الفصل العشرون

20.7K 629 29
                                    

الفصل 20

كانت تجلس أمام مرآتها يلتف حولها النساء من كل جانب فقد أتو ليساعدنها في الاستعداد للعرس .. كانت تنظر في المرآة بأعين يغامها الاضطراب كأنه تنتظر شيء ما , ظهر ذلك جليا علي حدقتاها الناظرتين بارتباك لكل حركة تصدر حولها .. التقطتها عيني "حلا " التي اخضعتها علي التسمر بنظرها ناحية عيناها المنعكسة في المرآة أمامها . لتعود بذكراها لليلة أمس عندما أخذها العمدة "عبد الرحيم" في سيارته مرتدية لباس الجهل لمقصده المعني ..

" احنا رايحين فين"

سألته بارتباك و هي تدور برأسها يمينا ويسارا محاولة فطن وجهته التي هو موليها .. ولكنها ادركت ايضا جهلها التام بالقرية وطرقاتها المتشابهة ..

نظر اليها "عبد الرحيم" في المرآة أمامه فـ لاحظ ريبتها الخفية مما دفعه لكسر صمته ليطمئنها قائلا : رايحين للشخص الوحيد اللي في يِّ ده ينجذكم من نار فخر.

قطبت حاجبيها مستفهمة عن ذلك الذي يقوي علي بتر بطش ذلك الظالم : مين دا ؟

اجاب باختصار : أدم ابنه.

لم تهدئ اجابته من عاصفة خوفها الهوجاء بل زادت من قطوبها .. ليردف العمدة حديثه قائلا : هو نفسه اللي وجف ( وقف) الجوازه عشية امبارح.

كانت تلك المعلومة جديدة عليها ، فما حدث لوالدها ألهاها عن استقصاء هوية الشخص الذي اقتحم مراسم عقد القران بالأمس .. بدأت مؤشرات القلق تزداد لديها فمهما كان حجم الخلاف بينهما مازال ابنه من لحمه ودمه يستحيل ان يقف في صفها ضده فقالت بعبوس : مستحيل يوافق .

-دا هو اكتر واحد علي استعداد انه يساعدك.

-ليه؟ و ايه اللي هيخليه يقف في وش باباه عشانا ؟؟

-كره ليه يا بنتي .

-كره !!

تنهد " عبد الرحيم" تنهيدة طويلة ثم قال باختصار : الموضوع يطول شرحه .. و مش هيفيدك معرفتك له بحاچه واصل.

توقفت السيارة فجأة ليقل لها : غطي وشك يا بنتي و انزلي ورايا.

أومأت له باحترام واضعة طرف وشاحها علي انفها وفمها تاركة لعيناها مجالا للرؤية فقد كان الدرج معتما بعض الشيء .. تبعته و هو يصعد أمامها حتي وصل الي احدي الشقق .. نظرت الي بابها بتمعن لتراه مصمم علي الطراز القديم ذو المصرعين في كل منهما نافذة صغيرة .. انتفضت فجأة عندما صدع صوت عصاه و هي تطرق ذاك الباب القديم .

طرقه طرقتين وانتظر قليلا قبل ان يعاود طرقه مرة اخري ليفتح الباب ، و يظهر لهما شابا طويل القامة عريض المنكبين ذو شعر كثيف قاتم السواد و عينان فاحمتان كسواد الليل الحالك .. يمتلك من جمال و هيبة الرجل الشرقي ما يدفعك لآسره بعينيك .. لم يكن يلفتها هيبته الطاغية علي ملامحه أكثر من شعورها بأن وجهه مألوف عليها .. سألهم قائلا بصوت أجش : حضرتك عاوز مين؟

"سَيِّدَةُ العِشقُ"  (ثنائية من جزئين)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن