35. أسفل ذات السماء.

1.3K 161 103
                                        



سباستيان.

"ماذا قلت لها؟"
صد العميل5 طريقي حين كنت موشكًا على الخروج. رد فعل متوقع من قبل الشاب الوحيد حين تهيج دواخله أخيرًا إتجاه امرأة..لكنه لم يكن كافٍ لإخراسي.

"ما كان يجب أن تعرفه." أجبت، وزفر الهواء أسفل نظرات لو سُمح لها أن تلتهمني لفعلت.

كان يقف أمام باب غرفتي صادًّا الطريق عبر جسده الطويل. لا يرتدي قناعه وذلك إن دل على شيء فهو أنه يعرف أكيدًا أنني أدرك هويته الحقيقية. تبدو ملامحه الصغيرة مجروحةً..المشاعر تمتلك سيطرة كاملة على عضلات وجهه بلا شك.

فركت حاجباي مرهقًا ثم ترقبت تهديداته التي توالت على مسامعي كصخور قاسية تهشّم ما ترى. وكان ذلك حين زمجر من بين أسنانه قائلًا "سباستيان، انا لا آبه بنواياك أو بوجودك من أصله..لكنك تعبث مع الشخص الخاطئ، ولقد حذرتك من ذلك مرارًا."

"ما أقصى ما استطيع الوصول له؟" سألت، تمالك رباطة جأشه بصعوبة وأردف: " أستطيع أن أمحيك من الوجود. "

"لأن امرأة إختارت سيدك بدلًا منك؟"

"لأنك خائن خالف القوانين لتوه." أجاب.

مرت ثلاثة أيام منذ ظهور الحقيقة ولم يخمد الوقت من نيران صدره شيئًا، يستطيع الأحمق أن يدرك مدى الغضب والغيظ في نبرته ومشيته وتهدج أنفاسه المرير..يشعر وكأنه الخيار الثاني الذي لم يكن من الأصل خيارًا.

وضع العميل5 نفسه في خانة قاسية نائية عن المطلوب. رئيسه يتحدث عن الحرب وهو يناقشه في الحب، هنا الڤيرودوس وهنا رجال العصابات يقومون بنهب كل ما تلمسه أيديهم..وها هو العميل5 ينام حالمًا بخصلات ماتيلدا تداعب وجنتيه المحمرتين.

كان ينصرف ممتعضًا كلما شوهد الرئيس يخطو لغرفته برفقة محبوبته الصغيرة، الحق أن أحدًا لم يلحظ ذلك..ولكنني أفعل كالمعتاد.

"ستقتلني إذن؟ ليس بالأمر الجل، كان علي أن أموت منذ خمس سنوات سابقة..وأتعرف ما الظريف في الأمر؟" رسمت بسمة ضئيلة على شفتاي، وأكملت دون أن أمهله وقتًا للإجابة:"كنت سأموت على يديك حينها، وسأموت على يديك الآن."

"سباستيان..الحياة تتغير خلال خمس سنوات لعينة لكنك مازلت عالقًا في دائرة سوداء لا تستطيع الخروج منها، وهذه ليست مشكلتي. لقد ندمت بالفعل على تلك الليلة."

قهقهت. كلماته تبدو مبهمة لكل سامع ومتجلية كالشمس لي فحسب..فالحقيقة هي أنني والعميل5 كنا نتشارك سرًا صغيرًا أقسمنا بدمائنا ألا يرتشف منه طرف ثالث مهما حدث.

ولكن الأسرار لا تمسي أسرارًا حين تأتي تلك اللحظة التي يقرر فيها أحدهم استعمالها كسلاح حاد..وقد قرر العميل5 أن يفعل.

"لم أعد آبه بندمك أو عدمه، يمكنك إفشاء الأمر لمن تريد..انا لم أعد عدوًا لأحد ولا أقوم بمؤامرة من خلف-"إذا لماذا أخبرت ماتيلدا بذلك؟!"

أليماندرا- | الطريق لك |حيث تعيش القصص. اكتشف الآن