31. فلترفعي قناعه.

1.3K 165 108
                                        



ماتيلدا.

الأخوة صعبة، وكأنها قفص لطيور كناري لا تفقه في الحياة شيئًا. أو بحر ضيق حُشر به حوت ضخم.

شيء لا تمتلك أي قرار به، لقد ولدت وهذا أخوك..إنتهى الأمر.

جلست قرب شجرة عشوائية من أشجار سورد الكثيفة، الأصدقاء هنا هم الشجر فقط..ولقد تكيفت مع ذلك عندما مكثت ألتهم أظافري في اضطراب.
شعور طفيف بالندم يخالجني، لا أعرف لماذا تحديدًا ولكن الأمر يبدو وكأنني اخطأت في جزء ما.

ستتحول إحدانا للڤيرودوس منذ الآن، لقد ظهر العقد..الجميع يأهب نفسه للأمر منذ أعوام. لم يعد ذلك سرًا ولست بحاجة لأن أذرف الدموع في سريري قلقًا.

لقد قضي الأمر، واسوأ جزء به هو أن الڤيرودوس ليست أنا.

قد يكون سبب ندمي هو أنني وبدوري كنت أعرف ذلك منذ البداية لكنني لم أقم بأي رد فعل يذكر. لقد راقبت لايدا تدخل في طور جديد من التحول، راقبت حريتها الجامحة ورغبتها العارمة في الهروب، في الركض بعيدًا.

الآن وبعد مرور السنوات أستطيع أن أضع للايدا عذرًا..لقد كانت تحت تأثير الڤيرودوس منذ زمن طويل، قد أقول أن لايدا الحقيقية لم تظهر سوى في لحظات نادرة..لحظات خلوتها التي لا يرافقها بها أحد.

تلك النظرة المثابرة والأعين الوحيدة كانت حاتمًا لايدا..كان بها قوة لايدا التي تمثلت في شيء واحد فقط، العِند.

هل تم إخضاعها؟ بهذه السهولة؟ هل سيُطلب مني الإنطلاق في مهمة لاصطياد اختي اذن؟

"الغابة جميلة..لكن الليل يقترب."

جفلت ملتفتةً ناحية الصوت من خلفي، قد تعتقده شخص عادي في الوهلة الأولى..ولكنه مؤسس هذه العصابة بأكملها. من العجيب كيف أن هنالك فئة من البشر تبقى كحجز مهترئ لن تعرف مقدار تميزه إلا حين تشقه لنصفين كتلك الصخور على شاطئ البحر.

ومع ذلك فتشبيه الرئيس بالحجز لم يكن تشبيهًا موفقًا..إذا كان علي وصف تلك الأعين المترقبة التي تتفحص كل جزء بي مع كل خطوة تسحبها نحوي، فسأقول بأنه صقر لا يستطيع  أحد الإمساك به.

"أعرف، أردت أن أسترخي قليلًا فقط." أجبته موشكةً على النهوض، ودفع كتفي بخفة للأسفل فأعادني لموضعي الأول ثم جلس قربي، وأردف حين لاحظ تحديقاتي المستغربة.

"أعتقد أنك لم تسترخِ بعد."

هل تعرف كيف يبدو الأمر عندما يكون الجاثي بجانبك مألوفًا حد الموت، غريبًا حد الذعر؟ كنت في متاهة واسعة أركض بها خلف صوته وعيناه والذكريات.

خلاياي تتشاجر..ترغب بأن تقفز عني وتصرخ في وجهه أن من أنت؟ ولماذا انا؟

"في ماذا تفكرين؟" سألني، صوته كان مكتومًا إثر قناعه السميك، وأجبته متغاضية عن الحرب التي شنها علي عقلي:"فقط بعض الذكريات."

أليماندرا- | الطريق لك |حيث تعيش القصص. اكتشف الآن