الفصل السادس والثلاثون

19K 616 38
                                    

الفصل(36)

#سيدة_العشق
#إيمان_أحمد_يوسف

قبل ساعتين ..
كان يرتدي الزي المعقم المخصص لزائري مرضي العناية المركزة و يقف متيبسا مكانه و كأن الطير علي رأسه...
يحدق في ذلك الممدد علي الفراش الطبي بلا حول ولا قوة، و بداخله حروب الكون اجمع ، لا يصدق ان قدماه قادته الي هنا ..
نظر ناحية الباب الزجاجي ليلمح تلك الطبيبة التي تزوجها ابيه بعد امه تقف خلفه مترقبة ..
عاد بنظره الي حيث كان قبل دقيقة و زفر انفاسه المتأججة داخل صدره ثم حل عقدة لسانه ليقل: انا قبل امبارح بس مكنش فارق معايا تفوق من الغيبوبة و لا لأ .. بس بعد ما ساري قالي باللي انت عمله في وصيتك .. قولت لا .. لازم تفوق و تفهمني كتبت كل حاجه باسمي ليه ؟

بدأ صوته يخرج مختنقا بغصة حزن أليم: أنت مفكر ان فلوسك دي هتعوضني الايام اللي عشت فيها اشتغل هنا و هناك عشان اوفر اللقمة لاختي وعمتي .. انت مفكر انك كدا بتعوضني سنين الحرمان من وجودك جنبي ، انت مفكر انك لما تعمل كدا انا هسامحك .. واغفرلك..

انتصب شامخا هامته قائلا باعين محمرة بجمر ألام الحرمان و العجز ، ثم قال بعزة نفس و كبرياء: انا وصلت للانا فيه ده بتعبي و في غيابك و حقيقي اتمني تفوق من الغيبوبة فعلا عشان تتعرف علي المستورد الجديد اللي اشتري مجموعة السيوفي و اللي هيخليك تخسر كل ثروتك اللي عشت تجمعها يا .. (لوي فمه بابتسامة متهكما ثم اكمل قائلا) يا فخر بيه.

خرج من غرفة العناية دون النظر الي تلك التي تراقبه يحدث نفسه قائلا: هحاسبكو واحد واحد علي اللي عملتوه و اولكم زوجتي الدكتورة المصونة.

وصل الي سيارته و قبل ان يفتح بابها تسلل اليه صوت هاتفه ليخرجه من جيب سترته و يرد علي الاتصال الذي اتاه لتتجهم ملامحه و تتجعد قسمات وجهه كالاسد المكشر عن انيابه بغضب..
لم يرد علي ما قاله المتصل له بل اغلق و في لمح البصر قاد سيارته بسرعة البرق.. ليغادر القاهرة...
.....
بينما "حلا"كانت تشد أذر توأمتها خرجت لهم الفتاة المتبرجة نفسها قائلة بنبرة حادة أمرة اياهما : انتم واقفين زي الصنم انتي و هي كدا ليه ؟! يلا يا مزة منك ليها البسوا المايوهات دي بسرعة عشان تتصوروا بيها و بعدين نبقي نشوف شغلكوا .

صعقت الفتاتين و حدقتا بذهول و اشمئزاز يخالطهما خوف دفين الي يدها الممدودة اليهما بثياب السباحة الفاضحة ..

لم تتلقي منهما اي رد ، مما اثار ضجرها و جعلها تصيح فيهم : اوعي تكونوا مفكرين اننا فتحنها سبيل احنا بنزل اعلان ان كل حاجه مجاني و دا حقيقي احنا بس بنخلي الزبون مودل نصوره لزبون تاني و حظكوا حلو اوي و هتصوروا باغلي ماركة لتصنيع مايوهات .. يلا بقي بلاش تضيع وقت خمس دقايق و الاقيكوا خلصتوا.

قالت ذلك ثم توارت عنهم داخل احدي الغرف ..

اخذت "تقي"تنتفضت كمن صعقت لتوها بصاعقة كهربية .. عندما وجدتها "حلا" علي وشك الانهيار ألجمتها بكلتا ذراعيها تهزها بقوة لتعيدها الي رشدها قائلة : تقي فوقي انا هكلم "أدم" هو اللي هيقدر يساعدنا في الموقف دا و بابا ساعتها مش هيعرف و لا حتي الينا .

"سَيِّدَةُ العِشقُ"  (ثنائية من جزئين)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن