33. الأسف والسيف.

1.2K 141 197
                                    



ديرما.

لا أدرك جيدًا ماذا كنت أرى، لكنها كانت امرأة تمتلك مظهر لايدا.

قبل أن أصف المزيد علي أن ابدأ بوصف لايدا، ليست تلك التي تقف أمامي ولكن تلك التي أحفرها في عقلي.

كانت متوسطة القامة بجسد نحيف نسبيًا وأعين واسعة تنظر للأسفل أغلب الوقت، تمتلك ذاك الطابع الحزين الذي يختفي مع الوقت فلا تكاد تلاحظه لاحقًا.

شعرها طويل أشقر لا يناسبها كثيرًا، وامتلكت ملامحًا متوسطة الحجم لطيفة المظهر بالنسبة لي..لديرما، للعين مثلي.

لايدا التي كنت أقف خائرًا أمامها لم تكن الكيان الذي فعلت كل ذلك لأجله، كل هذه الأشهر بدت فجأة محض كذبة او خدعة أو مقلب قمت باكتشافه عندما فات الأوان.

لقد قتلت رئيس المجلس..قتلت رئيس المجلس بيداي العاريتين كي أحررها وها هي ذي على وشك أن تسلبني الحياة.

"ما الذي حدث هنا." تمتمت..حدقت بالجثث لثوانٍ قليلة حتى فهمت ما يجري تلقائيًا. إنها تقلدني.

كانت تحاصر فتى مألوفًا بشكل أو بآخر يأن متألمًا وينزف فخذه ملطخًا لايدا أكثر فأكثر.

نهضت، سارت بضع خطوات حتى وصلت قربي..أخذت أنفاسها ببطئ وحدقت بي بعمق. عيناها لا ترمشان، لا تشعران.

أشارت بالمشرط في كفها أمام عنقي ولم أقاوم كثيرًا..لكنني حرصت على أن ألفظ جملتي الأخيرة قبل إنهاء حياتي التي كانت في الحقيقة لا تمتلك أي معنى.

"لقد قتلت العجوز، قتلت رئيس مجلس الشيوخ وحراسه الآن في طريقهم إلى هنا..سيدمرون المكان ويدفنونه تحت التراب خلال بضعة ساعات لذلك عليك الهروب."

مرت قليل من الثواني التي لم يلفظ أحد بها حرفًا، أقوم بتحليل الموقف وتقوم لايدا بفحصي عن قرب.

"لا، لا يبدو وكأنه يكذب." همست ، وجعدت حاجباي باحثًا عن من تحدث.

في الحقيقة لم تكن تحدث أحدًا، لا يقف أماماها سواي..ومن خلفها مجزرة لن يرهق أحد بها نفسه ويجازف بالحديث. مما يعني أنها تخاطب وجودًا لا أراه، ربما..

"انت لا تعرفينه مثلما أفعل..أخبرتك ألا تبدي رأيك دون أن أطلب."

الڤيرودوس، هي تحدث شيطانها..أو أن من تتحدث هي الشيطان ومن لا أسمعه هي لايدا.

إذا كان الخيار الثاني فذلك يعني أنني قد تأخرت كثيرًا، وأنني ميت لا محالة. ولكن المشرط قد فارق مساحتي الشخصية وشعرت بقبضة لايدا تجذب ملابسي نحوها في حدة قائلة:"كيف أثق بأنك لست كاذبًا؟"

أليماندرا- | الطريق لك |حيث تعيش القصص. اكتشف الآن