الفصل الواحد و أربعون

27.9K 780 100
                                    

الفصل (٤١)
#سيدة_العشق

#الجزء_الثاني

#ايمان_أحمد_يوسف
⚠ تنويه هام: برجاء ا ستكمال القراءة فهذا الفصل ليس بالنهاية 🚫
...................................

وصلت إلي وجهته الذي حددها ليلتقي بها فيها .. مطعما هادئا يقع وسط البلاد .. كانت قد ترددت عليه مسبقا مع شقيقاتها و صديقاتها .. و لكن تلك الأحداث التي قلبت حياتها رأس علي عقب حرمتها من كل جميل . . . لم يتغير في المكان شيء هو نفسه بـ هدوءه و سكينته المعتادة ..
لكنها داهمتها عاصفة مشاعر متضاربة هزت جنباتها ذلك حين تقدمها" زين" في الخُطي و هو يدلف قائلا: أدم قاعد هناك اهو...

لم تهدأ رياح صدرها العصفاء بل زادت في قوتها حتي تسربت الي قلبها الذي أخذ يضرب أضلعها معلنا تمرده علي ذلك الخواء و الوحشة التي يعيشها بين سياج صدرها .. تنفست بعمق عله يهدأ و يعد الي رشده متخليا عن تمرده الأهوج ..
تبعته بخطي هادئه و هي تحدق بظهره المواجه لهما .. حتي التفت علي صوت" زين" حين ناديه بهدوء: أدم..

التقت عيناه الزرقاء بعينها لتجد نفسها غارقة في أمواجها الهادئة و لأول مرة تهوي الغرق فيهما ..
أما هو فـ أشفق علي حالتها المزرية فقد كان وجهها مازال شاحبا من أثر الفقر الذي أصاب دماءها..
حييهما بهدوء : صباح الخير ..

كانت تحيته الباردة إليهما كفيلة لإخراجها من شرودها ..

أجابت باختصار و هي تشيح بنظرها ناحية المقعد الذي ستتخذه مجلسا لها : صباح النور.

جلسوا جميعا حول الطاولة و الصمت يسود الأجواء المحيطة بها حتي رفعت" الينا " رأسها تحدثه بنظرات باردة أتقنت تمثيلها فقد صدقتها عيناه ثم قالت : طلبت من حضرة الظابط يجيبني هنا ليه؟!

اشبك يداه معا ووضعهما أمامه علي الطاولة ثم تأمل تشابك أصابعه المرتب قبل أن يطلق تنهيدة طويلة أفصح بعدها عن مبرراته في إجتماعه بها باكرا هكذا، أجلي صوته المحشرج ثم قال: في الحقيقة يا دكتورة إلينا أنا طلبت من زين يجبك هنا عشان عاوز منك خدمة .
كانت تحدق هي أيضا بيديه المقابلة لها و هي تنسج خيوط أحلامها في بناء أسرة يكون هو شريكها فيها و لكن سرعان ما انقطع خيط الأحلام الوردي لنعته لها بلقب الدكتورة..

ردت باقتضاب: ايه هي الخدمة دي؟!

تبادل النظرات الواجسة مع "زين" قبل أن يفصح عن نيته في طلبه ..
..........
بعد ما يقارب ساعة خرجوا جميعا .. ليتوجهوا ناحية السجن بعد أن شرح "أدم" لـ "الينا" مبرره .. و الذي كان ..
" اللي عرفناه انك انتي و والدك اللي بلغتم عن ماهر السيوفي و أنه طلب يقابلكم كتير بس انتم رفضتم.. و اللي عرفته منك أن في حاجه كبيره بينه و بين عمتي و بيهددها بيها ، فـ ياريت تيجي معانا لأنك الوحيدة اللي تقدري تزوريه بسبب القرابة اللي بينكم و فكرنا أنه لما يشوفك هيقولك عن كل حاجه ، و مش هيعاند معانا و ينشف رأسه.. لانه عارف انك الوحيده اللي تقدري تخرجيه من السجن"
كانت تفكر في حديثه و هي تقود درجاتها البخارية بسرعة هائلة لا تدري بما يدور حولها و لا تسمع بوق سيارة "أدم" الذي يصدع بازعاج لينبهها الي سرعتها الفائقة و لكن دون فائدة ...

"سَيِّدَةُ العِشقُ"  (ثنائية من جزئين)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن