(23)
#سيدة_العشق
#الجزء_الثاني
قضي ساعات يتأملها في صمت ، مشاعر متضاربة ترمي به هنا و هناك ..
لا يعلم كيف طاوعه لسانه في تهديدها؟! و كيف سيقتص منها ثأره ، لم تكن من شيمه ابدا ان يهين إمرأة .. قد يكون قاسيا في عمله و مرحا في بيته و لكن لم يكن بالنذل ابدا ، شعور مقزز انتابه عندما تذكر طريقته في الحديث معها .. تجعدت قسمات وجهه بضجر وهو يذكر كيف احضرها الي هنا؟؟
هو الان لا يفرق عن والده في شيء ، ضاق صدره عندما خالجه فكرة انه اضحي نسخة من اكثر انسان يكرهه .. في هذا العالم...
نظر لها وهي ممددة علي الفراش بأعين يملأها الحزن و الاسف ، ليجد يده تقترب منها لا اراديا لتمسح علي شعرها الغجري الذي يتموج كأمواج بحر حالك السواد علي الوسادة اسفل رأسها ، خرج صوته حزينا : هو السبب في اني اعمل فيكي كدا .. انا اسف.. سامحيني يا الينا .. سامحيني .. انا مش زيه .. انا عمري ما هكون زيه.في الاخير و كما يقال ان نيران الانتقام تحرق كل المشاعر الجميلة لدي الانسان و تتركه خاويا اجوفا من كل احساس جميل او شعور جيد ..
يموت الضمير و يتركه مع شعور بوجوب انه لا يَرحِم من لا يُرحَم .
وهذا بالفعل ما حدث..
فاذا به يبعد يده عنها عندما وسوست اليه شياطينه بانه ضعيف سيترك حق والدته لمجرد انه متمسكا ببعض المبادئ السخيفة .. عادت اليه روح الانتقام الضارية .. لتبرق عيناه علي الفور ببريق الشر ..
نهض مبتعدا عنها هاربا من سحرها الذي يجذبه نحوها ويشعره بالندم من ما فعله بها و قبل ان يدير مقبض الباب نظر بطرف عينيه اليها نظرة اخيرة ثم همس لنفسه قائلا: مش مهم مين هيتظلم ، دا هيكون جزء بسيط من دين ابوكي ولازم انتي تسديه .
سيدة العشق بقلم ايمان احمد يوسف....في بيت عائلة الشرقاوي في قرية الصعيد..
كان يجلس في بهو المنزل ثانيا ظهره ، مرتكزا بكوع ذراعه الأيمن علي رجله مستندا برأسه علي يده اليمني يفكر في تلك المصيبة التي حلت علي رأسه.
كان يجلس معه أيضا "سالم" ابن عمه و العمدة" عبد الرحيم" صامتين و كأن علي رؤوسهم الطير .. قطع ذلك الصمت صوت العمدة وهو يقول : ازاي حُرمه تعمل فيك اكده يا فخر؟
رفع رأسه اخيراً لتظهر عيناه الذابلة و وجه المجهد المثقل بالهموم التي تظهر جلية للعلن ثم تنهد بإرهاق قائلا : مش هي اللي رفعت القضية عليا .
جعد " سالم" ما بين حاجبيه و هو يسأله بإقتضاب : وهاا مين عاد يا فخر، اللي عاوز يهبش مالك وحالك ؟
استند بيده علي ظهر الاريكة التي يجلس عليها لينهض بظهر محني كأن جبال من الهموم قد جُبلت فوقه لتثني استقامته ، ثم سار بأقدام متثاقلة كمن أصابه الهرم فجأة ، و قبل أن يتخطاهم نظر اليهم بأعين ذاوة وقال بهدوء : ساري ابني .
أنت تقرأ
"سَيِّدَةُ العِشقُ" (ثنائية من جزئين)
Lãng mạnلا أحلل نقل او الاقتباس نهائيا بدون موافقتي ******* كانت تتمني ان يخلقها الله فتى لتصبح سندا لوالدها.. ورغم تصرفاتها الصبيانيه الا انها اضحت في ليلة سيدة للعشق.. ليهبط هو بطائرته علي مطار حياتها ويسرقها لتصبح كبش فداء لثأر لا ذنب لها فيه .. فهل...