الفصل الثالث والثلاثون

19.1K 586 15
                                    

الفصل (33)
#سيدة_العشق
#ايمان_احمد_يوسف
كانت تجلس علي المقعد جواره تراقب الطريق عن كثب .. تتحاشاه قدر المستطاع .. تنظر في جميع الاتجاهات ما عداه .. تهرب بـ عينياها بعيدا عن عينيه .. خاصة بعد ما حدث بينهما بالأمس في البيت الريفي .. حينما أجبرها علي امتطاء الخيل أمامه ..
عودة لليوم السابق..
أعاد قوله بحدة خفيفة :قلت .. أفتحي عنيكي ، و بصيلي..
فتحت عينيها ببطء و نظرت له .. فنظر لها و قال أمرا اياها : بصي قدامك .. للطريق.
خضعت و نظرت امامها ، فأقترب من اذنها و همس : خوفك ملهوش داعي .. حاولي تستمتعي ، هتحسي بشعور تاني .. يلا جربي .
نظرت له بطرف عينيها و من ثم اعادتها للطريق و هي تتنفس بعمق ، نظرت حولها للطبيعة و بدأ خوفها يتلاشى شيئا فشيئا ، و اصبحت تشعر بالسعادة و الاستمتاع حقا و هذا ظهر في حدقتيها العسليتين ، فظهرت على شفتيه شبه ابتسامة عندما لاحظ ذلك..
"كان عندك حق .. ركوب الحصان ممتع اوي ، مكنش لية داعي اني اخاف اوي كدة .. مش عارفة انا كنت خايفة لية !"

قالت ذلك بهدوء وهي تنظر أمامها ثم انهت قولها بضحكة خفيفة ، و اكملت : أول مرة اركب فيها حصان كانت معاك.
و نظرت له بـ طرف عينها لتلحظ تقاربه الشديد منها وتزدرد ريقها بتوتر وتعود بنظرها للأمام لتسمعه يهمس في أذنها : انتي ايه اللي خلكي تفكري اني اللي كنت بكلمها امبارح في العربيه تبقي مراتي؟؟
شخصت عيناها من هول الصدمة ، كيف عرف ما كانت تفكر به ، هي لم تفاتحه في الموضوع بعد .. لاحظ تصلب جسدها فجأة فعلم ما يجول في خاطرها ليرسم علي شفتيه شبه ابتسامة قبل ان يستطرد حديثه قائلا: انا مش حاوي.. انا عرفت انتي بتفكري ازاي لما اغمي عليك امبارح .. قولتي كل حاجه و انتي مش داريه بالدنيا واللي فيها.
وضعت يدها علي فمها تكتم شهقتها قبل ان تصل لمسمعه ولكنها كانت قد افلتت منها ليسمعها هو ويبتسم علي سذاجتها قبل ان يرخي لجام الحصان قليلا ليبدأ في التبختر بهدوء بين الحشائش الخضراء و ينهي صاحبه لعبته في اتلاف اعصابها : احب اقولك ان انتي أول جوازة ليا .. وان اللي كنت بكلمها دي كانت دانه اختي .. واعتقد ان كلامي معاها وضح لك قوة علاقتي بيها .. و الطريقة اللي لازم تتعاملي بيها معاها صح؟؟
استشعرت الوعيد في نبرة صوته التي استحالت فجأة لتصبح شرسة في نهاية حديثه .. فهزت رأسها بالايجاب كالانسان الآلي الذي يتلقي الأوامر وينفذها دون نقاش ..
بدأت تشعر بالضجر من قربهما بعد وعيده المغلف لها فقالت : أنا عاوزه انزل.
رد عليها بصوته الخشن و هو ينظر للبعيد بتكبر : مش قبل ما انا ابقي عاوز انزلك.
صكت علي اسنانها بغيظ منه و ضاقت عيناها بضجر من تعنته معها لذا بدأت تفكر في شيء يجبره علي فك حصاره لها..
ارتسم علي ثغرها ابتسامة خبيثة عندما وصلت لحل ... و في لحظة لم تقابل اختها كانت تلكزه بكوع ذراعها في معدته لتفلت يده اليسرى طرف اللجام الأيسر و تلقي هي بنفسها علي الارض متغاضية عن ما قد يتسببه ذلك السقوط من أذي لها .. و لكن لم تضع في حسبانها ان فعلتها تلك قد تُفزع الحصان الذي رفع سيقانه الامامية و هو يصهل بفزع .. تكورت علي نفسها تحمي راسها بيديها بعد ان ايقنت انها ستلقي حدفها تحت أقدامه الناطحة فوقها..
صرخت بشدة جعلته يفزع من أن يكون قد أصابها مكروه ما .. ومن ثم أخذ يمسح علي ظهر الحصان برفق ليجبره علي انزال قدماه بعيدا عنها ونزل عنه صرعا اليها ليرفعها عن الأرض برفق ويسألها بتوجس : انتي كويسه؟ حصلك حاجه؟
دلكت ذراعها ليخف آلمه قليلا ثم قالت : اه جت سليمه .
صاح فيها بغضب : انتي اتجننتي .. عاوزه تموتي نفسك يعني !! .. انا لو مكنتش قدرت اسيطر علي الحصان و أوقفه كان فاته داسك برجله ..
ارتعش جسده بقوة من صراخه فيها ومن توقعه المخيف لما كان سيحل بها ليكمل صياحه بها : مش معقول غيرتك عليا توصلك لكدا .
عودة للحاضر..
افاقها تذكرها لحديثه الواهم عن غيرتها عليه . لتهز رأسها عدة مرات طاردة تلك اللحظة المخزية من حياتها .. لتجد السيارة قد توقفت فجأة.. نظرت له لتجده مازال ينظر للطريق أمامه بتجهم .. لاحظت زيادة اقتطاب وجهه لتنظر الي الذي احال هيئته هكذا لتجده والدها .. يناظره بعينين يملأهما الحقد والبغض..
-أدم انت وقـ....
قاطعها قائلا : انزلي مع اهلك و بكره بالليل هجي اخدك للقصر خليكي جهزه علي تسعه بالليل.
-ماشـ....
قاطعها مرة اخري قبل ان تكمل كلامها و قال : اتفضلي انزلي عشان تعبان و مش عاوز اتناقش في أي حاجة ..
لقد فهمت الان السبب وراء عدم ابقاء أمتعتها معه و اعطاءها لسائق سيارته الأخرى التي تنقل عائلتها الي المسكن الجديد ..
بثقت شكرها بحنق منه قبل ان تترجل من السيارة : شكرا.
ثم نزلت علي الفور متجهة الي شقيقاتها اللاتي اخذنها الي مدخل تلك العمارة الفاخرة ..
ظل يراقبه و صدره يحترق بنيران لا يعلم من انشبها فيه ولا يعرف ما السبيل لإخمادها ..
شعر بتفاقم الجزء الاسود في قلبه اتجاه والده الذي ادقع حياته بأفعاله المشينة .. ادار محرك السيارة و انطلق بسرعة .. الي المكان الوحيد الذي سيفرغ فيه بعضا من بغضاءه..
..........
بينما في الشقة الفاخرة التي اشتراها "أدم" لعائلة زوجته ..
"اتفضل يا بيه العمارة نورت والله "
كان ذلك ترحاب الحارس المسؤول عن العمارة التي انتقلوا اليها حديثا والذي تكفل بإصالهم واعطائهم مفاتيحها بأمر من "أدم"..
دلف "مهران" الي الشقة و علي وجهه ابتسامة رضا بأن الله قد رزق ابنته شابا مثله و رد بتلقائية معبرة عن ناتج ما تراه عيناه : ربنا يجازي أدم كل خير .. واخد كل تفاصيل والدته حتي كرمها و أصلها.
رمشت بعيناها عدة مرات بضيق عندما تفوه لسانه بذكري والدة "أدم" .. أثرت الذهاب الي غرفة نومها وتبعنها شقيقاتها لتحدثهم عن ما تنوي فعله في الفترة القادمة..
بعد ساعة من ترتيب اغراضهم والاستحمام من عناء السفر.. تجمعوا في غرفة "الينا " ..
-بصوا انا بكره رايحه مع أدم قصره و هعيش معاه هناك .. و عوزاكم خلال فترة غيابي تكونوا مكاني وتخافوا علي بعض و علي .. و علي .. ( ابتلعت غصة وقفت في حلقومها ثم اكملت قائلة ) و علي بابا.
ردت عليها "تقي" بصوت يخنقه البكاء : بس انا مش عوزاكي تسبينا.
أحاطتها بذراعيها الايمن تضمها لصدرها قبل ان تهمس لها بحنان : انا لازم اروح اعيش مع جوزي يا حبيبتي .. مينفعش أعيش في مكان و هو في مكان تاني لا عُرف و لا دين يسمحوا لي بغير كده .
صاحت "حلا" بانفعال : بس هو مايستهلش انك تكوني معاه .. دا واحد حقير .. اتفاقه معاكي علي انك تجيبي له بيـ....
قطع حبل كلامها الحاقد علي افعال "ادم" الشنيعة في اختها وعائلتها .. عيني "الينا" الشاخصة في نظرها اليها بتحذير من اكمال كلامها .. فهي الوحيدة التي تعلم باتفاقها مع "أدم" في انجاب طفل له ثم تتخلي عنه و ترحل..
-ادي الله وادي حكمته يا حلا .. انا اللي عاوزه اعرفه اسباب رفضك لعريس لقطه زي زين.
انتصبت من مكانها متلجلجة من تلك السيرة ثم قالت باضطراب : هو كدا .. من غير أسباب.
عقبت "تقي" علي ردها قائلة : هي رفضة فكرة الجواز عشان خايفه يحصلها زي ما حصل لماما .. و تموت بعد ما تخلف ابـــ.....
التفت "حلا " صارخة فيها : اسكتي يا تقي.
نهضت "الينا" اليها فور ان احست بتوترها وربطت علي ظهرها بحنان قائلة : بس الموت ده نهاية وحده لينا .. و ماما مامتتش عشان ولدتكم .. ماما تعبت بعد ما ولدتكم بشهور و للأسف الدكتور اكتشف مرضها متأخر.. وكـ..
قاطعتها "حلا" بغصة بكاء تعتصر الحروف في مخارجها : انا مش عاوزه اتكلم في الموضوع ده يا الينا لو سمحتي... كفايا .. كفايا.
غمرتها الأخري بحنان و احتواء لـ نوبة بكائها .. لتهدأ عاصفة الذكريات و الشجن المسيطر علي الاجواء .. و تذهب كل منها الي غرفتها يشغل تفكيرها أمور عدة تخص حياتهم الجديدة..
............
أما في احدي المشافي الخاصة في المعادي..
لاسيما أمام الحائط الزجاجي الذي يواري خلفه غرفة العناية المركزة .. كان يقف هناك يراقب ذلك القابع علي سريره بلا حول ولا قوة يتشاجر معه سرا ..
" حتي وانت بين الحي و الموت معذبني ، كأنك لعنة ولازمتني .. انا مش هرتاح منك ابدا .. انتي خليت مني ابن عاصي و انسان قاسي بيستمتع بذل الناس .. لا و مش أي ناس ده انا بذل مراتي و اهلها"
ابتعد عن الحائط الزجاجي قليلا و هو يحدقه بأعين يتطاير منها الحزن والكره ثم دس يده في جيبه بترفع و وعيد بانه لن يرحمه هو و والد زوجته السعيد به.
ثم غادر مسرعا قبل ان يريه أي من " ساري" او الطبيبة "ديانا" والدته.. ليقود سيارته عائدا الي قصره..
...........
في صباح اليوم التالي..
في قصر أدم الشرقاوي .. كان العمل فيه قائما علي قدم و ساق .. تشرف عليه "بدور" رغم مقتها الدفين لتلك النزيلة القادمة ..
أما "دانه" فأثرت الجلوس في غرفتها مع لوحتها و فرشات رسمها .. حتي يحل الليل و تتقابل بتلك العروس ..
في حين كان "أدم" حبيس غرفة مكتبه لا يريد ان يقابل احد أو يتحدث مع أحد .. حتي "زين" لم يرد علي اتصالاته المتكررة.. الا عندما تذكر ذلك الطبيب الذي أتي لعلاج شقيقته ..
