(2)
_زفاف _" استغفر الله العظيم و اتوب اليه"
.......صدع صوت المأذون و هو يسحب المنديل الأبيض عن يد أبيها المتشابكة بيد "أدم" مهنئا : بالرفاء والبنين ان شاء الله.. مبروك يا جماعه.
رد "مهران" علي تهنئته بسرور:
"الله يبارك فيك يا مولانا "
و بينما الآخري تحاول تدارك ما يحدث حولها ، سرت قشعريرة غريبة في سائر جسدها حينما تسللت يده الاخري و قبضت علي يدها ؛ يمسكها بقوة لم تجعلها تتألم بقدر ما جعلت قلبها يقرع طبول الفرح غبطة ..
لم تعارضه بل تركته يفعل ما يشاء و أجلت محاكمته لوقت ليس ببعيد..
فليسرقا الفرحة المسلوبة منهما بالقوة إن لم يجدي التهاون شيء .
كان ترقبهما أعين الجميع .. زواجهما حفز البقية على المضي قدماً و اتخاذ تلك الخطوة أيضا ..
فـ عقد "زين" العزم في قرارة نفسه بتعجيل موعد زفافه بـ"حلا"..و اقناع والدها ..
أما "عدي" فلم تفارق عيناه تلك الـ"دانه" التي قلبت حياته رأساً على عقب .. لم يكن يعلم أن الله يحبه بهذا القدر ليلقي بفتاة مثلها في طريقة..
تذكر حينما التقي بها في المشفي الخاص في برلين و كيف أقنعها بأن يكون طبيبها المعالج هناك بعد أن حفي وراء موافقتها .. و تذكر أيضا هروبها المستمر منه عندما علمت بمشاعره اتجاهها والتي ترعرعت داخله بمرور الوقت حتي شقت صدره و بدأت تتسرب للعلن .. كم مرة انتظرها أمام منزلها الكائن في أحدي أحياء برلين الراقية متغافلا عن سوء الطقس و برودة الجو .. تذكر أيضا عندما سمحت له بالدخول ذات مرة كان المطر فيها شديد للغاية و رغم ارتعاشات جسده المتكررة إلا أنه آبي الرحيل .. رأي لوهلة الخوف جليا في عينيها عليه .. لم يكن يهمه حينها سوي ان يقنعها أن هناك رجل في هذه الحياة علي استعداد أن يفعل المستحيل ليزفر بها ..
قطع حبل ذكرياته الوليدة حديثا معها ابتسامتها المشاغبة له ليبادلها متنهدا .. انقلبت نظراته الوالهة اليها لـ إصرار على جعلها زوجته و أما لأبنائه مهما كلفه الأمر..
لم يكن وحده من يراقبها .. فـ "ساري" لم ينزل عينه من عليها .. تلك المرة الأولى التي يراها فيها وجها لوجه .. لا تختلف عن "أدم" فهي تشبهه الي قدر كبير..
لفت انتباههم جميعا صوت "أدم" حين صفق بخفة قائلا:
"طيب يا جماعة كتب الكتاب خلص و العروسه للعريس و الجري لمين ؟!.."
ضحكوا جميعهم و هم يرددون في نفسٍ واحد :
" والجري للمتاعيس.."
صفق لهم بحفاوة ثم بدأ يدفع فيهم واحدا واحدا باستثناء حماه العزيز و شقيقته قائلا:
" طيب يلا يا متعوس منك له علي بره يلا .. ما اشوفش وشكم الا بعد شهر العسل "
اعترضت "الينا" و قامت بالانقضاض علي شقيقاتها و تعلقت بأذرعتهن كالاطفال:
" لا حلا و تقي هيقعدوا معايا .."
ضحك الشباب باستهزاء ساخرين من "أدم" .. امطروه بوابل سخريتهم. فـ منهم من قال :
" العروسه مش عاوزه تقعد معاه .."
و استفزه أخر:
"شكلك وحش اوووي .."
بينما ردعهم الاخير بحزم زائف :
" خلاص يا شباب دا شكله هيعيط .."
استشاط "أدم" غضبا منهم فـ مال علي أذن "مهران" يهمس له بشكوى ضد ابنته و أفعالها :
" عجبك اللي بنتك بتعمله دا يا عمي ..؟!"
"لا.. مش عاجبني.. اصبر عليها وانا هحلها لك"
صاح "مهران" بصوت حاد:
" عيب يا الينا تحرجي جوزك كدا .. متخافيش أنا شايلك أمانه عند أدم و هو وعدني أنه هيصون الأمانه .. صح يا أدم يا بني"
رمقها بأعين عاشقه و هو يجيبه :
" في عنيا و قلبي يا عمي "
احمرت وجنتاها خجلا من ردوده الجريئة .. و بدأت ترخي قبضتها رويدا عن شقيقاتها.. لتحررهم و يذهب الجميع باستثناء "دانه" التي اقسم "أدم" عليها بأن تبقي معهم بعد أن اقترحت عليه أن تذهب للمكوث في احدي الفنادق لمدة أسبوع فقط .. حتي لا تكون عزولاً بينهم ..
...........
في قصر الشرقاوي بالقاهرة..
أنت تقرأ
"سَيِّدَةُ العِشقُ" (ثنائية من جزئين)
Romansaلا أحلل نقل او الاقتباس نهائيا بدون موافقتي ******* كانت تتمني ان يخلقها الله فتى لتصبح سندا لوالدها.. ورغم تصرفاتها الصبيانيه الا انها اضحت في ليلة سيدة للعشق.. ليهبط هو بطائرته علي مطار حياتها ويسرقها لتصبح كبش فداء لثأر لا ذنب لها فيه .. فهل...