الفصل الرابع والعشرون

19.4K 606 16
                                    

الفصل (24)

#سيدة_العشق

#الجزء_الثاني

" .... جحيمي "

أخذت كلمته تلك تصدع داخلها حتي أوقعتها في بحر حالك السواد أشد سوادا من الليل المظلم ، ظلت تعافر للنجاة ولكن قوة خفية تأتي من أعماق البحر المظلم لتقيد قدمها وتسحبها لأسفل .. لم تعد تقوي علي التنفس ..

ظلت تضرب الماء بقدميها و كأن حربها مع مآسي الأرض لم تكفي ليأتي البحر ويهاجمها ..

ظلت تركل الماء بقدمها حتي أستسلم لضراوتها و حل عنها راحلا.. بدأت تعوم علي السطح متذكرة قوتها التي لا تعلم الي أين ولت عنها كل تلك المدة ..

ها هي "الينا" القوية تعود .. فتحت عيناها فجأة ليكن سقف الغرفة أول شيء تراه .. لم تأخذ وقت طويل لتذكر أين هي ؟ فهي لم تنسي بعد..
انتصبت لتجلس علي الفراش تنظر في ارجاء الغرفة تري ما ان كان أحد معها .. كانت الغرفة مظلمة قليلا والجدار الزجاجي تغطيه الستائر الرمادية والسوداء بإحكام شديد ولم تلتقط عيناها أي أحد .. علمت أنها بمفردها في الغرفة .. و أنه لم يحصل عليها و هي غائبة عن الوعي .. جيد نقطة لصالحها عرفتها عنه ..

انها الحرب عندما تؤت أوزارها لا مكان للنزهاء فيها اما اتباع سياسة الخداع او الارتحال عن عالم البشر للابد ..

نزعت تلك الابرة المنغرزة في عروقها بعنف لتلقي بها علي الارض لتتساقط بضع قطرات من دمائها علي الفراش .. ضغطت بيدها علي الثقب الدقيق الذي احدثته تلك الابرة .. حتي تجلط الدم وتوقف نهائيا..

نهضت متجهة الي غرفة الملابس الملحقة بالجناح فلابد ان جناح فخم كهذا لا يخلوا من مثل تلك الغرف ..

دلفت لينبغ حدسها وجدتها مليئة بالثياب الرجلية و الأحذية الفخمة .. لا تصدق انه ثري لهذه الدرجة ابدا .. لا يهم .. اتت لتبحث عن شيء ترتديه .. نظرت في ملابسه الرياضية .. لتبتسم بخبث عند ما وجدت ما تبتغيه .. سحبته من الخزانة علي الفور ثم توجهت الي المرحاض لتتأهب لحربها القادمة والتي ستكون أنوثتها سلاحها الأساسي فيها..

مرت ساعة كاملة خلالها أتت رئيسة الخدم و معها بعض الفتيات التي قمنا بتنظيف الغرفة وازلنا الستائر عن تلك الشرفة الزجاجية ثم أخبرتها أن الافطار علي المنضدة وان سيدها سيوافيها بعد قليل ليتناولا الافطار معا..

همست لنفسها بعد ان رحلت " ماري" : عاوز تفطر معايا يا أدم بيه ..

اكملت بسخرية قائلة : فطار الهنا يا ابن الشرقاويه .

خرجت اخيرا مرتدية بنطالا رياضيا أسود و تيشيرت رياضيا ابيض كانت قد اضافت عليه بعض التعديلات في المرحاض ليصبح محددا لتفاصيل جسدها .. خجلت في بادئ الامر وكادت ان تتراجع ولكنها استجمعت شجاعتها و بررت انها ليست مذنبة ان ارتدت كذلك فهو في النهاية زوجها..

"سَيِّدَةُ العِشقُ"  (ثنائية من جزئين)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن