سَيِدَةُ الْعِشّقِ
الفصل الثالث~الجزء الأول~:-
استغفر الله العظيم..
********************************
وصل "آدم" الي الفيلا و ما هى الا لحظات وكان يمكث كشجرة راسخة شامخة أمام باب غرفتها، مراقبا اياها وهي تشخبط بفرشاتها وتدمج ألوانها القاتمة التي تدل علي حزن عميق ينمو داخل روحها الرقيقة ، زفرت أنفاسها الثقيلة وهي ترفع فرشاتها وتنظر للوحتها الحزينة لتمسك ب كوب قهوتها وتلقى به عليها ، ثم ضغطت علي ازرار كرسيها لتتحرك به الي فراشها تستند علي طرفه بيديها جاهدة في نقل نفسها إليه لتقع بضعف وقلة حيلة بين كرسيها والفراش وتسيل دموعها الحارقة علي وجنتها في صمت قهرا علي حالتها المضنية ، شعرت فجأة بذلك الأمان الذي لطالما كان طوق النجاة من حزنها و هلاك قلبها يحفها من كل جانب ، محاولا محو الوهن الذي اتخذ جسدها الضعيف صفحة يخطوها..
نظرت بضعف تتبين ملامح سندها و من غيره يقدر علي انتزاع اشواك الحزن من عالمها، لطالما كان لها عندما تضيق بها الدنيا، منقذها ، أملها في التمسك بهذه الحياة البائسة همست باسمه في ضعف:آ.. آدم.
وضعها علي الفرش برقة وحنان كأنها قطعة زجاج غالية يخشي كسرها ، ثم مسح علي رأسها بحب أب رأي صغيرته بعد يوم شاق في العمل ، و حنان أم آضناها الاشتياق لـ فلذة كبدها: روح آدم ، و حياته .... انا جنبك يا حياتي.. جنبك لاخر العمر.
إيمان أحمد يوسف
هدأت أنفاسها فعلم أنها استسلمت للنوم بعد نوة البكاء تلك ، فنهض مدثرا اياها جيدا ، وعندما هم بالمغادره لفت انتباهه تلك اللوحة الملقاه بإهمال فعلم انها تلك التي اخبرته عنها عمته ، فمد يده في جيب بنطاله و تأملها قليلا لتمده بحل سريعا يساعده علي انتشال شقيقته الغاليه من حزنها .. جمع أفكاره وخرج عاقدا العزم علي فعل ما في رأسه غير مكترث ٍ للنتائج.. فكل ما يهمه سعادتها..سار في الممر قليلا ثم اخرج هاتفه واتصل بصديق طفولته المقرب" زين" ، بعد ثوان جاءه رد صديقه مازحا: هم عملوا شبكه في الجو ولا ايه،؟!
تهللت اسارير "آدم" وقال عابثا:
ههه،ظابط عايش في الخيال ، انا وصلت من زمان و في الفيلا كمان.
قهقه "زين" علي سذاجة صديقه "ادم" :
ما انا عارف.
غامت عيني "ادم" بامتعاض و توعد داخله بان يندمه علي سخريته تلك عندما يأتي فقال مازحا:
بقولك ايه؛ ما تيجي ؟شهق "زين" كالفتيات و قال مقلدا اياهن :
لااه.. دا كان بابا يدبحني يا فوزييي..ضحك "ادم" علي طريقته حتي أدمعت عيناه وقال بصوت متهدج:
انت دماغك شمال علي طول كده .. تعالي نتعشى سوا تلاقيك يا عيني ميت من الجوع ..
مط "زين" شفتيه قائلا بحزن :
ااااه والله بس، انا في لجنة مينفعش اسيبها، اقولك علي حاجه احسن تعالي انت..
صمت "آدم" قليلا يفكر، ثم رد موافقا: طيب ساعه و اكون عندك.
جاءه رد "زين" :
انا هنا للفجر ارتاح شويه ونام وتعالي في السهرة.
ابتسم "آدم" قائلا بتهكم : ما انت عارف انا والنوم مفيش بنا عمار ، يلا ساعه وجايلك سلام.
أنت تقرأ
"سَيِّدَةُ العِشقُ" (ثنائية من جزئين)
Roman d'amourلا أحلل نقل او الاقتباس نهائيا بدون موافقتي ******* كانت تتمني ان يخلقها الله فتى لتصبح سندا لوالدها.. ورغم تصرفاتها الصبيانيه الا انها اضحت في ليلة سيدة للعشق.. ليهبط هو بطائرته علي مطار حياتها ويسرقها لتصبح كبش فداء لثأر لا ذنب لها فيه .. فهل...