان داخلها اضعاف ..
شفتيها كيرتاجفو .. وجسدها اكثر .. جلدها كيتمزق قطعة بقطعة ..
رغد: فييقي من هاااد الحمااق لي راك تقولي فيه ... ماغاديش نخليك ديري هادشي ا رغدة ...
رغدة ( تكلمات بصوت خافت و الحروف خرجو من حلقها بارتجاف) : م..ماما ...
هزات رغد  يدها ديك الساع و نزلاتها على فم رغدة و دموعها نازلين بحال شي شلال ...
رغد: شششش ... شش سكتي ..سكتي .. عافاك سكتي .. بغيتي تخليني بوحدي ؟؟؟ باباك خلاني .. و حتى نتي !!! بغيتيني نموت ؟؟؟ ياك ا رغدة ...
رغدة عضات على شفايفها و هي كاتحاول تمنع راسها من انها تنفجر باكية قدام ماماها .... قربات ليها و حطات جبينها على جبين رغد ... و دموعها منسابين من عينيها ...
رغدة : تت مااما ... عافاك ا ماما ... ماديريش فيااا هاكا ... عافاك ... انا غانرجع .. انرجع ..ماغانموتش ..
رغد ( غمضات عينيها و قالت بنبرة مستسلمة ) : كاتكذبي عليا
رغدة : مامااااا ... عافاك عافاك ... ( حلات عينيها و شافت ف عينين رغد لي كانو مسدودين ) شوفي فيااا ...
زيرات يديها لي كانت دايراها على فك رغد ...
رغدة : حلي عيينيك ا ماما ... عافاك ..
حلات رغد عينيها و هي كاتنهد ب ألم و دموعها مازال ماحبسوش ...
رغدة : ايلا مادرتش ا ماما هادشي ... غادي تخسروني للابد ... نتوما مافاهمينش الامر ... ماعمر رغدة تقدر  تعيش بلا آدم ... ايلا كنت مازال عايشة .. غير حيت آدم كان ف الوجود ... كنت انموت بلا بيه ... و ايلا مادرناش هادشي هو غادي يموت و ايلا مات انموت انا و رغدة الاصلية ... حياتي و حياتها مرتابطة بيه ...
هزات رغد كاتمسح دموعها ... و نطقات بهدوء ...
رغد : و آدم !! شنو رأيه ف هادشي ؟؟
رغدة ( تنهدات و دارت يدها على وجهها ) : آدم ماباغيش ... ماعارفش شنو  الخطورة د هادشي ... منين انهضر معاه غانقوليه .. راه غانموتو كاملين ...
بقات رغد ساكتة كاتشوف ف رغدة بلا ماتقول حتى كلمة ...
رغدة ( حطات يدها على رجليها ) : ماما ... هضري .. قولي ليا شي حاجة
رغد ( بصوتها المخنوق ) : جيتي و نتي مصممة ... جيتي غير توادعي معايا ا رغدة ... كلامي ماغادي يبدل حتى حاجة ...
رغدة ( شفايفها تقوسو و حركات راسها بحزن و رجعو الدموع ينزلو من عينيها مرة اخرى ) : ماديريش فيا هاكاا ... عافاك ...
رغد ( ضربات على صدرها بحرقة و بجهد ) : شنووو نقول ااانا !!! شنوو !! هادشي لي غاديري فياا !!! نتي ام و عارفة المعنى د انك تفقدي طرف من كبدتك ... الانسان يقدر يصبر على اااااي حاجة .. الا فراق ولادو .. ( تكونات  طبقة جديدة من الدموع ف عينيها ) نتي لي ماديريش فيا هاكا ...
رغدة ( انفجرت  و هي كاتبكي بصوت مرتفع و كاتشهق ) : حييييت انا ام ا ماما بغيت ندير هادشي ....  بغيت نديرو على ود آدم واخا ماطلعش ولدي ... خصني نعتقوووو  .... بغيت نرجع نكمل حياتي مع راجلي لي تحرمت منها ... ( سكتات شوية و رجعات تكلمات بصوت منخفض ) غادي نرجع لك ا ماما ... انبقا انا هي .. انا ... و نتي اتبقاي ماما ... انبقى بنتك ... ماغايتبدل والو من غير الجسد ... اننسى غير آدم كان ولدي باش نعيشو ف راحة ... غانقدر نعيش انا و ادم كيف حلمنا ...غانولدو .. غانكبرو بزوج ...
رغد : شنو بالنسبة ل رغدة الصغيرة ؟؟؟ ذكرياتها حياتها ؟؟؟
رغدة : ايبقاو نفسهم ... و لكن حتى هي غاتنسى كوني انا كنت ام ادم ... بالنسبة ليها مجرد قرينة ... المهم ... حيت بما انه داكشي مذكور ف واحد الكتاب ... ايكونو عارفين كلشي و ضاربين ليه حساب ... انا وياه انوليو شخص واحد ... كيان واحد روح وحدة ... و مينن انا انشوف آدم .. انتذكرو اي حاجة عشناها ... و حتى ذكريات رغدة الاصل مع ادم الاصل ... كأني انا لي عايشاهم ... و كانظن هاد الكلام غانساه ... اي حاجة متعلقة ب آدم و لدي غادي تبدل ... المهم .. كانواعدك ا ماما ... كانواعدك غادي نرجع  والله حتى  غانرجع ...
خرجات رغدة مع آدم من بعد ما دوزو العشية كاملة مع دارهم ... تعشاو و خرجو ... ل حد الآن مازال ماهضرو مع بعضهم .... آدم كان مكتفي بالنظر اليها .. بلا مايقول حتى حاجة .... اما هي ف كل لحظة كانت دمعة كاتخونها و كاتنزل، كاتمسحها بخفة بلا مايشوفها شي حد .. و كتخبي لي فقلبها ..

الفينيكس - the Phoenix  | مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن