الفصل الحادي والعشرون

20.5K 597 37
                                    

(21)

#سيدة_العشق

#الجزء_الثاني

ظل الذهول والغيظ يتراقصان علي معزوفة غضبه المنبعثة من اسطوانة حدقته السوداء التي تدور علي كل ما حوله ، كانت فاجعته كبيرة حقا..
لم تتخير صدمة المحيطين به عن صدمته ابدا ..
نظر الي تلك التي تخفي وجهها خلف وشاحها صائحا بغصب: مين دي؟
لوي "ادم" فمه بابتسامة ساخرة و هو يراه علي حافة الهذيان ، ثم نظر الي "الينا" نظرة لطيفة و هو يبعد ذراعها الذي تشابك بذراعه برقة قائلا : لحظة و راجع .
ابتسمت له ابتسامة صغيرة تعني قبولها بذهابه طالما اخبرها انه سيعود..
عاد "أدم" لملامحه الساخرة و هو ينظر لوالده الذي ظل يراقبه بغيظ وهو يسير ناحية الشيخ يمسك بدفتره الذي سجل به عقد الزواج الذي وقع عليه الاثنين منذ دقائق معدودة قائلا : علي ما يبدو ان فخر باشا نسي يقرأ اسم عروسته و هو بيوقع قسيمة الجواز.
زم شفتيه بامتعاض زائف ثم استطرد قائلا: خليني أنا اقرأه ، عروستك اسمها سامية محمدبد العظيم الديب.. فاكر الاسم دا يا فخر بيه.؟؟
شخصت عيناي "فخر" و صدي اسمها يتردد داخله ليذكره بحقارته و دناءته عندما كان شابا ، تلك هي نفسها الفتاة التي اغواها و دنس شرفها ثم القي بها ط كالخرقة البالية .. لا يعلم كيف افلتت من عارها .. أخر ما وصله عنها ان أهلها قد قتلوها عندما علموا بفضيحتها..
فاق من شروده في الماضي علي صوت ابنه الاكبر و هو يعلن للجميع عن زواجه قائلا بتباهي : أنا و دكتورة الينا اتجوزنا علي سنة الله و رسوله من ساعة بس .


ثم نظر لوالده و هو يزأر بشراسة قائلا: يعني احترامها من احترامي ، و اللي يفكر يلمسها هيلقيني متصدر له بالمرصاد.
اظلمت عيني "فخر" بغمامات غضب ضارية رأيها "ادم" جلية عندما اخذ يقترب منه ، لم يهز ذلك شعرة منه بل وقف راسخ القدمين شامخ الرأس منتظرا ردة فعله ..
بعد دقيقة واحدة كان كف "فخر" يهوي في الافق ليكون مرقدة وجه "ادم" ولكن كانت يدها اسرع منه امسكت بيده بقوة ثم انزلتها و هي تقف جوار زوجها قائلة : مش هشوفك بتهين جوزي و اسكت.
نفض "فخر" يده من قبضتها ثم قال بفحيح الافاعي البشرية التي تسعي دائما لهدم البيوت: استني لما يعرف حقيقتك انتي و ابوك الاول.
قطبت حاجبيها و هي تنظر لـ"ادم" بملامح جاهلة لمقصده فعقب "ادم" علي كلامه قائلا: تقصد ايه؟
"لو عاوز تعرف تعالي ورايا"
قال ذلك ثم ادار ظهره له و دلف الي مكتب العمدة مغلقا الباب خلفه مخرجا ذلك الظرف من جيبه و هو يقسم داخله ان ينتقم من "مهران" و بناته دفعة واحدة ..
مرت بضع دقائق ثم وصل لمسمعه صوت طرق علي الباب ، اذن للطارق بالدخول أته صوته الاجش قائلا : عاوز مني ايه؟
ابتسم ابتسامة صفراء لفضوله الذي ساعده في اثارته للمجيء اليه .. ثم التفت اليه مناولا اياه مظروفا مهتر بدا كأنه قد مر عليه زمن حتي صار ورقه الذي جبل منه مُصفرا.. تناوله "ادم" بيده قارئا ايه لتبدل الأدور في عشية و ضحاها و يتسلل الغضب منه اليه..
سيدة العشق ل ايمان احمد يوسف...............
خرج" ادم" من الغرفة وجهه مسودا خاليا من التعابير .. نظر حوله فوجد بهو المنزل فارغا الا من بنات مهران و صديقيه "زين" و "ساري" و العمدة و "سالم" ابن عم والده و عروس ابيه و بعض النساء اللاتي يقمن بالتنظيف.
اسرع "زين" اليه قائلا : كان عاوزك في ايه؟
نظر بطرف عينه ناحيتها ليجد علامة الخوف والحيرة بادية علي قسمات وجهها و حركت عيناها المتلجلجة ..
لم يبالي لخوفها و عقب علي سؤال صديقه قائلا: حاجة مش مهمة .

"سَيِّدَةُ العِشقُ"  (ثنائية من جزئين)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن