أليماندرا- | الطريق لك |

18. أعرف..؟ لا أعرف.

#هيدال

قبل أربع سنوات.

أرخيت جسدي فوق الأقمشة الطرية من تحتي، تتسلل لأذناي خطوات الجنوء يجوبون كل مكانٍ بعنف، بعد عدةٍ ثوانٍ يقتحم أحدهم خيمتي ويسحبني من ذراعي بعنف صارخًا.

" أنتِ ! هل رأيت أي فتاة شقراء الشعر في أي مكان؟!"

" لا أعرف، أغلب الفتيات في هذه المملكة شقراوات الشعر." أجبت بهدوء ليترك يدي بخفة ويندفع للخارج.

لا أعرف..أنا لا أعرف.

هل كان ما فعلته صحيحًا..؟ لقد فقدت تورو، بعد أربع أعوام طويلة أسحره ليتبع فتاة لم أعرفها سوى لعدة أسابيع قليلة، حتى إذا صادفته مجددًا وحاولت سحره ليتبعني فحينها سيُبطل كل السحر وسيعود لشخصيته الحيوانية ويتبع غرائزه فقط لا أكثر..بل أنه قد ينقض عليّ.

هل كان ما فعلته صحي- " هيدال ؟"

جفلت عندما ناداني سباستيان لألتفت نحوه متفاجئًا، أخذ عدة خطوات مقتحمًا الخيمة ثم أرخى كفه على كتفي بقلق.

" تبدو شاحبًا، أين كنت ؟" سأل.

" أنا هنا طوال الوقت." أجبت مزيفًا بسمة صغيرة، وأكمل " كاذب."

بالطبع..من أخدع ؟ إنه سباستيان.

" لا تقل..لقد كنت معها ؟"

" مع من ؟"

تنهد بشدة وأمسك بكتفاي موجهًا نظراتً جدية نحوي " ظننت أننا سنتشارك كل شيء..؟"
" ما الذي تخفيه عني ؟ إلى متى ستستمر في هذا ؟ هل وعدنا سخيف في عيناك لهذه الدرجة ؟"

مجددًا، كان يمتلك سباستيان دائمًا ذاك النوع من الكتمان، تعصف بعقله ألاف الأفكار كإعصار يهشم كل ما يلمس ومع ذلك لا يفصح إلا عن البقايا.

مؤخرًا تجتاحه بشأني أفكار سلبية فحسب، ذاك النوع من الاحاديث الخرقاء البسيطة لم يعد موجودًا، هناك سد عالٍ يُبنى بيني وبين صديقي الوحيد، وأنا لا أحب هذا.

" حسنًا ، حسنًا ! " هتفت منزعجًا قبل أن أزيح كفيه عني.

أخذت أنفاسي بعمق وزفرت الهواء بهدوء..قلبي ينبض بقوة على غير العادة، الجو حار والتوتر يجتاحني وكأنني إرتكبت جريمة ما.