17. خياران لا ثالث لهما.

1.7K 201 141
                                    


#ماتيلدا

لم يكن الأمر بتلك السهولة ، التسلل من مايڤ يوميًا في الصباح للذهاب لغرفة صغيرة في أطراف القصر حيث أتقابل مع أمي ، كون هاوارد هو من يساعدنا ومع ذلك علي التظاهر بأنني لا أعرف عنه حرفًا.

كثير من مسحوق غريب صنع من أعشاب متفجرة نادرة  من سورد والذي كان علي نثرة في أماكن متعددة حول القصر..لم يكن الأمر بتلك السهولة.

وكلما مرت الأيام أكثر..كلما إقترب موعد سباق الخيول أكثر ، كلما تشاركت حديثًا صغيرًا هادئًا أمام ملامح مايڤ الصاخبة كنت أكتشف شيئًا واحدًا..أنا لا أستطيع فعل هذا.

جفلت عندما إقتحمت أمي الغرفة المظلمة فجأة وهمست بحدةٍ " لقد تأخرتِ ، سيلاحظون غيابي."

" هل كل شيء في مكانه ؟!" تجاهلت لومي وتساءلت بتوتر لأومئ.

" رائع ، إسمعي جيدًا ، سباق الخيول هو غدًا عصرًا..بسبب بعض التدخلات من الأمير هاواورد فستظهر كل العائلات حول المضمار قبل عائلة ميين ، وستكون تلك فرصتنا للتخلص منهم."

كانت متحمسة كثيرًا بالنسبة لمزارعة إعتادت على حياة ڤيسا المسالمة ، تلمع عينيها بشغف غريب ، تتسلل أصابعها نحو يداي الباردتين وتحيطهما مردفةً " سيتولى أمر إشعال النيران فارس من فرسان الأمير ، ونحن سنهرب فورًا نحو ڤيسا ، سنخفيك ونغير قليلا من الأشياء في شكلك..لن يتعرف عليك أحد ! بل قد لا يبحث عنك أحد بعد أن يحترق ذاك الملك وإبنه حتى يصيرا رمادًا."

أعطيتها بسمة صغيرة مزيفة ثم أجبت " هل هذا كل شيء..؟"

اومأت مستغربةً، ورفعت جسدي دون مزيدٍ من الحديث قاصدة المخرج، تفقدت الممر ثم سرت بخطوات سريعة نحو الحديقة.

مايزال الصباح صاخبًا، غيوم أواخر الربيع كانت متحاشدة وسط السماء لتحذرنا من شتاءٍ قارص قادم.

أرخيت جسمي أرضًا في بقعة نائية لا يوجد بها أحد وراقبت عصفورة صغيرة مألوفة تعبث في الأرجاء..ميلودي.

حين أطلقت عليها إسمًا كنت أعتقد أنني سأتفقدها كل يوم بكثير من الحب ، وها انا ذا أراقبها كحكاية بعيدة عفا عنها الزمن..أعتقد أن المسميات لا تمتلك شيئًا لتفعله مع المشاعر الحقيقية في النهاية.

دفنت رأسي بين ركبتاي بإحباط وأطلقت عدة تنهيدات طويلة يملأوها القلق..بعد يوم من الآن سأصير قاتلة.

ضيقت الخناق حول ركبتاي أكثر..دقيقة ، إثنتين ،عشر.

وثم نهضت بعنف ضاربًة قبضتي بجذع شجرة صلب قربي..وتسللت إبتسامة طفيفة لشفتاي عندما خطرت تلك الفكرة بعقلي.

--------

" أشجار كرز ؟ " قال بعدم إهتمام لأومئ متحمسةً ، ويكمل ممسكًا بسيفٍ خشبي " لا يوجد شيء كهذا في مملكلتنا."

أليماندرا- | الطريق لك |حيث تعيش القصص. اكتشف الآن