الفصل 19
&الجزء 2&
في ظلام الليل الحالك .. كانت قد أخذت وقتها الكافي في التفكير و عزمت علي تنفيذ ما خططت له لذا نهضت عن فراشها و راحت ترتدي عباءتها السوداء ، مخفية شعرها الغجري أسفل حجابها ، حامدة ربها بأن " حلا" و "تقي" ذهبتا الي غرفهن ليرتحن من الانهاك الذي تعرضن له بسبب تلك المصيبة التي حلت بهم..
نزلت الدرج علي مهل وهي تخبئ نصف وجهها بطرف وشاحها .. تتلفت حولها خشية أن يراها أحد و يكون سبيلا في عرقلتها عما تنوي فعله..
تخطت الرواق بسلام دون ان يراها أحد و عندما أوشكت علي مغادرة البيت استوقفها صوته الحاد قائلا بحزم : رايحه علي فين يا ضاكتوره (دكتوره) من غير ما تقولي لحد واصل.؟؟
لم تهتز شعرة فيها و لم تلتفت له بل قالت بهدوء : رايحه مشوار يا عمدة .. ساعة زمن وراجعه.
لم تمهله فرصة للموافقة أو الرفض و أكملت طريقها وقبل ان تنزل الدرجات القليلة العريضة التي أمام القصر للخارج رأت الغفر يعترضون طريقها .. وقبل أن تثور عليهم جاءها صوته قائلا : ابوكي وصاني عليكي قبل ما ياخدوه من اهنه .. يعني انتي و اخواتك أمانه عيندي (عندي) اهنه.
شعرت باليأس يتملكها .. و الاحباط يحطم جنباتها بأمواجه العاتية .. سارت بثقل ناحية الأريكة الخشبية الموجودة في بهو القصر الخارجي .. وأخذت تردد بهمس: ليه؟ عملت كدا.؟ ليه؟
انضم اليها العمدة ليجلس بجوارها مستندا بيديه علي عصاه قائلا : عشانه خايف عليك يا بنتي .. انتي مش كد (أد) فخر.
انسابت دموعها قهرا وهي تقول بضعف : أنا مقدرش أسيبه محبوس و أنا في ايدي الحل اني أخرجه.
شرد في الهاوية أمامه يفكر ثم قال :ديه مش الحل الوحيد يا بنتي.
-ا..ا.از..ازاي؟
نظر لها نظرة غامضة ثم قال : امسحي دموعك الأول .
راحت يداها بتلقائية تمسح دموعها و أذناها متلهفة لسماع ما سيقوله.. ولكنه ارتكز علي عصاه لينهض مناديا علي الغفير ليأتيه مهرولا: نعم يا عمدة.
- خليهم يحضروا العربية بسرعة.
ركض الغفير و هو يردد : حاضر يا جناب العمدة .
سار يدبدب بعصاه في كل خطوة يخطوها و عيناها مازالت تراقبه .. حتي التفت لها قائلا : تعال معايا و هجولك (هقولك) علي كل حاجه في الطريق.
سارت خلفه علي أمل حقا أن يساعدها.. جلس هو بجوار السائق .. بينما جلست هي في الخلف .. لا تعلم الي أين يقودها قدرها..؟
............
بينما في قصر أدم الشرقاوي..
كانت الممرضة تهاتف الطبيب و نظرها مصوب نحوها ، عيناها تراقب يداها التي تقبض بقوة علي شرشف الفراش أسفلها ، تكاد مخالبها تمزقه ، تعتصر عيناها بقوة و جسدها ينتفض بشدة رغم تصلبه...
![](https://img.wattpad.com/cover/169612946-288-k382649.jpg)
أنت تقرأ
"سَيِّدَةُ العِشقُ" (ثنائية من جزئين)
Romanceلا أحلل نقل او الاقتباس نهائيا بدون موافقتي ******* كانت تتمني ان يخلقها الله فتى لتصبح سندا لوالدها.. ورغم تصرفاتها الصبيانيه الا انها اضحت في ليلة سيدة للعشق.. ليهبط هو بطائرته علي مطار حياتها ويسرقها لتصبح كبش فداء لثأر لا ذنب لها فيه .. فهل...