الفصل العاشر

24K 813 42
                                    

الفصل (10)

......سيدة عشق ل/ايمان أحمد يوسف........

بعد مرور سويعات الفجر المعدودة اشرقت الشمس بنورها لتنفذ من نوافذ قصر الشرقاوي و تداعب تلك الاميرة النائمة ذات الشعر الغجري...

فركت عيناها بضجر من ذلك الضوء المحرق لعيناها البندقيتين .. لتقل و هي تستل الغطاء علي وجهها : سبيني انام كمان شويا يا عمتو ..

تسلل الي اذنيها صوت مألوف عليها ، فتحت عيناها بجحوظ وانتفضت برأسها , لتأكد عيناها جميع شكوكها فقد كان هو يجثوا قريبا منها , فـ خرج صوتها متوترا : زين؟!

اتسعت ابتسامة المدعو الأخير علي ثغره : يا صباح النشاط علي الناس الكسلانه.

تداركت حالتها فسحبت الغطاء عليها وقالت بذهول: انت بتعمل ايه بدري عندنا ، مش كنا سيبينك امبارح في شقتك؟

قضب حاجبيه ثم زم شفتيه بعبوس : انا بقولك صباح الخير وانت بتطردني ,الله الله.. الله الله. ( غلظ صوته ) الله الله .. بنت الحسب والنسب بتطردني من قصرها.

وضعت كفاها علي اذنها بضيق من صوته الرجولي الخشن الذي يؤذي اذناها الرقيقة وقالت: بس يا مزعج.. صوتك مزعج..
اشار" زين " لنفسه بطريقة درامية مجاهدا في ترقيق نبرة صوته: انا.. انا صوتي مزعج.. انا يا حقوده.

لوت "دانه" شفتيها بسخرية قائلة: ايوا انت صوتك مزعج..انت مفروض تقبض علي المجرمين بصوتك دا.. هيسلموك نفسهم علي طول.
ضربها برفق علي مؤخرة رأسها قائلا : اه من لمضتك محدش بيغلبك في الكلام ابدا.

ضحكت وهي تؤكد علي كلماته الاخيرة قائلة: ابدا.
شاركها الضحك الذي سرعان ما بدأ ينسل عن وجهه ويعود اليه التجهم ليجلي صوته قبل ان يعلمها بما اتي ليخبرها به: دانه.. انا جاي هنا عشان اقول لك ان.. ان يعني.. ان ادم.. اخوك وقع من علي السلم امبارح...ونقلناه المـ ...
لم يتمكن من اكمال حديثه ، فقد رآي شحوب وجهها يزداد و تصارع زفيرها وشهيقها معا بقوة ليهتف بلهفة مطمئنا: بس والله هو كويس وبخير دلوقتي.
اخذت بندقية عيناها تدور في جميع الاتجاهات بتشتت و ضياع و قلب صغير يرتجف في قفص ضلوعها .. وبدأ الشؤم يتسلل اليها لتنزل علي عيناها غمامة سوداء يصاحبها شعورها ببرد قارس ادي الي ارتجاف جسدها رجفات صغيرة بدأت في التزايد ..
وما هي الا ثوانيا و كان جسده يرتخي امامه بلا حول ولا قوة، ليندفع "زين " صارخا: داااانه

حاول ان يفيقها و ينثر الماء علي وجهها من ذلك الكوب الموضوع بجوارها.. ولكن دون جدوي..

لم يجد بدا من حملها الي المشفى.. انتشلها بين ذراعيه و خرج ملتقطا معطفها من علي حامل ثيابها ليغطيها به ويهرع الي الخارج ، ياخذها الي المشفي ذاتها ال تي بها "أدم "..
.........
كان يجلس في مكتبه يطالع تلك الأخبار علي شاشة حاسوبه ، يتمعن في قراءة احد الأخبار بتركيز كبير .. حتي طرق احدهم الباب واخرجه من تركيزه، فخلع نظارته الطبية عن عينه وقال: ادخل.
ليفتح الباب ويظهر مدير اعماله السيد "محمود " ... رحب به مصافحا اياه : اهلا يا محمود. اتفضل اقعد.
"محمود" : صباح الخير يا مهران بيه عرفت اللي حصل للشركة الاجنبية اللي بتصدر لنا قطع الغير لهياكل الطيارات والمحركات ، بتنهار.. أسهمها نزلت فجاه من امبارح.
استند "مهران" باحدي يديه علي ذراع كرسيه .و الاخري يحك بها جبته وهو ينظر لحاسوبه : كنت لسه بقرأه حالا قبل دخولك ، انهيار شركة(A.D.S) ، و خسارات تتوالي علي مالكي الشركة.
رد "محمود" بقلق قائلا: طب والعمل يا مهران بيه احنا كدا كمان هنتاذي؟
أومأ الاخير بالرفض قائلا: لا بالعكس جدا احنا هنعرض مساعدتنا ليهم ونحاول نكسبهم لصفنا ونساعدهم..
أومأ "محمود" باقتناع، ثم استطرد" مهران " كلامه قائلا: عاوزك بس تجمع لي كل المعلومات الأكيدة عن الشركة دي.
أومأ "محمود " برأسه قائلا : تمام لما حضرتك ترجع من السفر هتلاقي المعلومات كلها علي مكتب حضرتك.
ابتسم" مهران" قائلا: ربنا يبارك فيك يا محمود انا اجلت سفري لبكره لحد ما اطمن ان الدنيا امان علي البنات..
انهي كلامه ثم دار بكرسيه ناحية النافذة يشاهد حركة الحرس الجدد بتمعن ثم قال بثقل: انا عاوزك تخلي بالك من البنات كويس يا محمود اعتبرهم زي ندى بنتك.
صدع رد الاخر سريعا مؤكدا : طبعا يا باشا مش محتاجه توصيني..

"سَيِّدَةُ العِشقُ"  (ثنائية من جزئين)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن