الفصل الرابع-الجزء الثالث-

27.5K 820 49
                                    

سيدة العشق

الفصل (4)

الجزء 3 :-

لم يذق ابدا قهر ال خسارة ، كذلك القهر الذي يذيب كيانه الآن لشعوره بالخسارة في تربية فلذة كبده، الذي عاش منذ ولادته تحت كنفه، ليس كذلك البجاد الذي تركه صغيرا مسؤولا عن امه واخته الرضيعة و أتي الي تلك البلد الأجنبي..

لحظة ندم عصفت به لكونه آثر تربيته في تلك البلد ولم يعود به إلي مصر بعد ان طلق والدته..

قطع مقاضاته لنفسه ، صوت احد الخدم يصدع من ناحية غرفة زوجته السابقة ديانه : انه هنا في غرفة السيدة ديانه، سيدي.

طوي الأرض بقدميه ، وكلمات ذاك الخبر تسطر مرة اخري أمام عينيه، ليشتعل غضبه أكثر.
دلف للغرفة ليجده ممدد علي الفراش بثيابه ، نظر لتلك الشظايا اللامعة المتناثرة بجوار السرير ، لتقوده الي هاتفه المحطم والمرآة المهشمة لتبدأ شياطينه بتدوين أسوء السناريوهات في عقله الباطن ، ليقترب منه يوقظه وليته لم يفعل فقد كان" ساري" مازال يرتدي قميصه الذي وقع عليه بعض من الخمر بالأمس ، ذلك الذي ما ان اشتمه " فخر" حتي امسكه من تلابيبه يجره خلفه الي المرحاض الملحق بالغرفة غير مباليا لفزع ابنه من فعلته المفاجئة تلك..
لم تري عيناه سوي سخرية الناس منه علي تربيته ، عُمِّيت عن حالة اليقظة التي فيها "سارى " والتي تثبت نفي وساس شياطينه..

تشدق "ساري" من تلك المياه التي اخترقت مجري تنفسه وفمه .. و انتفض برأسه من أسفل الصنبور مبتعدا يسعل بقوة وما ان هدأت رابطة اجشائه حتي نظر لوالده ، مستفهما بحدة عن سبب فعلته تلك: ماذا حدث ابي؟

زادت حدة واشتعال الغضب في عيني الاخير ، ليتدارك" سارى " غلطته ، ويتحدث بلكنة بلد والده: ايه اللي حصل يا بابا؟

ناوله" فخر الدين " الجريده في صمت ، ليجد الاخر فيها صورته و هو يُكِل لكمته ل"جاك" وبجانبها صورة له وهو يقبل فتاة كما اراد الصحفي ان يظهرها..
يزين الصورتان عنوان مروع يشين لسمعة والده ، نظر الي والده ليجد عيناه مثبتة بحدة عليه يسأله بصوت حاد يملأه الغضب : دا حصل فعلا؟

هم" سارى" بالتبرير ، فزمجر والده مرددا: كلمة واحده يا"اه" يا "لا" ؟ انت عملت دا فعلا؟

تيقن" ساري " من نظرات والده التي يتفقم منها الغضب انه لا مجال للنقاش و التبرير الآن، فأومأ مؤكدا ، لا يعلم ان اماءته تلك كانت كالقشة التي قسمت ظهر البعير ، لتنتفض جميع حواس" فخر الدين" ولا يشعر بنفسه الا عندما وقعت يده علي وجه" ساري" بقوة لتجعله يسقط من قوتها ارضا، ويقول واشباح الانهيار تحوم حوله : يا خسارة تربيتي فيك.. غلط لما اديتك ثقه زياده، وفكرتك راجل، نسيت مبادئك،؟!... بلاش مبادئك، نسيت دينك يا باشمهندس؟!.
لم يقوي" سارى" علي الدفاع عن نفسه ، فقد ألجمته الصدمة ، شلت جميع حواسه الا احساسه بوخزات طاعنة في قلبه من شك والده في انه أساء تربيته.. لم يسمع اي شيئا كأنه اضحي اصما فجأة،، تراود الي مسمعه قول والده وهو يهدر قائلا: جهز نفسك هتنزل مصر.

"سَيِّدَةُ العِشقُ"  (ثنائية من جزئين)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن