الفصل(39)
&الجزء الثاني من الفصل&
#سيدة_العشق
#ايمان_أحمد_يوسف
انتظر صدور أي ردة فعلٍ عنها و لكن أذنه لم تلتقط اي صوت ...
اضطرب انتصاره و استدار عندما سمع صوت ارتطام أتٍ من خلفه .. لتشخص عيناه عندما رأيها ممددة علي الأرض بلا حراك ...
في لمح البصر كان بجوارها يهتف باسمها متلهفا : الينا ..الينا..
زادت ثورة قلقه عندما لم يتلقي منها ردا , فما كان منه الا نهض و فتح الباب صائحا بالخادمة لتأتيه .. ثم عاد اليها ليحملها و يخرج بها الي غرفتهما..
- أيوه يا أدم بيه ؟ هاااا.. حصل ايه؟! الينا هانم مالها؟
- معرفش .. اطلبوا دكتور توفيق يجي بسرعة .
عادت أدراجها بعد أن كانت تتبعه وهو يصعد الدرج مرددة بتلجلج : حاضر .. حاضر ..استر يا رب .. استر.
أكمل هو صعود الدرج حتي وصل بها الي غرفتهما ليدلف اليها و يضعها برفق علي الفراش كأنها شيء ثمين يخشي خدشه أو انكساره.. ثم جلس بجوارها ممسكا بيدها يمسح علي وجهها برفق ..
..............
في تلك الأثناء كانت " دانه" قد وصلت الي المشفى وصعدت الي مركز المعالجة الفيزيائي الذي اتفقت مع " عدي " أن يتقابلا به .. و كانت عمتها "بدور" برفقتها .. لم تستسيغ وجودها معها ولكنها اضطرت للموافقة علي مرافقتها بعد إلحاح شديد منها..
تركتها عمتها قليلا وذهبت الي الممرضة تسألها عن "عدي" : الدكتور عدي المعالمي موجود؟!
ردت بابتسامة تسع ثغرها : ايوه يا فندم..
ثم استطردت تسألها و هي تنظر الي "دانه" الراكدة علي كرسيها : حضرتها دانه الشرقاوي الحالة اللي دكتور توفيق موصي عليها صح ؟!
نظرت "بدور" الي "دانه" لتجد علامات الامتعاض والغضب ممزوجة علي قسمات وجهها من تلك الحمقاء لترد عليها بجفاف و صرامة : من فضلك عرفي دكتور عدي اننا وصلنا .
القتها بنظرات مميتة ثم اخذت "دانه" وانصرفت الي مكتب الطبيب المنشود دون ان تنتظر رد من تلك البلهاء.. لتعقب الاخري قائلة باندهاش : هي مالها دي ؟! بتبصلي كأنها هتبلعني بعنيها كدا ليه؟!
ثم تأففت و هي تمضي في طريقها قائلة : امتي ربنا يتوب عليا من الشغلانه الهم دي بقي؟! يارب.
.........
كان يجلس في مكتبه ممسكا بصورتها التي لا تفارقه أينما انتقل فهي موضوعة دائما علي مكتبه سواء الذي كان في برلين او الذي حصل عليه هنا.. كان يتنفس بثقل يشعر بالخواء داخله فقد كان حبها يملأه و يفيض علي الدنيا من حوله فيجملها .. هو لا يعلم متي أصبحت الدنيا مسودة من حوله و لا يعلم متي حان دوره مع الدنيا لتريه قُبحها..
ابتسم عندما تذكر تحديها المستمر له .. و رهاناتهما التي لم تكن تنتهي عندما كانا معا .. لم يذق هوان الخسارة يوما ولم يقبل بالهزيمة أبدا و لكنه أمامها يجد طعما اخر للخسارة ..
تسلل الي مسامعه صوت طرق علي باب مكتبه أجلاه قسرا من خلوته بذكرياته مع مليكة قلبه..
وضع الصورة في موضعها أمام ناظره ثم مسح علي وجهه بيده ليستعيد طبيعته ثم جهر بصوت عال : ادخل.
فتحت "بدور" الباب علي مصرعه ثم عادت لتقف خلف "دانه" لتدفع كرسيها الي الامام و تدلف معها للداخل..
لينهض "عدي" من مكانه والمقت ينهش قلبه لتلك العائلة , ابتسامة زائفة ارتسمت علي ثغرة في الحال و هو يمد يده ليصافح "بدور" مرحبا بها : أهلا بدور هانم ..
بادلته قائلة: أهلا بيك يا دكتور.. أتمني منكنش أزعجنا حضرتك لما جينا بدري عن ميعادنا .
نظر بطرف عينه الي "دانه" ليجدها تنظر له بتحذير ليبتسم بخبث و يرد بمكر : لا أبدا يا بدور هانم .. بالعكس دا هيدي لي فرصه اتكلم مع انسه دانه شويه قبل ما نبتدي الجلسه... حابب اعرف بعض الحاجات عن حالتها قبل ما نبدأ و مكنش ينفع اقولها في رساله زي ما بعتت لي رسالتها امبارح ...
نظرت باستنكار لـ "دانه" لتجدها تهرب بعينها بعيدا عنها .. فما كان منها الا ادعاء معرفتها المسبقة برسالة "دانه" إليه : فعلا انا طلبت منها تبعت لك رساله تعتذر منك عن مقابلتها لك أول مرة .. و تأكد لك علي الميعاد.. اتمني تكون قبلت اعتذارنا .
ابتسم بمكر لجهلها بما دوَّنته ابنة اخيها في رسالتها ثم قال مسايرا لها : طبعا يا هانم .. بس ليا رجاء عند حضرتك؟
- ايه هو؟
- أتمني تسبيني مع أنسه دانه لوحدنا شويه عشان احدد الحالة النفسية اللي كانت مخليها رافضة تتعالج !! .. لان دي اهم نقطة في مشوار العلاج.
- تمـ...
لم تتمكن من اكمال ردها بسبب هاتفها الذي صدع لينبهها عن وصول اتصال كان قد أتاها في نفس اللحظة.. اعتذرت منه لتري من المتصل : معلش لحظة واحدة.
اخرجت الهاتف من حقيبتها لتتغير تعابير وجهها و حالتها فور رؤية اسم المتصل : تمام يا دكتور عدي انا هستني برا لحد ما تخلصوا بعد اذنك.
قالت ذلك علي عجالة و هي تعبث بهاتفها بانشغال.. ثم خرجت.. كان ذلك "عبد الرحيم"يخبرها بما حدث معه في زيارته لـ "ماهر"..
أنت تقرأ
"سَيِّدَةُ العِشقُ" (ثنائية من جزئين)
Romansaلا أحلل نقل او الاقتباس نهائيا بدون موافقتي ******* كانت تتمني ان يخلقها الله فتى لتصبح سندا لوالدها.. ورغم تصرفاتها الصبيانيه الا انها اضحت في ليلة سيدة للعشق.. ليهبط هو بطائرته علي مطار حياتها ويسرقها لتصبح كبش فداء لثأر لا ذنب لها فيه .. فهل...