-ايوه يا زين معلش كنت مشغول شويه ... انا عاوزك تجبلي كل كبيرة وصغيرة عن دكتور اسمه " عدي المعالمي " ... و ابعتهالي علي ايميلي في اسرع وقت لو ممكن.
اخبره "زين" بأن يترك الأمر عليه و لا يقلق و يسعد لانتقال زوجته للعيش معه اليوم .. ولكنه كان يراه يوما عصيبا .. يريد أن تمر عواصفه بأقل الخسائر..
.............
بينما في شقة مهران السيوفى المتواجدة في احدي العمائر الفارهة..
كانوا منخرطين في تجهيزات الشقة بفرش اثاثهم الذي اشتراه "أدم" في المزاد العلني حين أُقيم لبيع ممتلكات عائلة "مهران" ..
حزنت "الينا" حين علمت ان دراجتها البخارية قد بيعت لاحدهم ... كانت أحد ممتلكاتها الثمينة و لكن ليس بيدها ما تملكه لشرائها لذا تقبلت خسارتها بصدر رحب..
و خلال يومهم اتي لزيارتهم "محمود" مدير أعمال والدهم ..
جلسوا معه ليتناقشوا فيما حدث من أمور .. و ليعرفوا نتيجة اختبار احد محركات الطائرة التي تم تصنيعها حديثا..
لينظر بأسي الي الارض قائلا : للأسف يا مهران بيه المحركات اللي استوردناها كلها سليمة .. و المُصَدِر الاسترالي طلع هو نفسه " فخر الدين بيه" ..
انتصب "مهران " من مقعدة مذهولا : انت متأكد يا محمود ؟؟
-ايوه يا باشا متأكد .. و اللي عرفته مؤخرا ان في حد من طرفه اشتري جميع اسهم الشركة بتاعتنا .. و صفانا.
شعر بوخز في قلبه الهرم اثر ما صرح " محمود" به الان ..
شعر بأيدي بناته تتلقفه ليعود معهم الي مقعده ويجلس عليه ..
-أرجوك يا محمود تابع التحقيقات بنفسك و شوف المهندس العام المسؤول عن تركيب المحركات و تابع معاه .. احنا مش اول مره نشتغل في المجال ده .. اكيد في خاين بنا.. ارجوك اعرفه باي طريقه.
كان يجثو بجواره يطمئنه : متتعبش نفسك يا باشا التحقيقات لسه مستمرة وانا هفضل اتابعها بنفسي لحد ما الحق يظهر..
اغمض "مهران" عينيه مستندا برأسه علي قمة ظهر كرسيه بارهاق و اعياء .. من رأس صديقه اليابسة كالصخر ..
........
انقضي النهار اخيرا ليحل الليل مكانه..
كان يقف مستندا علي سيارته ينظر بعيدا عن مدخل العمارة ..ليفر الضجر هاربا عندما سمعها تهمس باسمه لتنبهه لوصولها .. ليلتفت بلا مبالة الي باب السائق يفتحه و يجلس واضعا حزام الامان مشغلا المحرك في انتظار سماعها تدلف الي السيارة ..
طال انتظاره بعض الشيء مما دفعه للنظر نحوها ليجدها تدلف مرة اخري الي العمارة ..
نزل من سيارته مسرعا ليلحق بها ويجذبها من ذراعها ليوقفها قائلا بحزم : انتي رايحه فين؟
اجابت باقتضاب : رجعه تاني.
-ليه بقي ؟
-عشان مش انا اللي اتعامل بالطريقة دي يا أدم بيه .. انت لازم تحترمني طول ما انا علي زمتك .. انا مش جاريه عندك .
-لو خلصتي محاضرتك .. يلا بينا عشان منتأخرش.
صكت علي اسنانها بغيظ منه ثم امسكت بطرف فستانها لتلكزه بيدها الحرة في كتفه قائلة بحنق : أعمي البصر والبصيرة..
ثم تخطته لتسير بخطوات ثائرة الي السيارة .. لتفاجئ بسقوط قطرتين ماء علي يدها .. نظرت لهم باندهاش ثم حدقت في السماء باستفهام لتجد القطرات تزداد رويدا رويدا و يبدأ المطر في الهطول عليهما لتشعر به يضمها اليه و هو يضع سترته فوق رأسيهما .. يدفعها للأمام قائلا : يلا بسرعة علي العربية ..
شعرت بدفء غريب يلفها رغم لسعات البرد القارصة التي تتخبط بهما..
هكذا هي زخات المطر عندما تسقط تخمد نيران الحقد و تجمع القلوب تحت مظلات الحب في الشوارع .. لطالما انتظرت فصل الشتاء لتشاهد فيه جمال المعاطف المبللة والمشاعر العميقة و غزل زخات المطر للأناس في الطرقات..
ظلت تراقب الطريق من نافذتها بانشكاح شديد حتي وصل بها الي قصره الفاره .. انه حقا ضخم ... ما هذا الثراء الفاحش الذي هو به ؟ ..لا يعقل ان مهنته قد وفرت له كل هذا..
ايقظها من شرودها في آبال القصر حين قال : يلا انزلي بسرعة..
نزلت لتجد نفسها في ممر طويل جاف يقسم الحديقة الي نصفين.. مغطي بسقف معدني يحجب المطر عن الوصل اليه .. سارت فيه قليلا لتسمع صوت ارتطام قطرات المطر بذلك السقف يشبه صوت ارتطام السيوف في المعارك و كأن المطر يتقاتل معه ليصل الي ما يخفيه اسفله..
ظلت تسير بهوادة لتجده قد سبقاها و دلف الي القصر و اختفي داخله .. ترددت في الدخول قليلا فقدماها لأول مرة تطأ بيته .. دخلت لتجد الخادمات يقفن صفا واحدا وعلي وجههم ابتسامة واحده يرحبن بها ترأسهم امرأة تبدو انها من طبقة ارستقراطية من ثيابها ووقفتها فطنت انها هي عمته .. يبدو من وجهها المتجهم انها أولي عقباتها في ذلك البيت..
اقتربت منها لتسلم عليها من بابا الذوق ولكنها ادارت ظهرها لها لتصعد السلم مملية امرها لرئيسة الخدم قائلة : وري الهانم اوضتها يا سعاد.
-حاضر يا هانم.
اثرتها "الينا" في نفسها و اخفتها وراء ابتسامتها المتصنعة حتي قادتها "سعاد" الي غرفتها لتدلف وتجده فيها .. يخلع عنه ثيابه المبللة قائلا بسخرية : شايفك عرفتي طريق الأوضة لوحدك.
ردت عليه ببرود وهي تجلس علي طرف الفراش : ايوه متهتش.
ضحك علي ردها ثم قال: تقدري تاخدي جوله في القصر لحد ما اخد شور و اخرج.
رأتها فكرة صائبة .. و خرجت علي الفور لتسير في الرواق المليء بأبواب الغرف المتفرقة حاملة فستانها بيديها كي لا تتعرقل فيه .. كادت تنزل الدرج لولا انها سمعت صوت أنين يأتي من غرفة تقابل الدرج بالقليل لداخل الرواق..
نظرت حولها فلم تجد احد.. صارت الي تلك الغرفة تطرق بابها و لكن لم تتلقي أي رد .. ففتحتها ببطيء .. لترطمها لسعة برد كانت تجوب الغرفة بعد ان تسللت اليها من الشرفة المفتوحة ... جعلتها ترتجف قسرا .. نظرت حولها لتجد فتاة نائمة في الفراش تهلوس بالكلام و العرق يتصبب من جبينها لتدرك علي الفور ان الشتاء اعطاها اسوء ما فيه ..
راحت تغلق الشرفة و تسدل ستائرها .. ثم التقطت جهاز التحكم لتضبط المكيف علي الوضع الدافئ.. ثم اقتربت من تلك الفتاة لتشخص عيناها بتلقائية عندما ...
.............
يتبع
الفصل نازل من يومين ع بيدج رواياتي ع الفيسبوك لان حسابي ع الواتباد كان مقفول.... تابعوا الفصول ع البيدج حبيباتي " قصص وروايات ايمان احمد يوسف".
مع حبي:
ايمان أحمد يوسف

"سَيِّدَةُ العِشقُ"  (ثنائية من جزئين)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن